المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌455 - عمرو بن العاص القرشي - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌442 - عمر بن أبي سلمة

- ‌443 - عَمرو بن الأحوص الجشمي

- ‌444 - عَمرو بن أخطب، أَبو زيد الأَنصاري

- ‌445 - عَمرو بن أم مكتوم الأعمى

- ‌446 - عَمرو بن أُمية الضمري

- ‌447 - عَمرو بن تغلب النمري

- ‌448 - عَمرو بن الجموح الأَنصاري

- ‌449 - عَمرو بن الحارث الخُزاعي

- ‌450 - عَمرو بن حريث المخزومي

- ‌451 - عَمرو بن حزم الأَنصاري

- ‌452 - عَمرو بن الحَمِق الخُزاعي

- ‌453 - عَمرو بن خارجة

- ‌454 - عَمرو بن شاس الأسلمي

- ‌455 - عَمرو بن العاص القرشي

- ‌456 - عَمرو بن عبسة السلمي

- ‌457 - عَمرو بن عُبيد الله الحضرمي

- ‌458 - عَمرو بن عوف بن زيد المزني

- ‌459 - عَمرو بن عوف الأَنصاري

- ‌460 - عَمرو بن الفغواء الخُزاعي

- ‌461 - عَمرو بن القاري

- ‌462 - عَمرو بن مالك الرؤاسي

- ‌463 - عَمرو بن مُرَّة الجهني، أَبو مريم

- ‌464 - عَمرو بن يثربي الكناني الضمري

- ‌465 - عَمرو بن فلان الأَنصاري

- ‌466 - عمران بن حصين الخُزاعي

- ‌467 - عمير بن سعد الأَنصاري

- ‌468 - عمير بن سلمة الضمري

- ‌469 - عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي

- ‌470 - عمير بن نيار الأَنصاري

- ‌471 - عمير العبدي

- ‌472 - عمير مولى آبي اللحم

- ‌473 - عوف بن مالك الأشجعي

- ‌474 - عويم بن ساعدة الأَنصاري

- ‌475 - عويمر بن أشقر الأَنصاري

- ‌476 - العلاء بن الحضرمي

- ‌477 - عياش بن أبي ربيعة المخزومي

- ‌478 - عياض بن حمار المجاشعي

- ‌479 - عياض بن غنم القرشي الفهري

- ‌حرف الغين

- ‌480 - غالب بن أبجر المزني

- ‌481 - غرفة بن الحارث الكندي

- ‌482 - غضيف بن الحارث الثمالي

- ‌حرف الفاء

- ‌483 - الفاكه بن سعد الأَنصاري

- ‌484 - فجيع العامري

- ‌485 - فرات بن حيان العجلي

- ‌486 - فروة بن مسيك الغطيفي

- ‌487 - فضالة بن عُبيد الأَنصاري

- ‌488 - فضالة الليثي

- ‌489 - الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي

- ‌490 - الفلتان بن عاصم الجَرْمي

- ‌491 - فيروز الديلمي

- ‌حرف القاف

- ‌492 - قارب الثقفي

- ‌493 - قَبيصَة بن برمة الأسدي

- ‌494 - قَبيصَة بن مخارق الهلالي

- ‌495 - قَبيصَة بن وقاص السلمي

- ‌496 - قتادة بن ملحان القيسي

- ‌497 - قتادة بن النعمان الظفري

- ‌498 - قثم بن العباس بن عبد المطلب

- ‌499 - قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي

- ‌500 - قرظة بن كعب الأَنصاري

- ‌501 - قرة بن إياس المزني

- ‌502 - قرة بن دعموص النميري

- ‌503 - قطبة بن قتادة السدوسي

- ‌504 - قطبة بن مالك الثعلبي

- ‌505 - القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي

- ‌506 - قيس بن الحارث الأسدي

- ‌507 - قيس بن سعد بن عبادة الأَنصاري

- ‌508 - قيس بن عاصم بن سنان المنقري

- ‌509 - قيس بن عَمرو الأَنصاري

- ‌510 - قيس بن أبي غَرَزة الغِفاري

- ‌511 - قيس بن قَهْد الأَنصاري

- ‌512 - قيس بن مخرمة القرشي

- ‌513 - قيس بن النعمان العبدي

- ‌514 - قيس الجذامي

- ‌حرف الكاف

- ‌515 - كردم بن سفيان الثقفي

- ‌516 - كرز بن علقمة الخُزاعي

- ‌517 - كعب بن زيد، أو زيد بن كعب، الأَنصاري

- ‌518 - كعب بن عاصم الأشعري

- ‌519 - كعب بن عجرة البلوي

الفصل: ‌455 - عمرو بن العاص القرشي

‌455 - عَمرو بن العاص القرشي

(1)

10308 -

عن عُلَي بن رباح، عن عَمرو بن العاص، قال:

«قال رجل: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وتصديق، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور، قال الرجل: أكثرت يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلين الكلام، وبذل الطعام، وسماح، وحسن خلق، قال الرجل: أريد كلمة واحدة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب فلا تتهم الله على نفسك» .

أخرجه أحمد (17967) قال: حدثنا يحيى بن غَيلان، قال: حدثنا رِشْدِين، قال: حدثني موسى بن عُلَي، عن أبيه، فذكره

(2)

.

(1)

قال أَبو حاتم الرازي: عَمرو بن العاص بن وائل السهمي، أَبو عبد الله، له صحبة. «الجرح والتعديل» 6/ 242.

(2)

المسند الجامع (10742)، وأطراف المسند (6812)، ومَجمَع الزوائد 1/ 59.

ص: 98

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ رِشدين بن سعد المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (1322).

ص: 98

10309 -

عن شعيب بن محمد، عن عَمرو بن العاص، قال:

«خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف ثم قال: إنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم أنبياءهم، واختلافهم عليهم، فلن يؤمن أحد حتى يؤمن بالقدر كله، خيره وشره» .

أخرجه أَبو يَعلى (7340) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا الفضل بن دُكَين، عن هشام بن سعد، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1156)، ومَجمَع الزوائد 7/ 199، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (201).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (133).

ص: 98

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ رواية عَمرو بن شُعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، لايحتج بها. انظر فوائد الحديث رقم (7910).

- وهِشام بن سَعد المَدَني ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).

ص: 98

10310 -

عن عبد الرحمن بن شماسة المهري، قال: حضرنا عمرو ابن العاص، وهو في سياقة الموت، يبكي طويلا، وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه، أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا؟ قال: فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؛

«إني قد كنت على أطباق ثلاث: لقد رأيتني وما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مني، ولا أحب إلي أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو مت على تلك الحال، لكنت من أهل النار، فلما جعل الله عز وجل الإسلام في قلبي، أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: ما لك يا عمرو؟ قال: قلت: أردت أن أشترط، قال: تشترط بماذا؟ قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟.

وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه، إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأني لم أكن أملأ عيني منه، ولو مت على تلك الحال، لرجوت أن أكون من أهل الجنة.

ثم ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها، فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة، ولا نار، فإذا دفنتموني فشنوا علي التراب شنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها، حتى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربي عز وجل»

(1)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 99

- وفي رواية: «عن ابن شماسة؛ أن عمرو بن العاص قال: لما ألقى الله عز وجل في قلبي الإسلام، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعني، فبسط يده إلي، فقلت: لا أبايعك يا رسول الله، حتى تغفر لي ما تقدم من ذنبي، قال: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عمرو، أما علمت أن الهجرة تجب ما قبلها من الذنوب؟ يا عمرو، أما علمت أن الإسلام يجب ما كان قبله من الذنوب؟»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرحمن بن شماسة، قال: لما حضرت عمرو ابن العاص الوفاة بكى، فقال له ابنه عبد الله: لم تبكي؟ أجزعا على الموت؟ فقال: لا والله، ولكن مما بعد، فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك كله، شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على ثلاثة أطباق، ليس فيها طبق إلا قد عرفت نفسي فيه: كنت أول شيء كافرا، فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذ وجبت لي النار، فلما بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت أشد الناس حياء منه، فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا راجعته فيما أريد، حتى لحق بالله عز وجل حياء منه، فلو مت يومئذ، قال الناس: هنيئا لعمرو، أسلم وكان على خير، فمات فرجي له الجنة، ثم تلبست بعد ذلك بالسلطان، وأشياء، فلا أدري علي أم لي» .

فإذا مت فلا تبكين علي، ولا تتبعني مادحا، ولا نارا، وشدوا علي إزاري، فإني مخاصم، وسنوا علي التراب سنا، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة، ولا حجرا، فإذا واريتموني، فاقعدوا عندي قدر نَحْرِ جزور وتقطيعها، أستأنس بكم

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17981).

(2)

اللفظ لأحمد (17933).

ص: 100

أَخرجه أَحمد (17933) قال: حدثنا علي بن إِسحاق، قال: أَخبرنا عبد الله، يعني ابن المبارك، قال: أَخبرنا ابن لَهيعَة. وفي (17981) قال: حدثنا يحيى بن إِسحاق، قال: أَخبرنا ليث بن سعد. و «مسلم» 1/ 78 (236) قال: حدثنا محمد ابن

⦗ص: 101⦘

مثنى العنزي، وأَبو مَعن الرَّقَاشي، وإِسحاق بن منصور، كلهم عن أَبي عاصم، واللفظ لابن مثنى، قال: حدثنا الضحاك، يعني أَبا عاصم، قال: أَخبرنا حَيْوة بن شُريح. و «ابن خزيمة» (2515) قال: حدثنا علي بن مسلم، قال: حدثنا أَبو عاصم، قال: أَخبرنا حَيْوة بن شُريح.

