الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث العشرون: في إسناد كتب المذهب
(1)
خَرَّجْتٌ في: " النظائر "(2) قول العلماء:
* " الأسانيد أنساب الكتب ".
ولذا ترى في تراجم بعض العلماء امتداحه باقتناء الكتب الموثوقة، قولهم:" واقتنى الكتب المنسوبة "، أي " التي كتبها علماء موثوق بهم وقرؤوها، أو قرئت عليهم، فأجازوها، وأثبتوا بخطهم عليها ما يفيد شيئاً من ذلك، وهذه درجة عالية من درجات التوثيق في المخطوطات "(3) .
فأسانيد الكتب على ثلاثة أنواع (4) :
النوع الأول: إثبات ما يروى فيها بالإسناد.
وهذا هو الإسناد المقصود عند الإطلاق، وعليه اشتغل المحدثون المسندون، بل أهل العلوم النقلية كافة.
النوع الثاني: الإسناد إلى تلك الكتب.
(1) انظر العقود الياقوتية لابن بدران: ص 104-106.
(2)
ص/ 285.
(3)
كناشة النوادر لعبد السلام هارون: ص/176 - 177.
(4)
انظر: صيانة صحيح مسلم لابن الصلاح: ص/ 115. وانظر تاريخ التراث العربي: 1/ 2
وهو الوسيلة الأولى لإثبات تلك الكتب في عصر التدوين، ثم صارت سلسلة الإسناد بعد لا يراد بها إثبات نسبة الكتاب؛ لأن هذه الكتب أصبحت في مرتبة الرواة المتقنين في السابقين، ولكن للإبقاء على سلاسل الأسانيد التي خُصَّت بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم، لشرف هذا العلم.
وعلى هذا اشتغلت كتب: الإجازات، والأثبات، والمعاجم، والفهارس، والمشيخات.
وحاز بها المُجاز حق القراءة، والإقراء، والتدريس، والإفتاء، فهي تقوم مقام الشهادات من معاقل العلم النظامية في عصرنا.
ومن هذه الأثبات وغيرها:
1-
" إجازات شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية " ت سنة (728 هـ) .
2-
" روضة أهل الجنة في آثار أهل السنة " لابن فقيه فِصَّة ت سنة (1071 هـ) .
3-
" ثبت عبد القادر التغلبي " ت سنة (1135 هـ) .
4-
" ثبت السفاريني " محمد بن أحمد ت سنة (1181 هـ) .
5-
" منار الإسعاد في طريق الإسناد " لعبد الرحمن ابن عبد الله البعلي الحنبلي ت سنة (1192 هـ) . واختصره الشيخ محمد راغب الطباخ في ثبته: " الأنوار الجلية في مختصر الأثبات الحلبية ". مطبوع.
6 -
" الكواكب الزاهرة في آثار الآخرة " لأبي المواهب محمد ابن عبد الباقي بن الحنبلي ت سنة (1226 هـ) .
7-
" ثبت السيوطي الرحيباني " مصطفى بن سعد ت سنة (1242 هـ)
8-
" إجازة " الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن حميدان " ت سنة (1252 هـ) تقريباً.
9-
" ثبت الشيخ محمد بن حميد النجدي " ت سنة (1295 هـ) .
10-
" ثبت الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى النجدي " ت سنة (1329 هـ) .
* ومن المشيخات:
1-
مشيخة ابن الجوزي " له. ت سنة (597 هـ) .
2-
" مشيخة أحمد بن عبد الواحد المقدسي " ت سنة (623 هـ) .
3-
" مشيخة خطيب مردا " محمد بن إسماعيل ت سنة (656 هـ) .
4-
" مشيخة ابن أبي عمر المقدسي " أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر ابن قدامة ت سنة (682 هـ) .
5-
" مشيخة القاضي سليمان بن حمزة بن أبي عمر ت سنة (715 هـ)
6-
" مشيخة ابن أبي عمر محمد بن العز إبراهيم بن أبي عمر المقدسي " ت سنة (748 هـ) .
7-
" مشيخة ابن الحنبلي " أبو المحاسن يوسف بن يحيى ت سنة (751 هـ) .
8-
" مشيخة ابن أبي العز " عبد الرحمن.
9-
" مشيخة الصلاح ابن أبي عمر " محمد بن أحمد ت سنة (780 هـ) .
10-
" مشيخة ابن رجب " ت سنة (795 هـ) .
11-
" مشيخة ابن مُشْرِف " محمد بن أبي العز بن مشرف الصالحي.
* ومن المسلسلات:
1-
" مسلسلات ابن الجوزي " ت سنة (597 هـ) .
