الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قمت بشرحه، وتدريسه لطلّاب القراءات، والحمد لله ربّ العالمين.
وهذا المتن يعتبر فريدا في بابه، ولم ينسج أحد قطّ على منواله. ولم يزل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وبخاصة المشتغلين بالقراءات يحفظونه، ويتلقّون القراءات التي بمضمّنه، لأن هذا المتن يعتبر الدّرّة الفريدة التي لا منافس لها.
إلّا أن هذا المتن منذ تصنيفه لم يقيض الله تعالى له من يفكّ رموزه، ويوضح مقصوده سوى بضعة أشخاص قلائل.
ومع ذلك فلم يطبع من تلك الشروح سوى شرح وجيز لنجل المؤلف رحمه الله تعالى، وهو شرح لا يفي بالمقصود. وكثيرا ما راودتني نفسي أن أقوم بشرح هذا المتن خدمة لقراءات القرآن الكريم.
حتى شاء الله تعالى وشرح صدري، فاستعنت بالله تعالى وطلبت منه بقلب مخلص أن يوفقني لخوض هذا البحر، وسألته العون حتى ترسو السفينة على شاطئ الأمان. كما أسأله عز وجل أن يجعل لهذا الكتاب من اسمه نصيبا، وأن يكون هاديا إلى كل من يريد دراسة القراءات، والوقوف على أسرارها وتخريجاتها.
وأرفع إليه تعالى أكفّ الضراعة أن يجعل عملي هذا في صحائف أعمالي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلّا من أتى الله بقلب سليم. وصلّ اللهمّ على سيدنا «محمّد» وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
منهج الشرح
لقد سلكت في هذا الشرح المنهج الآتي:
أولا: أصدّر الشرح دائما بمتن «الطيبة» بعد قولي: قال «ابن الجزري» . ثم بعد ذلك أشرح ألفاظ «المتن» شرحا علميّا، مبيّنا القراءة الواردة عن كل إمام من الأئمة العشرة، أو عن أحد رواة هؤلاء الأئمة بطريقة سهلة وميسرة.
ثانيا: سألتزم بالوحدة الموضوعيّة حسب ورودها في «متن الطيّبة» .
ثالثا: أكتب الكلمة القرآنية التي جاءت فيها قراءات مشيرا إلى سورتها، ورقم آيتها.
رابعا: بعد الانتهاء من بيان كلّ قراءة سأقوم بتوجيهها توجيها علميّا متجنبا الإطناب الممل، أو الإيجاز المخلّ.
خامسا: إذا اقتضى توجيه القراءة شرح مسألة نحوية، أو صرفية، أو إلقاء الضوء على المعنى الدلالي للآية القرآنية فسأقوم به بعون الله تعالى.
سادسا: لن أتعرض لتحرير القراءات، أو ذكر طرق القرّاء، لأن ذلك يفوّت على دارس هذا الكتاب فهم المقصود من الشرح، علما بأن تحريرات القراءات، وطرق القرّاء، لها مصنفات خاصة فليرجع إليها من يريد.
سابعا: نقلت شرح سورة الفاتحة من أصول القراءات، وجعلته في مقدمة سور القرآن، أثناء الكلام على «فرش الحروف» كي تتحد وحدة الموضوع.
وقد سبقني إلى مثل ذلك القراء الذين لهم مصنفات، منهم:
1 -
أبو علي الفارسيّ ت 377 هـ في كتابه «الحجة للقراء السبعة» .
2 -
أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران ت 381 هـ في كتابيه: «المبسوط في القراءات العشر» و «الغاية في القراءات العشر» .
3 -
أبو زرعة عبد الرحمن بن زنجلة، في كتابه:«حجّة القراءات» .
4 -
أبو طاهر اسماعيل بن خلف الأنصاري الأندلسي ت 455 هـ في كتابه:
5 -
أبو جعفر أحمد بن علي بن الباذش ت 540 هـ في كتابه: «الإقناع في القراءات السبع» .
فهؤلاء جميعا جعلوا سورة الفاتحة في مقدمة سور القرآن أثناء حديثهم عن خلاف القراء في «فرش الحروف» .
والله الهادي إلى سواء السبيل
وبعد: فيقول خادم العلم والقرآن محمد بن محمد بن محمد بن سالم بن محيسن.
من نعم الله تعالى التي لا تحصى أن جعلني من حملة كتابه ومن الذين تلقوا القرآن الكريم بجميع رواياته وقراءاته التي صحت عن نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم بواسطة أمين الوحي «جبريل» عليه السلام عن «الله» تعالى ربّ العالمين.
وهذه القراءات القرآنية تلقاها الخلف عن السلف حتى وصلت إلينا بطريق التواتر، والسند الصحيح حتى نبينا «محمد» عليه الصلاة والسلام.
وأقرر ولله الحمد والشكر والثناء الحسن الجميل: بأنني تلقيت «القراءات العشر» بمضمّن كل من:
(1)
«التيسير» في القراءات السبع «لأبي عمرو الداني» ت 444 هـ.
(2)
«الدرّة» في القراءات الثلاث للإمام «محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف المعروف بابن الجزري ت 833 هـ.
كما تلقيت ولله الحمد والشكر «القراءات العشر الكبرى» بمضمن كتاب «النشر في القراءات العشر» للإمام ابن الجزري رحمه الله. تلقيت جميع هذه القراءات القرآنية مشافهة على أستاذي علّامة عصره، المشهور بالدقّة، والضبط، وصحة السند فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» شيخ القراء، والقراءات، وجميع عموم المقارئ بمصر الحبيبة وذلك بمعهد «القراءات» بالأزهر الشريف بالقاهرة وذلك خلال سبع سنوات من عام 1946 م إلى عام 1953 م وكان أستاذي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» يقوم بتدريس «القراءات» بالمعهد المذكور.
ومما أحمد الله تعالى عليه أنني قرأت على شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان» «القرآن الكريم» كله آية آية، وكلمة كلمة، من أوله إلى آخره، وقد قرأت على شيخي مشافهة ختمتين كاملتين طوال سبع سنوات:
الختمة الأولى «بالقراءات العشر» بمضمّن الشاطبية والدّرّة. والختمة