ثلاثتهم (عبد الله بن لَهيعَة، وليث، وحَيْوة) عن يزيد بن أَبي حبيب، عن عبد الرَّحمَن بن شِمَاسة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10743)، وتحفة الأشراف (10737)، وأطراف المسند (6806 و 6807).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (801)، وأَبو عَوانة (200 و 201)، والبيهقي 9/ 98.

ص: 100

10311 -

عن قيس بن سمي، أن عمرو بن العاص قال:

«قلت: يا رسول الله، أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها، قال عمرو: فوالله، إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ملأت عيني من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء منه» .

أخرجه أحمد (18092) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثنا يزيد بن أبي حبيب، قال: أخبرني سويد بن قيس، عن قيس بن سمي

(1)

، فذكره

(2)

.

(1)

في بعض النسخ الخطية، وطبعة الرسالة:«قيس بن شفي» ، وفي نسخة كوبريلي التركية، وطبعتي عالم الكتب، والمكنز (18092):«قيس بن سمي» .

(2)

المسند الجامع (10744)، وأطراف المسند (6807).

والحديث؛ أخرجه ابن عبد الحكم في «فتوح مصر وأخبارها» 1/ 308 و 423.

ص: 101

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 101

10312 -

عن حبيب بن أبي أوس، قال: حدثني عَمرو بن العاص من فيه، قال:

«لما انصرفنا من الأحزاب عن الخندق، جمعت رجالا من قريش، كانوا يرون مكاني، ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله، إني لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا، وإني قد رأيت رأيا، فما ترون فيه؟ قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي، فإنا أن نكون تحت يديه، أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد، وإن ظهر قومنا، فنحن من قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خير، فقالوا: إن هذا الرأي، قال: فقلت لهم: فاجمعوا له ما نهدي له، وكان أحب ما يهدى إليه من أرضنا الأدم، فجمعنا له أدما كثيرا، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده، إذ جاء عَمرو بن أُمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عَمرو بن أُمية الضمري، لو قد دخلت على النجاشي، فسألته إياه، فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد، قال: فدخلت عليه، فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبا بصديقي، أهديت لي من بلادك شيئا؟ قال: قلت: نعم أيها الملك، قد أهديت لك أدما كثيرا، قال: ثم قدمته إليه، فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيها الملك، إني قد رأيت رجلا خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطنيه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب، ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة، ظننت أن قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت: أيها الملك، والله، لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، فقال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر، الذي كان يأتي موسى لتقتله،

ص: 102

قال: قلت: أيها الملك، أكذاك هو؟ فقال: ويحك يا عَمرو، أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خالفه، كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، قال: فقلت: فتبايعني له على الإسلام؟ قال:

⦗ص: 103⦘

نعم، فبسط يده، وبايعته على الإسلام، ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي، ثم خرجت عامدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح، وهو مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله، لقد استقام المنسم، وإن الرجل لنبي، أذهب والله أسلم، فحتى متى؟ قال: قلت: والله، ما جئت إلا لأسلم، قال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتقدم خالد بن الوليد، فأسلم وبايع، ثم دنوت فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عَمرو، بايع، فإن الإسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها، قال: فبايعته، ثم انصرفت».

قال ابن إسحاق: وقد حدثني من لا أتهم، أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما، أسلم حين أسلما.

أخرجه أحمد (17930) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أبي أوس الثقفي، عن حبيب بن أبي أوس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10745)، وأطراف المسند (6799)، ومَجمَع الزوائد 9/ 350، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6905).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (1029)،البيهقي 9/ 123.

ص: 102

10313 -

عن عمير بن إسحاق، قال: استأذن جعفر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها، لا أخاف أحدا، فأذن له فأتى النجاشي، قال: فحدثني عَمرو بن العاص، قال:

«فلما رأيت مكانه حسدته، قال: قلت: والله، لأستقتلن لهذا وأصحابه، قال: فأتيت النجاشي، فدخلت معه عليه، فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله، إن لم تقتله وأصحابه لا

⦗ص: 104⦘

أقطع إليك هذه النطفة أبدا، لا أنا، ولا واحد من أصحابي، قال: ادعه، قلت: إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولا، قال: فجاء، فلما انتهى البابَ ناديت: ائذن لعَمرو ابن العاص، فناداه هو من خلفي: ائذن لعُبيد الله، قال: فسمع صوته، فأذن له قبلي، قال: فدخل هو وأصحابه، قال: ثم أذن لي فدخلت، فإذا هو جالس، قال: فذكر أين كان مقعده من السرير» وذكر الحديث بطوله.

أخرجه أَبو يَعلى (7352) قال: حدثنا أَبو يعقوب، إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا ابن عَون، عن عمير بن إسحاق، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 6/ 27، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4262)، والمطالب العالية (4231).

والحديث؛ أخرجه البزار (1325)، وابن خزيمة في «التوحيد» (204).

ص: 103

• حديث أبي عبد الله الأشعري، عن عَمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار» .

سلف في مسند سيف الله، خالد بن الوليد، رضي الله عنه.

ص: 104

10314 -

عن عبد الرَّحمَن بن جبير المصري، عن عَمرو بن العاص، أنه قال:

«لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذات السلاسل، قال: احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، قال: فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له، فقال: يا عَمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله، عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} فتيممت، ثم صليت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا»

(1)

.

⦗ص: 105⦘

أخرجه أحمد (17965) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة. و «أَبو داود» (334) قال: حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت يحيى بن أيوب يحدث.

كلاهما (عبد الله بن لَهِيعة، ويحيى بن أيوب) عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرَّحمَن بن جبير، فذكره

(2)

.

• وأخرجه أَبو داود (335) قال: حدثنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لَهِيعة، وعَمرو بن الحارث. و «ابن حِبَّان» (1315) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن سَلم، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10746)، وتحفة الأشراف (10750)، وأطراف المسند (6805).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (981)، والبيهقي 1/ 225.

ص: 104

كلاهما (ابن لَهِيعة، وعَمرو بن الحارث) عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرَّحمَن بن جبير، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص؛

«أن عَمرو بن العاص كان على سرية، وأنه أصابهم برد شديد لم يرو مثله، فخرج لصلاة الصبح، قال: والله، لقد احتلمت البارحة، فغسل مكانه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: كيف وجدتم عمرا وأصحابه، فأثنوا عليه خيرا، وقالوا: يا رسول الله، صلى بنا وهو جنب، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عَمرو فسأله، فأخبره بذلك، وبالذي لقي من البرد، وقال: يا رسول الله، إن الله قال: {ولا تقتلوا أنفسكم}، ولو اغتسلت مت، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عَمرو»

(1)

.

- مرسل، وزاد فيه:«عن أبي قيس» ولم يقل: «عن عَمرو بن العاص» .

- في رواية ابن حبان: «عبد الرَّحمَن بن جُبير بن نُفير» .

⦗ص: 106⦘

- قال أَبو داود: وروى هذه القصة عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال فيه: فتيمم.

• وأخرجه البخاري 1/ 95 تعليقا، قال: ويذكر؛ أن عَمرو بن العاص أجنب، في ليلة باردة، فتيمم وتلا:{ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف.

(1)

اللفظ لابن حبان.

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (982) والبيهقي 1/ 226.

ص: 105

10315 -

عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، وعبد الله بن عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص؛

«أنه أصابته جنابة، وهو أمير الجيش، فترك الغسل من أجل آية، قال: إن اغتسلت مت، فصلى بمن معه جُنُبًا، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفه بما فعل، وأنبأه بعذره، فأقر وسكت» .

أخرجه عبد الرزاق (878) قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: أخبرني إبراهيم بن عبد الرَّحمَن الأَنصاري، عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، وعبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 1/ 263 و 2/ 70.

ص: 106

• حديث أبي عبد الله الأشعري، قال:

«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، ثم جلس في طائفة منهم، فدخل رجل، فقام يصلي، فجعل يركع وينقر في سجوده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترون هذا؟ من مات على هذا، مات على غير ملة محمد، ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم، إنما مثل الذي يركع وينقر في سجوده، كالجائع لا يأكل إلا التمرة والتمرتين، فماذا تغنيان عنه، فأسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار، أتموا الركوع والسجود» .

⦗ص: 107⦘

قال أَبو صالح الأشعري: فقلت لأبي عبد الله الأشعري: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: أمراء الأجناد: عَمرو بن العاص، وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، كل هؤلاء سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم.

يأتي، إِن شاء الله تعالى في مُسند يزيد بن أَبي سفيان برقم (11558).

• وحديث شعيب؛ أن عَمرو بن العاص حدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«التكبير في الفطر: سبعا في الأولى، وخمسا في الآخرة» .

سلف في مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص، رضي الله تعالى عنهما، برقم (7963).

ص: 106

10316 -

عن عبد الله بن منين، من بني عبد كلال، عن عَمرو بن العاص؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن، منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان»

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (1057) قال: حدثنا محمد بن يحيى. و «أَبو داود» (1401) قال: حدثنا محمد بن عبدالرحيم بن البرقي.

