الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَذكره ابْن حَيَّان فِي المقتبس وَأَنه قدم الأندلس بِعلم كثير وَكَانَ يتحلق فِي الْجَامِع إِلَى أَن نَهَاهُ عبد الرَّحْمَن عَن ذَلِك
وَمن بني مَخْزُوم
13 -
أَبُو الْوَلِيد أَحْمد بن زيدون المَخْزُومِي
من القلائد زعيم الفئة القرطبية ونشأة الدولة الجهورية الَّذِي بهر فِي نظامه وَظهر كالبدر لَيْلَة تَمَامه فجَاء من القَوْل بِسحر وقلده أبهى نحر لم يصرفهُ إِلَّا بَين ريحَان وَرَاح وَلم يطلعه إِلَّا فِي سَمَاء مؤانسات وأفراح وَلَا تعدى بِهِ الرؤساء والملوك وَلَا تردى مِنْهُ إِلَّا حظوة كَالشَّمْسِ عِنْد الدلوك فشرف بضائعه وأرهف بدائعه وروائعه وكلفت بِهِ تِلْكَ الدولة حَتَّى صَار ملهج لسانها وَحل من عينهَا مَكَان إنسانها وَكَانَ لَهُ مَعَ أبي الْوَلِيد ابْن جهور تآلف احرما بكعبته وطافا وسقياه من تصافيهما نظافا وَكَانَ يعْتد ذَلِك حساماً مسلولاً ويظن أَنه يرد بِهِ صَعب الخطوب ذلولاً إِلَى أَن وَقع لَهُ طلب أصاره إِلَى الاعتقال وقصره عَن الوخد والإرقال فاستشفع بِأبي الْوَلِيد وتوسل واستدفع بِهِ تِلْكَ الأسنة المشرعة والأسل
فَمَا ثنى إِلَيْهِ عنان عطفه وَلَا كف عَنهُ فنون صرفه فتحيل لنَفسِهِ حَتَّى تسلل من حَبسه ففر فرار الْخَائِف وسرى إِلَى إشبيلية سرى الخيال الطَّائِف فوافاها غلساً قبل الاسراج والاجام وَنَجَا إِلَيْهَا بِرَأْس طمر ولجام فهشت لَهُ الدولة وباهت بِهِ الْجُمْلَة فَأَحْمَد قراره وأرهفت النكبة غراره وَحصل عِنْد المعتضد بِاللَّه بن عباد كالسويداء من الْفُؤَاد واستخلصه استخلاص المعتصم لِابْنِ أبي دؤاد وَألقى بيدَيْهِ مقاد ملكه وزمامه واستكفى بِهِ نقضه وإبرامه فأشرقت شمسه وأنارت وأنجدت محاسنه وَغَارَتْ وَمَا زَالَ يلتحف بحظوته وَيقف بربوته حَتَّى أدْركهُ حمامه ولقى السرَار تَمَامه فأخبى مِنْهُ شهباً طالعة وزهرة يانعة وَقد أصبت من مقاله فِي سراحه واعتقاله ومقامه وانتقاله مَا هُوَ أرق من النسيم وأشرق من الْمحيا الوسيم من ذَلِك قَوْله متغزلاً
…
يَا قمراً أطلعه الْمغرب
…
قد ضَاقَ بِي فِي حبك الْمَذْهَب
ألزمتني الذَّنب الَّذِي جِئْته
…
صدقت فاصفح ايها المذنب
وان من غرب مَا مر بِي
…
أَن عَذَابي فِيك مستعذب
…
ورحل عَنهُ من كَانَ يهواه وفاجأه ببينه ونواه فسايره قَلِيلا وَمَا شاه وَهُوَ يتَوَهَّم ألم الْفرْقَة حَتَّى غشاه واستعجل الْوَدَاع وَفِي كبده مَا فِيهَا من الانصداع وَأقَام يَوْمه بِحَالَة المفجوع وَبَات ليله منافر
الهجوع يردد الْفِكر ويجدد الذّكر فَقَالَ
…
ودع الصَّبْر محب وَدعك
…
ذائع من سره مَا استودعك
يقرع السن على أَن لم يكن
…
زَاد فِي تِلْكَ الخطا إِذْ شيعك
يَا أَخا الْبَدْر سناء وسنا
…
