المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌مقدمة في الجغرافيا الفلكية

- ‌الأجرام السماوية:

- ‌تمهيد:

- ‌المجرة:

- ‌النجوم

- ‌مدخل

- ‌تجمعات النجوم:

- ‌ الكواكب والأقمار

- ‌ المذنبات

- ‌السدم

- ‌مدخل

- ‌ سدم كوكبية

- ‌ سدم مجرية

- ‌ سدم فوق المجرية

- ‌الشهب والنيازك

- ‌النظام‌‌ الشمسي

- ‌ الشمس

- ‌مدخل

- ‌البقع الشمسية

- ‌الكواكب السيارة

- ‌مدخل

- ‌مجموعة الكواكب الداخلية "أو الصغيرة

- ‌مجموعة الكواكب الخارجية "أو الكبرى

- ‌الكواكب الداخلية:

- ‌ عطارد

- ‌ الزهرة

- ‌ الأرض

- ‌ المريخ

- ‌الكواكب الخارجية

- ‌مدخل

- ‌المشتري

- ‌زحل

- ‌ أورانوس

- ‌ نبتون

- ‌ بلوتو

- ‌الكويكبات

- ‌القمر

- ‌مدخل

- ‌تضاريس سطح القمر:

- ‌نشأة القمر:

- ‌‌‌حركات القمروالأرض

- ‌حركات القمر

- ‌أوجه القمر

- ‌الشهر القمري

- ‌خسوف القمر وكسوف الشمس

- ‌حركات الأرض

- ‌خطوط الطول وخطوط "أو دائر" العرض

- ‌الأهمية الجغرافية لدوران الأرض وميل محورها:

- ‌تعاقب الفصول:

- ‌تتابع الليل والنهار وتباين طولهما:

- ‌اليوم النجمي" "واليوم الشمسي

- ‌اختلاف الزمن:

- ‌التوقيت المحلي والتوقيت القياسي:

- ‌خط التاريخ الدولي

- ‌أصل الأرض

- ‌تمهيد:

- ‌نظريات تفسير نشأة المجموعة الشمسية ونشأة الأرض

- ‌مدخل

- ‌ نظرية الجزيئات الكونية والسدم

- ‌نظريات المد الغازي:

- ‌نظرية الكويكبات:

- ‌نظرية جيمس جيتر وهارولد جيفريز

- ‌ مقدمة في الفيزيوغرافيا

- ‌‌‌عمر الكرة الأرضيةوتركيبها

- ‌عمر الكرة الأرضية

- ‌عمر الحياة على الأرض:

- ‌تركيب الكرة الأرضية

- ‌مدخل

- ‌ الغلاف الصخري-الليذوسفير

- ‌ الغلاف المائي الهيدروسفير

- ‌ الغلاف الجوي

- ‌ الغلاف الحيوي

- ‌باطن الأرض أو الباريسفير

- ‌نطاقات الكرة من مركزها حتى سطحها

- ‌مدخل

- ‌ النواة

- ‌ غطاء النواة

- ‌ القشرة

- ‌صخور القشرة الأرضية

- ‌التركيب العنصري والمعاني للصخور

- ‌أهم المعادن التي تساهم في تركيب القشرة:

- ‌الكوارتز

- ‌ الكلسيت

- ‌ أكاسيد الحديد

- ‌ معادن الفلسبار

- ‌ الجبس

- ‌ معادن الميكا

- ‌ الهورنبلند

- ‌أنواع الصخور

- ‌مدخل

- ‌ الصخور النارية

- ‌ الصخور الرسوبية

- ‌ الصخور المتحولة

- ‌اليابس والماء من سطح الكرة الأرضية

- ‌المحيطات والقارات كمرتبة من مراتب التضاريس

- ‌مدخل

- ‌ تضاريس المرتبة الأولى:

- ‌ تضاريس المرتبة الثانية:

- ‌ تضاريس المرتبة الثالثة:

