الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأخبار الخارجية:
أصاب الأستاذ "أدمون برك" Edmond Burke حين قال: "إن الصحافة هي تاريخ العالم كله في يوم".
ذلك أنه كان على الصحيفة منذ نشأتها أن تطلع القراء على ما يحدث في الداخل، وما يحدث في الخارج، والصحيفة بدون هذا العمل بشقيه الداخليّ والخارجيّ لا قيمة لها في الواقع.
أهمية الخبر الخارجيّ:
تحتاج الشعوب الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى أن يفهم بعضها بعضًا، وأن يتعاون بعضها مع بعضٍ، وأن تؤمن كلها بهذا المبدأ الذي يسود غيره من المبادئ الأخرى في عصرنا هذا، وهو "مبدأ التعايش السلميّ". ولكي تفهم الشعوب بعضها بعضًا على الوجه الصحيح، وطريقها إلى ذلك واحد دائمًا، هو العناية التامة بوسائل الإعلام المختلفة، ومن أهمها الصحافة، فعلى هذه الصحافة إذن، أن تَعْبُرَ الحدود السياسية بين الدول، ليس فقط في أوقات الحروب والتوتر الدوليّ، والأزمات السياسية، بل في أوقات السلم أيضًا، وعلى الصحافة دائمًا أن تقوم بدور الوسيط بين هذه الدول والشعوب، وأن تكون طريق التعارف السليم بينها دائمًا، وفي ذلك وحده ما يضمن السلام العالميّ والاستقرار الدوليّ، والتعايش السلميّ، وبدونه يصبح السلام أمرًا صعبًا في عالمٍ تتهدده عوامل الانحلال، وتسري في جسده حُمَّى الانقسام، ويذود النوم عن أجفانه شبح الحرب!
إننا بدون الأخبار الخارجية نعيش في ظلام تامٍّ، ونشعر أننا غرباء في هذا العالم الذي ربطت بين أجزائه مصالح مشتركة، ووصلت بين أطرافه شَتَّى طرق المواصلات، وأصبح كالأسرة الواحدة في البيت الواحد، لا غنى لأيِّ فردٍ منها عن الوقوف على أخبار الآخرين.
والباحث في تاريخ الصحافة المصرية منذ نشأتها إلى يومنا هذا، لا يسعه إلّا الاعتراف بهذه الحقيقة، وهي أن الصحف المصرية ربما كانت من أكثر صحف العالم اهتمامًا بالأخبار الخارجية، فهي تقدمها دائمًا على الأخبار المحلية، وهي تفسح لها حيزًا كبيرًا من صفحاتها اليومية والدورية، وإلى عهدٍ قريبٍ كانت الصحف المصرية تفرد الصفحة الأولى لهذا النوع من الأخبار، وبقي الحال على ذلك حتى ظهرت أهمية الأخبار الداخلية، فاحتلت جزءًا كبيرًا من حيِّزِ الصفحة الأولى، وإذا قيست المساحة التي تشغلها الأخبار الخارجية من الصحف المصرية بالمساحة التي تشغلها هذه الأخبار من الصحف الأمريكية، وجد أن هذه الأخيرة لا تنشر من تلك الأخبار إلا ما يغطي ثلاثة أعمدة فقط من مائة عمود تشتمل عليها الصحيفة الأمريكية غالبًا، وأكثر ما تصل إليه الصحف الكبرى هناك أنها تشغل ما بين الثمن والخمس من مساحتها لهذا الغرض، وقبل نصف قرنٍ من الزمان، لم تكن الصحف الأمريكية تنشر من الأخبار الخارجية إلّا ما له أهمية قصوى.
وإذا كانت مصر -أو الجمهورية العربية المتحدة- في الوقت الحاضر قد اتسعت علاقاتها أكثر من ذي قبل في المجال الدوليّ، وإذا كان ظهور الكتلة الآسيوية الأفريقية قد أحدث نوعًا من التوازن بين المعسكرين الشرقيّ والغربيّ، فمعنى ذلك: أنه أصبح للأخبار الخارجية مكانٌ مرموقٌ في الصحف العربية في وقتنا هذا، ربما كان أعظم بكثير من مكانها في أي وقت مضى.
طبيعة الخبر الخارجيّ:
سبق لنا أن تعرضنا لتعريف الخبر من حيث هو، سواء أكان هذا الخبر محليًّا أم خارجيًّا، وسواء أكان هذا الخبر سياسيًّا أم غير سياسيٍّ، وقلنا عن الخبر: إنه الشيء الجديد الذي يهتم به القراء فور صدور الصحيفة. والحق أننا لا نجد صعوبةً ما في تعريف الخبر الداخليّ، فكل ما يقع في مصر، أو الجمهورية المتحدة، هو خبر داخليّ أو محليّ، وكل ما يتلعق بمصر، أو بالجمهورية العربية المتحدة، من الحوادث أو الأخبار التي تقع في الخارج هو أيضًا خبر داخليّ أو محليّ.
