الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ركوبهم وَلها اشتقاق من اللُّغَة قَالَ الْجَوْهَرِي أشبيت الرجل رفعته وأكرمته وأشبت الشَّجَرَة ارْتَفَعت وأشبى الرجل أَي ولد لَهُ ولد ذكي وأشبى فلَانا وَلَده أَي أشبهوه فَكَأَن الْقَائِل أَرَادَ رفْعَة الْملك وإكرامه
فصل فِي خبر الْمُغيرَة بن شُعْبَة مَعَ الْمُقَوْقس وَسبب إِسْلَامه
روى ابْن الْجَوْزِيّ أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة خرج إِلَى الْمُقَوْقس قبل إِسْلَامه مَعَ بني مَالك وَأَنَّهُمْ لما دخلُوا على الْمُقَوْقس قَالَ لَهُم كَيفَ خلصتم إِلَيّ وَمُحَمّد وَأَصْحَابه بيني وَبَيْنكُم قَالُوا لصقنا بالبحر قَالَ فَكيف صَنَعْتُم فِيمَا دعَاكُمْ إِلَيْهِ قَالُوا مَا تبعه منا رجل وَاحِد قَالَ وَلم قَالُوا جَاءَ بدين مُجَدد لَا يدين بِهِ الْآبَاء وَلَا يدين بِهِ الْملك وَنحن على مَا كَانَ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا قَالَ فَكيف صنع قومه قَالُوا تبعه أحداثهم وَقد لاقاه من خَالفه من قومه وَغَيرهم من الْعَرَب فِي مَوَاطِن كَثِيرَة تكون عَلَيْهِم الدائرة وَمرَّة تكون لَهُم قَالَ أَلا
تخبروني وتصدقوني إِلَى مَاذَا يَدْعُو قَالُوا يَدْعُو إِلَى أَن نعْبد الله وَحده لَا شريك لَهُ ونخلع مَا كَانَ يعبد آبَاؤُنَا وَيَدْعُو إِلَى الصَّلَاة وَالزَّكَاة قَالَ وَمَا الصَّلَاة وَالزَّكَاة ألهما وَقت يعرف وَعدد يَنْتَهِي إِلَيْهِ قَالَ يصلونَ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة خمس صلوَات كلهَا لمواقيت وَعدد قد سموهُ ويؤدون من كل مَا بلغ عشْرين مِثْقَالا ثمَّ أخبرهُ بِصَدقَة الْأَمْوَال قَالَ فَإِذا أَخذهَا أَيْن يَضَعهَا قَالُوا يردهَا إِلَى فقرائهم وَيَأْمُر بصلَة الرَّحِم ووفاء الْعَهْد وَتَحْرِيم الرِّبَا وَالزِّنَا وَالْخمر وَلَا يَأْكُل مَا ذبح لغير الله قَالَ هُوَ نَبِي مُرْسل إِلَى النَّاس كَافَّة وَلَو أصَاب القبط وَالروم تبعوه وَقد أَمرهم بذلك عِيسَى ابْن مَرْيَم وَهَذَا الَّذِي تصفون مِنْهُ بعثت لَهُ الْأَنْبِيَاء من قبله وستكون لَهُ الْعَاقِبَة حَتَّى لَا ينازعه أحد وَيظْهر دينه إِلَى مُنْتَهى الْخُف والحافر ومنقطع الْبَحْر ويوشك قومه أَن يدافعوا بِهِ الرِّيَاح فَقُلْنَا لَو دخل النَّاس كلهم مَعَه مَا دَخَلنَا فأنغض رَأسه وَقَالَ أَنْتُم فِي اللّعب ثمَّ قَالَ كَيفَ نسبه فِي قومه قُلْنَا هُوَ وَسطهمْ نسبا قَالَ كَذَلِك الْمَسِيح والأنبياء عليهم السلام تبْعَث فِي نسب من قَومهَا قَالَ فَكيف صدق حَدِيثه قَالَ قُلْنَا مَا يُسمى إِلَّا الْأمين من صدقه قَالَ انْظُرُوا فِي
أَمركُم أترونه يصدق فِيمَا بَيْنكُم وَبَينه ويكذب على الله قَالَ فَمن اتبعهُ قُلْنَا الْأَحْدَاث قَالَ هم والمسيح أَتبَاع الْأَنْبِيَاء قبله قَالَ فَمَا فعلت يهود يثرب فهم أهل التَّوْرَاة قُلْنَا خالفوه فأوقع بهم فَقَتلهُمْ وسباهم وَتَفَرَّقُوا فِي كل وَجه قَالَ هم قوم حسد حسدوه أما إِنَّهُم يعْرفُونَ من أمره مثل مَا نَعْرِف
قَالَ الْمُغيرَة فقمنا من عِنْده وَقد سمعنَا كلَاما ذللنا لمُحَمد صلى الله عليه وسلم وخضعنا وَقُلْنَا مُلُوك الْعَجم يصدقونه ويخافونه فِي بعد أرحامهم مِنْهُ وَنحن أقرباؤه وجيرانه لم ندخل مَعَه وَقد جَاءَنَا دَاعيا إِلَى مَنَازلنَا
وَذكر صَاحب الْهدى إِن الْمُغيرَة بن شُعْبَة لما كَانَ فِي صلح الْحُدَيْبِيَة قَائِما على رَأس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد أَن أسلم وَمَعَهُ السَّيْف وَجعل عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ يهوي بِيَدِهِ إِلَى لحية رَسُول الله فَضرب يَده بنعل السَّيْف وَقَالَ أخر يدك عَن لحية رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرفع عُرْوَة رَأسه وَقَالَ من ذَا فَقَالُوا الْمُغيرَة بن شُعْبَة فَقَالَ أَي غدر أَو لست أسعى فِي غدرتك