- ‌بعض فرضيات نشأة المحيطات والقارات

- ‌مدخل

- ‌ الفرضية التتراهيدية

- ‌فرضية لابويرث

- ‌فرضية زولاس

- ‌نظرية الزحف القاري

- ‌توزيع القارات القديمة وعلاقتها بالقارات الحالية

- ‌مدخل

- ‌أولاً: في لوراسيا

- ‌ثانياً: في أفريقيا

- ‌ثالثًا: في الأمريكتين وجرينلاند

- ‌رابعًا: كتلة أستراليا

- ‌خامساً: الكتلة القطبية الجنوبية

- ‌عوامل تشكيل سطح الأرض

- ‌تمهيد:

- ‌الحركات الباطنية

- ‌أنواعها

- ‌أولاً: الحركات الباطنية البطيئة

- ‌ثانياً: الحركات الباطنية المفاجئة

- ‌العوامل الخارجية التي تساهم في تشكيل سطح اليابس

- ‌أنواعها:

- ‌أولاً: التجوية

- ‌ثانياً: التعرية

- ‌ثالثاً: الانهيارات والانزلاقات الأرضية

- ‌ توازن القشرة الأرضية

- ‌الأنماط التضاريسية الرئيسية

- ‌السهول

- ‌ الهضاب

- ‌ الجبال

- ‌ البحيرات:

- ‌مقدمة في جغرافيا البحار

- ‌مفهوم البحر والمحيط وأنواع البحار

- ‌مدخل

- ‌ البحار الهامشية

- ‌ البحار المتوسطة

- ‌ البحار الداخلية

- ‌سيادة البحار والمحيطات على سطح الأرض:

- ‌حدود المحيطات وملامحها العامة:

- ‌تضاريس قاع المحيطات

- ‌مدخل

- ‌ الرفوف القارية

- ‌ المنحدرات القارية

- ‌ سلاسل الجبال

- ‌ المخروطات البركانية الغاطسة

- ‌ الأخاديد والأعماق المحيطية:

- ‌ السهول العميقة

- ‌طبيعة مياه البحار:

- ‌الملوحة:

- ‌درجة حرارة مياهها:

- ‌حركات مياه البحار والمحيطات

- ‌الأمواج

- ‌المد والجزر

- ‌مدخل

- ‌ جاذبية القمر:

- ‌ جاذبية الشمس:

- ‌دورران القمر حول الأرض

- ‌ قوة الطرد المركزية لدوران الأرض:

- ‌ توزيع الماء واليابس وتحرك المياه:

- ‌التيارات البحرية

- ‌أسبابها ونظامها العام

- ‌تيارات المحيط الأطلسي:

- ‌تيارات المحيط الهادي:

- ‌تيارات المحيط الهندي:

- ‌تيارات البحر المتوسط:

- ‌مقدمة في الطقس والمناخ

- ‌تمهيد: الفرق بين الطقس والمناخ

- ‌الغلاف الجوي

- ‌تركيبه:

- ‌سمك الغلاف الجوي وتركيبه

- ‌مدخل

- ‌ التروبوسفير

- ‌ الاستراتوسفير

- ‌ الميزوسفير

- ‌ الأيونوسفير

- ‌عناصر المناخ

- ‌مدخل

- ‌الإشعاع الشمسي

- ‌تعريفه ومصدره

- ‌تركيب الإشعاع الشمسي الواصل إلى جو الأرض:

- ‌العوامل التي يتوقف عليها توزيع الأشعة وتأثيرها:

- ‌قياس الإشعاع الشمسي:

- ‌توزيع الإشعاع الشمسي على سطح الأرض:

- ‌درجة حرارة الجو

- ‌الميزانية الحرارية للأرض

- ‌الفرق بين تأثير الأشعة الحرارية على اليابس والماء:

- ‌العمليات التي تشترك في تسخين الهواء:

- ‌قياس درجة الحرارة:

- ‌النظام اليومي لدرجة الحرارة:

- ‌العوامل التي تتحكم في درجة حرارة الجو:

- ‌توضيح توزيع الحرارة على الخرائط:

- ‌ الضغط الجوي والدورة الهوائية العامة

- ‌تعريف الضغط الجوي:

- ‌قياسه:

- ‌العوامل التي تتحكم في الضغط الجوي:

- ‌خطوط الضغط المتساوي:

- ‌توزيع الضغط الجوي والدورة الهوائية العامة:

- ‌النطاقات الرئيسية للضغط الجوي:

