المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌456 - عمرو بن عبسة السلمي - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌442 - عمر بن أبي سلمة

- ‌443 - عَمرو بن الأحوص الجشمي

- ‌444 - عَمرو بن أخطب، أَبو زيد الأَنصاري

- ‌445 - عَمرو بن أم مكتوم الأعمى

- ‌446 - عَمرو بن أُمية الضمري

- ‌447 - عَمرو بن تغلب النمري

- ‌448 - عَمرو بن الجموح الأَنصاري

- ‌449 - عَمرو بن الحارث الخُزاعي

- ‌450 - عَمرو بن حريث المخزومي

- ‌451 - عَمرو بن حزم الأَنصاري

- ‌452 - عَمرو بن الحَمِق الخُزاعي

- ‌453 - عَمرو بن خارجة

- ‌454 - عَمرو بن شاس الأسلمي

- ‌455 - عَمرو بن العاص القرشي

- ‌456 - عَمرو بن عبسة السلمي

- ‌457 - عَمرو بن عُبيد الله الحضرمي

- ‌458 - عَمرو بن عوف بن زيد المزني

- ‌459 - عَمرو بن عوف الأَنصاري

- ‌460 - عَمرو بن الفغواء الخُزاعي

- ‌461 - عَمرو بن القاري

- ‌462 - عَمرو بن مالك الرؤاسي

- ‌463 - عَمرو بن مُرَّة الجهني، أَبو مريم

- ‌464 - عَمرو بن يثربي الكناني الضمري

- ‌465 - عَمرو بن فلان الأَنصاري

- ‌466 - عمران بن حصين الخُزاعي

- ‌467 - عمير بن سعد الأَنصاري

- ‌468 - عمير بن سلمة الضمري

- ‌469 - عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الليثي

- ‌470 - عمير بن نيار الأَنصاري

- ‌471 - عمير العبدي

- ‌472 - عمير مولى آبي اللحم

- ‌473 - عوف بن مالك الأشجعي

- ‌474 - عويم بن ساعدة الأَنصاري

- ‌475 - عويمر بن أشقر الأَنصاري

- ‌476 - العلاء بن الحضرمي

- ‌477 - عياش بن أبي ربيعة المخزومي

- ‌478 - عياض بن حمار المجاشعي

- ‌479 - عياض بن غنم القرشي الفهري

- ‌حرف الغين

- ‌480 - غالب بن أبجر المزني

- ‌481 - غرفة بن الحارث الكندي

- ‌482 - غضيف بن الحارث الثمالي

- ‌حرف الفاء

- ‌483 - الفاكه بن سعد الأَنصاري

- ‌484 - فجيع العامري

- ‌485 - فرات بن حيان العجلي

- ‌486 - فروة بن مسيك الغطيفي

- ‌487 - فضالة بن عُبيد الأَنصاري

- ‌488 - فضالة الليثي

- ‌489 - الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي

- ‌490 - الفلتان بن عاصم الجَرْمي

- ‌491 - فيروز الديلمي

- ‌حرف القاف

- ‌492 - قارب الثقفي

- ‌493 - قَبيصَة بن برمة الأسدي

- ‌494 - قَبيصَة بن مخارق الهلالي

- ‌495 - قَبيصَة بن وقاص السلمي

- ‌496 - قتادة بن ملحان القيسي

- ‌497 - قتادة بن النعمان الظفري

- ‌498 - قثم بن العباس بن عبد المطلب

- ‌499 - قدامة بن عبد الله بن عمار الكلابي

- ‌500 - قرظة بن كعب الأَنصاري

- ‌501 - قرة بن إياس المزني

- ‌502 - قرة بن دعموص النميري

- ‌503 - قطبة بن قتادة السدوسي

- ‌504 - قطبة بن مالك الثعلبي

- ‌505 - القعقاع بن أبي حدرد الأسلمي

- ‌506 - قيس بن الحارث الأسدي

- ‌507 - قيس بن سعد بن عبادة الأَنصاري

- ‌508 - قيس بن عاصم بن سنان المنقري

- ‌509 - قيس بن عَمرو الأَنصاري

- ‌510 - قيس بن أبي غَرَزة الغِفاري

- ‌511 - قيس بن قَهْد الأَنصاري

- ‌512 - قيس بن مخرمة القرشي

- ‌513 - قيس بن النعمان العبدي

- ‌514 - قيس الجذامي

- ‌حرف الكاف

- ‌515 - كردم بن سفيان الثقفي

- ‌516 - كرز بن علقمة الخُزاعي

- ‌517 - كعب بن زيد، أو زيد بن كعب، الأَنصاري

- ‌518 - كعب بن عاصم الأشعري

- ‌519 - كعب بن عجرة البلوي

الفصل: ‌456 - عمرو بن عبسة السلمي

‌456 - عَمرو بن عبسة السلمي

(1)

10356 -

عن أبي قلابة، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«قال رجل: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله، عز وجل، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك، قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان، قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة، قال: فما الهجرة؟ قال: تهجر السوء، قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم، قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثم عملان هما أفضل الأعمال، إلا من عمل بمثلهما: حجة مبرورة، أو عمرة»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20107). وأحمد (17152). وعَبد بن حُميد (301) قال أحمد: حدثنا، وقال عبد: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره

(3)

.

(1)

قال أَبو حاتم الرازي: عَمرو بن عبسة أَبو نجيح السلمي، له صحبة. «الجرح والتعديل» 6/ 241.

- وعبسة؛ بالعين المهملة المفتوحة، تليها موحدة، ثم السين المهملة، مفتوحتان: عَمرو بن عبسة، الصحابي المشهور، رضي الله عنه. «توضيح المُشْتَبِه» 6/ 369.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (10778)، وأطراف المسند (6829)، ومَجمَع الزوائد 1/ 59 و 3/ 207، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (112).

والحديث؛ أخرجه الخرائطي في «المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق» 1/ 91 (191).

ص: 142

10357 -

عن مكحول، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم شيخ كبير، يدعم على عصا له، فقال: يا رسول الله، إن لي غدرات وفجرات، فهل يغفر لي؟ قال: ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى، وأشهد أنك رسول الله، قال: قد غفر لك غدراتك وفجراتك» .

⦗ص: 143⦘

أخرجه أحمد (19652) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا نوح بن قيس، عن أشعث بن جابر الحداني، عن مكحول، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10779)، وأطراف المسند (6836)، ومَجمَع الزوائد 1/ 32، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (28)، والمطالب العالية (2891).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (3500).

ص: 142

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: سألتُ أَبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أَنس بن مالك، قلت: واثلة؟ فأنكره. «المراسيل» لابن أبي حاتم (789).

