الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَشْهُور بِالْفَضْلِ وَهُوَ مَعَ هَذَا فِي نِهَايَة من اللطافة والمداعبة للغلمان والتندير فِي شَأْنهمْ قَرَأت عَلَيْهِ بإشبيلية وَمن شعره قَوْله
…
لما تبدت وشمس الْأُفق بادية
…
أَبْصرت شمسين من قرب وَمن بعد
من عَادَة الشَّمْس تعشي عين ناظرها
…
وَهَذِه نورها يشفي من الرمد
…
وَقَوله فِي المجبنات
…
أحلى مواقعها إِذا قربتها
…
وبخارها فَوق الموائد سامي
إِن أحرقت لمساً فَإِن أوارها
…
فِي دَاخل الأحشاء برد سَلام
…
وَتركته فِي قيد الْحَيَاة
186 -
الطَّبِيب الفيلسوف أَبُو الصَّلْت أُميَّة بن أبي الصَّلْت الإشبيلي
يُقَال إِن عمره كَانَ سِتِّينَ سنة عشرُون فِي إشبيلية وَعِشْرُونَ فِي المهدية وَعِشْرُونَ فِي مصر مَحْبُوسًا فِي خزانَة الْكتب
وَمن الخريدة كَانَ وَاحِد زَمَانه وَأفضل أَوَانه متبحراً فِي الْعلم منشئاً للمنثور والمنظوم وَله الباع الطَّوِيل فِي الْأُصُول والتصانيف الْحَسَنَة مِنْهَا كتاب الحديقة على أسلوب كتاب الْيَتِيمَة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي الْمحرم وَأحسن مَا وقفت عَلَيْهِ فِي ديوانه قَوْله
.. لَا غرو أَن سبقت يداك مدائحي
…
وتدفقت جدواك ملْء إنائها
يكسي الْقَضِيب وَلم يحن إثماره
…
وتطوق الورقاء قبل غنائها
…
وَقَوله
…
تخذوا القنا أشطانهم واستنبطوا
…
فِي كل قلب للطعان قلبيا
…
وَمِنْهَا
…
تُعْطى الَّذِي اعطكته سمر القنا
…
أبدا فتغدو سالباً مسلوبا
…
وَكَانَ قد خرج من إشبيلية فصحب بالمهدية مُلُوكهَا الصنهاجيين وَتوجه فِي رِسَالَة إِلَى مصر فسجن فِي الْقَاهِرَة فِي خزانَة البنود وَكَانَ فِيهَا خَزَائِن من أَصْنَاف الْكتب فَأَقَامَ بهَا نَحْو عشْرين سنة فَخرج مِنْهَا وَقد برع فِي عُلُوم كَثِيرَة من حَدِيثَة وقديمة وصنف = كتاب الحديقة على منزع كتاب الْيَتِيمَة فِي فضلاء عصره وصنف الرسَالَة المصرية وصنف فِي الطِّبّ والتنجيم والألحان وَعنهُ أَخذ أهل إفريقية الألحان الَّتِي هِيَ الْآن بِأَيْدِيهِم وَعَاد إِلَى المهدية فجل قدره وَعظم عِنْد مُلُوكهَا ذكره وأعقب هُنَالك عقباً نابهاً وَقد تقدّمت أبياته فِي بركَة الْحَبَش والأهرام وَوجدت فِي ديوانه مَنْسُوبا لَهُ
…
أشهر الصَّوْم مَا مثل
…
ك عِنْد الله من شهر
على انك قد حرمت
…
فِينَا لَذَّة الْخمر
وقرع الكاس بالكاس
…
ورشف الثغر للثغر
واني وَالَّذِي شرف
…
فاوقاتك بِالذكر
لمسرور بِأَن تفنى
…
على أَنَّك من عمري
…