كلاهما (محمد بن يحيى، ومحمد بن عبدالرحيم) عن ابن أبي مريم، قال: أخبرنا نافع بن يزيد، عن الحارث بن سعيد العتقي، عن عبد الله بن منين، من بني عبد كلال، فذكره

(2)

.

- قال أَبو داود: روي عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إحدى عشرة سجدة، وإسناده واه.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

المسند الجامع (10747)، وتحفة الأشراف (10735).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (1520)، والبيهقي 2/ 314 و 316.

ص: 107

10317 -

عن عُلَي بن رباح، قال: سمعت عَمرو بن العاص يقول:

⦗ص: 108⦘

«بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني، فأتيته وهو يتوضأ، فصعد في النظر ثم طأطأ، فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش، فيسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك من المال زعبة صالحة، قال: فقلت: يا رسول الله، ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، وأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا عَمرو، نعم المال الصالح للمرء الصالح»

(1)

.

- وفي رواية: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عَمرو، اشدد عليك سلاحك وثيابك، وائتني، ففعلت، فجئته وهو يتوضأ، فصعد في البصر وصوبه، وقال: يا عَمرو، إني أريد أن أبعثك وجها، فيسلمك الله ويغنمك، وأزعب لك من المال زعبة صالحة، قال: قلت: يا رسول الله، إني لم أسلم رغبة في المال، إنما أسلمت رغبة في الجهاد والكينونة معك، قال: يا عَمرو، نعما بالمال الصالح للرجل الصالح» .

قال: كذا في النسخة: «نعما» ، بنصب النون وكسر العين. قال أَبو عبيد: بكسر النون والعين

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17915).

(2)

اللفظ لأحمد (17955).

ص: 107

- وفي رواية: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عَمرو، نعم المال الصالح مع الرجل الصالح»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (22627) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 4/ 197 (17915) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن. وفي (17916) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. وفي 4/ 202 (17955) قال: حدثنا وكيع. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (299) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. و «أَبو يَعلى» (7336) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع بن الجراح. و «ابن حِبَّان» (3210) قال: أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا أَبو أحمد الزُّبَيري. وفي (3211) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع.

⦗ص: 109⦘

أربعتهم (وكيع، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وعبد الله بن يزيد المُقرِئ، وأَبو أحمد الزُّبَيري) عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، فذكره

(2)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: سمع هذا الخبر عُلَي بن رباح، عن عَمرو بن العاص، وسمعه من أبي القيس بدل عَمرو، عن عَمرو، فالطريقان جميعا محفوظان.

(1)

اللفظ لابن حبان (3210).

(2)

المسند الجامع (10759)، وأطراف المسند (6808)، والمقصد العَلي (1436)، ومَجمَع الزوائد 4/ 64 و 9/ 353، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4643).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1061)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1190).

ص: 108

10318 -

عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«فصل ما بين صيامكم وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، أن عَمرو بن العاص كان يسرد الصوم، وقلما كان يصيب من العشاء أول الليل، أكثر ما كان يصيب من السحر، قال: وسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فصلا بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، قال: كان عَمرو بن العاص يأمرنا أن نضع له الطعام يتسحر به، فلا يصيب منه كثيرا، فقلنا له: تأمرنا به ولا تصيب منه كثيرا؟! قال: إني لا آمركم به إني أشتهيه، ولكني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر»

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (7602) عن الثوري، عن أُسامة بن زيد. و «ابن أبي شيبة» (9008) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 4/ 197 (17914) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. وفي (17923) قال: حدثنا يزيد. وفي 4/ 202 (17954) قال: حدثنا وكيع.

⦗ص: 110⦘

و «عَبد بن حُميد» (293) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. و «الدَّارِمي» (1820) قال: حدثنا وهب بن جرير. و «مسلم» 3/ 130 (2518) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (17923).

(3)

اللفظ للدارمي.

ص: 109

وفي 3/ 131 (2519) قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، وأَبو بكر بن أبي شيبة، جميعا عن وكيع (ح) وحدثنيه أَبو الطاهر، قال: أخبرنا ابن وهب. و «أَبو داود» (2343) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك. و «التِّرمِذي» (709) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «النَّسَائي» 4/ 146، وفي «الكبرى» (2487) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «أَبو يَعلى» (7337) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا وكيع. و «ابن خزيمة» (1940) قال: حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن (ح) وحدثنا يونس، قال: حدثنا عبد الله بن وهب (ح) وأخبرني ابن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبرهم (ح) وحدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله، يعني ابن المبارك (ح) وحدثنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا وكيع. و «ابن حِبَّان» (3477) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثني حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله.

تسعتهم (أُسامة بن زيد، ووكيع بن الجراح، وابن مهدي، ويزيد بن هارون، وزيد بن الحُبَاب، ووهب، وليث بن سعد، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك) عن موسى بن عُلَي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، فذكره

(1)

.

- في رواية عبد الرزاق: «عن رجل يقال له: موسى بن عُلَي، عن أبيه، عن مَولًى لعَمرو بن العاص يقال له: أَبو قيس» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأهل مصر يقولون:«موسى بن عُلَي» ، وأهل العراق يقولون:«موسى بن عُلَي» ، وهو موسى بن عُلَي بن رباح اللخمي.

(1)

المسند الجامع (10748)، وتحفة الأشراف (10749)، وأطراف المسند (6823).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (2756: 2759)، والطبراني في «الأوسط» (3238)، والبيهقي 4/ 236، والبغوي (1729).

ص: 110

10319 -

عن جعفر بن المطلب؛ أن عبد الله بن عَمرو دخل على عَمرو بن العاص، وهو يتغدى، فقال: هلم، فقال: إني صائم، ثم دخل عليه مرة أخرى، فقال: هلم، قال: إني صائم، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إنها أيام أكل وشرب» .

يعني أيام التشريق

(1)

.

- وفي رواية: «عن جعفر بن المطلب؛ أن عبد الله بن عَمرو بن العاص دخل على عَمرو بن العاص، في أيام منى، فدعاه إلى الغداء، فقال: إني صائم، ثم الثانية فكذلك، ثم الثالثة، فقال: لا، إلا أن تكون سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

أخرجه أحمد (17921) قال: حدثنا روح. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (2912) قال: أخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا أَبو عاصم. وفي (2913) قال: أخبرني أحمد بن بكار، قال: حدثنا مخلد.

ثلاثتهم (روح بن عبادة، وأَبو عاصم الضحاك بن مخلد، ومخلد بن يزيد) عن ابن جُريج، قال: أخبرني سعيد بن كثير، أن جعفر بن المطلب أخبره، فذكره

(3)

.

- صرح ابن جُريج في روايتي روح بن عبادة، ومخلد بن يزيد، عنه.

(1)

اللفظ للنسائي (2912).

(2)

اللفظ للنسائي (2913).

(3)

المسند الجامع (10749)، وتحفة الأشراف (10732)، وأطراف المسند (6798).

والحديث؛ أخرجه الطبراني (14319).

ص: 111

10320 -

عن جعفر بن المطلب، وكان رجلا من رهط عَمرو بن العاص، قال: دعا أعرابيا إلى طعام، وذلك بعد النحر بيوم، فقال الأعرابي: إني صائم، فقال له: إن عَمرو بن العاص دعا رجلا إلى طعام في هذا اليوم، فقال: إني صائم، فقال عَمرو:

⦗ص: 112⦘

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم هذا اليوم» .

أخرجه أحمد (17932) قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح، عن معمر، عن عاصم بن سليمان، عن جعفر بن المطلب، وكان رجلا من رهط عَمرو بن العاص، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10750)، وأطراف المسند (6798).

ص: 111

- فوائد:

- رواه عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن عاصم بن سليمان، عن المطلب بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، مرة، وعن عبد الله بن عَمرو، أخرى، وسلف في مسند عبد الله بن عمر.

ص: 112

10321 -

عن أبي مرة مولى أم هانئ، أنه دخل مع عبد الله بن عَمرو، على أبيه عَمرو بن العاص، فقرب إليهما طعاما، فقال: كل، فقال: إني صائم، فقال عَمرو: كل، فهذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بإفطارها، وينهانا عن صيامها.

قال مالك: وهي أيام التشريق

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي مرة مولى عَقِيل؛ أنه دخل هو وعبد الله بن عَمرو، على عَمرو بن العاص، وذلك الغد، أو بعد الغد، من يوم الأضحى، فقرب إليهم عَمرو طعاما، فقال عبد الله: إني صائم، فقال عَمرو: أفطر، فإن هذه الأيام التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بفطرها، وينهانا عن صيامها» .

فأفطر عبد الله، فأكل وأكلت معه

(2)

.

- وفي رواية: «عن أبي مرة مولى عَقِيل بن أبي طالب، أنه قال: دخلت مع عبد الله بن عَمرو بن العاص على أبيه، في أيام التشريق، فإذا هو يتغذى، فدعانا

⦗ص: 113⦘

إلى الطعام، فقال له عبد الله بن عَمرو: إني صائم، فقال له عَمرو: أما علمت أن هذه الأيام التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومهن، وأمر بفطرهن، فأمرهم فأفطروا».

أحدهما يزيد على الآخر

(3)

.

أخرجه مالك في «الموطأ» (1369)، رواية أبي مصعب الزُّهْري

(4)

. و «أحمد» 4/ 197 (17920) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك. و «الدَّارِمي» (1895) قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ للدارمي.