ص: 143

10358 -

عن أَبي أُمامة، قال: يا عَمرو بن عبسة، صاحب العقل، عقل الصدقة، رجل من بني سليم، بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام؟ قال:

«إني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة، ولا أرى الأوثان شيئا، ثم سمعت عن رجل يخبر أخبار مكة، ويحدث أحاديث، فركبت راحلتي حتى قدمت مكة، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخف، وإذا قومه عليه جرآء، فتلطفت له فدخلت عليه، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي الله، فقلت: وما نبي الله؟ قال: رسول الله، قال: قلت: آلله أرسلك؟ قال: نعم، قلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء، وكسر الأوثان، وصلة الرحم، فقلت له: من معك على هذا؟ قال: حر وعبد، أو عبد وحر، وإذا معه أَبو بكر بن أبي قحافة، وبلال مولى أَبي بكر، قلت: إني متبعك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فالحق بي، قال: فرجعت إلى أهلي وقد أسلمت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرا إلى المدينة، فجعلت أتخبر الأخبار، حتى جاء ركبة من يثرب، فقلت: ما هذا المكي الذي أتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه، وتركنا الناس سراعا، قال عَمرو بن

⦗ص: 144⦘

عبسة: فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم، ألست أنت الذي أتيتني بمكة؟ قال: قلت: بلى، فقلت: يا رسول الله، علمني مما علمك الله وأجهل، قال: إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة، حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح، أو رمحين، فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر فأقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب حين تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قلت: يا نبي الله، أخبرني عن الوضوء، قال: ما منكم من أحد يقرب وضوءه، ثم يتمضمض ويستنشق وينتثر، إلا خرت خطاياه من فمه وخياشيمه مع الماء حين ينتثر،

ص: 143

ثم يغسل وجهه كما أمره الله تعالى، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أطراف أنامله، ثم يمسح رأسه، إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله، عز وجل، إلا خرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء، ثم يقوم فيحمد الله، عز وجل، ويثني عليه بالذي هو له أهل، ثم يركع ركعتين، إلا خرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه».

قال أَبو أمامة: يا عَمرو بن عبسة، انظر ما تقول، أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أيعطى هذا الرجل كله في مقامه؟ قال: فقال عَمرو بن عبسة: يا أَبا أُمامة، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي من حاجة أن أكذب على الله، عز وجل، وعلى رسوله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة، أو مرتين، أو ثلاثا، لقد سمعته سبع مرات، أو أكثر من ذلك

(1)

.

⦗ص: 145⦘

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة، عن عَمرو بن عبسة، قال: قلت: يا رسول الله، علمني مما علمك الله، عز وجل، قال: إذا صليت الصبح، فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، فإذا ارتفعت قيد رمح، أو رمحين، فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى، يعني يستقل الرمح بالظل، ثم أقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، فإذا صليت العصر، فأقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، فحينئذ يسجد لها الكفار»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17144).

(2)

اللفظ لأحمد (17139).

ص: 144

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة الباهلي، يحدث عن حديث عَمرو بن عبسة السلمي، قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية، فذكر الحديث، قال: فسألت عنه فوجدته مستخفيا بشأنه، فتلطفت له حتى دخلت عليه، فسلمت عليه، فقلت له: ما أنت؟ فقال: نبي، فقلت: وما النبي؟ فقال: رسول الله، فقلت: ومن أرسلك؟ قال: الله، عز وجل، قلت: بماذا أرسلك؟ فقال: بأن توصل الأرحام، وتحقن الدماء، وتؤمن السبل، وتكسر الأوثان، ويعبد الله وحده، لا يشرك به شيء، قلت: نعم ما أرسلك به، وأشهدك أني قد آمنت بك وصدقتك، أفأمكث معك أم ما ترى؟ فقال: قد ترى كراهة الناس لما جئت به، فامكث في أهلك، فإذا سمعتم بي قد خرجت مخرجي فائتني» فذكر الحديث

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة، عن عَمرو بن عبسة؛ أنه سأله شرحبيل بن حسنة، فقال: يا عَمرو، هل من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نسيان ولا تزيد؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من توضأ فغسل كفيه، خرجت

⦗ص: 146⦘

خطاياه من أنامله، فإذا هو تمضمض واستنشق، خرجت خطاياه من مسامعه، فإذا غسل وجهه، خرجت خطاياه من وجهه، فإذا غسل يديه، خرجت خطاياه من يديه، فإذا مسح برأسه، خرجت خطاياه من أطراف شعره، فإذا غسل قدميه، خرجت خطاياه من أنامله، فإن قعد على وضوئه فله أجره، وإن قام متفرغا لصلاته، انصرف كما ولدته أمه من الخطايا».

فقال له شرحبيل: يا عَمرو، انظر ما تقول؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة، أو مرتين، أو ثلاثا، لم أكن لأحدثكموه

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17141).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد (298).

ص: 145

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة، قال: قال عَمرو بن عبسة السلمي: كنت وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا، جرءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا نبي، فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله، فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء، قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد، قال: ومعه يومئذ أَبو بكر، وبلال ممن آمن به، فقلت: إني متبعك، قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس، ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت فأتني، قال: فذهبت إلى أهلي، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وكنت في أهلي، فجعلت أتخبر الأخبار، وأسأل الناس، حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب من أهل المدينة، فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله، أتعرفني؟ قال: نعم، أنت الذي لقيتني بمكة، قال: فقلت: بلى، فقلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله وأجهله،

⦗ص: 147⦘

أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح، ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع حين تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، ثم صل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الظل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم، فإذا أقبل الفيء فصل، فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة، حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار، قال: فقلت: يا نبي الله، فالوضوء حدثني عنه؟ قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه، فيتمضمض ويستنشق فينتثر، إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه،

ص: 146

ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله، إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء، ثم يغسل يديه إلى المرفقين، إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء، ثم يمسح رأسه، إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء، ثم يغسل قدميه إلى الكعبين، إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء، فإن هو قام فصلى، فحمد الله وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله، إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه».

فحدث عَمرو بن عبسة بهذا الحديث أَبا أُمامة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أَبو أمامة: يا عَمرو بن عبسة، انظر ما تقول؟! في مقام واحد يعطى هذا الرجل؟! فقال عَمرو: يا أَبا أُمامة، لقد كبرت سني، ورق عظمي، واقترب أجلي، وما بي حاجة أن أكذب على الله، ولا على رسول الله، لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة، أو مرتين، أو ثلاثا، حتى عد سبع مرات، ما حدثت به أبدا، ولكني سمعته أكثر من ذلك

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة، عن عَمرو بن عبسة السلمي، أنه قال: قلت: يا رسول الله، أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس،

⦗ص: 148⦘

فترتفع قيس رمح، أو رمحين، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار، ثم صل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى يعدل الرمح ظله، ثم أقصر فإن جهنم تسجر، وتفتح أَبوابها، فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة حتى تصلي العصر، ثم أقصر حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، ويصلي لها الكفار

، وقص حديثا طويلا.

(1)

اللفظ لمسلم.

ص: 147

قال العباس: هكذا حدثني أَبو سلام، عن أَبي أُمامة، إلا أن أخطئ شيئًا لا أريده، فأستغفر الله وأتوب إليه»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة الباهلي، قال: سمعت عَمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله، كيف الوضوء؟ قال: أما الوضوء، فإنك إذا توضأت فغسلت كفيك فأنقيتهما، خرجت خطاياك من بين أظفارك وأناملك، فإذا مضمضت واستنشقت منخريك، وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين، ومسحت رأسك، وغسلت رجليك إلى الكعبين، اغتسلت من عامة خطاياك، فإن أنت وضعت وجهك لله، عز وجل، خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمك» .

قال أَبو أمامة: فقلت: يا عَمرو بن عبسة، انظر ما تقول؟ أكل هذا يعطى في مجلس واحد؟ فقال: أما والله، لقد كبرت سني، ودنا أجلي، وما بي من فقر، فأكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد سمعته أذناي، ووعاه قلبي، من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(2)

.

- وفي رواية: «عن أَبي أُمامة الباهلي، قال: سمعت عَمرو بن عبسة يقول: قلت: يا رسول الله، هل من ساعة أقرب من الأخرى، أو هل من ساعة يبتغى ذكرها؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون الرب، عز وجل، من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله، عز وجل، في تلك الساعة فكن، فإن الصلاة محضورة مشهودة إلى طلوع الشمس، فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وهي

⦗ص: 149⦘

ساعة صلاة الكفار، فدع الصلاة حتى ترتفع قيد رمح، ويذهب شعاعها، ثم الصلاة محضورة مشهودة، حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح بنصف النهار، فإنها ساعة تفتح فيها أَبواب جهنم وتسجر، فدع الصلاة حتى يفيء الفيء، ثم الصلاة محضورة مشهودة، حتى تغيب الشمس، فإنها تغيب بين قرني شيطان، وهي صلاة الكفار»

(3)

.