فإذا صح ذلك -وهو صحيح بأغلبية الآراء- فإن الأخبار الخارجية هي أخبار ما يقع في خارج مصر، أو خارج الجمهورية العربية، وهي الأخبار التي يكون مصدرها الخارج في جميع الأحوال، وهي الأخبار التي تحتل الصفحة الثانية من أكثر الصحف المصرية في الوقت الحاضر، ومن الأمثلة عليها:
- بريطانيا تتجاهل قرار الأمم المتحدة لحل مشكلة قبرص.
- اليونان تبلغ الأمم المتحدة استياءها من خطة بريطانيا.
- خمس هزات أرضية في ثماني ساعات تحدث خسائر فادحة.
- بطلة عالمية في الرقص يحكم عليها القدر بألّا ترقص أبدًا.
- مليون عامل يبدءون الإضراب في بريطانيا.
- أمريكا تزود بريطانيا بصواريخ ذرية.
- زعيمة شيوعية تفر من فينا.
- رئيس وزراء روسيا يجتمع بالسفير البريطاني.
تلك إذن أخبار خارجية: منها ما وقع في لندن، ومنها ما وقع في أثينا، ومنها ما وقع في فينا، ومنها ما وقع في موسكو، وهي أخبار تشترك جميعها في صفتين أساسيتين.
أولاهما: أنها أخبار تصف أحداثًا وقعت في بلاد أجنبيةٍ تقع خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة.
والثانية: أنها جاءت إلينا من مصادر خارجية.
وهنا يصح لنا أن نسأل:
هل يفهم من هذا أن كل ما يقع خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة يعتبر أخبارًا خارجية، ومكانه من الجريدة هو صفحة الأخبار الخارجية؟ أو بعبارةٍ أخرى:
ما القول في أخبار السودان، وأخبار الدول العربية الشقيقة؟ أتعتبر أخبارًا خارجية؟.
لقد أجمع المسئولون عن الصحف المصرية على إجابةٍ واحدةٍ عن مثل هذه الأسئلة، وهذه الإجابة التي أجمعوا عليها: هي النظر إلى أخبار السودان والأقطار الشقيقة، بل الشرق الأوسط كله، على أنها أخبار داخلية، وليست خارجيةً بحالٍ من الأحوال.
ونحن نعلم أن الأستاذ مصطفى أمين، رئيس تحرير أخبار اليوم -على وجه التمثيل- يقسم الأخبار إلى قسمين:
الأول: هو الأخبار الداخلية، وهي أخبار مصر والجمهورية العربية المتحدة، والسودان والعالم العربي والشرق الأوسط.
والثاني: هو الأخبار الخارجية، وهي أخبار بقية العالم.
وصحيفة "أخبار اليوم" تعتبر نفسها صحيفة الشرق الأوسط، وليست صحيفةً محليةً بالمعنى الضيق، فتنظر مثلًا إلى سياسة أمريكا تجاه أندونيسيا على أنها مسألة داخلية، في حين أنها تنظر إلى النزاع بين أمريكا والصين الشعبية على أنه مسألة خارجية.
ولهذا رأينا في الصفة الأساسية الأولى من صفات الخبر الخارجيّ، أنه خبر يصف أحداثًا وقعت في بلاد أجنبية خارج حدود الجمهورية العربية المتحدة.
أما الصفة الأساسية الثانية من صفات الخبر الخارجيّ، وهي أن هذا الخبر آتٍ إلينا من مصادر أجنبية، فاعتراضنا عليها: أنه ليس كل ما يأتي من مصادر خارجية يكون خبرًا خارجيًّا؛ إذ المعلوم أن هناك أخبارًا خارجيةً تتصل بمصر أو بالجمهورية العربية المتحدة ونشاطها في المجال الدوليّ، ومثل هذه الأخبار لا بد أن ننظر إليها على أنها داخلية محلية، ولا يجوز لنا أن ننظر إليها نظرةً أخرى.
هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ ثانيةٍ، فإننا نرى أن بعض الأخبار الخارجية تأتي من مصادر مصرية، فقد يحدث مثلًا أن تستقي صحيفة مصرية بعض أخبارها الخارجية من بعض الدبلوماسيين الأجانب الموجودين في البلاد المصرية، وقد يحدث مثلًا أن تكون مصر مسرحًا لنشاط دبلوماسيٍّ أجنبيٍّ من نوع خاصٍّ، وعلى هذا، فإن أخبار هذا النشاط الدبلوماسيّ، أو الأخبار المستقاة من دبلوماسيين غير مصريين، يقيمون في البلاد المصرية، لا يمكن بحالٍ من الأحوال أن ينظر إليها على أنها أخبار محلية داخلية، ولكنها من غير شك أخبار خارجية، وإن أبدت الصحف المحلية اهتمامًا خاصًّا بمثل هذه الأخبار، لا لشيءٍ إلّا لأنها تقع على مرأى ومسمع من القارئ المصريّ أو القارئ العربيّ.
