الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّجَاشِيّ ملك الْحَبَشَة إِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن وَأشْهد أَن عِيسَى بن مَرْيَم روح الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم البتول الطّيبَة الحصينة فَحملت بِعِيسَى خلقه من روحه ونفخه كَمَا خلق آدم بِيَدِهِ وَقد بلغت وَنَصَحْت فاقبلوا نصحي وَإِنِّي أَدْعُوك إِلَى الله وَحده لَا شريك لَهُ والموالاة على طَاعَته وَأَن تتبعني وتؤمن بِالَّذِي جَاءَنِي فَإِنِّي رَسُول الله وَإِنِّي أَدْعُوك وجنودك إِلَى الله عز وجل وَقد بعثت إِلَيْكُم ابْن عمي جعفرا وَمَعَهُ نفر من الْمُسلمين وَالسَّلَام على من اتبع الْهدى
فَكتب النَّجَاشِيّ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم إِلَى مُحَمَّد رَسُول الله من النَّجَاشِيّ
أَصْحَمَة سَلام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته من الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الَّذِي هَدَانِي إِلَى الْإِسْلَام أما بعد فقد بَلغنِي كتابك يَا رَسُول الله فِيمَا ذكرت من أَمر عِيسَى فو رب السَّمَاء وَالْأَرْض أَن عِيسَى عليه السلام مَا يزِيد على مَا ذكرت ثفروقا الثفروق بِالْمُثَلثَةِ علاقَة بَين القمع وَالتَّمْرَة وَقيل هُوَ القمع قَالَه الْجَوْهَرِي وَغَيره إِنَّه لَكمَا قلت وَقد عرفنَا مَا بعثت بِهِ إِلَيْنَا وَقدم ابْن عمك وَفِي رِوَايَة وَقد قربنا ابْن عمك وَأسْلمت على يَدَيْهِ لله رب الْعَالمين وَقد بعثت إِلَيْك بِابْني وَإِن شِئْت آتِيك بنفسي فعلت يَا رَسُول الله فَإِنِّي أشهد أَن مَا تَقول حق وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
ثمَّ بعث ابْنه كَمَا سَنذكرُهُ بعد إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم إِن النَّجَاشِيّ أسلم وَبعث إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بكسوة فَقَالَ صلى الله عليه وسلم اتْرُكُوا الْحَبَشَة مَا تركوكم
قَالَ وَأمره رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يُزَوجهُ أم حَبِيبَة وَيبْعَث إِلَيْهِ بِمن قبله من أَصْحَابه ويحملهم فَفعل
وروى عبد الْكَرِيم الْحلَبِي عَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ أهْدى النَّجَاشِيّ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم بغلة وَكَانَ يركبهَا وَقَالَ قَالَ شَيخنَا الدمياطي فَهِيَ خمس بغال
وَعَن أبي قَتَادَة قَالَ لما قدم وَفد النَّجَاشِيّ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكَانَ يخدمهم بِنَفسِهِ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابه نَحن نكفيك فَقَالَ إِنَّهُم كَانُوا يكرمون أَصْحَابِي وَأحب أَن أكافيهم
وَرُوِيَ أَن النَّجَاشِيّ الَّذِي كتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بالنجاشي الَّذِي صلى عَلَيْهِ رَوَاهُ مُسلم وروى أنس مثله
قَالَ السُّهيْلي فِي مُخَاطبَة عَمْرو بن أُميَّة للنجاشي قَالَ لَهُ يَا أَصْحَمَة إِن عَليّ القَوْل وَعَلَيْك الِاسْتِمَاع إِنَّك كَأَنَّك فِي الرقة علينا