(1)

اللفظ لأبي داود.

(2)

اللفظ للنسائي 1/ 91.

(3)

اللفظ للنسائي 1/ 279.

ص: 148

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث، وهو بمكة، وهو حينئذ مستخف، فقلت: ما أنت؟ قال: أنا نبي، قلت: وما النبي؟ قال: رسول الله، قال: آلله أرسلك؟ قال: نعم، قلت: بم أرسلك؟ قال: بأن نعبد الله، ونكسر الأوثان، ودار الأوثان، ونوصل الأرحام، قلت: نعم ما أرسلك به، قلت: فمن تبعك على هذا؟ قال: عبد وحر، يعني أبا بكر وبلالا، فكان عَمرو يقول: رأيتني وأنا ربع الإسلام، أو رابع الإسلام، قال: فأسلمت، قال: أتبعك يا رسول الله، قال: لا، ولكن الحق بقومك، فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني، قال: فلحقت بقومي، وجعلت أتوقع خبره وخروجه، حتى أقبلت رفقة من يثرب، فلقيتهم فسألتهم عن الخبر، فقالوا: قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، فقلت: وقد أتاها؟ قالوا: نعم، قال: فارتحلت حتى أتيته، فقلت: أتعرفني يا رسول الله؟ قال: نعم، أنت الرجل الذي أتاني بمكة، فجعلت أتحين خلوته، فلما خلا قلت: يا رسول الله، علمني مما علمك الله وأجهل، قال: سل عما شئت، قلت: أي الليل أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر، فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس، فترتفع قيد رمح، أو رمحين، فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وتصلي لها الكفار، ثم صل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى يعدل الرمح ظله، ثم أقصر، فإن جهنم تسجر وتفتح أَبوابها، فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت، فإن الصلاة مشهودة مكتوبة، حتى

⦗ص: 150⦘

تصلي العصر، ثم أقصر حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وتصلي لها الكفار، وإذا توضأت فاغسل يديك، فإنك إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من أطراف أناملك، ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك، ثم إذا مضمضت واستنثرت خرجت خطاياك من مناخرك، ثم إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من ذراعيك، ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك، ثم إذا غسلت رجليك خرجت خطاياك من رجليك، فإن ثبت في مجلسك كان ذلك حظك من وضوئك، وإن قمت فذكرت ربك، وحمدت، وركعت ركعتين، مقبلا عليهما بقلبك، كنت من خطاياك كيوم ولدتك أمك».

ص: 149

قال: قلت: يا عَمرو، اعلم ما تقول، فإنك تقول أمرا عظيما، قال: والله، لقد كبرت سني، ودنا أجلي، وإني لغني عن الكذب، ولو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة، أو مرتين، ما حدثته، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك.

هكذا حدثني أَبو سلام، عن أَبي أُمامة، إلا أن أخطئ شيئًا لا أريده، فأستغفر الله وأتوب إليه

(1)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ، فذكر الحديث، وقال: فقلت: يا رسول الله، فهل من دعوة أقرب من أخرى، أو ساعة نبغي، أو نبتغي ذكرها؟ قال: نعم، إن أقرب ما يكون الرب من العبد جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن»

(2)

.

أخرجه أحمد (17139) قال: حدثنا غُندَر، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني شداد بن عبد الله، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وفي (17141) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عَمرو السيباني، عن أبي سلام الدمشقي، وعَمرو بن عبد الله. وفي 4/ 112 (17144) قال:

⦗ص: 151⦘

حدثنا عبد الله بن يزيد، أَبو عبد الرَّحمَن المُقرِئ، قال: حدثنا عكرمة، يعني ابن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله الدمشقي، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. و «عَبد بن حُميد» (298) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بشر بن نُمير، عن القاسم. و «مسلم» 2/ 208 (1882) قال: حدثني أحمد بن جعفر المعقري، قال: حدثنا النضر بن محمد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله، أَبو عمار، ويحيى بن أبي كثير، قال عكرمة: ولقي شداد أَبا أُمامة، وواثلة، وصحب أنسا إلى الشام، وأثنى عليه فضلا وخيرا.

(1)

اللفظ لابن خزيمة (260).

(2)

اللفظ لابن خزيمة (1147).

ص: 150

و «أَبو داود» (1277) قال: حدثنا الربيع بن نافع، قال: حدثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام. و «التِّرمِذي» (3579) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا إسحاق بن عيسى

(1)

، قال: حدثني مَعْن، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب. و «النَّسَائي» 1/ 91 و 279، وفي «الكبرى» (176 و 1556) قال: أخبرنا عَمرو بن منصور، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا الليث، هو ابن سعد، قال: حدثنا معاوية بن صالح، قال: أخبرني أَبو يحيى، سليم بن عامر، وضمرة بن حبيب، وأَبو طلحة، نعيم بن زياد. و «ابن خزيمة» (165) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا شداد بن عبد الله، أَبو عمار، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وفي (260) قال: حدثنا يعقوب بن سفيان الفارسي، قال: حدثنا أَبو توبة، الربيع بن نافع، قال: حدثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام. وفي (1147) قال: حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخَولاني، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية بن صالح، قال: حدثني أَبو يحيى، وهو سليم بن عامر، وضمرة بن حبيب، وأَبو طلحة، هو نعيم بن زياد.

(1)

تحرف في طبعتي دار الغرب والرسالة (3896) إلى: «إسحاق بن موسى» ، وهو على الصواب في «تحفة الأشراف» (10758)، وطبعتي المكنز، والحلبي، التي بدأها الشيخ أحمد شاكر.

- قال ابن حجر: أخرجه التِّرمِذي، عن عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، عن إسحاق بن عيسى، عن مَعن بن عيسى. «نتائج الأفكار» 2/ 248.

وهو: إسحاق بن عيسى بن نجيح البغدادي، أَبو يعقوب ابن الطباع. «تهذيب الكمال» 2/ 462.

ص: 151

ثمانيتهم (شداد بن عبد الله، وأَبو سَلام الدمشقي ممطور، وعَمرو بن عبد الله، والقاسم بن عبد الرَّحمن، ويحيى بن أَبي كثير، وضَمرة بن حبيب، وسُليم بن عامر، ونُعيم بن زياد) عن أَبي أُمامة، صُدَي بن عَجلان، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ من هذا الوجه.

• أَخرجه أحمد (19653). وعَبد بن حُميد (297) قال أحمد: حدثنا، وقال عبد: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حريز بن عثمان، وهو الرحبي، قال: حدثنا سليم بن عامر، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ، فقلت: من تبعك على هذا الأمر؟ فقال: حر وعبد، ومعه أَبو بكر، وبلال، رضي الله عنهما، فقال لي: ارجع حتى يمكن الله، عز وجل، لرسوله، فأتيته بعد، فقلت: يا رسول الله، جعلني الله فداءك، شيئًا تعلمه وأجهله، لا يضرك وينفعني الله، عز وجل، به: هل من ساعة أفضل من ساعة؟ وهل من ساعة يتقى فيها؟ فقال: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الله، عز وجل، يتدلى في جوف الليل فيغفر، إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مشهودة محضورة، فصل حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت فأقصر عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان، وهي صلاة الكفار حتى ترتفع، فإذا استقلت الشمس فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة، حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فأقصر عن الصلاة، فإنها ساعة تسجر فيها جهنم، حتى يفيء الفيء، فإذا فاء الفيء فصل، فإن الصلاة محضورة مشهودة، حتى تدلى الشمس للغروب، فإذا تدلت فأقصر عن الصلاة، حتى تغيب الشمس، فإنها تغيب على قرني شيطان، وهي صلاة الكفار»

(2)

.

(1)

المسند الجامع (10780)، وتحفة الأشراف (10758: 10761)، وأطراف المسند (6829 و 6837)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (532).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1330)، وأَبو عَوانة (7 و 668 و 1146 و 1147)، والطبراني في «الأوسط» (422)، والدارقُطني (378 و 379)، والبيهقي 1/ 81 و 2/ 454 و 455 و 3/ 4 و 6/ 369، والبغوي (777).

(2)

اللفظ لأحمد (19653).

ص: 152

- وفي رواية: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ، فقلت: من تبعك في هذا الأمر؟ فقال: حر وعبد، وليس معه إلا أَبو بكر، وبلال، فقال: انطلق حتى يمكن الله لرسوله، ثم تجيئه بعد، قال: يا نبي الله، جعلني الله فداك، شيء تعلمه وأجهله، ينفعني ولا يضرك: ما ساعة أقرب إلى الله من ساعة، وما ساعة يتقى فيها؟ فقال: يا عَمرو بن عبسة، لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك، إن الرب، تبارك وتعالى، يتدلى من جوف الليل الآخر، فيغفر، إلا ما كان من الشرك والبغي، فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع على قرن شيطان، وهي صلاة الكفار، فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع الشمس، فإذا استقلت فالصلاة مشهودة حتى يعتدل النهار، فإذا اعتدل النهار فأقصر عن الصلاة، فإنها حينئذ تسجر جهنم، فإذا فاء الفيء، فالصلاة مشهودة حتى تدلى للغروب، فإنها تغيب على قرن شيطان، وهي صلاة الكفار، فأقصر عن الصلاة حتى تجب الشمس» .

ليس فيه: «أَبو أمامة»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10782)، وأطراف المسند (6829)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (867).

والحديث؛ أخرجه ابن سعد 4/ 200.

ص: 153

- فوائد:

- قال أَبو حاتم الرازي: سليم بن عامر لم يدرك عَمرو بن عبسة، ولا المقداد بن الأسود. «المراسيل» لابن أبي حاتم (133).

- وقال أَبو حاتم الرازي: ممطور أَبو سلام الأعرج الحبشي الدمشقي، روى عن ثوبان، والنعمان بن بشير، وأَبي أُمامة، وعَمرو بن عبسة، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (812).

- وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي، عن حديث، رواه سعيد بن عبد الجبار الزبيدي عن صفوان بن عَمرو، عن سليم بن عامر، قال: سمعت عَمرو بن عبسة، قال: لقد أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وإني لربع الإسلام.

⦗ص: 154⦘

قال أبي: هذا خطأ روى هذا الحديث حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر؛ أن أَبا أُمامة سأل عَمرو بن عبسة، وسعيد بن عبد الجبار ليس بقوي. «علل الحديث» (2581).

ص: 153

10359 -

عن عبد الرَّحمَن بن البيلماني، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، من أسلم؟ قال: حر وعبد، قال: فقلت: وهل من ساعة أقرب إلى الله تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الآخر، صل ما بدا لك حتى تصلي الصبح، ثم انهه حتى تطلع الشمس، وما دامت كأنها حجفة حتى تنتشر، ثم صل ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله، ثم انهه حتى تزول الشمس، فإن جهنم تسجر لنصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم انهه حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، وتطلع بين قرني شيطان، فإن العبد إذا توضأ فغسل يديه، خرت خطاياه من بين يديه، فإذا غسل وجهه، خرت خطاياه من وجهه، فإذا غسل ذراعيه، ومسح برأسه، خرت خطاياه من ذراعيه ورأسه، وإذا غسل رجليه، خرت خطاياه من رجليه، فإذا قام إلى الصلاة، وكان هو وقلبه ووجهه، أو كله، نحو الوجه إلى الله، عز وجل، انصرف كما ولدته أمه» .

قال: فقيل له: آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه مرة، أو مرتين، أو عشرا، أو عشرين، ما حدثت به

(1)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، من أسلم، يعني معك؟ فقال: حر وعبد، يعني أبا بكر، وبلالا، فقلت: يا رسول الله، علمني مما تعلم وأجهل، هل من الساعات ساعة أفضل من الأخرى؟ قال: جوف الليل الآخر أفضل، فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي الفجر، ثم انهه حتى تطلع الشمس ما دامت كالحجفة حتى تنتشر، فإنها تطلع بين قرني شيطان، ويسجد لها الكفار،

⦗ص: 155⦘

ثم تصلي فإنها مشهودة متقبلة حتى يستوي العمود على ظله، ثم انهه فإنها ساعة تسجر فيها الجحيم، فإذا زالت فصل فإنها مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر، ثم انهه حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني شيطان، ويسجد لها الكفار».

(1)

اللفظ لأحمد (17151).

ص: 154

وكان عَمرو بن عبسة يقول: أنا ربع الإسلام، وكان عبد الرَّحمَن يصلي بعد العصر ركعتين

(1)

.

- وفي رواية: «قلت: يا رسول الله، من معك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، ومعه أَبو بكر، وبلال، ثم قال له: ارجع إلى قومك حتى يمكن الله، عز وجل، لرسوله» .

قال: وكان عَمرو بن عبسة يقول: لقد رأيتني وإني لربع الإسلام

(2)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هل من ساعة أحب إلى الله من أخرى؟ قال: نعم، جوف الليل الأوسط، فصل ما بدا لك حتى يطلع الصبح، ثم انهه حتى تطلع الشمس، وما دامت كأنها حجفة حتى تنتشر، ثم صل ما بدا لك حتى يقوم العمود على ظله، ثم انهه حتى تزول الشمس، فإن جهنم تسجر نصف النهار، ثم صل ما بدا لك حتى تصلي العصر، ثم انهه حتى تغرب الشمس، فإنها تغرب بين قرني الشيطان، وتطلع بين قرني الشيطان»

(3)

.

- وفي رواية: «أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، من أسلم معك؟ قال: حر وعبد، قلت: هل من ساعة أقرب إلى الله من أخرى؟ قال: نعم، جوف الليل الأوسط»

(4)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (43) و 2/ 351 (7422) قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة. و «أحمد» 4/ 111 (17143) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا حماد بن سلمة. وفي 4/ 113

⦗ص: 156⦘

(17151)

قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.

(1)

اللفظ لأحمد (17143).

(2)

اللفظ لأحمد (17153).

(3)

اللفظ لابن ماجة (1251).

(4)

اللفظ لابن ماجة (1364).

ص: 155

وفي 4/ 114 (17153) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة. و «ابن ماجة» (283) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا غُندَر، محمد بن جعفر، عن شعبة. وفي (1251) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا غُندَر، عن شعبة. وفي (1364) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالوا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «النَّسَائي» 1/ 283 قال: أخبرني الحسن بن إسماعيل بن سليمان، وأيوب بن محمد، قالا: حدثنا حجاج بن محمد، قال أيوب: حدثنا، وقال حسن: أخبرني شعبة. وفي «الكبرى» (1573) قال: أخبرني أيوب بن محمد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا شعبة.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة) عن يَعلى بن عطاء، عن يزيد بن طلق، عن عبد الرَّحمَن بن البيلماني، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أحمد (19654) قال: حدثنا هُشيم، قال: أخبرنا يَعلى بن عطاء، عن عبد الرَّحمَن بن أبي عبد الرَّحمَن، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: من تابعك على أمرك هذا؟ قال: حر وعبد» .