والذي نخرج به من مناقشة هذه المسائل، أنه ليس كل ما يقع في خارج حدودنا خبرًا خارجيًّا، وليس كل ما يأتي من خارج حدودنا خبرًا من هذا النوع أيضًا، إنما الأخبار الخارجية هي الأخبار التي تصف أحداثًا تقع في الخارج، ويكون مصدرها الخارج، ولا تكون مصر أو الجمهورية العربية طرفًا فيها بحالٍ ما، ولا تكون لها صلة بالعالم العربيّ، بل بالشرق الأوسط كله -في نظر بعضهم- كما رأينا.
وبعبارةٍ أخرى: يمكن تحديد الأخبار الخارجية بأنها الأخبار التي تصف النشاط السياسيّ وغير السياسيّ، مما يقع في الدول الأجنبية خارج
حدود الجمهورية العربية المتحدة، أو النشاط الأجنبيّ الذي يقع في داخل حدود هذه الجمهورية، ولا تكون مصر أو سوريا أو أي جزء من أجزاء هذا العالم العربيّ طرفًا فيها بحالٍ ما، ويكون مصدر هذه الأخبار خارجيًّا في الأعم الأغلب، ومحليًّا في حالات قليلة الوقوع.
أنواع الأخبار الخارجية:
الأخبار الخارجية هي كل ما ينشر في الصحيفة بالمعنى المتقدم، ويهم القراء أن يطلعوا عليه، وهي أنواع، منها:
أولًا: الأخبار السياسية: وهي تؤلف الغالبية العظمى من صفحة الأخبار الخارجية، وكثيرًا ما تكون لها الصدارة في الصحف العربية؛ فتحتل مكانًا مرموقًا بالصفحات الأولى.
ومن الأخبار السياسية ما يصف تطور العلاقات بين الدول، كأخبار المحادثات، والمفاوضات، والمؤتمرات، والاتفاقات، والمعاهدات، والانقسامات، ونحو ذلك.
ومنها ما يصف النشاط السياسيّ لدولة من الدول، كخبر استقالة وزارة، وتأليف أخرى، وخبر معركة انتخابية، أو ثورة محلية، أو حرب أهلية، أو فتنة سياسية.
ومنها ما يصف سير الحرب بين دولتين، مما يهتم له السواد الأعظم من القراء، وتعنى به الصحف عنايةً خاصة.
ثانيًا: الأخبار ذات الطابع الإنسانيّ، كأخبار الأطفال، والحيوان، والكوارث الطبيعية، والحوادث التي تسبب خسارةً في الأرواح والممتلكات، وكأخبار العلاقات الاجتماعية: من زواج، وطلاق، وخاصة منها ما اتصل بالمشهورين والمشهورات.
ثالثًا: الكشوف العلمية، وفي مقدمة هذه الكشوف أخبار الذرة،
والقنابل الذرية، والقنابل الهيدروجينية، ثم الأخبار الطبية العلاجية، وأخبار القضاء، والأقماء الصناعية، وما إلى ذلك.
وقريب من هذه الأخبار كذلك أخبار الأدب، والجوائر الأدبية، وخاصةً جائزة نوبل، وأخبار الفلاسفة ودعاة السلام، وحماة الأخلاق، ورجال الإصلاح، ونحوهم.
رابعًا: الجرائم، وقد أصبح لأخبار الجريمة مكان عظيم، وأهمية كبيرة في الصحافة الحديثة، باستثناء الصحافة الروسية السوفيتية.
خامسًا: الطرائف، وهي ضروب شَتَّى، وألوانٌ متباينةٌ، ومصدرٌ للخبر الخارجيّ لا ينضب له معين، ولا تجف له مياه، ولا يسكت له صوت.
فهذا ثور مات، وثمنه خمسون ألف دولار، وهذا طائر فرعونيٌّ عُثِرَ عليه في انجلترا، وتلك علبة للتدخين كان يملكها نابليون بونابرت، وهذه ساعةٌ ثمينةُ كان يملكها قيصر، وهكذا.
مصادر الأخبار الخارجية:
تستمد الصحيفة هذه الأخبار عادةً من المصادر الآتية:
المصدر الأول: وكالات الأنباء: ولعل هذا المصدر هو أهم المصادر على الإطلاق، وقد تبين من الإحصاءات أن أكثر من 95% من الأخبار الخارجية تأتي عن هذا الطريق، وأن من تتاح له زيارة هذه الصحف يرى كيف تعمل أجهزة استقبال هذه الأخبار Tickers ليل نهار، وتمد الصحف بأنبائها أولًا بأول، ولا تتوقف عن العمل لحظةً واحدةً في اليوم، ولا تستريح فترةً معينةً في الأسبوع، ولا تتمتع بإجازة معلومة في السنة، ومع هذا وذاك، فإن الصحف لا تنشر من برقياتها -التي تتدفق عليها كالسيل- إلّا جزءًا يسيرًا للغاية.