- ‌أثر اليابس والماء في توزيع الضغط الجوي:

- ‌ الرياح والكتل الهوائية

- ‌أولاً: الرياح

- ‌ثانياً: الكتل الهوائية

- ‌رطوبة الهواء

- ‌مدخل

- ‌ الرطوبة المطلقة

- ‌ الرطوبة النسبية

- ‌درجة الندى

- ‌مدخل

- ‌السيكرومتر:

- ‌الهيجرومتر:

- ‌الهيجروجراف:

- ‌التكثيف

- ‌مدخل

- ‌أولاً مظاهر التكثف عند سطح الأرض

- ‌الضباب

- ‌ الندى

- ‌ الصقيع

- ‌ثانياً التكثف في أعلى التروبوسفير

- ‌السحب

- ‌ الأمطار "التساقط

- ‌مقدمة في الجغرافيا الحيوية

- ‌ الأشكال الرئيسية للنباتات الطبيعية وأهم حيواناتها:

- ‌الغابات

- ‌مدخل

- ‌الغابات المدارية:

- ‌ الغابات المدارية المطيرة

- ‌ الغابات المدارية شبه النفضية

- ‌ الغابات الساحلية المانجروف:

- ‌ الأحراج والغابات الشوكية:

- ‌ الغابات المعتدلة الدافئة:

- ‌غابات البحر المتوسط

- ‌ الغابات الرطبة الدافئة في شرق القارات

- ‌الغابات المعتدلة الباردة:

- ‌ الغابات النفضية

- ‌ الغابات الصنوبرية "أو المخروطية

- ‌الحشائش

- ‌مدخل

- ‌السفانا "الحشائش المدارية

- ‌الإستبس "حشائش الأقاليم المعتدلة

- ‌الصحاري:

- ‌التندار

- ‌نباتات الجبل:

- ‌المراجع:

- ‌المقدمة 1: في الجغرافيا الفلكية

- ‌المقدمة 2 في الفيزيوغرافيا:

- ‌المقدمة 3 في جغرافيا البحار

- ‌المقدمة 4: مقدمة في الطقس والمناخ

- ‌المقدمة 5: في الجغرافيا الحيوية

- ‌الفهرس:

- ‌مقدمة 3 في جغرافيا البحار

الفصل: ‌ الصخور النارية

كانت في الأصل تنتمي إلى إحدى المجموعتين الأخريين ثم أعيد تبلورها في ظروف جديدة فتحولت إلى صخور مختلفة عن الصخور الأصلية التي تحولت منها.

ص: 80

أولاً:‌

‌ الصخور النارية

.

ويقصد بها الصخور التي تكونت من تصلب مواد جوف الأرض "الماجما" سواء حدث هذا التصلب فوق سطح الأرض بعد خروج هذه المواد إلى السطح أو حدث بين طبقات القشرة أو تحتها.

وأهم ما تتميز به هذه الصخور هو أنها لا تحتوي على حفريات، وأنها لا توجد في طبقات منتظمة. وهي غالبًا مكونة من معادن متبلورة؛ ولذلك فإنها تشتهر كذلك باسم الصخور المتبلورة أو البلورية Crystallised Rocks. وهي من أشد أنواع الصخور صلابة؛ ولذلك فإن لها قدرة كبيرة على مقاومة عوامل النحت، ومع ذلك فإن كثيرًا منها يسهل تفككه وتحلله بواسطة عوامل التجوية.

وأهم المعادن التي تساهم في تركيب هذه الصخور هي: الكوارتز والفلسبار والميكا والهورنبلند والأوليفين والأوجيت.

وهي تقسم على أساس نسبة الكوارتز "ثاني أكسيد السيليكون" الذي يدخل في تركيبها إلى عدة أنواع هي:

1-

صخور حامضية Acidic:

وفيها تزيد نسبة الكوارتز على 60%، فإذا زادت هذه النسبة على 70% فإنها توصف بأنها فوق الحامضية Uitra acidic.

2-

صخور متوسطة Intermediate:

وفيها تتراوح النسبة بين 52% و 60%.

3-

صخور قاعدية Basic:

وفيها تنخفض النسبة عن 52%؛ فإذا انخفضت عن 40% فإنها توصف بأنها فوق قاعدية Uitra basic.

