الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
صلى الله على سيدنَا مُحَمَّد
أما بعد حمد الله وَالصَّلَاة على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه فَهَذَا = الْكتاب الثَّانِي
من الْكتب الَّتِي يشْتَمل عَلَيْهَا = كتاب كورة الجزيرة الخضراء
وَهُوَ = كتاب الإبلال فِي حلى قَرْيَة بني بِلَال
من الْقرى الْمَشْهُورَة فِي عمل الجزيرة الخضراء مِنْهَا
234 -
أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن بِلَال
لَقيته بالجزيرة فَلَقِيت خير من يلقى تأنسيا وَبرا وكرماً مَعَ تصرف فِي الْأَدَب وَمَعْرِفَة بالشعر وَقَول لَهُ وَتركته هُنَالك ثمَّ بَلغنِي أَنه سعى بِهِ إِلَى السُّلْطَان فنفي من الْبَلَد وَفرق بَينه وَبَين الْأَهْل وَالْولد وَمَات طريداً غَرِيبا رَحْمَة الله عَلَيْهِ فقد كَانَ مألفاً ومقصداً لغرباء الْأَدَب وَلَقَد مر لي مَعَ أَيَّام لَا يزَال يتمثلها الضَّمِير فتميد عَلَيْهَا أغصانه ويتذكرها فتشوقه أَكثر مِمَّا تشوقه أوطانه كتبت إِلَيْهِ فِي يَوْم أنس سمح بِهِ الزَّمَان فكمله وَبلغ من ساعده مَا تمناه وأمله
…
أَبَا الْعَبَّاس لَو أَبْصرت حَولي
…
ندامي بَادرُوا الْعَيْش الهنيا
…
.. يبيحون المدام وَلَا انتقاد
…
وقارهم ويزدادون غيا
وهم مَعَ مَا بدا لَك من عفاف
…
يحبونَ الصبية والصبيا
ويهوون المثالث والمثاني
…
وَشرب الراح صبحاً أَو عشيا
على الرَّوْض الَّذِي يهدي لطرف
…
وأنف منْظرًا بهجاً وريا
وَقد صدح الْحمام وَمَال غُصْن
…
وَأمسى النَّهر صبا أريحيا
فَلَا تلم السرى على ارتياح
…
حكى طَربا بجانبه سريا
ويرتاح ارتياحاً بالمثاني
…
وَلَا يَنْفَكّ بالنعمى يحيا
فبادر نَحْو نَاد مَا خلا من
…
نداك فقد عهدتك لَو ذعيا
…
فَكَانَ جَوَابه
…
أَبيت سوى الْمَعَالِي يَا عليا
…
فَمَا تنفك دهرك أريحيا
تميل إِذا النسيم سرى كغصن
…
وتسرى للمكارم مشرفيا
وترتاح ارتياحاً بالمثاني
…
وتقتنص الصبية والصبيا
وتهوى الرَّوْض قَلّدهُ نداه
…
وَألبسهُ مَعَ الْحلَل الحليا
وَإِن غنى الْحمام فَلَا اصطبار
…
وَإِن خَفق الخليج فنيت حَيا
تذكرني الشَّبَاب فلست أَدْرِي
…
أصبحاً حِين تذكر أم عشيا
فَلَو أدركتني والغصن غض
…
لأدركت الَّذِي تهوى لديا
وَلم أترك وحقك قدر لحظ
…
وَقد ناديتني ذَاك النديا
…