الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن المدور
155 -
أَبُو بكر مُحَمَّد الْأَعْمَى المَخْزُومِي
من المسهب بشار الأندلس انطباعاً ولسناً وأذاة وَهُوَ الَّذِي أَحْيَا سيرة الحطيئة بالأندلس فمقت وَكَانَ لَا يسلم من هجوه أحد وَلَا يزَال يخبط الْآفَاق بعصاه وَيَقَع فِيمَن أطاعه أَو عَصَاهُ وَأَصله من المدور وَقَرَأَ بقرطبة ثمَّ جال على الْبلدَانِ وَأكْثر الْإِقَامَة فِي غرناطة وَتعرض لشاعرتها نزهون وهجاها بقوله
…
أَلا قل لنزهونة مَا لَهَا
…
تجر من التيه أذيالها
وَلَو أَبْصرت فيشة شمرت
…
كَمَا عودتني سربالها
…
فَقَالَت فِيهِ
…
قل للوضيع مقَالا
…
يُتْلَى إِلَى حِين يحْشر
من المدور أنشئ
…
ت والخرا مِنْهُ أعطر
حَيْثُ البداوة أمست
…
فِي جهلها تتبختر
لذَلِك أمسيت تهوي
…
حُلُول كل مدور
خلقت أعمى وَلَكِن
…
تهيم فِي كل أَعور
جاوبت هجواً بهجو
…
فَقل لعنت من اشعر
إِن كنت فِي الْخلق أُنْثَى
…
فَإِن شعري مُذَكّر
…
قَالَ وَأَنت إِذا سَمِعت قَوْله من شعر يهجو بِهِ أحد من صبه الله عَلَيْهِ وعَلى قومه
.. أَلا فاعلموا أَنِّي لكم غير صابر
…
على لومكم أُخْرَى اللَّيَالِي الغوابر
فعوجوا بني اللخناء نَحْو هجائكم
…
إِلَى لعنة تزري بِمن فِي الْمَقَابِر
فَأنْتم سننتم كل مُحدث سبة
…
وَلم تتركوا فِيهَا لحَاقًا لآخر
رأيتكم لَا تَتَّقُون مذمة
…
وَلَا عنْدكُمْ من هزة نَحْو شَاكر
وأهون مَا أهْدى الزَّمَان إِلَيْكُم
…
فَلَا عشتم للوم طلعة شَاعِر
فَأَيْنَ الألى كَانُوا إِذا جَاءَ ناظم
…
تَلَقَّتْهُ مِنْهُم بالندى كف ناثر
…
وَقَوله
…
أَلا لَا تركنن إِلَى فلَان
…
فتسرى مِنْهُ فِي ليل السَّلِيم
لئيم لَيْسَ ينفع فِيهِ لؤم
…
يروم وراثة الْعرق اللَّئِيم
إِذا جربته يَوْمًا ترَاهُ
…
مضاع الْجَار ممطول الْغَرِيم
وَإِن كشفته لاقيت مِنْهُ
…
مصون المَال مبذول الْحَرِيم
…
وَقَوله
…
وأحدب لَيْسَ لَهُ همة
…
وَلَا لَذَّة فِي سوى فيشة
يَقُول أَنا الْقوس فِي شكله
…
فَلَا تنكروا السهْم فِي بدرتي
فضولكم أبدا زَائِد أفقحتكم تِلْكَ أم فقحتي
…
وَقَوله
…
الْحق أَبْلَج لَيْسَ أَنْت وَحقّ من
…
أَحْيَا بك الأجلاف مِمَّن يفلح
لَا تهتدي بفضيلة لَا ترعوى
…
بملامة لَا أَنْت مِمَّن يصلح
يزْدَاد عقلك مَا كَبرت تناقصا
…
وتلج فِي صمم إِذا مَا تنصح
أكل وسلح كل حِين لَا ترى
…
لسواهما
…
مَا دمت حَيا تطمح
أسخنت عين الْمجد يَا ابْن عميرَة
…
وَلَقَد تقر عيونه لَو تذبح
…
وَقَوله
…
قطيم يغلق أبوابه
…
ويفرح بِالْبَيْتِ مهما خلا
يفرج أَوْلَاده عَامِدًا
…
ويبعدهم أبدا منزلا
وَيرجع للبيت من حِينه
…
لوغد أخي فيشة مبتلى
يعذبه يَوْمه منشداً