وإلى جانب هذا التقسيم الكيميائي فإن هذه الصخور تقسم على أساس الظروف والأماكن التي تصلبت فيها إلى ثلاثة أنواع هى:

1-

صخور طفحية Extrusive:

وهي التي تسمى كذلك بالصخور البركانية Volcanic، وهي التي تتكون من تصلب الطفوح البركانية أو "اللافا"

ص: 80

فوق سطح الأرض، وهي مستمدة في الأصل من الماجما التي توجد تحت القشرة، ويعتبر البازلت أكثر الصخور النارية الطفحية انتشارًا؛ فمنه تتكون كل الهضاب والجبال البركانية في العالم. وتكون بلورات الصخور الطفحية عمومًا دقيقة لأن سرعة برودتها وتصلبها على السطح لا تترك وقتًا كافيًا لنمو البلورات.

2-

صخور متداخلة Intrusive:

وهي التي تتكون من تصلب المواد المنصهرة "الماجما" بين طبقات القشرة أي قبل وصولها إلى السطح، وتكون بلوراتها عمومًا أكبر من بلورات الصخور الطفحية، وهي في تراكيب جيولوجية متباينة من أهمها السدود والقواطع وغيرها من الأشكال التي سنذكرها فيما بعد.

3-

صخور الأعمال:

وتعرف كذلك الصخور البلوتونية1 Plutonic وهي التي تكون بلوراتها أكبر من بلورات النوعين الآخرين لأن تصلبها يحدث ببطء شديد. وأهم التراكيب الجيولوجية التي توجد فيها هي كتل الباثوليت التي سنتكلم عليها فيما بعد، ويعتبر الجرانيت أكثر صخور الأعماق وجودًا في القشرة الأرضية.

ولا يشترط أن تكون صخور الأعماق أو الصخور المتداخلة موجودة في الوقت الحاضر تحت سطح الأرض لأن الحركات الأرضية وعوامل التعرية المختلفة قد أدت إلى إظهار الكثير منها فوق السطح؛ بل إن بعضها يرتفع فوق هذا السطح في كثير من المناطق وتتكون منه هضاب وجبال مرتفعة من أمثلتها كثير من هضاب وسط أفريقيا وجبال شبه جزيرة سيناء وجبال البحر الأحمر.

وتتميز الصخور النارية التي توجد على سطح الأرض في بعض المناطق بكثرة ما يوجد بها من مفاصل Joints، وهي عبارة عن شقوق كبيرة تنقطع بها أجزاء الكتل الصخرية الكبرى إلى كتل صغيرة متراصة. وقد تنشأ هذه المفاصل في الصخور بسبب البرودة أثناء تكونها أو بسبب عوامل التجوية2 Weathering وعوامل التعرية وكثيرًا ما تكون هذه المفاصل متقاطعة مع بعضها بحيث تؤدي إلى تقسيم الكتل الصخرية الكبيرة إلى كتل أصغر أشكال هندسية واضحة بالنسبة لبعض الصخور "شكل 27".

1 كلمة بلوتوني Plutonic كلمة يونانية قديمة منسوبة إلى بلوتو Plulo وهو إله ما تحت الأرض في الميثولوجيا اليونانية القديمة.

2 سنعود للكلام على عوامل التجوية وعوامل التعرية في مواضع لاحقة

ص: 81

شكل "27" تكون المفاصل في التكوينات النارية بسبب البرودة

الأشكال التضاريسية والتراكيب الجيولوجية للصخور النارية:

أولًا: الصخور الطفحية "البركانية"

تتوقف الأشكال التضاريسية التي تتكون من هذه الصخور على كمية المواد المنصهرة التي تخرج إلى السطح ونوعها وطريقة خروجها، وأهم هذه الأشكال هي:

1-

المخروطات البركانية: وهي تتكون نتيجة لتراكم اللافا المنصهرة حول فوهات البراكين، وتكون هذه المخروطات قائمة وجوانبها شديدة الانحدار إذا كانت اللافا حامضية "بها نسبة عالية من ثاني أكسيد السيليكون" لأن درجة انصهارها تكون عالية مما يجعلها تتصلب بسرعة حول فوهة البركان، أما إذا كانت قاعدية "بازلتية"[فقيرة في ثاني أكسيد السيليكون] ؛ فإن مخروطاتها تكون مفلطحة وجوانبها بطيئة الانحدار لأن درجة انصهارها تكون منخفضة مما يجعلها تنساب بعيدًا عن فوهة البركان قبل أن تتصلب.