حفظ الله زَمَانا أطلعك
إِن يطلّ بعْدك ليلِي فلكم
…
بت أَشْكُو قصر اللَّيْل مَعَك
…
وَقَالَ يتغزل فِي ولادَة بنت المستكفي الَّتِي كَانَ يهواها وَكَانَت شاعرة
…
يَا نازحاً وَضمير الْقلب مثواه
…
أنستك دنياك عبدا أَنْت دُنْيَاهُ
ألهتك عَنهُ فكاهات تلذ بهَا
…
فَلَيْسَ يجْرِي ببال مِنْك ذكرَاهُ
عل اللَّيَالِي تبقيني إِلَى أمد
…
الله يعلم وَالْأَيَّام مَعْنَاهُ
…
وَكتب إِلَى ابْن عبد الْعَزِيز صَاحب بلنسية
…
راحت فصح بهَا السقيم
…
ريح معطرة النسيم
مَقْبُولَة هبت قبو
…
لَا فَهِيَ تعبق فِي الشميم
أفضيض مسك أم بلن
…
سية لرياها نميم
بلد حبيب أفقه
…
لفتى يحل بِهِ كريم
إيه أَبَا عبد الإل
…
هـ نِدَاء مغلوب العزيم
إِن عيل صبري من فرا
…
قك فالعذاب بِهِ أَلِيم
أَو أتبعتك حنينها
…
نفس فَأَنت لَهَا قسيم
…
.. ذكرى لعهدك كالسهاد
…
سرى فبرح بالسليم
مهما ذممت فَمَا زما
…
ني فِي زمامك بالذميم
زمن كمألوف الرِّضَا
…
ع يشوق ذكرَاهُ الفطيم
ايام اعقد ناظري بذلك المرأي الوسيم
فَأرى الفتوة غضة
…
فِي ثوب أَواه حَلِيم
الله يعلم أَن حب
…
ك من فُؤَادِي فِي الصميم
وَلَئِن تحمل عَنْك بِي
…
جسم فَعَن قلب مُقيم
…
وَله فِي ولادَة القصيدة الَّتِي ضربت فِي الإبداع بِسَهْم وطلعت فِي كل خاطر وَوهم نزعت منزعاً قصر عَنهُ حبيب وَابْن الجهم
…
بنتم وبنا فَمَا ابتلت جوانحنا
…
شوقاً إِلَيْكُم وَلَا جَفتْ مآقينا
تكَاد حِين تناجيكم ضمائرنا
…
يقْضى علينا الأسى لَوْلَا تأسينا
حَالَتْ لفقدكم أيامنا فغدت
…
سُودًا وَكَانَت بكم بيضًا ليالينا
إِذْ جَانب الْعَيْش طلق من تألفنا
…
ومورد اللَّهْو صَاف من تصافينا
وَإِذ هصرنا غصون الْوَصْل دانية
…
قطوفها فجنينا مِنْهُ ماشينا
ليسق عهدكم عهد السرُور فَمَا
…
كُنْتُم لأرواحنا إِلَّا رياحينا
من مبلغ الملبسينا بانتزاحهم
…
حزنا مَعَ الدهم لَا يبْلى ويبلينا
أَن الزَّمَان الَّذِي كُنَّا نسر بِهِ
…
أنسا بقربهم قد عَاد يبكينا
غيظ العدا من تساقينا الْهوى فدعوا
…
بِأَن نغص فَقَالَ الدَّهْر آمينا
…
.. فانحل مَا كَانَ معقودا بِأَنْفُسِنَا
…
انبت مَا كَانَ مَوْصُولا بِأَيْدِينَا
وَقد نَكُون وَمَا يخْشَى تفرقنا
…
فَالْآن نَحن وَمَا يُرْجَى تلاقينا
لم نعتقد بعدكم إِلَّا الْوَفَاء لكم
…
رَأيا وَلم نتقلد غَيره دينا
لَا تحسبوا نأيكم عَنَّا يغيرنا
…
أَن طَال مَا غير النأي المحبينا
وَالله مَا طلبت أهواؤنا بَدَلا
…
مِنْكُم وَلَا انصرفت عَنْكُم أمانينا
وَلَا اتخذنا خَلِيلًا عَنْك يشغلنا
…
وَلَا اتخذنا بديلاً مِنْك يسلينا
يَا ساري الْبَرْق غاد الْقصر فَاسق بِهِ
…
من كَانَ صرف الْهوى والود يسقينا
وَيَا نسيم الصِّبَا بلغ تحيتنا
…
من لَو على الْبعد حييّ كَانَ يحيينا
يَا رَوْضَة طالما اجنت لواحظنا
…