…
عَلَوْت فَلَا تزهدن فِي الْعلَا
تعلم من لطفه صَنْعَة
…
تصير مخرجه مدخلًا
…
علمت قدر شعره وَمَا صبه الله مِنْهُ على أهل عصره
قَالَ وَالِدي هجاء والاندلس المَخْزُومِي واليكى والأبيض وَأنْشد عَليّ بن أضحى قَاضِي غرناطة قصيدة مِنْهَا
…
عجبا للزمان يطْلب ثاري
…
وملاذي مِنْهُ عَليّ بن أضحى
الأبي الَّذِي يمد من البأ
…
س إباه إِلَى السماكين رمحا
جَاره قد سما على النطح عزا
…
لَيْسَ يخْشَى من طَالب الثأر نطحا
فَكَأَنِّي عَلَوْت قرن فلَان
…
أَي تَيْس مطول الْقرن ألحى
…
فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا بكر هلا اقتصرت على مَا أَنْت بسبيله فكم تقع فِي النَّاس فَقَالَ أَنا أعمى وهم لَا يبرحون حفراً فَقَالَ وَالله لَا كنت لَك حُفْرَة أبدا وَجعل يوالي عَلَيْهِ يَده
وَأَخْبرنِي وَالِدي أَن جده عبد الْملك بن سعيد كَانَ كثير الْإِحْسَان لَهُ مستحفظاً من لِسَانه وَبعد ذَلِك فَمَا سلم من أذاته وَمن خَبره مَعَه أَنه قَصده مرّة وَهُوَ بقلعته فانزال وتلقاه ببر قولا وفعلاً ثمَّ إِنَّه قَالَ لغلام لَهُ اسْأَل فِي الْموضع الَّذِي نزل فِيهِ المَخْزُومِي مَتى يرحل وَكَانَ غَرَضه أَن يُرْسل
لَهُ زاداً وَينظر مَا يركب عَلَيْهِ فأساء الْغُلَام التَّنَاوُل وَضرب عَلَيْهِ بَابه فَخرج لَهُ الْأَعْمَى فَقَالَ يَقُول لَك الْقَائِد مَتى ترحل فَقَالَ ارْفُقْ أكتب لَك الْجَواب فَكتب لَهُ ابياتا مِنْهَا
…
لَا ترجمون بني سعيد للندى
…
فالظل أفيد مِنْهُم للسَّائِل
فَلَقَد مَرَرْت على مَنَازِلهمْ فَمَا
…
أَبْصرت مِنْهَا غير بعد منَازِل
قوم مصيبتهم بطلعة وَافد
…
وسرورهم أبدأً بخيبة راحل
…
وَفِيهِمْ يَقُول وَقد أسكنوه جوارهم
…
أبنى سعيد قد شقيت بقربكم
…
فلتتركوني حَيْثُ شِئْت اسير
افني المدائح فِيكُم وَلَا وَعدكُم
…
يقْضِي وقلبي فِي المطال أَسِير
أعطيتم نزراً على طول المدى
…
وَيَقُول وغد إِنَّه لكثير
ولشد مَا عرضتموني للعنا
…
فرس عَتيق عاشرته حمير
فَإِذا صهلت غَدا النهاق ماجاوبي
…
يَا رب أَنْت على الْخَلَاص قدير
…
قَالَ وَوجدت بِخَط وَالِدي مُحَمَّد وَمن نسيب المَخْزُومِي على قَتله قَوْله
…
رب حسناء كالغزالة جيدا
…
والتفافا تزري بحور الخلود
كَلَّمتنِي فطار قلبِي إِلَيْهَا
…
وترجيت للظماء ورودي
فتجافت عَن منظري ثمَّ قَالَت
…
أَتَرَى الْحور واصلات القرود
لم ألمها على الصدود لِأَنِّي
…
كنت أَهلا من مثلهَا للصدود
…
قَالَ وَلم يخل فِي هَذَا من الهجاء وَلَكِن لنَفسِهِ
وَأنْشد لَهُ ابْن غَالب
…
زنجيكم بالفسوق دَاري
…
يُدْلِي من الْحِرْص كالحمار
يَخْلُو بنجل الْوَزير سرا
…
فيولج اللَّيْل فِي النَّهَار
…