ص: 82

2-

غطاءات اللافا Lava Sheets:

وهي عبارة عن هضاب متسعة من الصخور البركانية، وهي تتكون بسبب خروج اللافا القاعدية من شقوق في القشرة وانسيابها لمسافات بعيدة؛ فإذا استمر خروج اللافا لمدة طويلة، أو إذا تكرر خروجها عدة مرات في نفس المنطقة فإنها تؤدي في النهاية إلى تكون هضاب بازلتية ضخمة مثل الهضبة المعروفة باسم مصائد الدكن Deccan Traps في شمال غرب هضبة الدكن، وهي تغطي منطقة مساحتها حوالي نصف مليون كيلو متر مربع، والهضاب البازلتية الواسعة في ولايات واشنطن وأوريجون وايداهو في شمال غرب الولايات المتحدة، ويبلغ متوسط ارتفاعها حوالي ألف متر واتساعها حوالي 600 ألف كيلو متر مربع. وكذلك الهضاب التي تشغل منطقة واسعة في شمال شرق أيرلنده. ويمكننا أن نعتبر هضبة الحبشة وهضبة منطقة واسعة في شمال شرق أيرلنده. ويمكننا أن نعتبر هضبة الحبشة وهضبة اليمن في جملتها من نفس النوع، وذلك بالإضافة إلى الثورانات البركانية العادة التي أدت في نفس الوقت إلى ظهور مخروطات بركانية واضحة في هاتين الهضبتين.

"شكل 28" مخروطان بركانيان أحدهما من اللافا الحامضية والثاني من اللافا القاعدية

ص: 83

شكل "29" بعض غطاءات اللافا المشهورة

ثانيًا: صخور الأعماق والصخور المتدخلة:

تتكون من هذه الصخور تراكيب جيولوجية متباينة، وتتكون كل هذه التراكيب تحت سطح الأرض؛ إلا أن بعضها يظهر حاليًا على السطح بسبب الحركات الأرضية، أو بسبب إزالة التعرية لما فوقها من تكوينات، أو بسبب العاملين معًا. وتتوقف الأشكال التي تأخذها تراكيب هذه الصخور على عوامل مختلفة من أهمها كمية المواد المنصهرة المندفعة نحو السطح وقوة اندفاعها وامتداد الطبقات الصخرية التي فوقها وقوة مقاومتها ومكان وجود مناطق الضعف فيها مثل الانكسارات والمفاصل وسطوح انفصال الطبقات؛ فمثل هذه المناطق تعتبر طرقًا سهلة نسبيًّا يمكن أن تسلكها المواد المنصهرة للتحرك أو التجمع. ومن أهم الأشكال التي تأخذها تراكيب هذه الصخور ما يأتي:

1-

الباثوليت Batholith:

وهو عبارة عن كتلة ضخمة جدًّا من صخور الأعماق التي تكونت على عمق كبير من سطح الأرض، نتيجة لاندفاع كميات ضخمة في الماجما إلى أعلى وتصلبها قبل أن تصل إلى السطح، وقد يصل حجم الباثوليت إلى مئات الآلاف من الكيلو مترات المكعبة؛ فإذا أدت الحركات الأرضية وعوامل التعرية إلى رفعه وإظهاره فوق السطح؛ فإنه يكون نطاقًا جبليًّا

ص: 84

يتوقف ارتفاعه وامتداده على حجم الباثوليت، ومن أمثلة النطاقات الجبلية التي تكونت بهذا الشكل الجبال الواقعة على جانبي البحر الأحمر، وجبال شبه جزيرة سيناء، والجبال الساحلية في كولومبيا بشمال غرب أمريكا الجنوبية، وهي تشغل نطاقًا طوله 1000 كيلو متر وعرضه 170 كيلو مترًا.