(3)

اللفظ لابن خزيمة (2961).

(4)

وهو في رواية سويد بن سعيد (561)، وورد في «مسند الموطأ» (840).

ص: 112

و «أَبو داود» (2418) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة القَعنَبي، عن مالك. و «ابن خزيمة» (2149) قال: أخبرني ابن عبد الحكم، أن أباه، وشعيبا أخبراهم، قالا: أخبرنا الليث. وفي (2961) قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لَهِيعة، ومالك بن أنس.

ثلاثتهم (مالك بن أنس، والليث بن سعد، وعبد الله بن لَهِيعة) عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن أبي مرة، فذكره

(1)

.

- في روايتي الليث: «عن أبي مرة مولى عَقِيل» .

• أَخرجه مالك (1104) عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن أبي مرة مولى أم هانئ، امرأة عقيل بن أبي طالب، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، أنه أخبره؛ أنه دخل على أبيه عَمرو بن العاص، فوجده يأكل، قال: فدعاني، قال: فقلت له: إني صائم، فقال:

«هذه الأيام التي نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهن، وأمرنا بفطرهن» .

قال مالك: هي أيام التشريق.

⦗ص: 114⦘

- جعله من رواية أبي مرة، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، عن أبيه

(2)

.

(1)

المسند الجامع (10751)، وتحفة الأشراف (10751)، وأطراف المسند (6798).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 4/ 260 و 297.

(2)

قال ابن عبد البَر: هكذا يقول يحيى في هذا الحديث: عن أبي مرة مولى أم هانئ، عن عبد الله بن عَمرو، أنه أخبره، أنه دخل على أبيه عَمرو بن العاص، فجعل الحديث عن أبي مرة، عن عبد الله بن عَمرو، عن أبيه، لم يذكر سماع أبي مرة من عَمرو بن العاص.

وقال يحيى أيضا: مولى أم هانئ، امرأة عقيل، وهو خطأ فاحش أدركه عليه ابن وضاح، وأمر بطرحه، قال والصواب أنها أخته لا امرأته، وقال سائر الرواة عن مالك، منهم: القَعنَبي، وابن القاسم، وابن وهب، وابن بكير، وأَبو مصعب، ومعن، والشافعي، وروح بن عبادة، ومحمد بن الحسن، وغيرهم، في هذا الحديث: عن يزيد بن الهاد، عن أبي مرة مولى أم هانئ، أنه دخل مع عبد الله بن عَمرو بن العاص. «التمهيد» 23/ 67.

ص: 113

10322 -

عن قَبيصَة بن ذؤيب، عن عَمرو بن العاص، قال:

«لا تلبسوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ عدة أم الولد، إذا توفي عنها سيدها، أربعة أشهر وعشر»

(1)

.

- وفي رواية: «لا تفسدوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؛ عدة أم الولد، أربعة أشهر وعشرا»

(2)

.

- وفي رواية: «لا تلبسوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، عدة أم الولد عدة المتوفى عنها زوجها»

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (19074) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر. و «أحمد» 4/ 203 (17956) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد، عن قتادة. و «ابن ماجة» (2083) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سعيد بن أبي عَروبَة، عن مطر الوراق.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

اللفظ لابن حبان.

ص: 114

و «أَبو داود» (2308) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، أن محمد بن جعفر حدثهم (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر. و «أَبو يَعلى» (7338) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال:

⦗ص: 115⦘

حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر. وفي (7349) قال: حدثنا أَبو موسى، إسحاق بن إبراهيم الهروي، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد بن أبي عَروبَة، عن قتادة. و «ابن حِبَّان» (4300) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن سعيد، عن مطر.

كلاهما (مطر الوراق، وقتادة) عن رجاء بن حيوة، عن قَبيصَة بن ذؤيب، فذكره

(1)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: سمع هذا الخبر ابن أبي عَروبَة، عن قتادة، ومطر الوراق، عن رجاء بن حيوة، فمرة يحدث عن هذا، وأخرى عن ذلك.

(1)

المسند الجامع (10752)، وتحفة الأشراف (10743)، وأطراف المسند (6815).

والحديث؛ أخرجه ابن الجارود (831)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2133)، والدارقُطني (3837:3840)، والبيهقي 7/ 447 و 448.

ص: 114

- فوائد:

- قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن مَعين، وقلت له: قتادة سمع من رجاء بن حيوة؟ قال: لا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (631).

- وقال الدارقُطني: رواه سليمان بن موسى، عن رجاء بن حيوة، عن قَبيصَة بن ذؤيب، عن عَمرو بن العاص، موقوفًا، ورفعه قتادة، ومطر الوراق، والموقوف أصح، وقَبيصَة لم يسمع من عَمرو. «السنن» (3836).

- وقال الدارقُطني: قَبيصَة لم يسمع من عَمرو، والصواب لا تلبسوا علينا ديننا، موقوف. «السنن» (3838).

ص: 115

10323 -

عن محمد بن راشد المرادي، عن عَمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من قوم يظهر فيهم الربا، إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا، إلا أخذوا بالرعب» .

⦗ص: 116⦘

أخرجه أحمد (17976) قال: حدثنا موسى بن داود، قال: أخبرنا ابن لَهِيعة، عن عبد الله بن سليمان، عن محمد بن راشد المرادي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10753)، وأطراف المسند (6818)، ومَجمَع الزوائد 4/ 118.

ص: 115

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 116

10324 -

عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر» .

قال

(1)

: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن عَمرو بن حزم، فقال: هكذا حدثني أَبو سلمة بن عبد الرَّحمَن، عن أبي هريرة

(2)

.

أخرجه أحمد (17926) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا حيوة. وفي 4/ 204 (17973) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر. و «البخاري» 9/ 132 (7352) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المُقرِئ المكي، قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح. و «مسلم» 5/ 131 (4508 و 4509) قال: وحدثني إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن أبي عمر، كلاهما عن عبد العزيز بن محمد. وفي 5/ 132 (4510) قال: وحدثني عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، قال: أخبرنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي، قال: حدثنا الليث بن سعد. و «ابن ماجة» (2314) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي. و «أَبو داود» (3574) قال: حدثنا عُبيد الله بن ميسرة، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن محمد. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (5887) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. وفي (5888) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المُقرِئ، قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح.

(1)

القائل هو يزيد بن عبد الله بن الهاد.

(2)

اللفظ للبخاري (7352).

ص: 116

أربعتهم (حَيْوَة بن شُرَيح، وعبد الله بن جعفر، وعبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، والليث) عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد الليثي، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن بُسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، فذكره

(1)

.

- قال البخاري: وقال عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الله بن أَبي بكر، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثلَه.

- في رواية النَّسَائي (5887)؛ قال إسحاق: لم أفهم عَمرو بن العاص من عبد العزيز.

• أَخرجه أحمد (17969) قال: حدثنا أَبو سلمة، قال: أخبرنا بكر بن مضر. و «مسلم» 5/ 131 (4507) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد. و «ابن حِبَّان» (5061) قال: أخبرنا عبد الرَّحمَن بن بحر بن معاذ البزار، قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد.

كلاهما (بكر، وعبد العزيز) عن يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن بُسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر»

(2)

.

- ليس فيه: «حديث أبي هريرة» .

(1)

المسند الجامع (10754)، وتحفة الأشراف (10748)، وأطراف المسند (6824).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (6393: 6396)، والطبراني في «الأوسط» (3190)، والدارقُطني (4478: 4481)، والبيهقي 10/ 118، والبغوي (2509).

(2)

اللفظ لمسلم (4507).

ص: 117

10325 -

عن عبد الله بن عَمرو، عن عَمرو بن العاص، قال:

«جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمان يختصمان، فقال لعَمرو: اقض بينهما يا عَمرو، فقال: أنت أولى بذلك مني يا رسول الله، قال: وإن كان، قال: فإذا قضيت بينهما

⦗ص: 118⦘

فما لي؟ قال: إن أنت قضيت بينهما فأصبت القضاء، فلك عشر حسنات، وإن أنت اجتهدت فأخطأت، فلك حسنة»

(1)

.

أخرجه أحمد (17978) قال: حدثنا أَبو النضر. و «عَبد بن حُميد» (292) قال: حدثنا زيد بن حباب.

كلاهما (أَبو النضر هاشم بن القاسم، وزيد) عن الفرج بن فضالة، قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10755)، وأطراف المسند (6803)، ومَجمَع الزوائد 4/ 195، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4896)، والمطالب العالية (2125).

والحديث؛ أخرجه ابن سعد 5/ 57.

ص: 117

10326 -

عن مَولًى لعَمرو بن العاص؛ أنه أرسله إلى علي، يستأذن على أسماء ابنة عميس، فأذن له، حتى إذا فرغ من حاجته، سأل المولى عمرا عن ذلك؟ فقال:

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على النساء، بغير إذن أزواجهن»

(1)

.

- وفي رواية: «عن مَولًى لعَمرو بن العاص؛ أن عَمرو بن العاص أرسله إلى علي، يستأذنه على امرأته أسماء بنت عُميس، فأذن له، فتكلما في حاجة، فلما خرج المولى سأله عن ذلك، فقال عَمرو: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستأذن على النساء، إلا بإذن أزواجهن»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (17955) قال: حدثنا غُندَر. و «أحمد» (17919) قال: حدثنا بَهز. وفي (17958) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «التِّرمِذي» (2779) قال: حدثنا سويد، قال: حدثنا عبد الله. و «أَبو يَعلى» (7341) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا غُندَر.