وتزداد الحاجة إلى هذه الوكالات؛ لأن تكاليف المراسلين والمندوبين
الخصوصيين من قِبَلِ الصحيفة إلى مختلف أنحاء العالم، وتكاليف البرقيات التي يبعث بها أولئك المراسلون أو المندوبون إلى صحفهم، هي في الواقع، فوق طاقة الصحف في الوقت الحاضر، ومن يدري، لعلها تصبح ما يمكن تحمله في المستقبل.
وقد درجت الصحف اليومية في الجمهورية العربية على أن تستقي البرقيات الخارجية من الوكالات الآتية:
- وكالة رويتر الإنجليزية.
- وكالة أليونيتد برس الأمريكية.
- وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية أيضًا.
- وكالة أنا الإيطالية.
- الوكالة الفرنسية "وقد تعطلت الآن".
- وكالة تاس السوفيتية.
وعلى الرغم من أن هذه الوكالات تحاول أن تكون أمينةً دقيقةً في برقياتها، إلّا أن أنباءها لا تسلم من التحيز، والذي لا مراء فيه، أن ما دام الاستعمار قائمًا، وما دامت الدول الكبرى لا تنزع هذا المنزع إلى يومنا هذا، فإنه لا معدي لهذه الوكالات عن مثل هذا التحيز الذي يصدر عنها، ومن هنا تظهر أهمية الاقتراح الذي تقدمنا به في كتابنا:"مستقبل الصحافة في مصر"، وهو أن تكون هناك وكالة أنباء تابعة للأمة المتحدة؛ بحيث يتسنى لهذه الوكالة أن تنشر الأخبار الصحيحة التي لا تخدم دولة بعينها، ولا مذهبًا بعينه، وإذا انحرف عضو من من أعضاء هذه الوكالة عن الصواب، تَعَرَّضَ للعقاب من جانب هذه المنظمة العالمية وحدها، لا من جانب حكومة من الحكومات، وبذلك يتمتع أعضاء هذه الوكالة
بحصانةٍ دوليةٍ تمكنهم من القيام بعملهم على أحسن وجه مستطاع1.
والمهم أن هذه الوكالات السابقة ترسل برقياتها إلى الصحف إما باللغة الإنجليزية أو بالفرنسية، ومن هنا كان العمل الرئيسيّ لمحرري القسم الخارجيّ في الصحيفة، هو ترجمة هذه البرقيات إلى اللغة العربية، وإن من الحق أن يقال أيضًا: إن عمل محرري القسم الخارجيّ لا يقتصر في الواقع على الترجمة، وإنما يتعداه إلى شيء آخر سنشرحه فيما بعد.
أما وكالة "آنا" الإيطالية، فإنها تقوم بترجمة برقياتها إلى اللغة العربية، وذلك عن طريق الفرع التابع لها بمدينة القاهرة، وقد بدأت وكالة "رويتر" تخدو حذو الوكالة الإيطالية في ذلك، وترسل برقياتها المترجمة إلى العربية عن طريق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
المصدر الثاني: المراسل الخارجيّ أو الأجنبيّ، وهو مصدر هام من مصادر الأخبار الخارجية في الواقع، وما من صحيفة كبرى تستطيع أن تستغني عن هذا المراسل، إلى جانب اعتمادها اعتمادًا ظاهرًا -كما قدمنا- على وكالات الأنباء، ولكل صحيفة مصرية مراسلوها؛ في كل من لندن، وباريس، ونيويورك، وروما، وأثينا، ودلهي، وأنقرة، وغيرها من العواصم الكبرى.
ومع ذلك، يمكن القول هنا بأن وكالات الأنباء حصرت عمل المراسل الأجنبيّ في أضيق نطاق، فلم يعد هذا المراسل مطالبًا أمام صحيفته بأن يرسل إليها كل أخبار البلد الذي يعمل فيه، وإلّا جاءت برقياته التي تكلف الصحيفة أثمانًا باهظةً، تكرارًا لما تأتي به وكالات الأنباء على اختلافها، ولذلك نجد أن أهم ما يعني به المراسل المصريّ، أو العربيّ في الخارج، إنما هو موافاة الصحيفة بالأخبار الخاصة بمصر والجمهورية العربية المتحدة، والعالم العربيّ، والشرق الأوسط عامة.
1 انظر الكتاب المذكور، ص220و 221.
