الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فمتوسط درجة حرارة اليوم =
قراءة الساعة 8 + الساعة 14 + الساعة 20 + النهاية الصغرى
4
أو
النهاية العظمى + النهايةالصغرى
2
أما متوسط درجة حرارة الشهر "وهو ما يسمى كذلك بالمتوسط اليومي لدرجة حرارته" فهو مجموع متوسطات أيام هذا الشهر مقسومًا على عددها.
أما المعدل Normal أو Average فهو متوسط المتوسطات المختلفة لعدد مناسب من السنين، ومن المتفق عليه في الوقت الحاضر أن أفضل عدد من السنين يصلح لحساب المعدلات هو 30 سنة. ولو أنه من الممكن عند الضرورة حسابها لعدد أقل من ذلك على حسب المتوسطات التي يمكن الحصول عليها، وهذه المعدلات هي التي تستخدم عادة في الدراسات المناخية العامة؛ إلا أن أهميتها للدراسات التفصيلية والتطبيقية محدودة جدًّا؛ لأنها تهمل كثيرًا من التفاصيل المهمة التي تتوقف عليها العلاقة بين المناخ ومظاهر الحياة المختلفة، ومن أهمها حالات الارتفاع الشديد أو الانحفاض الشديد في درجة الحرارة، وهي حالات لا تبينها المعدلات الشهرية أو السنوية.
النظام اليومي لدرجة الحرارة:
من الظاهرات التي تمر علينا يوميًّا خصوصًا في الأيام الصافية التي لا يتأثر فيها الجو بوجود السحب وسقوط الأمطار أو هبوب رياح حارة أو باردة، ذلك النظام الذي تسير عليه درجة الحرارة أثناء اليوم الواحد؛ فمن الملاحظ عادة أن درجة الحرارة تهبط إلى أدنى حد لها قبل شروق الشمس مباشرة، ثم تأخذ في الارتفاع بعد ذلك تدريجيًّا حنى تصل إلى نهايتها العظمى حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، ومن ثم تأخذ في الهبوط من جديد حتى صباح اليوم التالي. والسبب في ذلك هو أن سطح الأرض وطبقة الهواء الملاصقة له تتقبل الحرارة باستمرار من أشعة الشمس؛ ولكنها تفقد في نفس الوقت جزءًا من هذه الحرارة تدريجيًّا بالإشعاع إلى طبقات الجو العليا، ويمكننا بناء على ذلك أن نقدر درجة الحرارة في أي ساعة من
ساعات اليوم الواحد بحساب الفرق بين مجموع ما اكتسبته الأرض من حرارة الشمس من جهة، وما فقدته بالإشعاع حتى هذه الساعة من جهة أخرى، وهذا الفرق يزداد أو يقل حسب الساعات المختلفة من اليوم، ففي النصف الأول من النهار يأخذ نصيب الأرض من حرارة الشمس في الازدياد بعد الشروق مباشرة حتى يبلغ أقصاه وقت الظهر عندما تكون الشمس في أعلى وضع لها فوق الأفق، وتسقط أشعتها على سطح الأرض عمودية أو قريبة من العمودية، وفي هذه الفترة من النهار يكون فقدان الأرض والهواء الملاصق لها للحرارة بالإشعاع قليلًا في جملته؛ ولكنه يأخذ في الازدياد بعد الظهر، ويبدأ هذا الفقدان بطيئًا في أول الأمر حتى أنه لا يكون حوالي الساعة الثانية بعد الظهر قد تفوق بعد على الحرارة المكتسبة، وفي هذه الساعة من النهار تكون الأرض قد اكتسبت من حرارة الشمس أكبر كمية يمكنها أن تكتسبها في اليوم.
شكل "96" - النظام اليومي لدرجة الحرارة
ولكن يلاحظ أن هذا النظام اليومي هو النظام المعتاد في الظروف الجوية المستقرة وأنه كثيرًا ما يضطرب بسبب التقلبات الجوية، التي قد تؤدي إلى وصول هواء دافئ بالليل أو هواء بارد بالنهار، أو إلى كثرة السحب وسقوط المطر بالنهار؛ ففي مثل هذه الحالات قد يتغير النظام اليومي؛ بل وينعكس تمامًا في بعض الأيام على حسب طبيعة التقلبات الجوية وشدتها. ويحدث هذا بصفة خاصة في الشتاء والربيع والخريف وهي الفصول التي تكثر فيها الاضطرابات الجوية في معظم البلاد الواقعة في العروض المعتدلة، ومن بينها معظم البلاد العربية.
المدى اليومي لدرجة الحرارة Diurnal Range Temperature:
ويقصد به الفرق بين أدنى وأعلى درجتي حرارة تسجلان أثناء اليوم، وهما ما تعرفان باسم النهاية الصغرى Minimum Temperature والنهاية الصغرى Maximum Temperature، وهذا الفرق قد يختلف اختلافًا كبيرًا من مكان إلى آخر، ومن فصل إلى آخر على حسب الظروف الخاصة بالإقليم؛ ففي الأماكن القريبة من البحر يكون الفرق أصغر بكثير منه في الأماكن الواقعة في قلب اليابس على نفس خط العرض، كما أن كثرة الأمطار، ووجود حياة نباتية غنية كلاهما يساعد على خفض المدى اليومي لدرجة الحرارة. ويحسب هذا المدى عادة لكل شهر على حدة، وذلك على أساس الفرق بين متوسط النهايات العظمى ومتوسط النهايات الصغرى لدرجة الحرارة في جميع أيام الشهر.
المدى السنوي "أو الفصلي" لدرجة الحرارة Annual or Seasonal Range of Temperature:
ويقصد به الفرق بين المتوسطين الحراريين لا برد الشهور وأشدها حرارة أثناء السنة، وهو يحسب عادة بإيجاد الفرق بين معدل درجة حرارة شهر يوليو أو أغسطس من جهة، ومعدل درجة حرارة شهر ديسمبر أو يناير من جهة أخرى "في نصف الكرة الشمالي".
ويتأثر المدى السنوي غالبًا بنفس العوامل التي يتأثر بها المدى اليومي، ومن أهمها القرب أو البعد عن البحر؛ ففي البلاد الساحلية يكون المدى أقل منه في البلاد الواقعة في قلب اليابس على نفس خط العرض، ويرجع ذلك إلى أثر المياه في تلطيف حرارة فصل الصيف من ناحية، وفي تدفئة فصل الشتاء من ناحية أخرى. ويبدو هذا بوضوح في الخريطة "شكل 97"؛ حيث نجد المدى السنوي يرتفع في بعض الأجزاء الداخلية من آسيا إلى حوالي 60 ْ م؛ فإنه لا يزيد غالبًا عن 10 ْ درجة على سواحل المحيطين الأطلسي والهادي.
ونلاحظ كذلك بصفة إجمالية أن المدى السنوي يكون صغيرًا بالقرب من خط الاستواء؛ حيث يكون ميل الشمس عند سقوطها على الأرض واحدًا تقريبًا