⦗ص: 119⦘

ثلاثتهم (محمد بن جعفر غُندَر، وبَهز بن أسد، وعبد الله بن المبارك) عن شعبة بن الحجاج، عن الحكم بن عُتيبة، قال: سمعت ذكوان أبا صالح يحدث، عن مَولًى لعَمرو بن العاص، فذكره

(3)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه أحمد (17913) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (17977) قال: حدثنا أَبو معاوية.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (17919).

(3)

المسند الجامع (10756)، وتحفة الأشراف (10752)، وأطراف المسند (6801)، ومَجمَع الزوائد 8/ 46، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5308).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1065).

ص: 118

كلاهما (يحيى القطان، وأَبو معاوية الضرير) عن الأعمش، قال: سمعت أبا صالح، عن عَمرو بن العاص، قال:

«نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندخل على المُغِيبَات»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي صالح، قال: استأذن عَمرو بن العاص على فاطمة، فأذنت له، قال: ثم علي؟ قالوا: لا، قال: فرجع، ثم استأذن عليها مرة أخرى، فقال: ثم علي؟ قالوا: نعم، فدخل عليها، فقال له علي: ما منعك أن تدخل حين لم تجدني هاهنا؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على المُغِيبَات»

(2)

.

- ليس فيه: «مولى عَمرو» .

• وأخرجه أَبو يَعلى (7348). وابن حبان (5584) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا العباس بن الوليد النَّرْسي، قال: حدثنا يحيى القطان، عن سليمان التيمي، قال: سمعت أبا صالح يقول: جاء عَمرو بن العاص إلى منزل علي بن أبي طالب يلتمسه، فلم يقدر عليه، ثم رجع فوجده، فلما دخل كلم فاطمة، فقال له علي: ما أرى حاجتك إلا إلى المرأة؟ قال: أجل؛

⦗ص: 120⦘

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل على المُغِيبَات» .

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو صالح هذا اسمه ميزان، من أهل البصرة، ثقة، سمع ابن عباس، وعَمرو بن العاص، وروى عنه سليمان التيمي، ومحمد بن جحادة، ما روى عنه غير هذين، وليس هذا بصاحب الكلبي، فإنه واه ضعيف.

(1)

لفظ (17913).

(2)

لفظ (17977).

ص: 119

10327 -

عن تميم بن سلمة، قال: قال عَمرو بن العاص:

«نهينا أن ندخل على المُغِيبَات، إلا بإذن أزواجهن» .

أخرجه ابن أبي شيبة (17956) قال: حدثنا وكيع، عن مِسعَر، عن زياد بن فياض، عن تميم بن سلمة، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1391).

ص: 120

10328 -

عن الحسن البصري؛ أن عَمرو بن العاص استأذن على علي، فلم يجده فرجع، ثم استأذن عليه مرة أخرى فوجده، فكلم امرأة علي في حاجته، فقال علي: كأن حاجتك كانت إلى المرأة؟ قال: نعم؛

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يدخل على المُغِيبَات» .

فقال له علي: أجل؛

«إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يدخل على المُغِيبَات» .

أخرجه عبد الرزاق (12542) عن مَعمَر، عن الحسن، فذكره.

ص: 120

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال علي بن المديني: الحسن لم ير عليا إلا أن يكون رآه بالمدينة وهو غلام. «المراسيل» لابن أبي حاتم (93)

- وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة: الحسن البصري لقي أحدا من البدريين؟ قال رآهم رؤية، رأى عليا، قلت: سمع منه حديثا؟ قال: لا. «المراسيل» (94).

⦗ص: 121⦘

- وقال أَبو حاتم الرازي: لم يسمع معمر من الحسن شيئا، ولم يره، بينهما رجل، ويقال: إنه عَمرو بن عبيد. «المراسيل» لابن أبي حاتم (828).

ص: 120

10329 -

عن قيس بن أبي حازم، عن عَمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول:

«إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله، وصالح المؤمنين»

(1)

.

أخرجه أحمد (17957). والبخاري 8/ 7 (5990) قال: حدثني عَمرو بن عباس. و «مسلم» 1/ 136 (439) قال: حدثني أحمد بن حنبل.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وعَمرو) عن محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره

(2)

.

- قال البخاري عقب روايته: زاد عنبسة بن عبد الواحد، عن بيان، عن قيس، عن عَمرو بن العاص، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم؛

«ولكن لهم رحم أبلها ببلالها، يعني أصلها بصلتها» .

- قال أَبو عبد الله البخاري: «ببلاها» كذا وقع، و «ببلالها» أجود وأصح، و «ببلاها» لا أعرف له وجها.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10757)، وتحفة الأشراف (10744)، وأطراف المسند (6816).

والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (276 و 277)، والبغوي (3441).

ص: 121

10330 -

عن أبي ظبية؛ أن عَمرو بن العاص قال يوما، وقام رجل فأكثر القول، فقال عَمرو: لو قصد في قوله لكان خيرًا له، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لقد رأيت، أو أمرت، أن أتجوز في القول، فإن الجواز هو خير» .

أخرجه أَبو داود (5008) قال: حدثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني، أنه قرأ في

⦗ص: 122⦘

أصل إسماعيل بن عياش، وحدثه محمد بن إسماعيل، ابنه، قال: حدثني أبي، قال: حدثني ضَمضَم، عن شريح بن عبيد، قال: حدثنا أَبو ظبية، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10758)، وتحفة الأشراف (10747).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (4621).

ص: 121

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 122

10331 -

عن أبي قبيل، عن عَمرو بن العاص، قال:

«عقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل» .

أخرجه أحمد (17959) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثني ابن لَهِيعة، عن أبي قبيل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10760)، وأطراف المسند (6822)، ومَجمَع الزوائد 8/ 264.

ص: 122

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- أَبو قبيل، هو حيي بن هانئ.

ص: 122

10332 -

عن مالك بن عبد الله

(1)

، عن عَمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم

وفي موضع آخر، قال: مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛

⦗ص: 123⦘

«أنه استعاذ من سبع موتات: موت الفجاءة، ومن لدغ الحية، ومن السبع، ومن الغرق، ومن الحرق، ومن أن يخر على شيء، أو يخر عليه شيء، ومن القتل عند فرار الزحف» .

(1)

في أكثر النسخ الخطية، وطبعة عالم الكتب:«خالد بن عبد الله» ، وفي قطعة خطية في الظاهرية، ونسخة مكتبة الحرم المكي، و «جامع المسانيد والسنن» ، وطبعتي الرسالة (17818)، والمكنز (18097):«مالك بن عبد الله» .

- قال الحسيني: خالد، ويقال: مالك بن عبد الله، عن عَمرو بن العاص، وعنه أَبو قبيل، مجهول.

قال ابن حجر: ما رأيت في «المسند» إلا مالك بن عبد الله.

أورده أحمد في مسند عَمرو بن العاص، وساق الحديث عن حسن بن موسى، عن ابن لَهِيعة، عن أبي قبيل، عن مالك بن عبد الله، عن عَمرو، فذكره، قال: وقال في موضع آخر: عن عبد الله بن عَمرو بن العاص.

وأخرجه في مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص كذلك، ولم يقل في شيء منهما:«خالد بن عبد الله» ، وإنما قال:«مالك بن عبد الله» ، ومالك بن عبد الله مصري، معروف، وهو المَعَافِري. «تعجيل المنفعة» (264).

ص: 122

أخرجه أحمد (17971) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: حدثنا أَبو قبيل، عن مالك بن عبد الله، فذكره.

• أَخرجه أحمد (6594) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، قال: أخبرنا أَبو قبيل، عن مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من سبع موتات: موت الفجاءة، ومن لدغ الحية، ومن السبع، ومن الحرق، ومن الغرق، ومن أن يخر على شيء، أو يخر عليه شيء، ومن القتل عند فرار الزحف» .

- ليس فيه حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص

(1)

.

(1)

المسند الجامع (8632 و 10761)، وأطراف المسند (5350 و 6817)، ومَجمَع الزوائد 2/ 318.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في الأوسط (173).

- وأخرجه الفسوي، 2/ 521، والبيهقي في «الدعوات الكبير» (353)، من طريق مالك بن عبد الله، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص.

ص: 123

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

- أَبو قبيل، هو حيي بن هانئ.

ص: 123

10333 -

عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«القرآن نزل على سبعة أحرف، على أي حرف قرأتم فقد أصبتم، فلا تتماروا فيه، فإن المراء فيه كفر» .

أخرجه أحمد (17972) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، يعني المخرمي، قال: حدثنا يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن بُسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، فذكره.

⦗ص: 124⦘

• أخرجه أحمد (17975) قال: حدثنا أَبو سلمة الخُزاعي، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن عبد الرَّحمَن بن المسور بن مخرمة، قال: أخبرني يزيد بن عبد الله بن أُسامة بن الهاد، عن بُسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عَمرو بن العاص، قال:

«سمع عَمرو بن العاص رجلا يقرأ آية من القرآن، فقال: من أقرأكها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم على غير هذا، فذهبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: يا رسول الله، آية كذا وكذا، ثم قرأها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، فقال الآخر: يا رسول الله، فقرأها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أليس هكذا يا رسول الله؟ قال: هكذا أنزلت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم فقد أحسنتم، ولا تماروا فيه، فإن المراء فيه كفر، أو آية الكفر» .