على أن هذا المراسل الأجنبيّ الذي تبعث به صحيفةٌ مصريةٌ إلى عاصمة من تلك العواصم الكبرى، إنما يكتب برقياته إلى الصحيفة باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، وأحيانًا باللغة الإيطالية.
ويمكن القول باختصار: إن الصحيفة تعتمد على هذا المراسل الأجنبيّ غالبًا في تكوين شخصيتها الإخبارية التي تتميز بها عن شخصيات الصحف الأخرى، ما دامت جميع هذه الصحف تشترك في الاعتماد على وكالات الأنباء، ثم تنفرد كل واحدة منها بمراسيلين تبعث بهم من قبل إلى البلاد الخارجية.
المصدر الثالث: الإذاعات الأجنبية:
الحق أن نشرة الأخبار التي تذيعها الإذاعات الأجنبية على اختلافها، تعتبر مصدرًا هامًّا من مصادر الأخبار الخارجية، وقد توسعت الإذاعات في مثل هذه النشرات حتى أصبح تقديم الأخبار من أهم الأغراض التي تنشأ من أجلها محطات الإذاعة في العالم.
وفي وسع الصحف دائمًا أن تحصل بسهولة على طائفة من الأخبار "الجاهزة" بسرعةٍ عظيمةٍ عن طريق هذه النشرات التي نشير إليها، مع الالتفات التام إلى هذه الحقيقة، وهي أن النشرة الإخبارية الصادرة عن الإذاعة إنما تخضع خضوعًا تامًّا في أكثر الدول لإشراف الحكومة.
وهنا يجدر بنا أن ندعو كذلك إلى إنشاء محطة للإذاعة، تكون تابعةً تبعيةً مباشرةً للأمم المتحدة، أسوة بوكالة الأنباء التي اقترحنا تبعيتها كذلك لهذه المنظمة الدولية.
المصدر الرابع: الصحف الأجنبية
لا ينكر أحد أن الصحف العالمية الكبرى تعتبر مصدرًا هامًا من مصادر الأخبار، وخاصة إذا علمنا أن هذه الصحف الكبرى تعتمد على مجموعة ممتازة من مراسليها في الخارج، وفي مقدمة هذه الصحف في الواقع:
- جريدة التايمز اللندية.
- جريدة النيويورك تايمز.
- المانشستر جارديان.
- الديلي ميلي.
- الأيكو نومست.
- الديلي هرالد.
- سي سوار.
ومن ثَمَّ أوجبت الصحف العربية على نفسها الاشتراك في تلك الصحف الأجنبية، والاعتماد عليها أحيانًا في كتابة المهم من الأخبار الخارجية.
تلك هي أهم المصادر التي تستقي منها الصحافة العربية أنباءها عادةً، وأنت ترى أن هذه المصادر تبعت ببرقياتها باللغة الأوروبية لا العربية إلّا نادرًا، ومن ثَمَّ كانت الصحف العربية تعاني من الصعوبات المضنية في تحرير الأخبار الخارجية، ما لا تحتاج الصحف الأجنبية إلى معاناته، ولا شك أن هذا عبء من الأعباء الثقيلة التي تواجهها الصحافة العربية، ولا تواجهها الصحافات التي بإحدى اللغات الأوروبية.
وهذا يجرنا إلى النقطة الهامة والأخيرة من نقط هذا الفصل، وهي:
تحرير الخبر الخارجيّ:
عرفنا فيما سبق أن أهم ما يميز الخبر الخارجيّ:
أولًا: أنه يأتي من الخارج غالبًا.
ثانيًا: أنه يأتي مكتوبًا بلغة أجنبية غير اللغة التي تصدر بها الصحيفة العربية.
ثالثًا: أن موضوعات الخبر الخارجيّ بعيدةً عن القارئ العاديّ، بعيدةً كذلك عن محرر الخبر الخارجيّ نفسه، إلى أن يكتب عنها بقلمه.
رابعًا: أن الخبر الواحد تتعدد مصادره، وتختلف وجهات النظر فيه اختلافًا بينًا، فأزمة وزارة في فرنسا تعتبر خبرًا يحمله البرق، ويطير به من وكالة أنباء إلى وكالةٍ أخرى، وينقله المراسلون الأجانب من بلد لآخر، وتنشره الصحف الأجنبية، كلٌّ بطريقتها الخاصة، وبما يتفق وسياستها التي تسير عليها في إصدار هذه الصحف.
خامسًا: هكذا يجد محرر الخبر الخارجيّ نفسه أمام سيلٍ من البرقيات الخارجية، كلها تتحدث عن موضوع واحد، وكلها تحاول أن تفسر هذا الموضوع الواحد، ويكون على المحرر وقتئذٍ أن يفاضل بين هذه الطرق والتفسيرات والاتجاهات المختلفة، ويستخلص منها الخبر الذي يريد أن ينشره في الصفحة الخارجية نشرًا يتفق والصحيفة التي يعمل فيها.
