الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف السِّين
وَمِمَّنْ كتب إِلَيْهِ صلى الله عليه وسلم ذُو الكلاع الْحِمْيَرِي سميفع
قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ كَانَ ذُو الكلاع من مُلُوك الطَّائِف واسْمه سميفع بن حَوْشَب وَكَانَ قد استعلى على ربه وَادّعى الربوبية فكاتبه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على يَد جرير بن عبد الله البَجلِيّ وَمَات رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبل عود جرير وَأقَام ذُو الكلاع على مَا هُوَ عَلَيْهِ إِلَى أَيَّام عمر ثمَّ رغب فِي الْإِسْلَام فوفد على عمر رضي الله عنه وَمَعَهُ ثَمَانِيَة آلَاف عبد فَأسلم على يَده وعبيده كلهم وَقَالَ لعمر لي ذَنْب مَا أَظن أَن الله يغفره قَالَ مَا هُوَ قَالَ تواريت مرّة عَمَّن يتعبد لي ثمَّ أشرفت عَلَيْهِم فَسجدَ لي زهاء مائَة ألف فَقَالَ عمر التَّوْبَة بالإخلاص يُرْجَى بهَا الغفران
وَرُوِيَ عَن دَاوُد عَن رجل من قومه قَالَ بَعَثَنِي قومِي بهدية إِلَى
ذِي الكلاع فِي الْجَاهِلِيَّة فَمَكثت سنة لَا أصل إِلَيْهِ ثمَّ إِنَّه أشرف بعد ذَلِك من الْقصر فَلم يره أحد إِلَّا خر لَهُ سَاجِدا ثمَّ رَأَيْته بعد ذَلِك فِي الْإِسْلَام قد اشْترى لَحْمًا بدرهم فسمطه على فرسه ثمَّ أنشأ يَقُول
(أُفٍّ للدنيا إِذا كَانَت كَذَا
…
أَنا مِنْهَا كل يَوْم فِي أَذَى)
(وَلَقَد كنت إِذا مَا قيل من
…
أنعم النَّاس معاشا قيل ذَا)
(ثمَّ بدلت بعيشي شقوة
…
حبذا هَذَا شقاء حبذا)
قَالَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَبعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البَجلِيّ إِلَى ذِي الكلاع بن ناكور بن حبيب بن مَالك بن حسان بن تبع وَإِلَى ذِي عَمْرو يدعوهما إِلَى الْإِسْلَام فَأَسْلمَا وَأسْلمت ضريبة بنت أَبْرَهَة بن الصَّباح امْرَأَة ذِي الكلاع وَتُوفِّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَجَرِير عِنْدهم فَأخْبرهُ ذُو عَمْرو بوفاته صلى الله عليه وسلم فَرجع جرير إِلَى الْمَدِينَة
وروى الْوَاقِدِيّ فِي فتوح مصر أَن ذَا الكلاع حضر مَعَ الصَّحَابَة رضي الله عنهم فتح مربوط بَلْدَة بِقرب الْإسْكَنْدَريَّة وَمَات وهم نزُول بهَا قَالَ وَكَانَ ملك حمير وَكَانَ قبل دُخُوله فِي الْإِسْلَام يركب
لَهُ اثْنَا عشر ألف مَمْلُوك من السودَان شري قَالَ أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه لقد رَأَيْته بعد تِلْكَ الحشمة يمشي فِي سوق الْمَدِينَة وَجلد شَاة على كتفه حِين قدم من الْيمن للْجِهَاد فِي أَيَّام أبي بكر الصّديق رضي الله عنه فَلَمَّا مَاتَ رثاه وَلَده فرج بِمَا رثى بِهِ حمير لِأَبِيهِ سبأ بن يشجب حَيْثُ يَقُول
(عجبت ليومك مَاذَا فعل
…
وسلطان عزك كَيفَ انْتقل)
(فَأسْلمت ملكك لَا طَائِعا
…
وسلمت لِلْأَمْرِ لما نزل)
(فَلَا تبعدن فَكل امْرِئ
…
سيدركه بالمنون الْأَجَل)
(بلغت من الْملك أقْصَى المنى
…
نقلت وعزك لم ينْتَقل)
(صَحِبت الدهور فأفنيتها
…
وَمَا شَاءَ سعيك فِيهَا فعل)
(بنيت الْقُصُور كَمثل الْجبَال
…
ذهبت فَلم يبْق إِلَّا الطلل)
(نعمنا بأيامك الصَّالِحَات
…
شربنا بسيحك وَبلا وطل)