المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌497 - قتادة بن النعمان الظفري - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌442 - عمر بن أبي سلمة

- ‌443 - عَمرو بن الأحوص الجشمي

- ‌444 - عَمرو بن أخطب، أَبو زيد الأَنصاري

- ‌445 - عَمرو بن أم مكتوم الأعمى

- ‌446 - عَمرو بن أُمية الضمري

- ‌447 - عَمرو بن تغلب النمري

- ‌448 - عَمرو بن الجموح الأَنصاري

- ‌449 - عَمرو بن الحارث الخُزاعي

- ‌450 - عَمرو بن حريث المخزومي

- ‌451 - عَمرو بن حزم الأَنصاري

- ‌452 - عَمرو بن الحَمِق الخُزاعي

- ‌453 - عَمرو بن خارجة

- ‌454 - عَمرو بن شاس الأسلمي

- ‌455 - عَمرو بن العاص القرشي

- ‌456 - عَمرو بن عبسة السلمي

- ‌457 - عَمرو بن عُبيد الله الحضرمي

- ‌458 - عَمرو بن عوف بن زيد المزني

- ‌459 - عَمرو بن عوف الأَنصاري

- ‌460 - عَمرو بن الفغواء الخُزاعي

- ‌461 - عَمرو بن القاري

- ‌462 - عَمرو بن مالك الرؤاسي

- ‌463 - عَمرو بن مُرَّة الجهني، أَبو مريم

- ‌464 - عَمرو بن يثربي الكناني الضمري

- ‌465 - عَمرو بن فلان الأَنصاري

- ‌466 - عمران بن حصين الخُزاعي

- ‌467 - عمير بن سعد الأَنصاري

- ‌468 - عمير بن سلمة الضمري

- ‌469 - عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي

- ‌470 - عمير بن نيار الأَنصاري

- ‌471 - عمير العبدي

- ‌472 - عمير مولى آبي اللحم

- ‌473 - عوف بن مالك الأشجعي

- ‌474 - عويم بن ساعدة الأَنصاري

- ‌475 - عويمر بن أشقر الأَنصاري

- ‌476 - العلاء بن الحضرمي

- ‌477 - عياش بن أبي ربيعة المخزومي

- ‌478 - عياض بن حمار المجاشعي

- ‌479 - عياض بن غنم القرشي الفهري

- ‌حرف الغين

- ‌480 - غالب بن أبجر المزني

- ‌481 - غرفة بن الحارث الكندي

- ‌482 - غضيف بن الحارث الثمالي

- ‌حرف الفاء

- ‌483 - الفاكه بن سعد الأَنصاري

- ‌484 - فجيع العامري

- ‌485 - فرات بن حيان العجلي

- ‌486 - فروة بن مسيك الغطيفي

- ‌487 - فضالة بن عُبيد الأَنصاري

- ‌488 - فضالة الليثي

- ‌489 - الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي

- ‌490 - الفلتان بن عاصم الجَرْمي

- ‌491 - فيروز الديلمي

- ‌حرف القاف

- ‌492 - قارب الثقفي

- ‌493 - قَبيصَة بن برمة الأسدي

- ‌494 - قَبيصَة بن مخارق الهلالي

- ‌495 - قَبيصَة بن وقاص السلمي

- ‌496 - قتادة بن ملحان القيسي

- ‌497 - قتادة بن النعمان الظفري

- ‌498 - قثم بن العباس بن عبد المطلب

- ‌499 - قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي

- ‌500 - قرظة بن كعب الأَنصاري

- ‌501 - قرة بن إياس المزني

- ‌502 - قرة بن دعموص النميري

- ‌503 - قطبة بن قتادة السدوسي

- ‌504 - قطبة بن مالك الثعلبي

- ‌505 - القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي

- ‌506 - قيس بن الحارث الأسدي

- ‌507 - قيس بن سعد بن عبادة الأَنصاري

- ‌508 - قيس بن عاصم بن سنان المنقري

- ‌509 - قيس بن عَمرو الأَنصاري

- ‌510 - قيس بن أبي غَرَزة الغِفاري

- ‌511 - قيس بن قَهْد الأَنصاري

- ‌512 - قيس بن مخرمة القرشي

- ‌513 - قيس بن النعمان العبدي

- ‌514 - قيس الجذامي

- ‌حرف الكاف

- ‌515 - كردم بن سفيان الثقفي

- ‌516 - كرز بن علقمة الخُزاعي

- ‌517 - كعب بن زيد، أو زيد بن كعب، الأَنصاري

- ‌518 - كعب بن عاصم الأشعري

- ‌519 - كعب بن عجرة البلوي

الفصل: ‌497 - قتادة بن النعمان الظفري

‌497 - قتادة بن النعمان الظفري

(1)