- مرسل، لم يقل:«عن عَمرو بن العاص»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10762)، وأطراف المسند (6825)، ومَجمَع الزوائد 7/ 150، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5929).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (2070).

ص: 123

10334 -

عن علقمة بن وقاص، قال: قال عَمرو بن العاص:

«خرج جيش من المسلمين، أَنا أَميرهم، حتى نزلنا الإِسكندرية، فقال لي عظيم من عظمائهم: أَخرجوا إِلي رجلا أُكلمه ويكلمني، فقلت: لا يخرج إِليه غيري، فخرجت مع ترجمانه، حتى وضع لنا منبران، فقال: ما أَنتم؟ فقلنا: نحن العرب، ونحن أَهل الشوك والقرظ، ونحن أَهل بيت الله، كنا أَضيق الناس أَرضا، وأَشده عيشا، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على بعض، بشر عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل ليس بأَعظمنا يومئذ شرفا، ولا بأَكثرنا مالا، فقال: أَنا رسول الله إِليكم، يأمرنا بأَشياء لا نعرف، وينهانا عما كنا عليه

⦗ص: 125⦘

وكانت عليه آباؤنا، فشنئنا له، وكذبناه ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إِليه قوم من غيرنا، فقالوا: نحن نصدقك ونؤمن بك، ونتبعك ونقاتل من قاتلك، فخرج إِليهم، وخرجنا إِليه، فقاتلناه فقتلنا، وظهر علينا وغلبنا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم، حتى ظهر عليهم، فلو يعلم من ورائي من العرب ما أَنتم فيه من العيش، لم يبق أَحد إِلا جاءكم، حتى يشرككم فيما أَنتم فيه من العيش، فضحك،

ص: 124

ثم قال: إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صدق، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم، فكنا عليه، حتى ظهرت فينا ملوك، فجعلوا يعملون فيها بأَهوائهم، ويتركون أَمر الأَنبياء، فإِن أَنتم أَخذتم بأَمر نبيكم، لم يقاتلكم أَحد إِلا غلبتموه، ولم يشارركم

(1)

أَحد إِلا ظهرتم عليه، فإِذا فعلتم مثل الذي فعلنا، فتركتم أَمر نبيكم، وعملتم مثل الذي عملوا بأَهوائهم، يحل بيننا وبينكم، لم تكونوا أَكثر عددا منا، ولا أَشد قوة منا.

قال عمرو بن العاص: فما كلمت رجلا أَنكر منه».

أخرجه أَبو يَعلى (7353). وابن حبان (6564) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن محمد بن عَمرو، عن أبيه، عن جَدِّه، فذكره

(2)

.

(1)

يشارركم؛ أي يجادلكم وينازعكم.

(2)

المقصد العَلي (1251)، ومَجمَع الزوائد 6/ 218 و 8/ 237، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4632)، والمطالب العالية (4370).

ص: 125

10335 -

عن رجل من أهل مصر يحدث، عن عَمرو بن العاص، أنه قال: أسر محمد بن أَبي بكر، قال: فجعل عَمرو يسأله يعجبه أن يدعي أمانا، قال: فقال عَمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 126⦘

«يجير على المسلمين أدناهم»

(1)

.

- وفي رواية: «يجير على المسلمين بعضهم، أو قال: رجل منهم»

(2)

.

- وفي رواية: «يجير على المسلمين الرجل منهم» .

أخرجه ابن أبي شيبة (34079) قال: حدثنا شَبَابة. و «أحمد» 4/ 197 (17917) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج. و «أَبو يَعلى» (7344) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا شَبَابة.

ثلاثتهم (شَبَابة، ومحمد بن جعفر، وحجاج) عن شعبة بن الحجاج، عن عَمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر، فذكره

(3)

.

- في رواية شَبَابة: «عن رجل» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(3)

المسند الجامع (10763)، وأطراف المسند (6826)، والمقصد العَلي (941)، ومَجمَع الزوائد 5/ 329، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4513).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1063).

ص: 125

10336 -

عن أبي سلمة، عن عَمرو بن العاص، قال:

«ما رأيت قريشا أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به، وهم جلوس في ظل الكعبة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فقام إليه عقبة بن أبي معيط، فجعل رداءه في عنقه، ثم جذبه حتى وجب لركبتيه ساقطا، وتصايح الناس فظنوا أنه مقتول، فأقبل أَبو بكر يشتد حتى أخذ بضبعي رسول الله صلى الله عليه وسلم من ورائه، وهو يقول: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}، ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما قضى صلاته مر بهم، وهم جلوس في ظل الكعبة، فقال: يا معشر قريش، أما والذي نفس محمد بيده، ما أرسلت إليكم إلا بالذبح، وأشار بيده إلى حلقه، قال: فقال له أَبو جهل: يا محمد، ما كنت جهولا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت منهم»

(1)

.

⦗ص: 127⦘

- وفي رواية: «عن أبي سلمة قال: حدثني عَمرو بن العاص

(2)

، قال: ما علمت قريشا هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم إلا يوما، فجاء أَبو بكر، فاختطفه، ثم رفع صوته فقال:{أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم} الآية، وقال: والذي نفسي بيده، لقد أرسلني ربي إليكم بالذبح، قال أَبو جهل: يا محمد، ما كنت جهولا، قال: وأنت منهم»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

في المطبوع من «خلق أفعال العباد» : «عبد الله بن عَمرو بن العاص» ، وكتب محققه: كذا في سائر النسخ المخطوطة، وصوابه:«عَمرو بن العاص» ، لأن المؤلف سيشير إلى رواية عبد الله بن عَمرو بعد هذا الحديث، وقد ذكر ابن حجر في «تغليق التعليق» ، أن البخاري أخرجه في «خلق أفعال العباد» ، عن عياش، عن عبد الأعلى، عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، قال: حدثني عَمرو بن العاص، به. انظر «تغليق التعليق» 4/ 87، و «فتح الباري» 7/ 169.

(3)

اللفظ للبخاري.

ص: 126

أخرجه ابن أبي شيبة (37716) قال: حدثنا علي بن مُسهِر. و «البخاري» في «خلق أفعال العباد» (322) قال: حدثني عياش ـ هو ابن الوليد الرقام ـ، قال: حدثنا عبد الأعلى. و «أَبو يَعلى» (7339) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا علي بن مُسهِر. و «ابن حِبَّان» (6569) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا علي بن مُسهِر.

كلاهما (علي بن مُسهِر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى) عن محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، فذكره

(1)

.

- أخرجه البخاري 5/ 58 (3856) تعليقا، قال: وقال محمد بن عَمرو، عن أبي سلمة، قال: حدثني عَمرو بن العاص.

(1)

المسند الجامع (10764)، وتحفة الأشراف (8884 و 10739)، والمقصد العَلي (1245)، ومَجمَع الزوائد 6/ 16، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5807 و 6348).

والحديث؛ أخرجه أَبو نُعيم في «دلائل النبوة» (159).

ص: 127

10337 -

عن عروة بن الزبير، عن عَمرو بن العاص؛

«أنه سئل: ما أشد شيء رأيت قريشا بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: مر بهم ذات يوم، فقالوا له: أنت الذي تنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا؟ قال: أنا، فقاموا إليه فأخذوه بمجامع ثيابه، قال: فرأيت أبا بكر محتضنه من ورائه يصرخ، وإن عينيه تنضحان، وهو يقول: {أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله} الآية» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (11398) قال: أخبرنا هَنَّاد بن السَّري، عن عبدة، عن هشام، عن أبيه، فذكره

(1)

.

- أخرجه البخاري عقب 5/ 58 (3856) تعليقا، قال: وقال عبدة: عن هشام، عن أبيه، قيل لعَمرو بن العاص.

(1)

تحفة الأشراف (10739).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط (9100)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 2/ 277.

ص: 128

- فوائد:

- هشام؛ هو ابن عروة، وعبدة؛ هو ابن سليمان، الكلابي.

ص: 128

10338 -

عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني عَمرو بن العاص، قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته، قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: قلت: من الرجال؟ قال: أَبوها إذا، قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، قال: فعد رجالا»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي عثمان؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عَمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة،

⦗ص: 129⦘

قلت: من الرجال؟ قال: أَبوها، قلت: ثم من؟ قال: عمر، فعد رجالا، فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم»

(2)

.

أخرجه أحمد (17964) قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار. و «عَبد بن حُميد» (295) قال: حدثني يحيى بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. و «البخاري» 5/ 6 (3662) قال: حدثنا مُعَلى بن أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي 5/ 209 (4358) قال: حدثنا إسحاق، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله. و «مسلم» 7/ 109 (6253) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للبخاري (4358).

ص: 128

و «التِّرمِذي» (3885) قال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب، ومحمد بن بشار، واللفظ لابن يعقوب، قالا: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8063) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: أخبرنا عبد العزيز بن المختار. و «ابن حِبَّان» (6885) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أَبو كامل الجَحدري، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار. وفي (6900) قال: أخبرنا شباب بن صالح، بواسط، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد.

كلاهما (عبد العزيز بن المختار، وخالد بن عبد الله) عن خالد الحَذَّاء، عن أبي عثمان النهدي، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

- وقال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: بعض حروف أبي عثمان لم تصح.

