الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي رِوَايَة قَالَت فخرجنا إِلَى الْمَدِينَة وَرَسُول الله بِخَيْبَر فَخرج من خرج إِلَيْهِ وأقمت بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قدم فَدخلت عَلَيْهِ وَكَانَ يسألني عَن النَّجَاشِيّ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَلما بلغ أَبَا سُفْيَان تَزْوِيج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أم حَبِيبَة قَالَ ذَلِك الْفَحْل لَا يقرع أَنفه
تَفْسِير
وناهيك بِهَذَا القَوْل من أبي سُفْيَان وَوَصفه لَهُ صلى الله عليه وسلم بالسؤدد وَالْفضل مَا شهِدت بِهِ الْأَعْدَاء فَإِنَّهُ كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت من أكبر الْأَعْدَاء لَهُ صلى الله عليه وسلم ثمَّ قَالَ هَذِه الْمقَالة قَالَ الْجَوْهَرِي القريع الْفَحْل لِأَنَّهُ مقترع من الْإِبِل أَي مُخْتَار أَو أَنه يقرع النَّاقة قَالَ ذُو الرمة
(وَقد لَاحَ للساري سُهَيْل كَأَنَّهُ
…
قريع هجان عَارض الشول جافر)
قَالَ والقريع السَّيِّد يُقَال فلَان قريع دهره والقراع الضراب وقرع الْفَحْل النَّاقة يقرعها قرعا وقراعا واستقرعني فلَان فحلي فأقرعته أَي أَعْطيته ليقرع إبِله أَي يضْربهَا واستقرعت الْبَقَرَة أَي أَرَادَت الْفَحْل والمقروع الْمُخْتَار للفحلة والمقروع
السَّيِّد والقراع الصلب الشَّديد فَهَذَا مثل ضربه أَبُو سُفْيَان لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم كالفحل بَين الْإِبِل إِذا كَانَ عَزِيزًا كَرِيمًا على أَهله لَا يقرع أَنفه أَي لَا يضْرب أَنفه
يَقُول مُؤَلفه عَفا الله عَنهُ الَّذِي يظْهر أَن يقرع بالراء تَصْحِيف وَصَوَابه يُقْدَع بِالدَّال الْمُهْملَة قَالَ الْجَوْهَرِي قدعت فرسي أقدعه قدعا كبحته وكففته ليكف بعض جريه وَهَذَا فَحل لَا يُقْدَع أَي لَا يضْرب أَنفه وَذَلِكَ إِذا كَانَ كَرِيمًا وقدعت الرجل عَنْك أَي كففته
قَالَ وَلما قدم أَبُو سُفْيَان بن حَرْب الْمَدِينَة جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكَلمهُ أَن يزِيد فِي هدنة الْحُدَيْبِيَة فَلم يقبل عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَامَ فَدخل على ابْنَته أم حَبِيبَة فَلَمَّا ذهب ليجلس على فرَاش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم طوته دونه فَقَالَ أرغبت بِهَذَا الْفراش عني أم بِي عَنهُ فَقَالَت بل هُوَ فرَاش رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنت امْرُؤ نجس مُشْرك فَقَالَ يَا بنية لقد أَصَابَك بعدِي شَرّ
قَالَ غَيره وَأنزل الله عز وجل {عَسى الله أَن يَجْعَل بَيْنكُم وَبَين الَّذين عاديتم مِنْهُم} يَعْنِي أَبَا سُفْيَان {مَوَدَّة} يَعْنِي بتزويج أم حَبِيبَة