10654 -

عن أبي سعيد الخُدْري، عن قتادة بن النعمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من صام يوم عرفة، غفر له سنة أمامه، وسنة بعده» .

أخرجه ابن ماجة (1731) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى بن حمزة، عن إسحاق بن عبد الله، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخُدْري، فذكره

(2)

.

• أَخرجه عَبد بن حُميد (968) قال: حدثنا يحيى بن إسحاق، قال: أخبرنا ابن لَهِيعة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد الخُدْري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من صام يوم عرفة، غفر الله له سنتين، سنة قبله، وسنة بعده» .

ليس فيه: «عن قتادة بن النعمان»

(3)

.

(1)

قال البخاري: قتادة بن النعمان، الظفري، الأَنصاري، المديني، له صحبة. «التاريخ الكبير» 7/ 184.

(2)

المسند الجامع (11173)، وتحفة الأشراف (11076).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 19/ (6 و 8).

(3)

المسند الجامع (4363)، ومَجمَع الزوائد 3/ 189، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2223)، والمطالب العالية (1091).

والحديث؛ أخرجه البزار «كشف الأستار» (1053).

ص: 511

10655 -

عن ابن خباب؛ أن أبا سعيد بن مالك الخُدْري، رضي الله عنه، قدم من سفر، فقدم إليه أهله لحما من لحوم الأضحى، فقال: ما أنا بآكله حتى أسأل، فانطلق إلى أخيه لأمه، وكان بدريا، قتادة بن النعمان فسأله؟ فقال: إنه حدث بعدك أمر نقض، لما كانوا ينهون عنه، من أكل لحوم الأضحى بعد ثلاثة أيام

(1)

.

⦗ص: 512⦘

- وفي رواية: «عن أبي سعيد؛ أنه كان غائبا فقدم، فقدم إليه لحم، قالوا: هذا من لحم ضحايانا، فقال: أخروه لا أذوقه، قال: ثم قمت فخرجت، حتى آتي أخي قتادة

(2)

، وكان أخاه لأمه، وكان بدريا، فذكرت ذلك له، فقال: إنه قد حدث بعدك أمر»

(3)

.

(1)

اللفظ للبخاري (3997).

(2)

في بعض الروايات، والنسخ المطبوعة:«حتى آتي أخي أبا قتادة» .

- قال ابن حجر: كذا لأبي ذر ووافقه الأصيلي، والقابسي في روايتهما، عن أبي زيد المَرْوَزي، وأبي أحمد الجرجاني، وهو وهم، وقال الباقون:«حتى آتي أخي قتادة» وهو الصواب.

وقد تقدم في رواية الليث (3997): «فانطلق إلى أخيه لأمه، قتادة بن النعمان» .

وزعم بعض من لم يمعن النظر في ذلك، أنه وقع في كل النسخ:«أبا قتادة» ، وليس كما زعم، وقد نبه على اختلاف الرواة في ذلك أَبو علي الجياني، في تقييده، وتبعه عياض وآخرون. «فتح الباري» 10/ 25.

- وقال السندي: قوله: «أخي أبا قتادة» صوابه، كما في الأصول المعتمدة، واليونينية:«أخي قتادة» بلا لفظ الأب، وهو ابن النعمان. «حاشية السندي على صحيح البخاري» 3/ 571.

(3)

اللفظ للبخاري (5568).

ص: 511

أخرجه البخاري 5/ 103 (3997) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الليث. وفي 7/ 133 (5568) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني سليمان. و «النَّسَائي» 7/ 233، وفي «الكبرى» (4501) قال: أخبرنا عيسى بن حماد، زغبة، قال: أنبأنا الليث.

