الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المظفر على نَفسه وعَلى أَبِيه وحاشيته نعم وعَلى أهل الأندلس طراً وَأَنَّهَا لَا تزَال بِخَير حَيَاته فَإِذا هلك لم تفلح فَكَانَ كَذَلِك وَكَانَت نفائس الأعلاق والآلات الملوكية قد ارْتَفَعت فِي وقته ارتفاعاً عَظِيما وَبَلغت الأندلس فِي مدَّته إِلَى نِهَايَة الهدو والرفاهية وَجرى على سنَن ابيه من غَزْو النَّصَارَى وَضبط الدولة ورام صهره عِيسَى بن سعيد الْمَعْرُوف بِابْن القطاع أَن يَأْخُذ الدولة فَفطن بِهِ وعاجله وَقَتله فِي مجْلِس المنادمة
إِلَّا أَنه لم يكن فِيهِ للأدب مَا كَانَ لَهُ من ابيه فقد صفه ابْن حَيَّان بِأَنَّهُ كَانَ مائلاً لمجالسة الْعَجم الجفاة من البرابر والإفرنج منهمكاً فِي الفروسية وآلاتها إِلَّا أَن أَصْحَاب أَبِيه لم يخل بهم وَلَا جفاهم بل أبقاهم على رسمهم
141 -
أَخُوهُ النَّاصِر عبد الرَّحْمَن بن الْمَنْصُور
كَانَ هَذَا الرجل بضد أَخِيه إِذْ قَامَ نحساً على نَفسه وعَلى أهل الأندلس فَمِنْهُ انْفَتح بَاب الْفِتْنَة الْعُظْمَى وَفَسَد الناموس
وَلما مَاتَ أَخُوهُ استولى على حجابة هِشَام الْمُؤَيد فَأخذ فِي الانهماك شرباً وزندقة وَحكى عَنهُ من الطعْن فِي الدّين وقولا وفعلا وحكايات شنيعة وَمَعَ هَذَا فَإِنَّهُ طلب من هِشَام أَن يوليه الْعَهْد بعده فَفعل ولقبه بالمأمون وَرَأى بَنو مَرْوَان أَن الْخلَافَة خَارِجَة عَنْهُم فثار عَلَيْهِ الْمهْدي بن عبد الْجَبَّار وَكَانَ النَّاصِر غَائِبا فِي طليطلة فَرجع إِلَى قرطبة ليصلح مَا فسد فَتَلقاهُ عَسْكَر حزا رَأسه وَقد أفرده أَصْحَابه لسوء تَدْبيره وانقرضت الدولة العامرية