الترجمة:
على محرر القسم الخارجيّ بعد ما تقدَّم، أن يقوم بدور الترجمة، ولعله منذ تعطيل وكالة الأنباء الفرنسية، أصبحت اللغة الإنجليزية هي اللغة الوحيدة التي ترد بها البرقيات من وكالات الأنباء، والمحرر الخارجيّ يرى نفسه ملزمًا بقراءة هذه المواد التي تمده بها وكالات الأنباء، وترجمتها، على النحو المتقدم، ومن هنا لم يزل القسم الخارجيّ في الصحف المصرية يسمى:"قسم الترجمة"، ومن هنا أيضًا جاءت أهمية هذه المادة بين مواد الدراسة في أقسام الصحافة بالجمهورية العربية إلى اليوم.
فالترجمة إذن، عنصر من عناصر تحرير الخبر الخارجيّ، وربما اقتصر عمل المحرر الخارجيّ أحيانًا على مجرد الترجمة، على أن النجاح في هذا الفن من فنون الصحافة العربية -وهو الترجمة- يقتضي في الواقع مهارة
وتفوقًا في اللغة المترجم منها، واللغة المترجم إليها في وقت معًا، والمحرر الضعيف في إحدى اللغتين لا يُنْتَظَرُ له نجاحٌ في هذا العمل.
وهذان المطلبان يستوي فيهما المترجم الصحفيّ والمترجم غير الصحفيّ، ولكن الترجمة الصحفية في الأقسام الخارجية تتطلب من المحرر أمورًا أخرى، أهمها ما يلي:
أولًا: أن يكون دقيقًا في ترجمته، أبعد ما تكون الدقة، وخاصةً حين يتعرض لترجمة التصريحات الهامة، والبيانات الرسمية، والمعاهدات أو الاتفاقات الدولية، فإن أقل خطأ أو تحريف في ترجمة هذه الموضوعات، قد تترتب عليه أمور جسام، وحوادث كبيرة، ونتائج على جانب من الخطورة في العلاقات بين الدول، فقد يؤدي الخطأ في الترجمة إلى سوء فهم بين دولتين من هذه الدول، ويؤدي سوء الفهم إلى قيام حرب، أو على الأقل يفضي بأحد الطرفين إلى سلوك معين، ويرد عليه الطرف الآخر بسلوك مماثل، وبذلك تسوء العلاقات، وتسوء العواقب.
وقد تتطلب البرقية من المحرر أن يقوم بترجمة النص الذي أمامه ترجمةً حرفيةً، وهذا الأسلوب من أساليب الترجمة لا غنى عنه في ترجمة المعاهدات والمواثيق الدولية، وقرارات الهيئات، والمؤتمرات، والتصريحات الرسمية التي تصدر عن المسئولين، وبخاصة في الأوقات التي تشتد فيها الأزمات السياسية.
ولكن ليس معنى ذلك أن تجور الدقة في الترجمة على سلامة الأسلوب العربيّ، وتفقده رونقه وصحته وروعته، فلا بد إذن من المحافظة على خصائص الأسلوب العربيّ: نحوًا وتركيبًا وصياغةً وترتيبًا، وإلّا أضحت الترجمة نفسها غير مفهومة ولا مستساغة.
ثانيًا: أن يكون المحرر عارفًا بالمصطلحات السياسية، أو التعبيرات الدبلوماسية، والعسكرية، والاقتصادية، والأدبية، والفنية، والعلمية، ونحوها، مما يرد في البرقيات على اختلافها، وعلى المحرر ألَّا يخلط بين هذه
المصطلحات بشكلٍ أو بآخر، فاللفظ الواحد قد يكون له قصد ما في موضوع من الموضوعات العسكرية، ويكون له قصدٌ ثانٍ في موضوع آخر، ولا سبيل إلى معرفة ذلك إلّا بالمرانة، وليس على المحرر ضرر ما في هذه الحالة في أن يستعين بالمعاجم الخاصة التي ربما أفادته في فهم المصطلح الذي يرد ذكره في برقية من البرقيات، وخاصةً إذا كانت البرقية، مما يعالج موضوعًا فنيًّا خالصًا، أو علميًّا خالصًا، أو نحو ذلك، ولا بأس على المحرر أيضًا من الاتصال في هذه الحالات بالمختصين في كل مادة من المواد، يستوضحهم بعض هذه المصطلحات، ويعرف منهم ما يقابلها في اللغة العربية، فلا بد أن هؤلاء المختصين قد اهتدوا قبله إلى مثل ذلك لحاجتهم الماسة إليه، وذلك بطبيعة الحال أسلم للمترجم في قسم الأخبار الخارجية من التخبط في ترجمةٍ ربما لا تكون دقيقةً ولا أمينةً، على حين أنه قد تكون لهذا المصطلح أو ذاك ترجمةً دقيقةً عند المتخصصين قد جرت بها ألسنتهم، وكتبوها واستخدموها في كتبهم ومؤلفاتهم.