كلاهما (الليث بن سعد، وسليمان بن بلال) عن يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن القاسم بن محمد بن أَبي بكر، عن ابن خباب، فذكره

(1)

.

- في رواية النَّسَائي في «المجتبى» : «عن ابن خباب، هو عبد الله بن خباب» .

• وأخرجه أحمد (16315) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن علي بن حسين، أَبو جعفر، وأبي إسحاق بن يسار، عن عبد الله بن خباب مولى بني عَدي بن النجار، عن أبي سعيد الخُدْري، قال:

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن أن نأكل لحوم نسكنا فوق ثلاث» .

(1)

المسند الجامع (11174)، وتحفة الأشراف (11072)، وأطراف المسند (6938).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 9/ 292.

ص: 512

قال: فخرجت في سفر، ثم قدمت على أهلي، وذلك بعد الأضحى بأيام، قال: فأتتني صاحبتي بسلق، قد جعلت فيه قديدا، فقلت لها: أنى لك هذا القديد؟ فقالت: من ضحايانا، قال: فقلت لها: أو لم ينهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن نأكلها فوق ثلاث؟ قال: فقالت: إنه قد رخص للناس بعد ذلك، قال: فلم أصدقها، حتى بعثت إلى أخي قتادة بن النعمان، وكان بدريا، أسأله عن ذلك، قال: فبعث إلي: أن كل طعامك فقد صدقت، قد أرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين في ذلك

(1)

.

• وأخرجه أحمد (27698) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد، يعني ابن سِيرين، عن أبي العلانية، عن أبي سعيد الخُدْري، قال: أتيت هذه، يعني امرأته، وعندها لحم من لحوم الأضاحي قد رفعته، فرفعت عليها العصا، فقالت: إن فلانا أتانا فأخبرنا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إني كنت نهيتكم أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فكلوا، وادخروا» .

(1)

مَجمَع الزوائد 4/ 26.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 19/ (5).

ص: 513

10656 -

عن ابن جُريج، قال: أخبرت أن أبا سعيد الخُدْري. وعن سليمان بن موسى، عن فلان، وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، ولم يبلغ أَبو الزبير هذه القصة كلها؛ أن أبا قتادة أتى أهله، فوجد قصعة ثريد من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان فأخبره؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في حج، فقال: إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام، لتسعكم، وإني أحله لكم، فكلوا منه ما شئتم، قال: ولا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي، فكلوا وتصدقوا، واستمتعوا بجلودها، وإن أطعمتم من لحومها شيئًا فكلوه إن شئتم» .

⦗ص: 514⦘

أخرجه أحمد (16311) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج، فذكره.

• أَخرجه أحمد (16312) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثني ابن جُريج، قال: قال سليمان بن موسى: أخبرني زبيد؛

«أن أبا سعيد الخُدْري أتى أهله، فوجد قصعة من قديد الأضحى، فأبى أن يأكله، فأتى قتادة بن النعمان، فأخبره؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قام، فقال: إني كنت أمرتكم أن لا تأكلوا الأضاحي فوق ثلاثة أيام، لتسعكم، وإني أحله لكم، فكلوا منه ما شئتم، ولا تبيعوا لحوم الهدي والأضاحي، فكلوا وتصدقوا، واستمتعوا بجلودها ولا تبيعوها، وإن أطعمتم من لحمها فكلوا إن شئتم» .

وقال في هذا الحديث: عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«فالآن فكلوا، واتجروا، وادخروا» .

• وأخرجه أحمد (16313) قال: حدثنا حجاج، عن ابن جُريج، قال: أخبرني أَبو الزبير، عن جابر، نحو حديث زبيد هذا، عن أبي سعيد، لم يبلغه كله ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11175)، وأطراف المسند (6938)، ومَجمَع الزوائد 4/ 26.

ص: 513

10657 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي سعيد الخُدْري، عن أبيه، وعمه قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«كلوا لحوم الأضاحي، وادخروا»

(1)

.

