الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الرَّابِع
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا كتاب كورة أونبة
وَهُوَ = كتاب المقلة الساجية فِي حلى قَرْيَة الزاوية
ذكر الحجاري إِنَّهَا من أَعمال أونبة نسب إِلَيْهَا بَنو حزم
253 -
الْوَزير الْعَالم الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن الْوَزير
أبي عمر أَحْمد بن سعيد بن حزم الفاسي مولى بني أُميَّة
من الذَّخِيرَة كَانَ كالبحر لَا تكف غواربه وَلَا يرْوى شَاربه وكالبدر لَا تجحد دلائله وَلَا يُمكن نائله وَقَالَ ابْن حَيَّان فِي المتين كَانَ حَامِل فنون من حَدِيث وَفقه وجدل وَنسب وَمَا يتَعَلَّق بأذيال الْأَدَب مَعَ الْمُشَاركَة فِي كثير من أَنْوَاع التعاليم الْقَدِيمَة من الْمنطق والفلسفة لَهُ فِي بعض تِلْكَ الْفُنُون كتب كَثِيرَة غير أَنه لم يخل فِيهَا من غلط وَسقط لجراءته فِي التسور على الْفُنُون لَا سِيمَا الْمنطق فَإِنَّهُم زَعَمُوا أَنه زل هُنَالك
وضل فِي سلوك تِلْكَ المسالك وَخَالف أرسططاليس وَاضعه مُخَالفَة من لم يفهم غَرَضه وَلَا ارتاض فِي كتبه وَمَال أَولا بِهِ النّظر فِي الْفِقْه إِلَى رَأْي الشَّافِعِي وناضل عَن مذْهبه وانحرف عَمَّا سواهُ حَتَّى وسم بِهِ وَنسب إِلَيْهِ فاستهدف بذلك لكثير من الْفُقَهَاء وعيب بالشذوذ ثمَّ عدل فِي الآخر إِلَى قَول أَصْحَاب الظَّاهِر مَذْهَب دَاوُد بن عَليّ وَمن اتبعهُ من فُقَهَاء الْأَمْصَار فنقحه ونهجه وجادل عَنهُ وَوضع الْكتب فِي بَسطه وَثَبت عَلَيْهِ إِلَى أَن مضى لسبيله رحمه الله وَكَانَ يُجَادِل عَن علمه هَذَا من خَالفه على استرسال فِي طباعة ومذل بأسراره واستناد إِلَى الْعَهْد الَّذِي أَخذه الله على الْعلمَاء من عباده {لتبيننه للنَّاس وَلَا تكتمونه} فَلم يَك يلطف بِمَا عِنْده بتعريض وَلَا يزفه بتدريج بل يصك بِهِ معارضه صك الجندل وينشقه أخر من الْخَرْدَل فَطَفِقَ الْمُلُوك يقصونه عَن قربهم ويسيرونه عَن بِلَادهمْ إِلَى أَن انْتَهوا بِهِ مُنْقَطع أَثَره بقرية بَلَده من بادية لبلة وَبهَا توفّي رحمه الله سنة سِتّ وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة
وَكَانَ متشيعاً فِي بني أُميَّة منحرفاً عَمَّن سواهُم من قُرَيْش وَادّعى أَنه من الْفرس وَهُوَ خامل الْأُبُوَّة من عجم لبلة وَصله من ابْن عَمه أبي الْمُغيرَة رِسَالَة فِيهَا مَا أوجب أَن جاوبه بِهَذِهِ
سَمِعت وأطعت لقَوْل الله تَعَالَى {وَأعْرض عَن الْجَاهِلين} وَأسْلمت وانقدت لقَوْل نبيه عليه السلام صل من قَطعك واعف عَمَّن ظلمك ورضيت بقول الْحُكَمَاء كَفاك انتصاراً مِمَّن تعرض لأذاك إعراضك عَنهُ وَأَقُول
.. تَبْغِ سَوَاء امْرَءًا يَبْتَغِي
…
سبابك إِن هَوَاك السباب
فَإِنِّي أَبيت طلاب السفاه
…
وصنت محلى عَمَّا يعاب
وَقل مَا بدالك من بعد ذَا
…
فَإِن سكوتي عَنهُ خطاب
…
وَأَقُول
…
كفاني بِذكر النَّاس لي ومآثري
…
وَمَالك فيهم يَا ابْن عمي ذَاكر
عدوي وأشياعي كثير كَذَاك من
…
غَدا وَهُوَ نفاع المساعي وضائر
أَنِّي وَإِن آذيتني وعققتني
…
لمحتمل مَا جَاءَنِي مِنْك صابر
…
وَقَالَ قصيدة مِنْهَا
…
أَنا الشَّمْس فِي جو الْعُلُوم منيرة
…
وَلَكِن عيبي أَن مطلعي الغرب
وَلَو انني من جَانب الشرق طالع
…
اجد على مَا ضَاعَ من علمي النهب
…
وَله على مذْهبه
…
وَذي عذل فِيمَن سباني حسنه
…
يُطِيل ملامي فِي الْهوى وَيَقُول
أَمن أجل وَجه لَا حل تَرَ غَيره
…
وَلم تدر كَيفَ الْجِسْم أَنْت عليل
فَقلت لَهُ أسرفت فِي اللوم فاتئد
…
فعندي رد لَو أَشَاء طَوِيل
ألم تَرَ أَنِّي ظاهري وأنني
…
على مَا أرى حَتَّى يقوم دَلِيل
…
وَله
…
يَقُول أخي شجاك رحيل جسمي
…
وقلبي عنْدكُمْ أبدا مُقيم
…