(1)

المسند الجامع (10765)، وتحفة الأشراف (10738)، وأطراف المسند (6820).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1235)، والطبراني 23/ (114 و 115)، والبيهقي 6/ 370 و 7/ 299 و 10/ 233، والبغوي (3869).

ص: 129

10339 -

عن ابن سِيرين، قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عَمرو بن العاص على جيش، وكان يقال لها: غزوة ذات السلاسل، قال: فقلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: قلت: لست أعني النساء، قال: فأَبوها إذا.

⦗ص: 130⦘

أخرجه عبد الرزاق (20399) عن مَعمَر، عن أيوب، عن ابن سِيرين، فذكره

(1)

.

- صورته صورة المرسل في أوله، وقوله:«قال: فقلت» يثبت اتصاله.

(1)

أخرجه الطيالسي (1062).

ص: 129

10340 -

عن قيس بن أبي حازم، عن عَمرو بن العاص؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في ذات السلاسل، فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا، فمنعهم، فكلموا أبا بكر فكلمه في ذلك، فقال: لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته فيها، قال: فلقوا العدو فهزموهم، فأرادوا أن يتبعوهم فمنعهم، فلما انصرف ذلك الجيش، ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه إليه، فقال: يا رسول الله، إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارا، فيرى عدوهم قلتهم، وكرهت أن يتبعوهم، فيكون لهم مدد، فيعطفوا عليهم، فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، فقال: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: لم؟ قال: لأحب من تحب، قال: عائشة، قال: من الرجال؟ قال: أَبو بكر»

(1)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: إني لست أعني النساء، إنما أعني الرجال؟ فقال: أَبو بكر، أو قال: أَبوها»

(2)

.

أخرجه التِّرمِذي (3886) قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأُمَوي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8052) قال: أخبرنا محمد بن عيسى، عن ابن المبارك. و «ابن حِبَّان» (4540) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأُمَوي. وفي (7106) قال: أخبرنا ابن خزيمة، قال: حدثنا علي بن حُجْر السعدي، قال: حدثنا علي بن مُسهِر.

ثلاثتهم (يحيى، وعبد الله بن المبارك، وعلي بن مُسهِر) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، فذكره

(3)

.

⦗ص: 131⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه، من حديث إسماعيل، عن قيس.

(1)

اللفظ لابن حبان (4540).

(2)

اللفظ لابن حبان (7106).

(3)

المسند الجامع (10766)، وتحفة الأشراف (10745).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني (804).

ص: 130

• أخرجه ابن أبي شيبة (32621 و 37792) قال: حدثنا أَبو أُسامة. وفي 12/ 531 (34355) قال: حدثنا وكيع.

كلاهما (أَبو أُسامة حماد بن أُسامة، ووكيع بن الجراح) عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال:

«قال عَمرو: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: ولما؟ قال: لنحب من تحب، قال: أحب الناس إلي عائشة، قال: لست أسألك عن النساء، إنما أسألك عن الرجال، فقال مرة: أَبوها، وقال مرة: أَبو بكر»

(1)

.

- وفي رواية: «عن قيس، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عَمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل، فأصابهم برد شديد، فقال: لا يوقدن رجل نارا، ثم قاتل القوم، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه، فقال: يا رسول الله، كان في أصحابي قلة، وخشيت أن يرى القوم قلتهم، ونهيتهم أن يتبعوا العدو، مخافة أن يكون لهم كمين من وراء الجبل، قال: فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن قيس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرا على جيش ذات السلاسل، إلى لخم وجذام ومسايف الشام، قال: وكان في أصحابه قلة، قال: فقال لهم عَمرو: لا يوقدن أحد منكم نارا، فشق ذلك عليهم، فكلموا أبا بكر أن يكلم عمرا، فكلمه، فقال: لا يوقد أحد نارا إلا ألقيته فيها، فقاتل العدو فظهر عليهم، واستباح عسكرهم، فقال الناس: ألا نتبعهم؟ فقال: لا، إني أخشى أن يكون لهم وراء هذه الجبال مادة يقتطعون المسلمين، فشكوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين رجعوا، فقال: صدقوا يا عَمرو؟ قال: كان في أصحابي قلة، فخشيت أن يرغب

⦗ص: 132⦘

العدو في قتلهم، فلما أظهرني الله عليهم، قالوا: اتبعهم، قلت: أخشى أن تكون لهم وراء هذه الجبال مادة يقتطعون بها المسلمين، قال: فكأن النبي صلى الله عليه وسلم حمد أمره».

- لم يقل: «عن عَمرو بن العاص» .

(1)

لفظ (32621).

(2)

لفظ (34355).

ص: 131

10341 -

عن عبد الله بن شقيق، عن عَمرو بن العاص، قال:

«قيل: يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، قيل: من الرجال؟ قال: أَبو بكر، قيل: ثم من؟ قال: عمر، قيل: ثم من؟ قال: أَبو عُبَيدة بن الجَراح» .

أخرجه أَبو يَعلى (7345). وابن حبان (6998) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى

(1)

، قال: حدثنا هُدبة بن خالد القيسي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجُريري، عن عبد الله بن شقيق، فذكره

(2)

.

(1)

هو أَبو يَعلى.

(2)

أخرجه ابن أبي عاصم (1233)، والطبراني 23/ (113).

ص: 132

10342 -

عن حبان بن جبلة، عن عَمرو بن العاص، قال:

«ما عدل بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخالد بن الوليد في حربه، منذ أسلمنا أحدا من أصحابه» .

أخرجه أَبو يَعلى (7347) قال: حدثنا داود بن رشيد، قال: حدثنا الوليد، عن يحيى بن عبد الرَّحمَن بن حاطب، عن حبان بن جبلة

(1)

، فذكره

(2)

.

(1)

أخرجه ابن عساكر من طريق أبي عمرو بن حمدان، وأَبي بكر بن المُقرِئ، قالا: أَخبَرنا أَبو يعلى، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا الوليد، عن يحيى بن عبد الرحمن، زاد ابن حمدان:«ابن حاطب» ، وهو وَهمٌ، عن حِبان بن أبي جَبلة، وقال ابن حمدان:«ابن جَبلة» ، عن عَمرو بن العاص، فذكره. «تاريخ دمشق» 46/ 141.

- ومسند أبي يعلى المطبوع هو من رواية أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحِيري، أما أبو بكر بن المُقرئ فقد عُرف برواية «المسند الكبير» لأبي يعلى، وهو مفقود، وهنا وجب علينا أن نُثبت ما أثبته صاحب الرواية، وهو ابن حمدان، حتى وإن كان المشهور في اسم الراوي:«حِبان بن أبي جَبلة» .

(2)

مَجمَع الزوائد 9/ 350.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (6859).

ص: 132

10343 -

عن محمد بن كعب القرظي، عن عَمرو بن العاص، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم، يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه علي، حتى ظننت أني خير القوم، فقلت: يا رسول الله،

⦗ص: 133⦘

أنا خير أو أَبو بكر؟ قال: أَبو بكر، فقلت: يا رسول الله، أنا خير أو عمر؟ فقال: عمر، فقلت: يا رسول الله، أنا خير أو عثمان؟ قال: عثمان، فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني، فلوددت أني لم أكن سألته».

أخرجه التِّرمِذي في «الشمائل» (344) قال: حدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن زياد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10767)، وتحفة الأشراف (10746)، ومَجمَع الزوائد 9/ 15.

ص: 132

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ محمد بن إِسحاق بن يسار، صاحب السِّيرة، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (9425).

- وقال المِزِّي: محمد بن كعب القرظي، يروي عن علي بن أبي طالب، يقال: مرسل. «تهذيب الكمال» 26/ 341.

ص: 133

10344 -

عن عُلَي بن رباح، عن عَمرو بن العاص، قال:

«كان فزع بالمدينة، فأتيت على سالم مولى أبي حذيفة، وهو محتب بحمائل سيفه، فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله؟ ثم قال: ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان»

(1)

.

- وفي رواية: «فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا، فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه، وجلس في المسجد، فلما رأيت ذلك، فعلت مثل الذي فعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالما، وأتى الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس، ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان»

(2)

.

أخرجه أحمد (17963) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8243) قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله. و «ابن حِبَّان» (7092) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك.

⦗ص: 134⦘

كلاهما (عبد الرَّحمَن، وعبد الله بن المبارك) عن موسى بن عُلَي بن رباح، قال: سمعت أبي يقول، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن حبان.

(3)

المسند الجامع (10768)، وتحفة الأشراف (10740)، وأطراف المسند (6811)، ومَجمَع الزوائد 9/ 300.

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1060).

ص: 133

10345 -

عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال: جزع عَمرو بن العاص عند الموت جزعا شديدا، فلما رأى ذلك ابنه عبد الله بن عَمرو، قال: يا أبا عبد الله، ما هذا الجزع، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني، قد كان ذلك، وسأخبرك عن ذلك، إني والله، ما أدري أحبا كان ذلك، أم تألفا يتألفني، ولكن أشهد على رجلين أنه قد فارق الدنيا وهو يحبهما: ابن سُمَية، وابن أم عبد، فلما حدثه وضع يده موضع الغلال من ذقنه، وقال: اللهم أمرتنا فتركنا، ونهيتنا فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك، وكانت تلك هجيراه حتى مات.

أخرجه أحمد (17934) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا الأسود بن شَيبان، قال: حدثنا أَبو نوفل بن أبي عقرب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10769)، وأطراف المسند (6800 و 6806)، ومَجمَع الزوائد 9/ 353، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6878)، والمطالب العالية (4048).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1064).

