الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا الْكتاب الْخَامِس
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهِمَا كتاب المملكة البطليوسية
وَهُوَ = كتاب الرَّوْضَة المزهرة فِي حلى مَدِينَة يابرة
الْبسَاط
مَدِينَة يابرة من المدن الْمَشْهُورَة فِي المملكة البطليوسية وَكَثِيرًا مَا يذكرهَا ابْن عبدون فِي شعره
الْعِصَابَة
كَانَ المظفر بن الْأَفْطَس قد حصن بهَا ابْنه الْمَنْصُور وَكَذَلِكَ وَليهَا المتَوَكل أَيْضا وَابْن المتَوَكل وَهِي الْآن لِلنَّصَارَى
السلك
267 -
أَبُو مُحَمَّد بن عبدون اليابري
من القلائد منتمي الْبَيَان المطاول لسحبان والمقارع لصعصعة
ابْن صوحان الَّذِي أطلع الْكَلَام زاهراً وَنزع فِيهِ منزعاً باهراً نخبة الْعَلَاء وَبَقِيَّة أهل الْإِمْلَاء الشامخ الرُّتْبَة العالي الهضبة فاق الْأَفْرَاد والأفذاذ وَمَشى فِي طرق الإبداع الوخد والإغذاذ الْغَرَض مِمَّا أوردهُ من نظمه قَوْله
…
سَقَاهَا الْحَيَاة من مغان فساح
…
فكم لي بهَا من معَان فصاح
حلى أكاليل تِلْكَ الرِّبَا
…
ووشي معاطف تِلْكَ البطاح
فَمَا أنس لَا أنس عهدي بهَا
…
وَجرى فِيهَا ذيول المراح
ونومي على حبرات الرياض
…
يجاذب بردي مر الرِّيَاح
بِحَيْثُ لم أعْط النهى طَاعَة
…
وَلم أصغ فِيهَا إِلَى لحي لَاحَ
وليل كرجعة طرف الْمُرِيب
…
لم أدر لَهُ شفقا من صباح
…
وَقَوله
…
أَقُول لصاحبي قُم لَا لأمر
…
تنبه إِن شَأْنك غير شاني
لَعَلَّ الصُّبْح قد ولى وَقَامَت
…
على اللَّيْل النوائح بِالْأَذَانِ
…
وَقَوله وَلم انس ليلتنا والعناق
…
قد مزج الْكل منا بِكُل
إِلَى أَن تقوس ظهر الظلام
…
واشمط عَارضه واكنهل
وَمَسّ رِدَاء رَقِيق النسيم
…
فِي عاتق اللَّيْل بعض البلل
…
وَقَوله
…
هَل تذكر الْعَهْد الَّذِي لم أنسه
…
ومودتي ممزوجة بصفاء
ومبيتنا فِي نهر حمص والدجى
…
قد حل عقد حباه بالصهباء
ودموع طل اللَّيْل تخلق أعينا
…
ترنوا إِلَيْنَا من عُيُون المَاء
…
وَالْقَصِيدَة الجليلة الَّتِي لَهَا فِي رثاء المتَوَكل بن الْأَفْطَس وولديه
…
مَا لليالي اقال الله عثرتنا
…
من اللَّيَالِي وخانتها يَد الْغَيْر
تسر بالشَّيْء لَكِن كي تضر بِهِ
…
كالأيم ثار إِلَى الْجَانِي من الزهر
كم دولة وليت بالنصر خدمتها
…
لم تبْق مِنْهَا وسل ذكراك من خبر
…
ثمَّ أَخذ يقص دوَل الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام إِلَى أَن قَالَ
…
وليتها إِذْ فدت عمرا بخارجة
…
فدت عليا بِمَا شَاءَت من الْبشر
…
وَمِنْهَا
…
وأوثقت فِي عراها كل مُعْتَمد
…
وأشرقت بقذاها كل مقتدر
وروعت كل مَأْمُون ومؤتمن
…
وَأسْلمت كل مَنْصُور ومنتصر
بني المظفر وَالْأَيَّام لَا نزلت
…
مراحلاً والورى مِنْهَا على سفر
سحقاً ليومكم يَوْمًا ولاحملت
…
بِمثلِهِ لَيْلَة فِي سالف الْعَصْر
من للأسرة أَو من للأعنة أَو
…
من للأسنة يهديها إِلَى الثغر
من للبراء أَو من لليراعة أَو
…
من للسماحة أَو للنفع وَالضَّرَر
وَيْح السماح وويح النَّاس لَو سلما
…
واحسرة الدّين وَالدُّنْيَا على عمر
سقى ثرى الْفضل وَالْعَبَّاس هامية
…
تعزى إِلَيْهِم سماحاً لَا إِلَى الْمَطَر
ثَلَاثَة مَا رأى السعدان مثلهم
…
تجهزوا فَغَدوْا فِي اللَّحْد والغير
ثَلَاثَة مَا رقى النسران حَيْثُ رقوا
…
وكل مَا طَار من نسر وَلم يطر
وَمر من كل شَيْء فِيهِ أطيبه
…
حَتَّى التَّمَتُّع بالآصال وَالْبكْر
على الْفَضَائِل إِلَّا الصَّبْر بعدهمْ
…
سَلام مرتقب لِلْأجرِ منتظر
…