2-
مسلسلات الضياء محمد بن عبد الواحد المقدسي " ت سنة (643 هـ)
3-
" مسلسلات الجمال يوسف بن حسن بن المبرد " ت سنة (909 هـ) .
4-
" الحديث المسلسل بالأئمة الحنابلة ".
5-
" الحديث المسلسل بالأئمة الصوالحة الحنابلة " كلاهما في: " الأنوار الجلية: ص/ 47، 303، 315 ".
النوع الثالث: توثيقها بخطوط العلماء عليها.
مفيداً ذلك التوثيق: مقابلتها، وصحتها، والثقة بنصها، سالماً من التحريف، وغوائل التصحيف.
وهذه المقابلات، قد تكثر حتى تبلغ مبلغ التواتر أو منزلة الاستفاضة، أو منزلة الشهرة، وقد لا تبلغ ذلك لكنها وثقت من عالم معتبر
وكتب علماء الحنابلة في الفقه وعلومه، يدور توثيقها، على هذه الأنواع الثلاثة:
أ- فكتب الإمام أحمد، ورسائله، موثقة منسوبة، برواية تلامذته لها عنه.
ب- وكتب مسائل الرواية عنه، موثقة منسوبة، برواية تلامذته لمسائلها عنه
ج- والكتب الجامعة لمسائل الرواية عنه في عصر التدوين ورأسها: " الجامع لمسائل الإمام أحمد " للخلال، مسنداً لمسائلها عن تلامذة الإمام أحمد، فإنه- رحمه الله تعالى- كتب عن نحو مائة نفس من تلاميذ الإمام أحمد، روى عنهم، فقهه، وعلمه.
وإلى هذه الكتب المسندة يَرِدُ علماء الحنابلة، وعنها يَصْدُروْن، في تشخيص فقه الإمام أحمد، ونقله، وصياغته، في: المختصرات، والمتون، والشروح، وغيرها.
ثم هذه الكتب على أنواعها، وتعددها، منسوبة، موثقة بخطوط العلماء، بسماعاتهم، وقراآتهم، ومقابلاتهم، وتصحيحاتهم، مرسومة على طررها، ومختتمة بها، ومواضع بلاغاتهم منها في مثانيها وما إلى ذلك من استنساخ، وتملك، وَوَقْفِيَّةٍ، وأسمائهم عليها، وتواريخ ذلك، وعلى هذا فَقِسْ من وشائج، وحلقات تربط بين المؤلف، وبين من تداولوا كتابه بإجازة، أو مقابلة، أو قراءة، وهكذا من وسائل التوثيق، والإشهاد على ذلك الكتاب بصحة نسبته إلى مؤلفه، وصيانته،
وضبطه كما رَقَمه مؤلِّفه.
وقد بلغ ذلك حَدَّ التنافس في النسخ المنسوبة الموثقة، وتَغَالَى الناس في ثمنها، وتسارعوا إلى اقتنائها وحيازتها.
كل هذا لضبط هذه الأصول، وتوثيق نقلها، وصيانة المنقول فيها، من الاختلال والغلط، والوهم، والسقط، وغوائل التصحيف، ومزالق التحريف، وحمايتها من التزوير فيها، والدخول عليها.
ثم هي موصولة بسلاسل الأسانيد في الإجازات، والمعاجم، والمشيخات، والفهارس، والأثبات، إبقاءً على خِصِّيْصَةِ الإسناد لهذه الأمة المباركة، لا للإثبات.
ثم هي وإن شرقت إلى الشام والجزيرة العربية، أو غربت إلى مصر فهي تدور على قاعدة الإسناد من الأصحاب في بغداد.
ومن هذه الأسانيد الحنبلية لأصول كتبهم، ومصادر مذهبهم الفقهية الحنبلية:
1-
" الإسناد الشامي " المسلسل بالشاميين، وجل رجاله من " الدماشقة الحنبليين " كما في عدد من الأثبات، وأسانيد المؤلفين إلى تلك المصنفات منها:
" منار الإسعاد في طريق الإسناد " لعبد الرحمن بن عبد الله البعلي الدمشقي ثم الحلبي، الحنبلي، المتوفى سنة (1192 هـ) - رحمه الله تعالى - وهو صاحب كتاب:" كشف المخدرات في شرح أخصر المختصرات ".
ومنها مختصره لعلامة الشام: محمد راغب الطباخ، المتوفى
سنة (1375 هـ) .
ومنها ثبت عبد القادر بن عمر السعدي التغلبي - مخطوط بظاهرية دمشق برقم/ 4415.
ومنها: سند محمد كمال الدين بن محمد الغزي العامري الشافعي، المتوفى سنة (1214 هـ) في مقدمة كتابه:" النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل ".
