الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالحيوانات التي تتغذى على العشب تضطر في كثير من الأحيان للهجرة في فصل انقطاع الأمطار إلى نطاق الغابات بسبب جفاف حشائش السفانا؛ فتنتقل وراءها الحيوانات الأخرى المفترسة.
وتعيش في السفانا كذلك بعض الحيوانات القارضة التي تعيش في مساكن تحفرها لنفسها في الأرض ولا تخرج منها إلا ليلًا لكي تتفادى الحيوانات المفترسة، وتعيش هنا أيضًا بعض الطيور المتوطنة التي لا تعرف الهجرة والانتقال، وهي تتغذى على الحشرات والسحالي، وتعتبر النعامة من أهم هذه الطيور؛ ولكن يلاحظ أنها فقدت القدرة على الطيران بعد أن تطورت أجنحتها وأصبحت صغيرة بدرجة لا تتناسب مع حجم جسمها؛ ولكنها تتميز في نفس الوقت بسرعة العدو ويساعدها على ذلك قوة سيقانها.
وحرفة الرعي هي أوسع الحرف انتشارًا في الوقت الحاضر في أقاليم السفانا؛ حيث يقوم السكان بتربية قطعان عظيمة من الأبقار؛ ولكنهم لا يتبعون فى تربيتها أساليبًا علمية منظمة، ولهذا فإن اللحوم التي تنتج هنا معظمها من الأنواع الرديئة التي ليست لها قيمة كبيرة في التجارة العالمية، وقد أخذت الزراعة تنتشر في هذه الأقاليم لإنتاج المحاصيل المدارية مثل الذرة والفول السوداني والقطن وقصب السكر.
5-
2-2-
الإستبس "حشائش الأقاليم المعتدلة
":
كان اسم الأستبس يطلق بمعناه الأصلي على الحشائش التي تغطي مساحات واسعة في داخل القارات في العروض المعتدلة؛ ولكنه أصبح في الوقت الحاضر يضم كذلك نطاقات أخرى من الحشائش الموجودة في العروض المدارية بين نطاقات السفانا من ناحية والصحارى الحارة من ناحية أخرى؛ إلا أن كلامنا هنا سيكون مقصورًا على إستبس العروض المعتدلة.
ويلاحظ أن مناخ السفانا ومناخ الإستبس كلاهما قاري وأمطاره تسقط في نصف السنة الصيفي؛ إلا أن أمطار الإستبس أقل نوعًا من أمطار السفانا، وفيما يختص بدرجة الحرارة نجد أنها يندر أن تنخفض في أقاليم السفانا عن 21 ْمئوية في أي شهر من الشهور، أما أقاليم الأستبس؛ فإنها شديدة الحرارة في فصل الصيف، وشديدة البرودة في فصل الشتاء. وفي هذا الفصل تجف معظم الحشائش وتموت نهائيًّا أو تبقى في حالة سكون حتى بداية الفصل الدافئ الذي يتفق مع فصل سقوط الأمطار.
وتتباين الحشائش المعتدلة في كثافتها من جهة إلى أخرى على حسب كمية الأمطار فبعضها مكون من حشائش كثيفة تختلط بها بعض الأشجار، وبعضها الآخر فقير نسبيًّا ويخلو تمامًا من الأشجار "شكل 139".
شكل "139" حشائش الأستبس الخالية من الأشجار
وتغطي الحشائش المعتدلة مساحات واسعة في القارات المختلفة؛ ففي أوراسيا نجد أنها تنتشر في معظم دول شرقي أوروبا وجنوب روسيا وغرب آسيا، كما تظهر في بعض دول حوض البحر المتوسط خصوصًا في إيطاليا وإسبانيا، وعلى هضبة إفريقية الجنوبية إلى الشرق من صحراء كلهاري، وفي السهول الوسطى للولايات المتحدة وكندا وفي سهول أستراليا الوسطى وفي الأرجنتين