يعني أبا بكر، وبلالا، رضي الله عنهما.

وكان عَمرو يقول بعد ذلك: فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام.

- لم يذكر هُشيم: «يزيد بن طلق» وقال: «عبد الرَّحمَن بن أبي عبد الرَّحمَن» .

(1)

المسند الجامع (10781)، وتحفة الأشراف (10762 و 10763)، وأطراف المسند (6829).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (131 و 132).

ص: 156

10360 -

عن شهر بن حوشب، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد، قلت: ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام، وإطعام الطعام، قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة، قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم

⦗ص: 157⦘

المسلمون من لسانه ويده، قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال: خلق حسن، قال: قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت، قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك، عز وجل، قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده، وأهريق دمه، قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر، ثم الصلاة مكتوبة مشهودة حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فلا صلاة إلا الركعتين حتى تصلي الفجر، فإذا صليت صلاة الصبح، فأمسك عن الصلاة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس، فإنها تطلع في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها، فأمسك عن الصلاة حتى ترتفع، فإذا ارتفعت فالصلاة مكتوبة مشهودة، حتى يقوم الظل قيام الرمح، فإذا كان كذلك، فأمسك عن الصلاة حتى تميل، فإذا مالت فالصلاة مكتوبة مشهودة حتى تغرب الشمس، فإذا كان عند غروبها، فأمسك عن الصلاة، فإنها تغرب، أو تغيب، في قرني شيطان، وإن الكفار يصلون لها»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 156

- وفي رواية: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أي الجهاد أفضل؟ قال: من أهريق دمه، وعقر جواده»

(1)

.

أخرجه أحمد (19655) قال: حدثنا ابن نُمير. و «عَبد بن حُميد» (300) قال: حدثنا يَعلى بن عبيد. و «ابن ماجة» (2794) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا يَعلى بن عبيد.

كلاهما (عبد الله بن نُمير، ويَعلى) عن حجاج بن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (10783)، وتحفة الأشراف (10757)، وأطراف المسند (6829)، ومَجمَع الزوائد 1/ 54 و 60، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (867).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي خيثمة في «تاريخه» 3/ 1/ 158.

ص: 157

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: شهر بن حوشب لم يسمع من عَمرو بن عبسة، إنما يحدث عن أبي ظبية، عن عَمرو بن عبسة. «المراسيل» لابن أبي حاتم (324).

- وقال أَبو زُرعَة الرازي: شهر بن حوشب لم يلق عَمرو بن عبسة. «المراسيل» لابن أبي حاتم (325).

ص: 158

10361 -

عن كثير بن مُرَّة، عن عَمرو بن عبسة، أنه حدثهم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من بنى لله مسجدا ليذكر الله، عز وجل، فيه، بنى الله له بيتا في الجنة، ومن أعتق نفسا مسلمة، كانت فديته من جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله، عز وجل، كانت له نورا يوم القيامة»

(1)

.

- وفي رواية: «من بنى مسجدا يذكر الله فيه، بنى الله، عز وجل، له بيتا في الجنة»

(2)

.

أخرجه أحمد (19668 و 19669 و 19670) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح. و «التِّرمِذي» (1635) قال: حدثنا إسحاق بن منصور المَرْوَزي، قال: أخبرنا حَيْوَة بن شُرَيح الحِمصي. و «النَّسَائي» 2/ 31، وفي «الكبرى» (769) قال: أخبرنا عَمرو بن عثمان.

كلاهما (حيوة، وعَمرو) عن بَقِية بن الوليد، قال: حدثنا بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن كثير بن مُرَّة، فذكره

(3)

.

⦗ص: 159⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وحَيْوَة بن شُرَيح هو: ابن يزيد الحِمصي.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للنسائي 2/ 31.

(3)

المسند الجامع (10784)، وتحفة الأشراف (10766 و 10767)، وأطراف المسند (6830).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1328)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1162)، والبغوي (2420).

ص: 158

10362 -

عن حبيب بن عبيد، عن عَمرو بن عبسة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الليل مثنى مثنى، وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة» .

قلت: أوجبه؟ قال: لا، بل أجوبه، يعني بذلك الإجابة.

أخرجه أحمد (19676) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا أَبو بكر بن عبد الله، عن حبيب بن عبيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10785)، وأطراف المسند (6827)، ومَجمَع الزوائد 2/ 264.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1457 و 1495).

ص: 159

- فوائد:

- أَبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني.

ص: 159

10363 -

عن عطية بن قيس، عن عَمرو بن عبسة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«صلاة الليل مثنى مثنى، وجوف الليل الآخر أوجبه دعوة» .

قال: فقلت: أجوبه؟ قال: لا، ولكن أوجبه، يعني بذلك الإجابة

(1)

.

أخرجه أحمد (19677) قال: حدثنا أَبو اليمان. وفي (19678) قال: حدثنا محمد بن مصعب.

كلاهما (أَبو اليمان الحكم بن نافع، ومحمد بن مصعب) عن أَبي بكر بن عبد الله، عن عطية، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (19678).

(2)

المسند الجامع (10786)، وأطراف المسند (6827)، ومَجمَع الزوائد 2/ 264.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1495).

ص: 159

10364 -

عن مكحول، عن عَمرو بن عبسة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار مسيرة مئة عام»

(1)

.

- وفي رواية: «من صام في سبيل الله يوما، بوعد من النار مسيرة مئة عام» .

أخرجه عبد الرزاق (9684) عن سعيد بن عبد العزيز. و «عَبد بن حُميد» (303) قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا محمد بن راشد.

كلاهما (سعيد، ومحمد بن راشد) عن مكحول، فذكره

(2)

.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (19721) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من صام يوما في سبيل الله، بوعد من النار مئة خريف» ، «مُرسَل» .

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (10787)، ومَجمَع الزوائد 3/ 194، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2184)، والمطالب العالية (999).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3249).

ص: 160

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: سألتُ أَبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أَنس بن مالك. «المراسيل» لابن أبي حاتم (789).

ص: 160

10365 -

عن كثير بن زياد، قال: قال ابن عبسة:

«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق، في رمضان» .

أخرجه أحمد (17142) قال: حدثنا عتاب بن زياد، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا السري بن يحيى، عن كثير بن زياد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10788)، وأطراف المسند (6835)، ومَجمَع الزوائد 3/ 165.

ص: 160

- فوائد:

- عبد الله؛ هو ابن المبارك.

ص: 160

10366 -

عن أبي طيبة، قال: إن شُرحبيل بن السِّمْط دعا عَمرو بن عبسة السلمي، فقال: يا ابن عبسة، هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد، ولا كذب، ولا تحدثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الله، عز وجل، يقول: قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتصافون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتزاورون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي، وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي» .

وقال عَمرو بن عبسة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«أيما رجل رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، فبلغ مخطئا، أو مصيبا، فله من الأجر كرقبة يعتقها من ولد إسماعيل، وأيما رجل شاب شيبة في سبيل الله، فهي له نور، وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما، فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق، فداء له من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فكل عضو من المعتقة بعضو من المعتقة، فداء لها من النار، وأيما رجل مسلم قدم لله، عز وجل، من صلبه ثلاثة، لم يبلغوا الحنث، أو امرأة، فهم له سترة من النار، وأيما رجل قام إلى وضوء، يريد الصلاة، فأحصى الوضوء إلى أماكنه، سلم من كل ذنب، أو خطيئة له، فإن قام إلى الصلاة رفعه الله، عز وجل، بها درجة، وإن قعد قعد سالما» .

