الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سَاعِدَة لم يشْهد بَدْرًا وَأول مشاهده الخَنْدَق وَاسْتَعْملهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على نَجْرَان وهم بَنو الْحَارِث بن كَعْب وَهُوَ ابْن سبع عشرَة سنة ليفقههم فِي الدّين وَيُعلمهُم الْقُرْآن وَيَأْخُذ صَدَقَاتهمْ وَذَلِكَ سنة عشر بعد أَن بعث إِلَيْهِم خَالِد بن الْوَلِيد فأسلموا وَكتب لَهُ كتابا فِيهِ الْفَرَائِض وَالسّنَن وَالصَّدقَات والديات وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة إِحْدَى وَخمسين وَقيل غير ذَلِك روى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد
ذكر الْكتاب
قَالَ ابْن إِسْحَاق بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذَا بَيَان من الله وَرَسُوله {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا أَوْفوا بِالْعُقُودِ} عهد من مُحَمَّد النَّبِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعَمْرو بن حزم حِين بَعثه إِلَى الْيمن أمره بتقوى الله فِي أمره كُله ف {إِن الله مَعَ الَّذين اتَّقوا وَالَّذين هم محسنون} وَأمره أَن يَأْخُذ بِالْحَقِّ كَمَا أمره الله وَأَن يبشر النَّاس بِالْخَيرِ وَيَأْمُرهُمْ بِهِ وَيعلم النَّاس الْقُرْآن ويفقههم فِيهِ وَينْهى النَّاس فَلَا يمس الْقُرْآن إِنْسَان إِلَّا وَهُوَ طَاهِر ويخبر النَّاس بِالَّذِي لَهُم وَالَّذِي عَلَيْهِم ويلين للنَّاس فِي الْحق ويشتد عَلَيْهِم فِي الظُّلم فَإِن الله كره الظُّلم وَنهى عَنهُ فَقَالَ أَلا لعنة الله على الظلمين ويبشر
النَّاس بِالْجنَّةِ ويعملها وينذر النَّاس النَّار وعملها ويستألف النَّاس حَتَّى يفقهوا فِي الدّين وَيعلم النَّاس معالم الْحَج وسنته وفريضته وَمَا أَمر الله بِهِ وَالْحج الْأَكْبَر الْحَج وَالْحج الْأَصْغَر هُوَ الْعمرَة وَينْهى النَّاس أَن يُصَلِّي أحد فِي ثوب وَاحِد صَغِير إِلَّا أَن يكون ثوبا يثنى طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ وَينْهى أَن يحتبي أحد فِي ثوب وَاحِد يُفْضِي بفرجه إِلَى السَّمَاء وَينْهى أَن لَا يعقص أحد شعر رَأسه فِي قَفاهُ وَيُنْهِي إِذا كَانَ بَين النَّاس هيج عَن الدُّعَاء إِلَى الْقَبَائِل والعشائر وَليكن دَعوَاهُم إِلَى الله وَحده لَا شريك لَهُ فَمن لم يدع إِلَى الله ودعا إِلَى الْقَبَائِل والعشائر فليقطعوا بِالسَّيْفِ حَتَّى تكون دَعوَاهُم إِلَى الله وَحده لَا شريك لَهُ وَيَأْمُر النَّاس باسباغ الْوضُوء وُجُوههم وأيديهم إِلَى الْمرَافِق وأرجلهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ ويمسحون برؤوسهم كَمَا أَمرهم الله وَأمر بِالصَّلَاةِ لوَقْتهَا وإتمام الرُّكُوع والخشوع يغلس بالصبح ويهجر بالهاجرة حِين تميل الشَّمْس وَصَلَاة الْعَصْر وَالشَّمْس فِي الأَرْض مُدبرَة وَالْمغْرب حِين يقبل اللَّيْل لَا يُؤَخر حَتَّى تبدو النُّجُوم فِي السَّمَاء وَالْعشَاء أول اللَّيْل
وَأمر بالسعي إِلَى الْجُمُعَة إِذا نُودي لَهَا وَالْغسْل عِنْد الرواح إِلَيْهَا وَأمره أَن يَأْخُذ من الْغَنَائِم خمس الله وَمَا كتب على الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدَقَة من الْعقار عشر مَا سقت الْعين وسقت السَّمَاء وعَلى مَا سقى الغرب نصف الْعشْر وَفِي كل عشر من الْإِبِل شَاتَان وَفِي كل عشْرين أَربع شِيَاه وَفِي كل أَرْبَعِينَ من الْبَقر بقرة وَفِي كل ثَلَاثِينَ من الْبَقر تبيع جَذَعَة أَو جذع وَفِي كل أَرْبَعِينَ من الْغنم سَائِمَة وَحدهَا شَاة فَإِنَّهَا فَرِيضَة الله الَّتِي افْترض على الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدَقَة فَمن زَاد خيرا فَهُوَ خير لَهُ وَإنَّهُ من أسلم من يَهُودِيّ أَو نَصْرَانِيّ إسلاما خَالِصا من نَفسه ودان بدين الْإِسْلَام فَإِنَّهُ من الْمُؤمنِينَ لَهُ مثل مَا لَهُم وَعَلِيهِ مثل مَا عَلَيْهِم وَمن كَانَ على نصرانيته أَو يَهُودِيَّته فَإِنَّهُ لَا يرد عَنْهَا وعَلى كل حالم ذكر أَو أُنْثَى حر أَو عبد دِينَار واف أَو عرضه ثيابًا فَمن أدّى ذَلِك فَإِن لَهُ ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وَمن منع ذَلِك فَإِنَّهُ عَدو الله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ جَمِيعًا صلوَات الله على مُحَمَّد وَالسَّلَام عَلَيْهِ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته