الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأنماط التضاريسية الرئيسية
السهول
…
2-
4-5- الأنماط التضاريسية الرئيسية*.
أ- السهول PLAINS:
تعريفها وصفاتها العامة:
المقصود بالسهول، بمعناها العام، هو الأراضي التي لا توجد بها أرض شديدة الانحدار أو مرتفعات كبيرة أو كثيرة بدرجة تغير من مظهرها السهلي العام. ولئن وجدت بها أي مرتفعات فيجب أن تكون قليلة، وألا تزيد ارتفاعاتها عن عشرات الأمتار. ومعنى ذلك أنه لا يشترط أن يكون السهل تام الاستواء، ولكن يشترط أن تكون كل منحدراته معتدلة.
وعلى الرغم من أن السهول تشترك في صفاتها العامة؛ فإنها تتباين فيما بينها في كثير من الصفات؛ فمن حيث ارتفاعها العام عن سطح البحر نجد أن بعضها يكاد يكون في مستوى سطح البحر؛ بينما قد يصل ارتفاع بعضها إلى بضعة آلاف من الأمتار، كما هي الحال في السهول المحصورة بين سلاسل الجبال الكبرى، والتي يتوفر فيها شرط عدم وجود المنحدرات الشديدة أو المرتفعات الكبيرة. ومن حيث درجة الاستواء فإن بعض السهول يكاد يكون تام الاستواء؛ بينما يكون بعضها الآخر كثير المنخفضات والتلال والوديان، كما هي الحال بالنسبة لما يعرف باسم "أشباه السهول Peneplains".
وبغض النظر عن السهول التي لا تساعد ظروفها المناخية أو مواردها المائية أو تكويناتها السطحية على استغلال أرضها للانتاج الزراعي؛ فإن السهول هي -على وجه العموم- أصلح المناطق لهذا النوع من الاستخدام؛ بشرط أن تكون متطلباته الأخرى متوفرة بها، كما أن السهول هي أصلح المناطق للنمو الحضري والتجمع السكاني.
* تعتبر الأنهار والوديان بمختلف أشكالها من أهم مظاهر التضاريس؛ ولكننا لم نتكلم عليها هنا حيث سبق أن تكلمنا عليها ضمن التعرية المائية.
وبالنظر إلى خريطة تضاريسية للعالم نجد أن أغلب السهول العظمى في العالم مفتوحة إما على المحيط الأطلسي أو على المحيط المتجمد الشمالي، أما السهول المفتوحة على المحيطين الهندي والهادي؛ فمعظها عبارة عن سهول صغيرة نسبيًّا، ومن أمثلتها السهول الصغيرة المفتوحة على المحيط الهادي والمحيط الهندي في جنوب آسيا وشرقها، وفي أستراليا وشرق أفريقيا وغرب الأمريكتين.
وتنشأ السهول بفعل عوامل متعددة ومتباينة؛ فبينما يتكون بعضها نتيجة لعمليات النحت؛ فإن بعضها الآخر يتكون نتيجة لعمليات الإرساب. وقد تتدخل حركات القشرة الأرضية كذلك في تكوين بعض السهول أو تطورها. ولذلك فإن هناك أنواعًا متعددة من السهول، ومن أهمها ما يأتي:
أولًا: السهول الناشئة عن النحت وتشمل:
1-
السهول التحاتية الكبيرة التي تمثل المرحلة الأخيرة من مراحل النحت المائي في المناطق الجبلية، وهي تشمل أشباه السهول Peneplains.
2-
سهول أقدام الجبال Pediplains وهي السهول الصخرية التي تتكون عند سفوح الجبال بواسطة النحت الذي تقوم به مياه الوديان المنحدرة على جوانبها، وهي تمثل مرحلة من مراحل تكون أشباه السهول.
3-
سهول النحت البحري، وهي السهول التي تتكون على السواحل نتيجة للنحت الذي تقوم به الأمواج.
4-
سهول الكويستا Cuesta التي تتكون نتيجة للنحت في منطقة طبقاتها مائلة شديدة الصلابة في أجزائها العليا.
5-
سهول النحت الجليدي التي تتكون في المناطق التي زحف الجليد عليها في عصور سابقة.
6-
سهول الكارست Carst التي تتكون في مناطق التكوينات الجيرية نتيجة لعمليات التحوية التي تقوم بها المياه الجوفية.
وهذا هو العامل الرئيسي في تكوينها، بالإضافة إلى عوامل أخرى أهمها التعرية المائية.
ثانيًا: السهول الناشئة عن الإرساب وتشمل:
أ- سهول رواسب المياه الجارية: وأهمها السهول الفيضية Flood Plains وسهول الدلتاوات، وسهول الباجادا Bajada التي تتكون في حضيض الجبال نتيجة لالتقاء الدلتاوات التي تكونها رواسب الوديان الجبلية في المناطق الجافة، وسهول البلايا Playa التي تتكون في الأحواض الداخلية، التي تنتهي إليها المياه المنحدرة من الجبال في المناطق الجافة.
ب- سهول الإرساب الجليدي: التي تتكون من الركامات الجليدية بمختلف أشكالها.
ج- سهول الإرساب الهوائي: وأهمها السهول الرملية وسهول اللويس Loess.
ثالثًا: السهول الساحلية الحديثة:
ومن أهمها السهول الساحلية التي ظهرت حديثًا نتيجة لارتفاع جزء من قاع البحر، أو انحسار المياه عن بعض المناطق الشاطئية الضحلة بسبب ارتفاع الأرض أو تراكم الرواسب على القاع. وتوجد أمثلة لها في كل القارات مثل السهول الساحلية لشرق الولايات المتحدة وجنوبها، وسهول الأرجنتين الساحلية، وسهل موزمبيق في جنوب شرق أفريقيا.
وعلى الرغم من أن هذه السهول تكون مستوية عند بدء ظهورها؛ فإنها لا تلبث أن تخضع لعوامل التعرية المختلفة فيقطع سطحها بواسطة الأنهار التي تقطعها من ناحية اليابس، كما تكثر بها المستنقعات والبرك التي تتجمع فيها مياه الأمطار. ومع ذلك فإن الأنهار التي تقطعها تكون دائمًا بطيئة الانحدار وقليلة العمق.