ثالثًا: ينبغي للمحرر أن يتعرف قدر المستطاع على أساليب وكالات الأنباء، وأن يميز بين أسلوب وكالة منها، وبين بقية الوكالات الأخرى. وقد دلت التجربة على أن لكل واحدة من هذه الوكالات طريقتها الخاصة في عرض الأنباء، وأن لكل منها طريقتها الخاصة كذلك في الحكم على مدى الدقة التي تتوخاها كل وكالة منها في نقل الخبر، كما تعينه على كشف التحريف، أو التهويش الذي تعمد إليه الوكالة في بعض الأحيان لغرض من الأغراض.
ويتصل بهذه الناحية كذلك أن يجتهد المحرر في معرفة الأساليب التي يمتاز بها كبار المسئولين العالميين ممن ترد أسماؤهم بكثرة في ثنايا الأخبار، وبذلك يستطيع المحرر أن ينقل هذه التصريحات نقلًا صحيحًا إلى القارئ العربيّ.
والمعلوم أن لكبار الساسة لغةً ليست كاللغة المعتادة، وكثيرًا ما تصدر عنهم تصريحات لها ظاهر ولها باطن، وأحاديث وبيانات تحتمل عدة معانٍ في وقت واحد، إذن فمعرفة اللغة التي يتكلم بها هؤلاء الساسة تعين المحرر على فهم تصريحاتهم وبياناتهم وخطبهم وأحاديثهم، وتكشف عَمَّا وراءها من الحقائق والأغراض.
هذا كله من ناحية الترجمة، أمّا من ناحية التصفية أو الغربلة فنقول: ليس عمل المحرر الخارجيّ كله ترجمة، ونحن نعرف كذلك أن المحرر الخارجيّ قَلَّمَا يترجم البرقية بحذافيرها، اللهم إلّا إذا كانت هذه البرقية تشتمل على تصريح أو بيانٍ رسميٍّ، أو تحتوي على نصوص اتفاق أو معاهدة، أو نحو ذلك.
إذ أن الذي يحدث عادةً هو أن المحرر يجد أمامه كومةً من البرقيات عن حادث معينٍ، ويأتي رئيس القسم الخارجيِّ فيطلب إليه أن يخرج من هذه الكومة، أو تلك خبرًا معينا على عمود، بمعنى أنه لا يكاد يزيد عن عشرة أسطر، وأمام المحرر أكوام كثيرة من هذه النوع تنبيء عن أحداث أخرى أكثر أهمية من الحدث الأول، ورئيس القسم الخارجيّ يلح كذلك على المحرر في أن يستخلص من هذه الأكوام موضوعًا خبريًّا على عمودين أو ثلاثة أو أربعة على الأكثر، وإذا عمد المحرر إلى ترجمة جميع البرقيات التي أمامه ضاق وقته ووقت صحيفته عن ذلك، فماذا يصنع المحرر الخارجيّ في هذه الحالة؟
الواقع أن تحرير الأخبار الخارجية عملٌ شاقٌّ في طبيعته، ونحن إذا حللنا هذا العمل وجدناه يتألف من الخطوات التالية:
أولًا: تصفية البرقيات الواردة إلى الصحيفة، واختيار أكثرها أهميةً، والمفاضلة بين برقيات الوكالة المختلفة في الحادث الواحد، وهذه التصفية والاختيار والمفاضلة، إنما تقوم على أساسٍ من أهمية الموضوع من جهةٍ،
ومن تجربة المحرر نفسه مع هذه الوكالة، أو تلك من جهةٍ ثانيةٍ.
ثانيًا: تصفية البرقية الواحدة، فإنها غالبًا ما تتألف من أجزاء متفرقة، منها المهم، ومنها غير المهم، وفيها الحشو، وفيها غير ذلك.
وعمل المحرر الخارجيّ هنا هو استبعاد ما لا حاجة له به، والإبقاء على ما يحتاج إليه.
ثالثًا: عدم التقيد بترتيب عناصر الخبر، كما أوردته الوكالة تمامًا، فقد تبدأ الوكالة بناحية لا تعد مهمة في نظر الصحيفة، ولا في نظر القارئ العربيّ، وقد تعمد هذه الوكالة إلى وضح جزء من الخبر في نهاية البرقيقة يوحي بعدم أهميته، وعمل المحرر في هذه الحالة هو أن يقرأ برقيات الوكالة قراءة فاحصة، ويلم بكل العناصر والنواحي الهامة في الخبر على عجلٍ، ثم يتصرف في هذه العناصر بما يتفق وسياسة الصحيفة من جانب، واهتمام القراء من جانبٍ آخر.