ص: 134

10346 -

عن عَمرو بن مُرَّة، قال: أول من شرط الشرط عَمرو بن العاص، فلما مرض مرضه الذي مات فيه أرسل إلى شرطه، فقال: خذوا سلاحكم وكراعكم وائتوني، فلما أتوه، قال: إني إنما كنت أعدكم لمثل هذا اليوم، فهل تستطيعون أن تردوا عني شيئًا مما أنا فيه؟ فقالوا: سبحان الله، تقول هذا، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيرك ويؤمرك على الجيوش؟! فقال: وما يدريكم، لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألفني بذلك.

⦗ص: 135⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (37174) قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن أبي سنان، قال: حدثني شيخ، عن عَمرو بن مُرَّة، فذكره.

ص: 134

10347 -

عن الحسن البصري، قال: قال رجل لعَمرو بن العاص: أرأيت رجلا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبه، أليس رجلا صالحا؟ قال: بلى، قال: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك، وقد استعملك، فقال: قد استعملني، فوالله ما أدري أحبا كان لي منه، أو استعانة بي، ولكن سأحدثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر.

أخرجه أحمد (17960) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا جرير، يعني ابن حازم، قال: سمعت الحسن، فذكره.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (8216) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا معاذ، عن ابن عَون، عن الحسن، قال: قال عَمرو بن العاص:

«إني لأرجو أن لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم مات يوم مات، وهو يحب رجلا، فيدخله الله النار، قالوا: قد كنا نراه يحبك، قد كان يستعملك، قال: الله أعلم، أحبني أم تألفني، ولكنا قد كنا نراه يحب رجلا، قالوا: من ذاك الرجل؟ قال: عمار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلكم يوم صِفِّين، قال: قد والله قتلناه»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10770)، وتحفة الأشراف (10733)، وأطراف المسند (6800)، ومَجمَع الزوائد 9/ 290 و 294.

والحديث؛ أخرجه ابن سعد 3/ 244.

ص: 135

10348 -

عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: كان ناس من ربيعة عند عَمرو بن العاص، فقال رجل من بكر بن وائل: لتنتهين قريش، أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهور من العرب غيرهم، فقال عَمرو بن العاص: كذبت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

⦗ص: 136⦘

«قريش ولاة الناس، في الخير والشر، إلى يوم القيامة»

(1)

.

أخرجه أحمد (17961) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «التِّرمِذي» (2227) قال: حدثنا حسين بن محمد البصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث.

كلاهما (ابن جعفر، وخالد) عن شعبة، عن حبيب بن الزبير، قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (10771)، وتحفة الأشراف (10736)، وأطراف المسند (6804).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1110 و 1111).

ص: 135

10349 -

عن عبد الله بن الحارث، قال: سمعت عَمرو بن العاص يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«بينا أنا في منامي، أتتني الملائكة، فحملت عمود الكتاب من تحت وسادتي، فعمدت به إلى الشام، ألا فالإيمان حيث تقع الفتن بالشام» .

أخرجه أحمد (17928) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عُبيد الله، عن عبد الله بن الحارث، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10772)، وأطراف المسند (6802)، ومَجمَع الزوائد 10/ 57.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1357).

ص: 136

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 136

10350 -

عن عيسى بن عبد الله بن بَحِير؛ أنه كان في المسجد الحرام، فإذا هو بعَمرو بن العاص جالسا، فقال لي: من أهل اليمن أنت؟ فقلت: نعم، فقال لي: ادن مني أحدثك بحديث تقر به عيناك، قال: فدنوت منه، فقال عَمرو:

«بينا نحن يوما جلوسا، إذ أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد إلينا، ثم قال: أين إخواني الذين أنا منهم وهم مني؟ أدخل الجنة ويدخلون معي، ثم قام فذهب، فما

⦗ص: 137⦘

لبث أن رجع فقعد، ثم قال: أين إخواني الذين أنا منهم وهم مني؟ أدخل الجنة ويدخلون معي، ثم قام فذهب، فقال بعضنا لبعض: لو أنا سألناه: أو غيرنا هم يا رسول الله؟ فما كان إلا قليلا أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد، فقال: أين إخواني الذين أنا منهم وهم مني؟ أدخل الجنة ويدخلون معي، فقلنا: يا رسول الله، أو غيرنا هم؟ قال: نعم، هم أهل اليمن، المطرحون في أطراف الأرض، المدفعون عن أَبواب السلطان، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها».

أخرجه عَبد بن حُميد (296) قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن بَحِير، قال: حدثني أبي، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (7941)، والمطالب العالية (4187).

ص: 136

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ساقط؛ إِبراهيم بن الحَكَم بن أَبان، العَدَني، متروك الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (5471).

ص: 137

10351 -

عن عُلَي بن رباح، عن عَمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن من قلب ابن آدم بكل واد شعبة، فمن أتبع قلبه الشعب كلها، لم يبال الله بأي واد أهلكه، ومن توكل على الله كفاه الشُّعَب» .

أخرجه ابن ماجة (4166) قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا أَبو شعيب صالح بن رُزيق العطار، قال: حدثنا سعيد بن عبد الرَّحمَن الجُمحي، عن موسى بن عُلَي بن رباح، عن أبيه، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10773)، وتحفة الأشراف (10741).

والحديث؛ أخرجه القُضاعي (1145).

ص: 137

أخرجه أحمد (17925) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا موسى. وفي 4/ 203 (17962) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا موسى، يعني ابن علي. وفي 4/ 204 (17968) قال: حدثنا أَبو سلمة الخُزاعي، قال: حدثنا بكر بن مضر، قال: سمعت أبا هانئ. وفي (17970) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. و «ابن حِبَّان» (6379) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: حدثنا ابن وهب، عن أبي هانئ.

ثلاثتهم (موسى بن عُلَي، وحميد بن هانئ، أَبو هانئ، ويزيد بن أبي حبيب) عن عُلَي بن رباح، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10774)، وأطراف المسند (6809 و 6810 و 6813)، ومَجمَع الزوائد 10/ 315، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7362).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (10040 و 10216).

ص: 138

قال حسن: «فإذا امرأة في يديها حبائرها وخواتيمها، قد وضعت يديها» ، ولم يقل حسن:«بمر الظهران»

(1)

.

أخرجه أحمد (17922) قال: حدثنا عبد الصمد. وفي 4/ 205 (17980) قال: حدثنا سليمان بن حرب، وحسن بن موسى. و «عَبد بن حُميد» (294) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9223) قال: أخبرنا أَبو داود، قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «أَبو يَعلى» (7343) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا شاذان.

أربعتهم (عبد الصمد بن عبد الوارث، وسليمان، وحسن، وأسود بن عامر شاذان) عن حماد بن سلمة، قال: حدثنا أَبو جعفر الخَطْمي، عن عمارة بن خزيمة، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17980).

(2)

المسند الجامع (10775)، وتحفة الأشراف (10742)، وأطراف المسند (6814)، ومَجمَع الزوائد 4/ 273 و 10/ 399، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7827).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (7433).

ص: 139

10354 -

عن أبي غادية، قال: قتل عمار بن ياسر، فأخبر عَمرو بن العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن قاتله وسالبه في النار» .

فقيل لعَمرو: فإنك هو ذا تقاتله؟ قال: إنما قال: قاتله وسالبه.

⦗ص: 140⦘

أخرجه أحمد (17929) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا أَبو حفص، وكلثوم بن جبر، عن أبي غادية، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10777)، وأطراف المسند (6821)، ومَجمَع الزوائد 7/ 244، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7386).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9252).

ص: 139

10355 -

عن زياد مولى عَمرو بن العاص، عن عَمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تقتل عمارًا الفئة الباغية» .

أخرجه ابن أبي شيبة (39031). وأَبو يَعلى (7342) قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن ورقاء، عن عَمرو بن دينار، عن زياد مولى عَمرو بن العاص، فذكره.

- في رواية أبي يَعلى: «مَولًى لعَمرو بن العاص» .

• أَخرجه أحمد (17918) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا (ح) وحجاج، قال: أخبرنا شعبة، عن عَمرو بن دينار، عن رجل من أهل مصر يحدث، أن عَمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا، ففضل عمار بن ياسر، فقيل له، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«تقتله الفئة الباغية»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10776)، وأطراف المسند (6819)، ومَجمَع الزوائد 7/ 242، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7386).

والحديث؛ أخرجه أَبو نُعيم 7/ 198.

ص: 140

• حديث محمد بن عَمرو بن حزم، قال: لما قتل عمار بن ياسر، دخل عَمرو بن حزم على عَمرو بن العاص، فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«تقتله الفئة الباغية» .

⦗ص: 141⦘

فقام عَمرو بن العاص فزعا يرجع، حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟ قال: قتل عمار! فقال معاوية: قد قتل عمار فماذا؟ قال عَمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«تقتله الفئة الباغية» .

فقال له معاوية: دحضت في بولك، أو نحن قتلناه؟! إنما قتله علي وأصحابه، جاؤوا به حتى ألقوه بين رماحنا، أو قال: بين سيوفنا.

سلف في مسند عَمرو بن حزم، رضي الله عنه.

ص: 140

- عَمرو بن عبد الله القاري

يأتي في عَمرو بن القاري، رضي الله تعالى عنه.

ص: 141