ص: 161

فقال شُرحبيل بن السِّمْط: آنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابن عبسة؟ قال: نعم، والذي لا إله إلا هو، لو أني لم أسمع هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، أو مرتين، أو ثلاث، أو أربع، أو خمس، أو ست، أو سبع، فانتهى عند سبع، ما حلفت، يعني ما باليت، أن لا أحدث به أحدا من الناس، ولكني والله، ما أدري عدد ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1)

.

⦗ص: 162⦘

- وفي رواية: «أيما رجل مسلم رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، فبلغ مخطئا، أو مصيبا، فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل»

(2)

.

أخرجه أحمد (17148) قال: حدثنا روح. وفي 4/ 386 (19662: 19667) قال: حدثنا هاشم. و «عَبد بن حُميد» (304) قال: حدثني أحمد بن يونس.

ثلاثتهم (روح بن عبادة، وهاشم بن القاسم، وأحمد بن يونس) عن عبد الحميد بن بَهرام، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: أخبرني أَبو ظبية، فذكره

(3)

.

- في رواية هاشم بن القاسم: «حدثني أَبو طيبة»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد (19662: 19667).

(2)

اللفظ لأحمد (17148).

(3)

المسند الجامع (10789)، وأطراف المسند (6830)، ومَجمَع الزوائد 10/ 279، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (532 و 4135 و 7920).

والحديث؛ أخرجه ابن المبارك (9).

(4)

قال المِزِّي: أَبو ظبية، ويقال: أَبو طيبة، السلفي، ثم الكَلاعي، الشامي، الحِمصي. «تهذيب الكمال» 33/ 447.

ص: 161

• حديث شهر بن حوشب، أن أَبا أُمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من توضأ، فأحسن الوضوء، ذهب الإثم من سمعه وبصره، ويديه ورجليه» .

قال أَبو ظبية الحِمصي: وأنا سمعت عَمرو بن عبسة يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: وسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من بات طاهرا على ذكر الله، لم يتعار ساعة من الليل، يسأل الله فيها شيئًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا آتاه إياه» .

يأتي في مسند أَبي أُمامة، صُدَي بن عَجلان برقم (11629).

ص: 162

10367 -

عن القاسم أبي عبد الرَّحمَن، عن عَمرو بن عبسة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من رمى العدو بسهم، فبلغ سهمه العدو، أصاب، أو أخطأ، فعدل رقبة» .

أخرجه ابن ماجة (2812) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عَمرو بن الحارث، عن سليمان بن عبد الرَّحمَن القرشي، عن القاسم أبي عبد الرَّحمَن، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10791)، وتحفة الأشراف (10765).

والحديث؛ أخرجه البيهقي 9/ 162.

ص: 163

10368 -

عن الصُّنَابحي؛ أنه لقي عَمرو بن عبسة، فقال: هل من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من أعتق رقبة، أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله، بلغ، أو قصر، كان عدل رقبة، ومن شاب شيبة في سبيل الله، كان له نورا يوم القيامة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن الصُّنَابحي؛ أنه لقي عَمرو بن عبسة، فقال: هل من حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا زيادة فيه ولا نقصان؟ فقال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق رقبة، أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار»

(2)

.

أخرجه أحمد (17149) قال: حدثنا محمد بن بكر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (4868) قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم، يقال له: ابن صُدْران، بصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث. وفي (4869) قال: أخبرنا يزيد بن سنان، قال: حدثنا عبد الله بن حمران.

⦗ص: 164⦘

ثلاثتهم (ابن بكر، وخالد، وابن حمران) عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني الأسود بن العلاء، عن حوي مولى سليمان بن عبد الملك، عن رجل أرسل إليه عمر بن عبد العزيز، وهو أمير المؤمنين، قال: كيف الحديث الذي حدثتني عن الصُّنَابحي؟ قال: أخبرني الصُّنَابحي، فذكره

(3)

.

- في رواية خالد بن الحارث: «عن مَولًى لسليمان بن عبد الملك، أن عمر بن عبد العزيز أرسل إلى رجل من أهل الشام، فحدثه حديثين في عشية واحدة» لم يذكر اسمه.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ للنسائي (4869).

(3)

المسند الجامع (10792)، وتحفة الأشراف (10772)، وأطراف المسند (6830).

والحديث؛ أخرجه أَبو بكر الباغندي في «مسند عمر بن عبد العزيز (79).

ص: 163

10369 -

عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي نجيح السلمي، قال:

«حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف، أو قصر الطائف، فقال: من بلغ بسهم في سبيل الله، عز وجل، فله درجة في الجنة، فبلغت يومئذ ستة عشر سهما، ومن رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، فهو له عدل محرر، ومن أصابه شيب في سبيل الله، عز وجل، فهو له نور يوم القيامة، وأيما رجل أعتق رجلا مسلما، جعل الله، عز وجل، وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله، عز وجل، جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي نجيح السلمي، قال: حاصرنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من بلغ بسهم، فله درجة في الجنة، قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهما، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، فهو عدل محرر، ومن شاب شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة، وأيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما، فإن الله، عز وجل، جاعل وفاء كل عظم من عظامه

⦗ص: 165⦘

عظما من عظام محرره من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة، فإن الله، عز وجل، جاعل وفاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (19648).

(2)

اللفظ لأحمد (17147).

ص: 164

- وفي رواية: «حاصرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حصن الطائف، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رمى بسهم في سبيل الله، فبلغه فله درجة في الجنة، فقال رجل: يا نبي الله، إن رميت فبلغت فلي درجة في الجنة؟ قال: فرمى فبلغ، قال: فبلغت يومئذ ستة عشر سهما» فذكر معناه

(1)

.

أخرجه أحمد (17147) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله. وفي 4/ 384 (19648) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام. وفي (19649) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب، عن سعيد. و «أَبو داود» (3965) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. و «التِّرمِذي» (1638) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، عن أبيه. و «النَّسَائي» 6/ 26، وفي «الكبرى» (4336) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا هشام. وفي «الكبرى» (4859) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، عن خالد، قال: حدثنا هشام. و «ابن حِبَّان» (2984 و 4309 و 4615) مفرقا، قال: أخبرنا محمد بن محمود بن عَدي، بنسا، قال: حدثنا حميد بن زنجويه، قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام الدَّستوائي.

كلاهما (هشام الدَّستوائي، وسعيد بن أبي عَروبَة) عن قتادة بن دعامة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، فذكره

(2)

.

- قال أَبو داود، وأَبو حاتم بن حبان (4309): أَبو نجيح السلمي؛ هو عَمرو بن عبسة.

⦗ص: 166⦘

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو نجيح هو: عَمرو بن عبسة السلمي، وعبد الله بن الأزرق هو عبد الله بن زيد.

(1)

اللفظ لأحمد (19649).

(2)

المسند الجامع (10793)، وتحفة الأشراف (10768)، وأطراف المسند (6830)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4963).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1250)، والطبراني في «مسند الشاميين» (2751)، والبيهقي 9/ 161 و 10/ 272، والبغوي (2642).

ص: 165

10370 -

عن سليم بن عامر؛ أن عَمرو بن عبسة كان عند شُرحبيل بن السِّمْط، فقال: يا عَمرو، هل من حديث تحدثنا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نقصان ولا نسيان؟ قال: نعم، والذي نفس عَمرو بيده؛

«ما من رجل يشيب شيبة في سبيل الله، إلا جعلها الله نورا يوم القيامة، وما من رجل يرمي بسهم إلى العدو، في سبيل الله، عز وجل، مخطئا، أو مصيبا، إلا كان له عتق رقبة من ولد إسماعيل، ولا يعتق رقبة مسلمة، إلا فدى كل عضو منها عضوا من النار» .

