الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ هَذَا أشبه بالأمير وأليق فَعظم فِي عينه من ذَلِك الْحِين وَلم يزل قاضيه إِلَى أَن مَاتَ إِلَّا سنتَيْن عَزله فِيهَا لسَبَب ثمَّ رده وجاءه رجل بوثيقة فِيهَا شهد الْوَزير هَاشم بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ لَهُ لَا بُد من أَن يأتيني هَاشم يشْهد عِنْدِي فَمضى الرجل إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ لست من أهل الشَّهَادَات فَقَالَ يَا سَيِّدي اتَّقِ الله فِي فبك تتمّ حَاجَتي وَالْقَاضِي دَعَاني إِلَيْك فَلَمَّا سمع هَاشم ذَلِك طمع أَن يسجل القَاضِي بِشَهَادَتِهِ فَيكون ذَلِك فخراً بَاقِيا لَهُ فَركب هَاشم إِلَى مَجْلِسه وَشهد عِنْده وَمضى وَكَانَ مَعَ شَهَادَته شَهَادَة عدل فَقَالَ القَاضِي للرجل زِدْنِي شَهَادَة عدل ثَان فَظهر أَن القَاضِي كَاد هاشماً وَبلغ ذَلِك مُحَمَّدًا فنقص بِهِ عقله لجَوَاز كيد القَاضِي عَلَيْهِ
وطالبت أيدون الحظى عِنْد الْأَمِير مُحَمَّد امْرَأَة فِي دَار فَأَعْطَاهَا طابعه فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ اعتذر بِأَنَّهُ مَشْغُول بعض أشغال الْأَمِير فَبَيْنَمَا هُوَ مقبل إِلَى الْقصر إِذْ ضرب على عنانه رَسُول القَاضِي وَصَرفه عَن موكبه فَأدْخلهُ عَلَيْهِ فِي الْجَامِع فَقَالَ لَهُ عصيت طابعي فَقَالَ لم أعص فَقَالَ وَحقّ هَذَا الْبَيْت لَو ثَبت عِنْدِي عصيانك لأمرت بك إِلَى الْحَبْس وَلما رأى صعوبة مقَامه أَعْطَاهَا مَا ادَّعَت وَدخل على الْأَمِير باكياً شاكياً فَقَالَ يَا أيدون سلنا حوائجك كلهَا مَا خلا مُعَارضَة قضاتنا واللقاضي أعلم بِمَا فعل
92 -
أَبُو عبد الله عَمْرو بن عبد الله
من الْكتاب الْمَذْكُور أَن الْأَمِير مُحَمَّدًا أَرَادَ شِرَاء دَار من أَيْتَام لبَعض كرائمه فشطط القَاضِي سُلَيْمَان فِي ثمنهَا وَلم يساعد الْأَمِير وَلَا وزيره هَاشم