2-
ومنها الإسناد المسلسل بالحنابلة المصريين، بين دماشقة شيوخاً وتلاميذ، وهو في الثبت المذكور وفي كتاب:" مشيخة أبي المواهب الحنبلي محمد بن عبد الباقي " المتوفى (1126 هـ) عن طريق أربعة من شيوخه وهم والده، ومحمد بن أحمد الخلوتي، ومحمد بن بدر الدين البلباني، ومحمد بن أحمد العمري المعروف بابن عبد الهادي.
3-
ومنها الإسناد المسلسل بالحنابلة النجديين والأحسائيين، إلى الشيوخ المسندين للمذهب في مصر والشام، وبغداد.
ومدارها على: علماء آل فيروز وآل ذهلان، وآل عطوة، التميميين في نجد، إلى علماء الأمصار في: الشام، ومصر وبغداد، على ما هو في إجازة الشيخ/ عبد الوهاب بن محمد بن حميدان، المتوفى في حدود سنة (1252 هـ) .
وهي مازالت مخطوطة، وقد ساقها محقق كتاب " الوقوف " للخلال:(1/ 169- 172) .
* تكميل: حصلت لي - بحمد الله - الإجازة مشافهة، ومحررة، بجميع كتب الإمام أحمد، وبجميع كتب مسائل الرواية عنه من رواية ابنه عبد الله وغيره، وبجميع كتب المذهب بدءاً من مختصر الخرقي إلى الآخر، المسندة بفقهاء الحنابلة: عراقاً، وشاماً، ومصراً، ونجداً، شرقاً، وغرباً، في أثبات جماعة منهم: التغلبي، وعبد الرحمن البعلي، والمواهبي، والسفاريني، والرحيباني، وابن حميد النجدي، وابن حميدان النجدي، المذكورة أثباتهم سابقاً، وما لحقها من إجازات، وأثبات، حصلت لي بالإجازة عن بعض شيوخنا، منهم الشيخ سليمان بن عبد الرحمن بن حمدان النجدي ثم المكي، وقد تَدَبَّجْتُ بروايته إجازة مع الشيخ حمود بن عبد الله التويجري، كلاهما عن الشيخ عبد الله العنقري، وهو عن الشيخ سعد بن حمد بن عتيق، وهو عن الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى، وهو عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، وعنده تلتقي أسانيد النجديين، من غير طريق ابن حميدان المذكور وهو - أعني الشيخ عبد الرحمن بن حسن - عن المؤرخ الشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي، وهو عن السيد مرتضى الحسيني، وهو عن الشيخ محمد بن أحمد السفاريني، وهو عن الشيخ أبي المواهب الحنبلي، متصلاً إلى الإمام أحمد، على ما في ثبتيهما - رحم الله الجميع -.
وأرويها أيضاً عنه، به إلى الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن محمد بن عبد الوهاب، عن الشيخ عبد الله سويدان، عن الشيخ أحمد ابن عبد المنعم الدمنهوري، الشهير بالمذاهبي الحنبلي، عن الشيخ
أحمد بن عوض، عن الشيخ محمد بن أحمد الخلوتي، عن خاله الشيخ منصور بن يونس البهوتي، به إلى الآخر.
بهاتين السلسلتين، أَتَّصِل بأثبات، ومسلسلات، ومشيخات الفقه الحنبلي المدونة بطولها استقلالا، أو في مثاني إسناد الكتب الحديثية، متصلة أسانيدهم إلى كتب الإمام أحمد، وكتب الرواية عنه، وكتب علماء المذهب، من الخلال، وغلامه: أبي بكر عبد العزيز، والخرقي، والحسن بن حامد، وآل أبي يعلى، وآل قدامة، وآل بني عبد الهادي، وآل مفلح، وآل تيمية، وآل بني قيم الجوزية، وآل عبد الباقي، والحجاوي، والبهوتي، إلى الآخر في مثل: مختصر الخرقي، والعدة، والمقنع، والكافي، والمغني؛ جميعها للموفق ابن قدامة. والإقناع، ومختصره الزاد، والدليل، والنيل، والروض، وغيرها مما سبق ذكره في:" المدخل الثامن ".
والحمد لله رب العالمين على إتمام هذا المؤلف المبارك " المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل، وتخريجات الأصحاب " وهذا آخر ما أردت تدوينه فيه، في هذه المداخل الثمانية، عسى أن تكون من الأسباب النافعة لدخولي من أي أبواب الجنة الثمانية، وفضل الله واسع. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المؤلف
بكر بن عبد الله أبو زيد بن بكر بن غيهب القضاعي
في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
5/12/1416 هـ