فقال: يا عَمرو بن عبسة، إنك لتحدث حديثا عظيما؟! فقال عَمرو: بئس ما لي، كبرت سني، ورق عظمي، وما بي خلة أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سمعته منه غير مرة

(1)

.

- وفي رواية: «عن سليم بن عامر الخبائري، عن عَمرو بن عبسة، أنه كان عند شُرحبيل بن السِّمْط، وهو أمير على حمص، فقال: يا عَمرو بن عبسة، حدثنا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم حديثا، ليس فيه نقص ولا نسيان، قال: والذي نفس عَمرو بن عبسة بيده، ما من رجل يعتق رقبة مسلمة، إلا فدت كل عضو منه عضوا منه من النار» .

لقد سمعته غير مرة

(2)

.

- وفي رواية: «عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا سليم بن عامر، حديث شُرحبيل بن السِّمْط، حين قال لعَمرو بن عبسة: حدثنا حديثا، ليس فيه تزيد، ولا

⦗ص: 167⦘

نقصان، فقال عَمرو: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق رقبة مسلمة، كانت فكاكه من النار عضوا بعضو»

(3)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

اللفظ للنسائي (4867).

(3)

اللفظ لأحمد (19671).

ص: 166

أخرجه أحمد (17145) قال: حدثنا الحكم بن نافع. وفي 4/ 386 (19671) قال: حدثنا أَبو المغيرة. و «عَبد بن حُميد» (299) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (4866) قال: أخبرنا سعيد بن عَمرو الحِمصي، قال: حدثنا بقية. وفي (4867) قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن تميم المصيصي، قال: حدثنا حجاج بن محمد.

خمستهم (الحكم، وأَبو المغيرة عبد القدوس، ويزيد، وبَقيَّة بن الوليد، وحجاج) عن حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، فذكره.

• وأخرجه أَبو داود (3966) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن نجدة، قال: حدثنا بقية، قال: حدثنا صفوان بن عَمرو، قال: حدثني سليم بن عامر. و «النَّسَائي» 6/ 26، وفي «الكبرى» (4335 و 4865) قال: أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا بقية، عن صفوان، قال: حدثني سليم بن عامر. وفي 6/ 27، وفي «الكبرى» (4338 و 4864) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المُعتَمِر، قال: سمعت خالدا، يعني ابن زيد، أبا عبد الرَّحمَن الشامي يحدث.

كلاهما (سليم، وخالد بن زيد) عن شُرحبيل بن السِّمْط، أنه قال لعَمرو بن عبسة: ياعَمرو، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من شاب شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله، فبلغ العدو أو لم يبلغ، كان له كعتق رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة، كانت فداءه من النار، عضوا بعضو»

(1)

.

(1)

اللفظ للنسائي (4335).

ص: 167

- وفي رواية: «عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن عَمرو بن عبسة قال

(1)

:

⦗ص: 168⦘

قلت له: يا عَمرو بن عبسة، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه نسيان ولا تنقص، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ العدو، أخطأ أو أصاب كان كعدل رقبة، ومن أعتق رقبة مسلمة كان فداء كل عضو منه عضوا منه من نار جهنم، ومن شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة»

(2)

.

- جعله من رواية سليم بن عامر، وخالد بن زيد، عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن عَمرو بن عبسة

(3)

.

(1)

القائل هو شُرَحبيل بن السِّمْط.

(2)

اللفظ للنسائي (4338).

(3)

المسند الجامع (10794)، وتحفة الأشراف (10754 و 10755 و 10756)، وأطراف المسند (6830)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4135 و 4963).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (957 و 958 و 1068).

ص: 167

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: سليم بن عامر لم يدرك عَمرو بن عبسة، ولا المقداد بن الأسود. «المراسيل» لابن أبي حاتم (310).

- وقال أَبو حاتم الرازي: خالد بن زيد الشامي، روى عن شُرحبيل بن السِّمْط، مرسل. «الجرح والتعديل» 3/ 331.

ص: 168

10371 -

عن أَبي أُمامة، عن عَمرو بن عبسة السلمي، قال: قلت: له: حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه انتقاص ولا وهم، قال: سمعته يقول:

«من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام، فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث، أدخله الله، عز وجل، الجنة برحمته إياهم، ومن شاب شيبة في سبيل الله، عز وجل، كانت له نورا يوم القيامة، ومن رمى بسهم في سبيل الله، عز وجل، بلغ به العدو، أصاب، أو أخطأ، كان له كعدل رقبة، ومن أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله بكل عضو

⦗ص: 169⦘

منها عضوا منه من النار، ومن أنفق زوجين في سبيل الله، عز وجل، فإن للجنة ثمانية أَبواب، يدخله الله، عز وجل، من أي باب شاء منها الجنة»

(1)

.

أخرجه أحمد (19657: 19661) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الفرج، قال: حدثنا لقمان. و «عَبد بن حُميد» (298) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بشر بن نُمير، عن القاسم.

كلاهما (لقمان بن عامر، والقاسم بن عبد الرَّحمَن الشامي) عن أَبي أُمامة الباهلي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (10795)، وأطراف المسند (6830)، ومَجمَع الزوائد 3/ 5، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (532).

والحديث؛ أخرجه سعيد بن منصور (2419).

ص: 168

- فوائد:

- قال البخاري: بشر بن نُمير القشيري البصري، عن القاسم، نسبه يزيد بن هارون، تركه علي، يعني ابن المديني. «التاريخ الأوسط» 3/ 515.

- وقال ابن عَدي: بشر بن نُمير، عامة ما يرويه عن القاسم وعن غيره لا يُتابَع عليه، وهو ضعيف كما ذكروه. «الكامل» 2/ 158.

ص: 169

10372 -

عن أبي قلابة، عن عَمرو بن عبسة، قال: كان جالسا مع أصحاب له، إذ قال له رجل: من يحدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عَمرو: أنا قال: هي لله أَبوك، واحذر، قال: سمعته يقول:

«من شاب شيبة، في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة» .

قال: هي لله أَبوك، واحذر، قال: وسمعته يقول:

«من رمى سهما، في سبيل الله، كان له عدل رقبة» .

قال: هي لله أَبوك واحذر، قال: وسمعته يقول:

«من أعتق نسمة، أعتق الله بكل عضو منها، عضوا منه من النار» .

⦗ص: 170⦘

قال: وسمعته يقول:

«من أعتق نسمتين، أعتق الله بكل عضوين منهما، عضوين منه من النار» .

قال: هي لله أَبوك واحذر.

ص: 169

قال: وحديثا، لو أني لم أسمعه منه إلا مرة، أو مرتين، أو ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا، لم أحدثكموه؛

«ما من عبد مسلم يتوضأ، فيغسل وجهه، إلا تساقطت خطايا وجهه من أطراف لحيته، فإذا غسل يديه، تساقطت خطايا يديه من بين أظفاره، فإذا مسح برأسه، تساقطت خطايا رأسه من أطراف شعره، فإذا غسل رجليه، تساقطت خطايا رجليه من باطنهما، فإن أتى مسجدا، فصلى في جماعة فيه، فقد وقع أجره على الله، فإن قام فصلى ركعتين، كانتا كفارة» .

قال: هي لله أَبوك واحذر، حدث ولا تخطئ

(1)

.