أخرجه أحمد (11469) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن. وفي 4/ 15 (16314) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو. وفي 6/ 384 (27697) قال: حدثنا عبد الملك بن عَمرو، وعبد الرَّحمَن بن مهدي. و «أَبو يَعلى» (1235) قال: حدثنا زهير، قال: حدثنا أَبو عامر العَقَدي.

⦗ص: 515⦘

كلاهما (عبد الرَّحمَن بن مهدي، وعبد الملك أَبو عامر) عن زهير بن محمد، عن شريك بن عبد الله بن أبي نَمِر، عن عبد الرَّحمَن بن أبي سعيد الخُدْري، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لهما.

(2)

المسند الجامع (4497)، وأطراف المسند (6938 و 8301).

والحديث؛ أخرجه الدولابي «الكنى» 1/ 100.

ص: 514

• حديث زينب بنت كعب، عن أبي سعيد؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الأضاحي، فوق ثلاثة أيام، ثم رخص أن نأكل وندخر، قال: فقدم قتادة بن النعمان، أخو أبي سعيد، فقدموا إليه من قديد الأضحى، فقال: كأن هذا من قديد الأضحى؟ قالوا: نعم، قال: أليس قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال أَبو سعيد: بلى، إنه قد حدث فيه أمر، كان نهانا عنه أن نحبسه فوق ثلاثة أيام، ورخص لنا أن نأكل، وندخر» .

يأتي في مسند أبي سعيد الخُدْري، رضي الله عنه.

• وحديث أبي النضر؛ أن أبا سعيد الخُدْري كان يشتكي رجله، فدخل عليه أخوه، وقد جعل إحدى رجليه على الأخرى، وهو مضطجع، فضربه بيده على رجله الوجعة، فأوجعه، فقال: أوجعتني، أو لم تعلم أن رجلي وجعة؟ قال: بلى، قال: فما حملك على ذلك؟ قال: أولم تسمع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذه؟.

يأتي في أَبواب المبهمات.

- قال ابن حجر: أخو أبي سعيد كأنه قتادة بن النعمان، لأنه أخوه لأمه. «أطراف المسند» (8545)، و «إتحاف المهرة» (5839).

ص: 515

10658 -

عن عمر بن قتادة، عن قتادة بن النعمان؛

«أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا، فدعا به، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدرى أي عينيه أصيبت» .

⦗ص: 516⦘

أخرجه أَبو يَعلى (1549) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن سليمان بن غسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، يعني عن قتادة بن النعمان، فذكره

(1)

.

(1)

المقصد العَلي (1277)، ومَجمَع الزوائد 8/ 297، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6479).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» 3/ 100 و 251 و 252.

ص: 515

10659 -

عن عمر بن قتادة، عن أبيه قتادة بن النعمان، قال:

«كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أبيرق، بشر، وبشير، ومبشر، وكان بشير رجلا منافقا، يقول الشعر، يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر، قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الخبيث، أو كما قال الرجل، وقالوا: ابن الأبيرق قالها، قال: وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام، وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار، فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك، ابتاع الرجل منها، فخص بها نفسه، وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير، فقدمت ضافطة من الشام، فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك، فجعله في مشربة له، وفي المشربة سلاح: درع وسيف، فعدي عليه من تحت البيت، فنقبت المشربة، وأخذ الطعام والسلاح، فلما أصبح

⦗ص: 517⦘

أتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي، إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه، فنقبت مشربتنا، فذهب بطعامنا وسلاحنا، قال: فتحسسنا في الدار وسألنا، فقيل لنا: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة، ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم، قال: وكان بنو أبيرق قالوا، ونحن نسأل في الدار: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل، رجل منا له صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد اخترط سيفه، وقال: أنا أسرق؟! فوالله ليخالطنكم هذا السيف، أو لتبينن هذه السرقة، قالوا: إليك عنها أيها الرجل، فما أنت بصاحبها، فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها، فقال لي عمي: يا ابن أخي، لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، قال قتادة: فأتيت رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم

ص: 516

فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء، عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد، فنقبوا مشربة له، وأخذوا سلاحه وطعامه، فليردوا علينا سلاحنا، فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سآمر في ذلك، فلما سمع بنو أبيرق أتوا رجلا منهم، يقال له: أسير بن عروة، فكلموه في ذلك، فاجتمع في ذلك ناس من أهل الدار، فقالوا: يا رسول الله، إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا، أهل إسلام وصلاح، يرمونهم بالسرقة، من غير بينة ولا ثبت، قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته، فقال: عمدت إلى أهل بيت، ذكر منهم إسلام وصلاح، ترميهم بالسرقة على غير ثبت وبينة، قال: فرجعت، ولوددت أني خرجت من بعض مالي، ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأتاني عمي رفاعة، فقال: يا ابن أخي، ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله المستعان، فلم يلبث أن نزل القرآن:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} بني أبيرق {واستغفر الله} أي مما قلت لقتادة {إن الله كان غفورا رحيما. ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما. يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم} إلى قوله: {غفورا رحيما} أي: لو استغفروا الله لغفر لهم، {ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه} إلى قوله:{وإثما مبينا} قولهم للبيد: {ولولا فضل

⦗ص: 518⦘

الله عليك ورحمته} إلى قوله: {فسوف نؤتيه أجرا عظيما} ، فلما نزل القرآن، أُتي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالسلاح فرده إلى رفاعة، فقال قتادة: لما أتيت عمي بالسلاح، وكان شيخا قد عشا، أو عسا، الشك من أبي عيسى، في الجاهلية، وكنت أرى إسلامه مدخولا، فلما أتيته بالسلاح، قال: يا ابن أخي، هو في سبيل الله، فعرفت أن إسلامه كان صحيحا،

ص: 517

فلما نزل القرآن لحق بشير بالمشركين، فنزل على سلافة بنت سعد بن شهيد

(1)

، فأنزل الله:{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا} ، فلما نزل على سلافة رماها حسان بن ثابت بأبيات من شعر، فأخذت رحله فوضعته على رأسها، ثم خرجت به، فرمت به في الأبطح، ثم قالت: أهديت لي شعر حسان؟ ما كنت تأتيني بخير».

أخرجه التِّرمِذي (3036) قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، أَبو مسلم الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة الحراني، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جَدِّه قتادة، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعلم أحدًا أسنده غير محمد بن سلمة الحراني، وروى يونس بن بكير، وغير واحد، هذا الحديث، عن محمد بن إسحاق،

⦗ص: 519⦘

عن عاصم بن عمر بن قتادة، مرسلا، لم يذكروا فيه:«عن أبيه، عن جَدِّه» ، وقتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخُدْري لأمه، وأَبو سعيد الخُدْري، سعد بن مالك بن سنان.

(1)

اختلفت النسخ الخطية فاختلفت طبعات الكتاب، ففي طبعتَي دار الصِّدِّيق والتأصيل:«سلافة بنت سعد بن سُمَية» ، وفي طبعة الرسالة:«سلافة بنت سعد بن شُهيد» ، قال الدَّارَقطني: وأما شُهيد، بالضم، فهو في نَسَب: سلافة بنت سعد بن شُهيد الأَنصارية، وهي أم طلحة بن أبي طلحة بن عبد الدار. «المُؤتَلِف والمُختَلِف» 3/ 1427، وكذلك وردت في «الإكمال» لابن ماكولا 5/ 90، و «توضيح المُشتَبه» 5/ 374، و «تبصير المنتبه» 2/ 793.

(2)

المسند الجامع (11178)، وتحفة الأشراف (11075).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1958 م)، والطبري 7/ 458، والطبراني 19/ (15).

ص: 518

10660 -

عن محمد بن إبراهيم؛

«أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش، فكأنه نال منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قتادة، لا تسبن قريشا، فإنه لعلك أن ترى منهم رجالا، تزدري عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطغى قريش، لأخبرتهم بالذي لهم عند الله، عز وجل» .

أخرجه أحمد (27699) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد، يعني ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، فذكره.

وفي (27700) قال يزيد: سمعني جعفر بن عبد الله بن أسلم، وأنا أحدث هذا الحديث، فقال: هكذا حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جَدِّه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11179)، وأطراف المسند (6939)، ومَجمَع الزوائد 10/ 23.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم، في السنة (1530)، والبزار «كشف الأستار» (2787)، والطبراني 19/ (10).