2-

اللاكوليث Laccolith:

وهو عبارة عن كتلة من الصخور النارية المتداخلة التي تتكون غالبًا بشكل قبة بين طبقات القشرة الأرضية، وهو أصغر حجمًا بكثير من الباثوليث كما أنه أقرب منه إلى سطح الأرض؛ ولكنه مع ذلك يتكون على عمق كبير نسبيًّا. وهو يتكون إذا اعترضت الماجما عند اندفاعها إلى أعلى طبقة شديدة المقاومة، بحيث لا تستطيع اختراقها؛ ولكنها تستطيع ثنيها إلى أعلى فتتجمع الماجما تحت الثنية ثم تتصلب بشكل قبة كبيرة، وإذا ظهر اللاكوليث فوق السطح بسبب الحركات الأرضية أو بسبب عوامل التعرية فإنه يظهر بشكل قبة من الصخور النارية.

وهناك نوع من اللاكوليث الذي يتميز بأن له عنقًا طويلًا متعمقًا في طبقات القشرة ويطلق عليه اسم اللاكوليث المتعمق Bysmailth أو العنق الجوفي Plutonic Plug.

اللابوليث Lapolith: وهو تركيب يشبه اللاكوليث إلا أن وضعه يكون معكوسًا أي أن قمته تكون إلى أسفل وقاعدته إلى أعلى، وهو يتكون إذا كانت الطبقة التي تعترض اندفاع الماجما من القوة بحيث لا تستطيع الماجما ثنيها إلى أعلى؛ بينما تستطيع أن تثني الطبقة التي تحتها إلى أسفل. ونتيجة لهذا فإن التركيب الناتج يأخذ شكل قمع أو شكل حوض ضخم.

4-

القواطع "السدود غير المتوافقة" 1 Dykes:

وهي كتل مستطيلة أو سدود من الصخور النارية ممتدة بشكل أعمدة متقاطعة مع طبقات القشرة الأرضية؛ ولكنها لم تكن عند بدء تكونها واصلة إلى السطح، وهي تتكون عندما

1 يوصف التركيب الجيولوجي للصخور المتدخلة وصخور الأعماق بأنه متوافق Conc ordant إذا كان هذا التركيب ممتدًا مع امتداد الطبقات التي يتكون بينها، ويوصف بأنه غير متوافق Disconcordant إذا كان اتجاهه متقاطعًا مع هذه الطبقات.

ص: 85

نجد الماجما شقوقًا أو فواصل في طبقات الصخور فتندفع فيها إلى أعلى حيث نملؤها وتتصلب فيها، وهي تقطع الطبقات التي تخترقها في اتجاهات عمودية أو مائلة وهي تتباين فيما بينها تباينًا كبيرًا في الارتفاع والسمك؛ فبعضها يصل ارتفاعه إلى أكثر من مائة متر وبعضها الآخر لا يزيد ارتفاعه عن بضعة أمتار، كما أن بعضها قد

شكل "30" أهم الاشكال التي تظهر بها الصخور النارية

1 سدود رأسية 2 عتبة سد أفقي

3 لاكوليث 4 لاكوليث متعمق، وبجانبه لاكوليث عادي

5 لابوليث 6 فاكوليث "سدود هلالية"

7 باثوليت كشفته لتعرية "لاحظ الصخور المتحولة الملاصقة له".

ص: 86

يزيد قطره على بضعة أمتار، وبعضها الآخر لا يكاد قطره يتجاوز المتر الواحد، وقد يحدث في بعض المناطق أن توجد مجموعة كبيرة من القواطع المتقاربة، ويطلق على مثل هذه المجموعة اسم سرب القواطع Dyke Swarm. وتدل كثرة القواطع في أي منطقة من المناطق على كثرة الشقوق والفواصل في طبقات القشرة الأرضية. وفي مثل هذه المناطق يكون شق الطرق والقنوات أمرًا بالغ الصعوبة إذا كانت القواطع واصلة إلى سطح الأرض أو بالقرب منه.

