الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نجاهلكم لنا مَا نَحن عَلَيْهِ وَلكم مَا أَنْتُم عَلَيْهِ لم نأل أَنْفُسنَا خيرا فَنزل فيهم قَوْله تَعَالَى الَّذين آتينهم الْكتب من قبله هم بِهِ يُؤمنُونَ وَإِذا يُتْلَى عَلَيْهِم قَالُوا آمنا بِهِ إِنَّه الْحق من رَبنَا إِنَّا كُنَّا من قبله مُسلمين أُولَئِكَ يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا إِلَى قَوْله لنا أَعمالنَا وَلكم أَعمالكُم سلم عَلَيْكُم لَا نبتغي الْجَاهِلين
فصل فِي إرْسَاله صلى الله عليه وسلم خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى بني الْحَارِث بن كَعْب بِنَجْرَان ومكاتباته
قَالَ ابْن إِسْحَاق بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَالِد بن الْوَلِيد فِي شهر ربيع الأول أَو جُمَادَى الأولى سنة عشر إِلَى بني الْحَارِث بن كَعْب بِنَجْرَان وَأمره أَن يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام فأسلموا ودخلوا فِيمَا دعوا إِلَيْهِ فَأَقَامَ فيهم خَالِد يعلمهُمْ الْإِسْلَام وَكتاب الله وَسنة نبيه وَبِذَلِك أمره رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن هم أَسْلمُوا ثمَّ كتب خَالِد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم لمُحَمد النَّبِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من خَالِد بن الْوَلِيد السَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أما بعد يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْك فَإنَّك بعثتني إِلَى بني الْحَارِث بن كَعْب وأمرتني إِذا أتيتهم أَن لَا أقاتلهم ثَلَاثَة أَيَّام وَأَن أدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَإِن أَسْلمُوا قبلت مِنْهُم وعلمتهم معالم الْإِسْلَام وَكتاب الله وَسنة نبيه وَإِن لم يسلمُوا قاتلتهم وَإِنِّي قدمت عَلَيْهِم فدعوتهم إِلَى الْإِسْلَام ثَلَاثَة أَيَّام كَمَا أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَبعثت فيهم ركبانا يَا بني الْحَارِث أَسْلمُوا تسلموا فأسلموا وَلم يقاتلوا وَأَنا مُقيم بَين أظهرهم وَآمرهُمْ بِمَا أَمرهم الله بِهِ وأنهاهم عَمَّا نَهَاهُم الله عَنهُ وأعلمهم معالم الْإِسْلَام وَسنة النَّبِي حَتَّى يكْتب إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالسَّلَام عَلَيْك يَا رَسُول الله وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
فَكتب إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم من مُحَمَّد النَّبِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خَالِد بن الْوَلِيد سَلام عَلَيْك فَإِنِّي أَحْمد إِلَيْك الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا
هُوَ أما بعد فَإِن كتابك جَاءَنِي مَعَ رَسُولك يُخْبِرنِي أَن بني الْحَارِث بن كَعْب قد أَسْلمُوا قبل أَن تقَاتلهمْ وَأَجَابُوا إِلَى مَا دعوتهم إِلَيْهِ من الْإِسْلَام وشهدوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عبد الله وَرَسُوله وَأَن قد هدَاهُم الله تَعَالَى بهداه فبشرهم وَأَنْذرهُمْ وَأَقْبل وليقبل مَعَك وفدهم وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته
فَأقبل خَالِد إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَقْبل مَعَه وَفد بني الْحَارِث بن كَعْب مِنْهُم قيس بن الْحصين ذِي الغصة وَيزِيد ابْن عبد المدان وَيزِيد بن المحجل وَعبد الله بن قراد الزيَادي وَشَدَّاد بن عبد الله القناني وَعَمْرو بن عبد الله الضبابِي فَلَمَّا قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرَآهُمْ قَالَ من هَؤُلَاءِ الْقَوْم الَّذين كَأَنَّهُمْ رجال الْهِنْد قيل يَا رَسُول الله هَؤُلَاءِ رجال بني الْحَارِث بن كَعْب فَلَمَّا وقفُوا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سلمُوا عَلَيْهِ وَقَالُوا نشْهد أَنَّك رَسُول الله وَأَنه لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنْتُم الَّذين إِذا زجروا استقدموا فَسَكَتُوا فَلم يُرَاجِعهُ مِنْهُم أحد ثمَّ أَعَادَهَا الثَّانِيَة فَلم يُرَاجِعهُ مِنْهُم أحد ثمَّ أَعَادَهَا الثَّالِثَة فَلم يُرَاجِعهُ مِنْهُم أحد ثمَّ أَعَادَهَا الرَّابِعَة فَقَالَ يزِيد بن
عبد المدان نعم يَا رَسُول الله نَحن الَّذين إِذا زجروا استقدموا قَالَهَا أَربع مرار فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَوْلَا أَن خَالِدا كتب إِلَيّ بأنكم أسلمتم وَلم تقاتلوا لألقيت رؤوسكم تَحت أقدامكم فَقَالَ يزِيد بن عبد المدان أما وَالله مَا حمدناك وَلَا حمدنا خَالِدا قَالَ فَمن حمدتم قَالُوا حمدنا الله الَّذِي هدَانَا بك قَالَ صَدقْتُمْ ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمَ كُنْتُم تغلبون من قاتلكم فِي الْجَاهِلِيَّة قَالُوا لم نَكُنْ نغلب أحدا قَالَ بلَى قد كُنْتُم تغلبون من قاتلكم قَالُوا كُنَّا نغلب من قاتلنا يَا رَسُول الله أَنا كُنَّا نَجْتَمِع وَلَا نتفرق وَلَا نبدأ أحدا بظُلْم قَالَ صَدقْتُمْ وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على بني الْحَارِث بن كَعْب قيس بن الْحصين فَرجع وَفد بني الْحَارِث إِلَى قَومهمْ فِي بَقِيَّة شَوَّال أَو فِي صدر ذِي الْقعدَة فَلم يمكثوا بعد أَن رجعُوا إِلَى قَومهمْ إِلَّا أَرْبَعَة أشهر حَتَّى توفّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقد كَانَ بعث إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد أَن ولى وفدهم عَمْرو بن حزم ليفقههم فِي الدّين وَيَأْخُذ صَدَقَاتهمْ وَكتب لَهُ كتابا عهد إِلَيْهِ فِيهِ عَهده وَأمره فِيهِ بأَمْره
قَالَ ابْن عبد الْبر عَمْرو بن حزم بن زيد بن لوذان الخزرجي النجاري وَذكر فِي نسبه اخْتِلَافا يكنى أَبَا الضَّحَّاك أمه من بني