أخرجه عبد الرزاق (154 و 9544). وعَبد بن حُميد (302) قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (154).

(2)

المسند الجامع (10796)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (532 و 4135).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان (3961).

ص: 170

10373 -

عن شُرحبيل بن السِّمْط، عن عَمرو بن عبسة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من قاتل في سبيل الله، عز وجل، فواق ناقة، حرم الله على وجهه النار» .

أخرجه أحمد (19674) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن عبد العزيز بن عُبيد الله، عن حميد بن عُقبة، عن شُرحبيل بن السِّمْط، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10797)، وأطراف المسند (6831)، ومَجمَع الزوائد 5/ 275.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الجهاد» (138).

ص: 170

10374 -

عن أبي سلام الأسود، قال: سمعت عَمرو بن عبسة، قال:

«صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، ثم قال: ولا يحل لي من غنائمكم مثل هذا، إلا الخمس، والخمس مردود فيكم» .

أخرجه أَبو داود (2755) قال: حدثنا الوليد بن عُتبة، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، أنه سمع أبا سلام الأسود، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10798)، وتحفة الأشراف (10769).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (805)، والبيهقي 6/ 339.

ص: 171

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: ممطور أَبو سلام الأعرج الحبشي الدمشقي، روى عن عَمرو بن عبسة، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (812).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زبر، أنه سمع أبا سلام الأسود، قال: سمعت عَمرو بن عبسة، قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى بعير من المغنم، فلما سلم أخذ وبرة من جنب البعير، فقال: ولا يحل لي من غنائمكم هذه إلا الخمس، والخمس مردود فيكم.

قال أبي: ما أدري هذا؟ لم يسمع أَبو سلام من عَمرو بن عبسة شيئا، إنما يروي عن أَبي أُمامة عنه. «علل الحديث» (908).

ص: 171

10375 -

عن سليم بن عامر، قال: كان معاوية يسير بأرض الروم، وكان بينهم وبينه أمد، فأراد أن يدنو منهم، فإذا انقضى الأمد غزاهم، فإذا شيخ على دابة يقول: الله أكبر، الله أكبر، وفاء لا غدر، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلن عقدة، ولا يشدها حتى ينقضي أمدها، أو ينبذ إليهم على سواء» .

فبلغ ذلك معاوية فرجع، وإذا الشيخ عَمرو بن عبسة

(1)

.

⦗ص: 172⦘

- وفي رواية: «عن سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، فأراد أن يسير في بلادهم، فإذا انقضت المدة أغار عليهم، فإذا رجل على بغلة يقول: الله أكبر، وفاء لا غدر، فإذا عَمرو بن عبسة، فسأله معاوية عن قوله، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان بينكم وبين أحد عهد، فلا تحلوا عقدة، ولا تشدوها حتى ينقضي أمدها، أو تنبذوا إليهم على سواء»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (17140).

(2)

اللفظ للنسائي.

ص: 171

أخرجه ابن أبي شيبة (34090) قال: حدثنا وكيع بن الجراح. و «أحمد» 4/ 111 (17140) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي 4/ 113 (17150) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، وابن جعفر، المعنى. وفي 4/ 385 (19656) قال: حدثنا وكيع. و «أَبو داود» (2759) قال: حدثنا حفص بن عمر النمري. و «التِّرمِذي» (1580) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8679) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا مُعتَمِر بن سليمان. و «ابن حِبَّان» (4871) قال: أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب، قال: حدثنا سريج بن يونس، قال: حدثنا محمد بن يزيد.

سبعتهم (وكيع بن الجراح، ومحمد بن جعفر، وابن مهدي، وحفص، وأَبو داود الطيالسي، ومعتمر، ومحمد بن يزيد) عن شعبة بن الحجاج، قال: أخبرني أَبو الفيض، قال: سمعت سليم بن عامر، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (10799)، وتحفة الأشراف (10753)، وأطراف المسند (6828).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (1251)، وابن الجارود (1069)، والبيهقي 9/ 231.

ص: 172

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: سليم بن عامر لم يدرك عَمرو بن عبسة، ولا المقداد بن الأسود. «المراسيل» لابن أبي حاتم (310).

ص: 172

10376 -

عن عبد الرَّحمَن بن عائذ الأزدي، عن عَمرو بن عبسة السلمي، قال:

⦗ص: 173⦘

«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوما خيلا، وعنده عُيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك، فقال عُيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لابسو البرود من أهل نجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان، إلى لخم وجذام، وعاملة، ومأكول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله، ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة: جمدا، ومخوسا، ومشرحا، وأبضعة، وأختهم العمردة، ثم قال: أمرني ربي، عز وجل، أن ألعن قريشا مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم، فصليت عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله، غير قيس، وجعدة، وعصية، ثم قال: لأسلم، وغفار، ومزينة، وأخلاطهم من جهينة، خير من بني أسد، وتميم، وغطفان، وهوازن، عند الله، عز وجل، يوم القيامة، ثم قال: شر قبيلتين في العرب: نجران، وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة: مذحج، ومأكول» .

قال أَبو المغيرة: قال صفوان: ومأكول حمير خير من آكلها. قال: من مضى خير ممن بقي

(1)

.

- وفي رواية: «شر قبيلتين في العرب: نجران، وبنو تغلب»

(2)

.

- وفي رواية: «أكثر القبائل في الجنة: مذحج»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (19675).

(2)

اللفظ لأحمد (19672).

(3)

اللفظ للنسائي.

ص: 172

أخرجه أحمد (19672) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا عثمان بن عبيد، أَبو دوس اليحصبي. وفي 4/ 387 (19675) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان بن عَمرو، قال: حدثني شريح بن عبيد. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8293) قال: أخبرنا عمران بن بكار، قال: حدثنا أَبو المغيرة، عن صفوان، عن شريح.

⦗ص: 174⦘

كلاهما (عثمان بن عبيد، وشريح بن عبيد) عن عبد الرَّحمَن بن عائذ الأزدي الثمالي، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أحمد (19679) قال: حدثنا حسن بن موسى، قال: حدثنا زهير بن معاوية، قال: حدثنا يزيد بن يزيد بن جابر، عن رجل، عن عَمرو بن عبسة، قال:

«بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض خيلا، وعنده عُيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري، فقال لعُيينة: أنا أبصر بالخيل منك، فقال عُيينة: وأنا أبصر بالرجال منك، قال: فكيف ذاك؟ قال: خيار الرجال الذين يضعون أسيافهم على عواتقهم، ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم، من أهل نجد، قال: كذبت، خيار الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان، وأكثر القبائل يوم القيامة في الجنة: مذحج، وحضرموت خير من بني الحارث، وما أبالي أن يهلك الحيان كلاهما، فلا قيل، ولا ملك إلا الله، عز وجل، لعن الله الملوك الأربعة: جمدا، ومشرحا، ومخوسا، وأبضعة، وأختهم العمردة» .

(1)

المسند الجامع (10800)، وتحفة الأشراف (10764)، وأطراف المسند (6832 و 6833)، ومَجمَع الزوائد 10/ 43 و 71.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2282)، والطبراني في «مسند الشاميين» (969 و 2040).

ص: 173

10377 -

عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن مَوهَب الأملوكي، عن عَمرو بن عبسة السلمي، قال:

«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على السكون، والسكاسك، وعلى خولان، خولان العالية، وعلى الأملوك، أملوك ردمان» .

أخرجه أحمد (19673) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا ابن عياش، قال: حدثني شرحبيل بن مسلم، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن مَوهَب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (10801)، وأطراف المسند (6834)، ومَجمَع الزوائد 10/ 44، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6982).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (552).

ص: 174