5-

العتبات "السدود المتوافقة" Sills: وهي عبارة عن سدود أفقية تمتد بين الطبقات الأفقية، وتتكون عندما تجد الماجما أثناء اندفاعها إلى أعلى مناطق ضعيفة بين الطبقات فتندفع فيها مكونة طبقات يختلف سمكها وامتدادها على حسب كمية الماجما المندفعة واتساع مناطق الضعف، ويتراوح سمك العتبات التي تتكون بهذا الشكل من بضعة سنتيمترات إلى بضعة أمتار. ويعتبر وجود هذه العتبات عقبة في طريق حفر الآبار للوصول إلى طبقات المياه الجوفية أو الطبقات البترولية التي ربما تكون موجودة تحتها؛ ولكنها إلى جانب ذلك تساعد "بسبب عدم مساميتها" على تكوين طبقات مائية فوقها.

وقد يحدث في بعض المناطق أن تكون الطبقات الصخرية التي تنساب الماجما بينها محدبة الشكل، وفي مثل هذه المناطق تأخذ العتبات نفس شكل امتداد الطبقات فتظهر بشكل أهله، ويطلق على مثل هذه السدود اسم الفاكوليث Phacolith أو السدود الهلالية.

أمثلة للصخور النارية المشهورة

أولًا: الصخور الطفحية "البركانية"

البازلت Basalt: وهو أشهر الصخور الطفحية التي تتكون نتيجة لتصلب اللافا بعد خروجها من فوهات البراكين أو الشقوق، وهو أوسع الصخور النارية انتشارًا على سطح الأرض؛ فمنه تتكون كل الهضاب والجبال البركانية في العالم وهو صخر فوق القاعدي بسبب فقرة الشديد في ثاني أكسيد السيليكون "الكوارتز". والمعادن الرئيسية التي يتكون منها هي الأوجيت والأوليفين

ص: 87

والبلاجيوكلاز وبلورات البازلت صغيرة، وتكثر به الثقوب والفجوات التي تنشأ نتيجة لخروج الغازات من اللافا أثناء برودتها على السطح، واللون الغالب في هذا الصخر هو اللون الرمادي الذي يميل أحيانًا إلى السواد أو الاخضرار. وهو شديد الصلابة، وكثيرًا ما يستفاد به في رصف الطرق في المناطق ذات التربة الطينية حيث توضع منه طبقة تحت الأسفلت لتكون بمثابة أساس صلب.

حجر الخفاف: وهو صخر ناري كثير الفراغات، ويتميز بخفته لدرجة أنه يطفو فوق الماء، وهو يتكون نتيجة لتصلب الفقاقيع التي تتكون على سطح اللافا أثناء برودتها وخروج الغازات منها على سطح الأرض. ويكون لون الخفاف مائلًا إلى السوداء إذا تكون من اللافا البازليتة القاعدية، ومائلًا إلى البياض أو الاحمرار إذا تكون من اللافا الحمضية.

ثانيًا: صخور الأعماق والصخور المتداخلة:

الجرانيت Granite: وهو صخر جوفي حمضي حيث يعتبر الكوارتز من أهم مكوناته، كما يعتبر الفلسبار كذلك من مكوناته الرئيسية، ويضاف إليهما واحد أو أكثر من معادن الميكا والهورنبلند والأرثوكلاز. وتوجد من الجرانيت عدة أنواع يختلف بعضها عن بعض على حسب اللون وحجم البلورات، ويتوقف لون الصخر عادة على لون الفلسبار الذي يدخل في تركيبه، فإذا كان ورديًّا فإن لون الصخر يكون مائلًا إلى الاحمرار، أما إذا كان لونه أبيض وكان الميكا أسود، فإن لون الصخر يكون رماديًّا. أما على أساس حجم البلورات فإن الجرانيت ينقسم إلى نوعين أحدهما دقيق الحبيبات Fine grained والثاني خشن Course grained.

والجرانيت شديد الصلابة جدًّا ويتميز بمقدرته على مقاومة عوامل التعرية؛ ولذلك فإنه من أصلح الصخور لبناء السدود على الأنهار ولصناعة التماثيل، وقد كان الفراعنة يستخدمونه فعلًا في عمل التماثيل والمسلات. ومع ذلك فإنه يتأثر بالتجوية، سواء في ذلك التجوية الآلية أو التجوية الكيمائية. وإن التجوية هي التي تؤدي بمرور الزمن إلى تفتت الصخر فتنفصل عنه في هذه الحالة المعادن المكونة له،

ص: 88