ص: 519

10661 -

عن محمود بن لَبيد، عن قتادة بن النعمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء» .

أخرجه التِّرمِذي (2036) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا إسحاق بن محمد الفروي. و «ابن حِبَّان» (669) قال: حدثنا محمد بن يزيد الدَّرَقي

(1)

، بطرسوس، قال: حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا محمد بن جهضم.

⦗ص: 520⦘

كلاهما (إسحاق، ومحمد بن جهضم) عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، عن محمود بن لَبيد، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وقد روي هذا الحديث، عن محمود بن لَبيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلًا.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (36855) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا بشر بن المُفَضَّل، قال: حدثنا عمارة بن غَزِيَّة، عن عاصم بن عمر بن قتادة. و «أحمد» 5/ 427 (24021) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا سليمان، عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة.

(1)

قال ابن ماكولا: أَما الدَّرَقي، بفتح الدال المهملة، فهو: محمد بن يزيد الدَّرَقى أبو عبد الله، من ساكني طرسوس. «الإكمال» 3/ 362، وكذلك ضُبط بالحروف في «توضيح المُشتَبِه» لابن ناصر الدين 4/ 293.

(2)

المسند الجامع (11180)، وتحفة الأشراف (11074).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1957)، والطبراني 19/ (17)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9964).

ص: 519

وفي 5/ 428 (24027) قال: حدثنا أَبو سلمة، قال: أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن عَمرو بن أبي عَمرو، عن عاصم بن عمر. وفي (24032) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا ليث، عن يزيد، عن عَمرو مولى المطلب. و «التِّرمِذي» (2036 م) قال: حدثنا علي بن حُجْر، قال: أخبرنا إسماعيل بن جعفر، عن عَمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة.

كلاهما (عاصم بن عمر، وعَمرو مولى المطلب) عن محمود بن لَبيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله إذا أحب عبدًا حماه الدنيا، كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء»

(1)

.

- وفي رواية: «إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن من الدنيا، وهو يحبه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافونه عليه»

(2)

.

- ليس فيه: «عن قتادة بن النعمان» ، فصار من مسند محمود بن لَبيد

(3)

.

⦗ص: 521⦘

- قال التِّرمِذي: وقتادة بن النعمان الظَّفَري هو أَخو أَبي سعيد الخُدْري لِأُمه، ومحمود بن لَبيد قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأَدركه وهو غلامٌ صغيرٌ.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (24021).

(3)

المسند الجامع (11386)، وتحفة الأشراف (11074)، وأطراف المسند (7064).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (9966).

ص: 520

- فوائد:

- قال ابن أبي حاتم: سأَلتُ أَبي عن حديثٍ؛ رواه مُحمد بن جَهضَم، وعبد الله بن جعفر المَديني، عن عُمارة بن غَزيَّة، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد، عن قتادة بن النعمان الظَّفَري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إِن الله عز وجل لَيحمي عبده الدنيا وهو يُحبه، وذكر الحديث.

فقال أَبي: حدثنا محمد بن المُثنى، عن محمد بن جَهضَم هكذا، وحدثنا علي، عن أَبيه، هكذا.

ولكن حدثني داود الجَعفري

(1)

، عن الدَّراوَرْدي، عن عَمرو بن أَبي عَمرو، عن عاصم بن عُمر بن قتادة، عن محمود بن لَبِيد؛ أَن النبي صلى الله عليه وسلم.

قلتُ لأَبي: أَيهما أَصح؟ قال: حديث الدَّراوَرْدي. «علل الحديث» (1820).

• رواه عبد الله بن لَهيعَة، عن عُمارة بن غَزِيَّة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لَبيد، عن عقبة بن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسلف في مسنده برقم (9302).

⦗ص: 522⦘

_حاشية

(1)

قال المِزِّي: داود بن عبد الله بن أَبي الكَرَم الجعفري، أَبو سُليمان المَدَني، وهو داود بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أَبي طالب القرشي الهاشمي. «تهذيب الكمال» 8/ 409.

ص: 521