وردا جناه اصبا غضا ونسرينا
وَيَا حَيَاة تملينا بزهرتنا
…
منى ضروباً ولذات أفانينا
وَيَا نعيماً خطرنا من غضارته
…
فِي وشي نعمي سحبنا ذيلها حينا
لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة
…
وقدرك المعتلي عَن ذَاك يغنينا
إِذا انْفَرَدت وَمَا شوركت فِي صفة
…
فحسبنا الْوَصْف إيضاحاً وتبيينا
يَا جنَّة الْخلد بدلنا بسلسلها
…
والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
كأننا لم نبت والوصل ثالثنا
…
والسعد قد غض من أجفان واشينا
سران فِي خاطر الظلما يكتمنا
…
حَتَّى يكَاد لِسَان الصُّبْح يفشينا
لَا غرو فِي أَن ذكرنَا لحزن حِين نهت
…
عَنهُ النهى وَتَركنَا الصَّبْر ناسينا
إِنَّا قَرَأنَا الأسى يَوْم النَّوَى سوراً
…
مَكْتُوبَة وأخذنا الصَّبْر تلقينا
أما هَوَاك فَلم نعدل بمنهله
…
شرباً وَإِن كَانَ يروينا فيظمينا
…
.. لم نجف أفق جمال أَنْت كوكبه
…
سالين عَنهُ وَلم نهجره قالينا
نأسي عَلَيْك إِذا حثت مشعشعة
…
فِينَا الشُّمُول وغنانا مغنينا
لَا اكوس الراح تبدي من شَمَائِلنَا
…
سِيمَا ارتياح وَلَا الأوتار تلهينا
دومي على الْوَصْل مَا دمنا مُحَافظَة
…
الْحر من دَان إنصافاً كَمَا دينا
أبدي وَفَاء وَإِن لم تبذلي صلَة
…
فالطيف يقنعنا وَالذكر يكفينا
وَفِي الْجَواب مَتَاع إِن شفعت بِهِ
…
بيض الأيادي الَّتِي مَا زلت تولينا
عَلَيْك مني سَلام الله مَا بقيت
…
صبَابَة بك نخفيها فتخفينا
…
وَقَالَ فِيهَا
…
يَا مستخفاً بعاشقيه
…
ومستغشاً لناصحيه
وَمن أطَاع الوشاة فِينَا
…
حَتَّى أَطعْنَا السلو فِيهِ
الْحَمد لله قد بدا لي
…
بطلَان مَا كنت تدعيه
من قبل أَن يهْزم التسلي
…
ويغلب الشوق مَا يَلِيهِ
…
وَقَالَ
…
أيوحشني الزَّمَان وَأَنت أنسي
…
وَيظْلم لي النَّهَار وَأَنت شمسي
وأغرس فِي محبتك الْأَمَانِي
…
فأجني الْمَوْت من ثَمَرَات غرسي
لقد جازيت غدراً عَن وفائي
…
وبعت مودتي ظلما ببخس
وَلَو أَن الزَّمَان أطَاع حكمي
…
فديتك من مكارهه بنفسي
…
وَله
…
كَأَن عشي الْقطر فِي شاطئ النَّهر
…
وَقد زهرت فِيهِ الأزاهر كالزهر
ترش بِمَاء الْورْد رشاً وتنثني
…
لتغليف أَفْوَاه بطييبة الْخمر
…
وَقَوله
…
يَا ليل طل أَو لَا تطل
…
لَا بُد لي أَن أسهرك
لَو بَات عِنْدِي قمري
…
مَا بت أرعى قمرك
…
وَقَوله فِي بني جهور أَصْحَاب قرطبة
…
بني جهور أحرقتم بجفائكم
…
جناني فَمَا بَال المدائح تعبق
تظنوني كالتعنبر الْورْد إِنَّمَا
…
تطيب لكم أنفاسه وَهُوَ يحرق
…
وَقَالَ فِيهِ صَاحب الذَّخِيرَة إِنَّه كَانَ سامحه الله مِمَّن لَا يُرْجَى خَيره وَلَا يُؤمن شَره وَالْعجب أَنه سلم من المعتضد بن عباد مَعَ كَونه كَانَ مُدبر دولته وَلم يسلم لَهُ أحد من أَصْحَابه
وَولى وَلَده بعده وَهُوَ أَبُو بكر وزارة الْمُعْتَمد بن عباد