الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1-
السفانا أو الحشائش الأقاليم المدارية
2-
الإستبس أو حشائش الأقاليم المعتدلة؛ ولكن يلاحظ أن كلمة إستبس تستخدم في الوقت الحاضر خصوصًا في أمريكا للدلالة على الحشائش الفقيرة فقط؛ سواء منها ما ينمو في الأقاليم المعتدلة أو ما ينمو في الأقاليم المدارية على أطراف السفانا من ناحية الصحراء؛ بينما يطلق اسم البراري على الحشائش المعتدلة الغنية نسبيًّا كما سنرى فيما بعد.
5-
2-1-
السفانا "الحشائش المدارية
".
وصفها وتوزيعها الجغرافي:
تعتبر السفانا المظهر النباتي الرئيسي في الأقاليم المدارية الحارة التي تسقط كل أمطارها تقريبًا في فترة يتراوح طولها بين 4 و 6 أشهر في نصف السنة الصيفي؛ ولكنها لا تكون كافية لنمو الغابات، وهي تتمثل بصفة خاصة في قارة أفريقية؛ حيث يتكون منها نطاقان عظيمان يشملان معظم الأجزاء الداخلية للقارة، ويمتد أحدهما إلى الشمال من الغابات المدارية؛ بينما يمتد الثاني إلى الجنوب منها، ويتصل النطاقان عبر الهضبة الشرقية الاستوائية، التي لا تساعد ظروفها على نمو الغابات الكثيفة بسبب قلة أمطارها بالنسبة للأقاليم الاستوائية الأخرى، التي تمتد إلى الغرب منها، والتي تتمثل بصفة خاصة في حوض الكنغو.
وتظهر السفانا كذلك في أمريكا الجنوبية في منطقتين تشمل الأولى منهما معظم هضبة البرازيل إلى الجنوب مباشرة من نطاق الغابات المدارية المطيرة في حوض الأمزون، وتشتهر السفانا هنا باسم الكامبوس Campos، أما المنطقة الثانية فتوجد إلى الشمال من نطاقات الغابات وتشمل حوض الأورينوكو ومعظم مرتفعات جيانا، وهذه المنطقة هي التي تشتهر باسم اللانوس Lianos وتوجد السافانا فضلًا عن ذلك في أستراليا حيث تشمل نطاقًا يفصل بين أقليم الغابات
الموسمية في الشمال والأقاليم الصحراوية في الوسط، كما أنها تنمو في بعض جهات الدكن وجنوب شرق آسيا.
وتتكون السفانا عمومًا من أعشاب كثيفة خشنة تنمو بها أشجار قصيرة متفرقة تتزايد كلما اقتربنا من خط الاستواء تبعًا لنزايد كمية الأمطار وطول الفصل المطير؛ ولهذا فإن الانتقال بين الغابات المدارية والسفانا يكون غالبًا تدريجيًّا حتى أنه ليصعب إيجاد حد فاصل بينهما، وعلى العكس من ذلك تتضاءل الأعشاب وتتناقص الأشجار كلما بعدنا عن خط الاستواء تبعًا لتناقص الأمطار، وتناقص طول الفصل المطير، حتى نصل إلى نطاق شبه صحراوي لا تنمو فيه إلا حشائش قصيرة من نوع الإستبس، ولا تكاد تنمو به أشجار تذكر وأخيرًا نصل إلى النطاق الصحراوي الجاف الذي تمثله الصحراء الكبرى في شمال أفريقية وصحراء كلهاري وناميب في جنوبها.
وتبدأ حشائش السفانا في النمو بسرعة بمجرد أن يبدأ الفصل المطير، وقد يصل ارتفاعها في هذا الفصل إلى 7 أمتار في بعض الجهات، ولو أنه يتراوح في الغالب ما بين مترين وأربعة "شكل 137"، ويكون اختراق المنطقة عندئذ أمرًا غاية في الصعوبة، أما في فصل الجفاف فيختلف الحال عن ذلك تمامًا لأن الحشائش سرعان ما تذيل وتجف بمجرد انقطاع الأمطار، ويتحول سطح الأرض إلى مساحات شاسعة جرداء تغطيها طبقة من الحشائش الجافة ويستمر الحال على ذلك حتى يبدأ موسم الأمطار من جديد.
شكل "137" حشائش السفانا في الفصل المطير
والأشجار التي تنمو في أقاليم السفانا معظمها من النوع النفضي، وكثير منها يتميز بأوراقه الشوكية التي تساعده على تحمل الجفاف، وقد توجد كذلك أشجار قليلة دائمة الخضرة تتغطى أوراقها بطبقة جلدية غير مسامية كما تغلف جذوعها بقشور سميكة. والصفة الغالبة على الأشجار هي أنها تكون أشبه بالمظلات، وربما كان ذلك راجعًا إلى تباعدها وتعرض هذه الأقاليم لهبوب الرياح التجارية التي تهب بقوة في معظم شهور السنة؛ مما يعاكس نمو الفروع إلى أعلى فضلًا عن أن الشجرة التي تأخذ شكل المظلة تكون غالبًا أقدر على مواجهة الرياح القوية من غيرها "انظر شكل 138".
شكل "138" منظر للسفانا الشجرية، "لا حظ شكل الأشجار الذي يشبه المظلات"
الحياة الحيوانية:
تختلف حيوانات السفانا عن حيوانات الغابات المدارية المطيرة من بعض الوجوه؛ فبينما تتكون معظم الحياة الحيوانية في الغابات المطيرة من أنواع لها القدرة على التسلق وتقضي كل حياتها تقريبًا فوق الأشجار وتتغذى على ثمارها نجد أن حيوانات السفانا معظمها من الأنواع البرية التي تتغذى على الحشائش، وأهمها الجاموس والبقر الوحشي "Antelope" والحمار الوحشي "Zabra" والخرتيت "Rhinoceros" والزراف والغزال والفيل ثم الكانجارو الذي يوجد بصفة خاصة في أستراليا، وهناك كذلك بعض الحيوانات المفترسة مثل الأسد والنمر والفهد، ومعظم هذه الحيوانات كثير التنقل بحثًا عن الماء والغذاء،