رابعًا: على المحرر الخارجيّ دائمًا ألّا يعتمد على وكالةٍ واحدةٍ بعينها، حتى يطَّلِع على غيرها من الوكالات الآخرى في نفس الموضوع الذي يقدمه لقراء صحيفته.
خامسًا: بعد الفراغ من تجميع العناصر المختلفة، والموازنة كذلك بين الوكالات المختلفة، تبدأ صياغة الخبر الخارجيّ، أو تبدأ المهمة الحقيقية للمحرر؛ إذ أن جميع الخطوات السابقة ليست إلّا ممهدةً لهذه الخطوة الهامة.
على أن هذه الصياغة تختلف باختلاف حجم الخبر عادة، فإذا كان الخبر قصيرًا، وعلى عمود واحدٍ، فالمحرر يرى نفسه مضطرًا إلى الاكتفاء بنقطة واحدة، أو ناحية واحدة؛ لأن الخبر القصير لا يحتمل أكثر من ذلك. وهنا تظهر مقدرة المحرر الخارجيّ في اختيار أهم النقط التي يشتمل عليها الخبر، أو الزوايا التي يتألف منها. وكثيرًا ما يحدث أن المحررين يكتفون بأن يترجموا مقدمة البرقية، أو صدرها، لاشتمال هذه الصدر عادةً على خلاصة الخبر.
أما إذا كان الخبر الخارجيّ كبيرًا، كأن يكون موضوعًا من الموضوعات -كما هو مصطلح على تسميته بهذا الاسم في الأقسام الخارجية للصحف- فإن الصياغة تتطلب من المحرر في هذه الحالة أن يصيغ مقدمةً أو صدرًا للموضوع الإخباريّ، ولا بد أن يخضع هذا الصدر في صياغته لجميع الشروط التي يخضع لها الصدر عند كتابة الأخبار المحلية، وقد سبق أن ذكرنا طرفًا من ذلك في فصول أخرى، وبعد كتابة المقدمة، أو الصدر، تأتي الأجزاء الأخرى أو الصلب، فيكتبه المحرر في فقرات، أو جمل تقصر وتطول حسب الجزء الذي تعبر عنه هذه الجمل من أجزاء الخبر. ومن المحررين من يفضل الفصل بين هذه الفقرات بعنوان صغير، ومنهم من لا يفعل ذلك، وإذا كان الموضوع كبيرًا، أو كان يتألف من فقرات كثيرةٍ وجب أن يراعي المحرر التوازن بين أجزائه، بحيث لا يطغى جزء على آخر، ولا يتوسع المحرر في جزء على حساب آخر، ولكن يجب أن يراعي المحرر التناسب بين هذه الأجزاء قدر المستطاع.
وبعد الانتهاء من صياغة الموضوع الإخباريّ تأتي مهمة "وضع العنوان المناسب"، وفي بعض الصحف يتولى رئيس القسم الخارجيّ وضع العنوان، وفي بعضها الآخر يترك للمحرر الذي تولى تحرير هذا الخبر مهمة وضع العنوان، والاتجاه السائد بين الصحف الآن هو ترك هذا الأمر للمحرر، وإن كان من حق رئيس القسم دائمًا أن يحدث ما يشاء من التغيير في صيغة العنوان بعد ذلك.
وكتابة العنوان ليست بالعمل السهل، وبعض المحررين يظهرون نبوغًا في ذلك، وبعضهم يتعثرون كثيرًا، ويجدون عسرًا شديدًا في كتابة العنوان الناجح لموضوع الخبر، وإن كان للممارسة والتجربة دخل كبير في هذه الناحية، وثَمَّ ملاحظةٌ هامة، وهي أننا كثيرًا ما نرى أن عنوان الخبر الخارجيّ
في صحيفة من الصحف، يحمل في طياته رأي محرره في مضمونه عادة، بل يعد تعليقًا عليه، وتوجيهًا منه للقراء في فهم هذا المضمون على نحو خاص، من أجل ذلك وجب على المحرر الخارجي أن يجيء بعنوان معبر عن فحوى الخبر تعبيرًا دقيقًا بقدر المستطاع، من غير زيادة ولا نقصان، وأن يكون هذا العنوان متفقًا تمام الاتفاق مع سياسة الصحيفة التي تنشر هذه الأخبار.
تلك هي طريقة تحرير الخبر الخارجيّ في صحفنا المصرية أو العربية، وهي طريقة تتطلب من المحرر-إلى جانب القدرة على الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية- محافظةً تامةً على فحوى الخبر، وبراعةً فائقةً في جميع أجزائه، وسرعةً وصبرًا على فحص هذه الأجزاء، والموازنة بينها في جميع الوكالات التي تعرضت لها، وموازنة سريعةً وسليمةً بين هذه الأجزاء لتقديم الأهم منها على المهم دائمًا، وأمانةً تامةص في القيام بكل هذه المهام على أحسن وجه مستطاع.