المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«باب الهمز المفرد» - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌«المقدمة»

- ‌الهادي شرح طيّبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها

- ‌منهج الشرح

- ‌وهذا نصّ إجازة شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان»:

- ‌«مقدّمة ابن الجزري»

- ‌«فضل حملة القرآن»

- ‌«فضل قراءة القرآن»

- ‌«أركان القراءة الصحيحة»

- ‌«الأدلة على نزول القراءات»

- ‌«بيان المراد من الأحرف السبعة»

- ‌«الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

- ‌شيوخ الإمام «نافع»:

- ‌تلاميذ «الإمام نافع»:

- ‌تنبيه:

- ‌الراوي الأول عن «الإمام نافع» «قالون» ت 220 ه

- ‌الراوي الثاني عن «الإمام نافع» «ورش» ت 197 ه

- ‌شيوخ «ابن كثير»:

- ‌الراوي الأول عن «ابن كثير» «البزّي» ت 250 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن كثير»: «قنبل» ت 291 ه

- ‌شيوخ «أبي عمرو بن العلاء البصري»:

- ‌الراوي الأول عن «أبي عمرو بن العلاء» «الدّوري» ت 246 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي عمرو بن العلاء» «السّوسي» ت 261 ه

- ‌شيوخ «ابن عامر»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام ابن عامر» «هشام» ت 245 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن عامر» «ابن ذكوان» ت 242 ه

- ‌شيوخ «الإمام عاصم»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام عاصم» «شعبة» ت 193 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام عاصم» «حفص» ت 180 ه

- ‌شيوخ «حمزة»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام حمزة» «خلف» ت 229 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام حمزة» «خلّاد» ت 220 ه

- ‌شيوخ الإمام الكسائي:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام الكسائي» «أبو الحارث» ت 240 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام الكسائي» «حفص الدوريّ» ت 246 ه

- ‌شيوخ «الإمام أبي جعفر»

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام أبي جعفر» «ابن وردان» ت 160 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي جعفر» «ابن جمّاز» ت 170 ه

- ‌شيوخ «الإمام يعقوب»

- ‌الرّاوي الأوّل عن «الإمام يعقوب» «رويس» ت 238 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام يعقوب» «روح» ت 234 ه

- ‌«الطّرق الثمانون»

- ‌«نظم الطرق الثمانين»

- ‌«الرموز الحرفيّة»

- ‌«جدول بالرموز الحرفيّة ومدلولاتها»

- ‌«الرموز الكلميّة»

- ‌«جدول بالرموز الكلميّة ومدلولاتها»

- ‌«من مصطلحات ابن الجزري»

- ‌«استعمال الأضداد»

- ‌«ابن الجزريّ يشيد بمكانة «ألفيّته»: «الطّيّبة»»

- ‌«الحديث عن مخارج الحروف»

- ‌«هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن صفات الحروف»

- ‌القسم الأوّل: صفات لها ضدّ

- ‌«الحديث عن الصفات التي لا ضدّ لها»

- ‌فائدة:

- ‌«أقسام الصفات من حيث القوّة والضّعف»

- ‌«هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن كيفيّة قراءة القرآن»

- ‌التّحقيق

- ‌والحدر: هو: الإسراع

- ‌والتّدوير:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌«حكم تعلّم التجويد وبيان معناه»

- ‌«بعض احكام التجويد»

- ‌«أقسام الوقف»

- ‌1 - التامّ:

- ‌2 - الكافي:

- ‌3 - الحسن:

- ‌4 - القبيح:

- ‌«القطع، والوقف، والسكت»

- ‌«مقدمة ابن الجزري»

- ‌«باب الاستعاذة»

- ‌«باب البسملة»

- ‌«باب الإدغام الكبير»

- ‌«باب هاء الكناية»

- ‌«باب المدّ والقصر»

- ‌«باب الهمزتين من كلمة»

- ‌«باب الهمزتين من كلمتين»

- ‌«باب الهمز المفرد»

- ‌«باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها»

- ‌«باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره»

- ‌«باب وقف حمزة وهشام على الهمز»

- ‌«باب الإدغام الصغير»

- ‌«فصل ذال إذ»

- ‌«فصل دال قد»

- ‌«فصل تاء التأنيث»

- ‌«فصل لام هل وبل»

- ‌«باب حروف قربت مخارجها»

- ‌«باب أحكام النون الساكنة والتنوين»

- ‌«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين»

- ‌«باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف»

- ‌«باب مذاهبهم في الراءات»

- ‌«باب اللامات»

- ‌«باب الوقف على أواخر الكلم»

- ‌«باب الوقف على مرسوم الخط»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الإضافة»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الزوائد»

- ‌«باب إفراد القراءات وجمعها»

الفصل: ‌«باب الهمز المفرد»

«باب الهمز المفرد»

وهو على ضربين: ساكن، ومتحرّك:

فالساكن يكون فاء من الفعل، وعينا، ولا ما. ويكون ما قبله مفتوحا، ومكسورا، ومضموما، نحو:

فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ (سورة البقرة الآية 222).

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها (سورة طه الآية 132).

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى (سورة النازعات الآية 41).

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (سورة العلق الآية 1).

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ (سورة الاسراء الآية 54).

بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (سورة الكهف الآية 50).

قالُوا يا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (سورة مريم الآية 27).

نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49).

فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283).

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (سورة البقرة الآية 3).

يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 269).

لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (سورة المائدة الآية 101).

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي (سورة التوبة الآية 49).

إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 43).

ص: 215

قال ابن الجزري:

وكلّ همز ساكن أبدل حذا

خلف سوى ذي الجزم والأمر كذا

مؤصدة رئيا وتؤوي

... .....

المعنى: بدأ الناظم رحمه الله تعالى بالحديث عن اختلاف القراء في الهمز الساكن لقلّة تنوعه. فأمر بإبدال كلّ همز ساكن حرف مدّ من جنس حركة ما قبله، سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما. وذلك للمرموز له بالحاء من «حذا» وهو:«أبو عمرو» من الروايتين بخلف عنه. ثم استثنى له من ذلك ما سيأتي فإنه يقرأه بالتحقيق قولا واحدا، والمستثنى يتمثل فيما يأتي:

أولا: ما كان سكونه للجزم وهو فيما يأتي:

1 -

«يشأ» في عشرة مواضع نحو قوله تعالى: إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ (سورة النساء الآية 133).

2 -

«نشأ» في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً (سورة الشعراء الآية 4).

3 -

«تسؤ» في ثلاثة مواضع نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ (سورة المائدة الآية 101).

4 -

«ننسأها» من قوله تعالى: ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها (سورة البقرة الآية 106).

5 -

«ويهيئ» من قوله تعالى: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (سورة الكهف الآية 16).

6 -

«ينبأ» من قوله تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى (سورة النجم الآية 36).

ثانيا: ما كان سكونه للأمر وهو فيما يأتي:

1 -

«أنبئهم» من قوله تعالى: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (سورة البقرة الآية 33).

ص: 216

2 -

«أرجئه» موضعان وهما قوله تعالى: قالوا أرجئه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (سورة الأعراف الآية 111).

وقالوا أرجئه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين (سورة الشعراء الآية 36).

3 -

«نبئنا» من قوله تعالى: نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ (سورة يوسف الآية 36).

4 -

«نبئ» من قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49).

5 -

«نبئهم» موضعان: من قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51).

ومن قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ (سورة القمر الآية 28).

6 -

«اقرأ» في ثلاثة مواضع من قوله تعالى: اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (سورة الإسراء الآية 14). وقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (سورة العلق الآية 1). وقوله تعالى: اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (سورة العلق الآية 3).

7 -

«هيئ» من قوله تعالى: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (سورة الكهف الآية 10).

ثالثا: أربع كلمات وهي:

1 -

«مؤصدة» في موضعين قوله تعالى: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (سورة البلد الآية 20).

وقوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (سورة الهمزة الآية 8).

2 -

«رءيا» من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74).

3 -

«تئوي» من قوله تعالى: وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51).

4 -

«تئويه» من قوله تعالى: وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (سورة المعارج الآية 13).

قال ابن الجزري:

..... ولفا

فعل سوى الإيواء الأزرق اقتفى

المعنى: أي أنّ «الأزرق» يبدل من الهمز الساكن ما كانت الهمزة فيه فاء الفعل نحو: «مؤمن» من قوله تعالى: وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ

ص: 217

أَعْجَبَكُمْ (سورة البقرة الآية 221). ونحو: «تألمون» من قوله تعالى: إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ (سورة النساء الآية 104). ونحو: «مأكول» من قوله تعالى: فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (سورة الفيل الآية 5).

واستثنى له من ذلك ما تصرف من لفظ «الإيواء» فإنه يقرأه بالتحقيق قولا واحدا، مثال ذلك:

1 -

«المأوى» من قوله تعالى: فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى (سورة السجدة الآية 19).

2 -

فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ (سورة الكهف الآية 16).

3 -

«تئوي» من قوله تعالى: وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51).

قال ابن الجزري:

والأصبهاني مطلقا لا كاس

ولؤلؤا والرّأس رئيا باس

تؤوي وما يجيء من نبأت

هيّئ وجئت وكذا قرأت

المعنى: أي أن «الأصبهاني» يقرأ بإبدال الهمز الساكن سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما. إلّا ما استثني فإنه يقرأه بالتحقيق، ويتمثل المستثنى فيما يأتي:

1 -

«كأس» نحو قوله تعالى: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (سورة الصافات الآية 45). وقوله تعالى: وَكَأْساً دِهاقاً (سورة النبأ الآية 34).

2 -

«لؤلؤ، اللؤلؤ» كيف أتى في القرآن نحو قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (سورة الطور الآية 24). وقوله تعالى: يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ (سورة الرحمن الآية 22). وقوله تعالى: يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً (سورة الحج الآية 23).

3 -

«الرأس» حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً (سورة مريم الآية 4).

4 -

«ورئيا» الذي في مريم من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74).

5 -

«بأس، البأس، البأساء» كيف ورد في القرآن نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ أَشَدُّ

ص: 218

بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (سورة النساء الآية 84). وقوله تعالى: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ (سورة البقرة الآية 177).

6 -

«تئوى، تئويه» هاتان الكلمتان فقط من قوله تعالى: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ (سورة الأحزاب الآية 51). وقوله تعالى:

وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (سورة المعارج الآية 13). أمّا غير هاتين الكلمتين المشتق من لفظ «الإيواء» فإن الأصبهاني يقرأه بالإبدال على قاعدته.

7 -

كل ما جاء من لفظ «نبأ» نحو قوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (سورة الحجر الآية 49). وقوله: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51). وقوله: قالَ لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ (سورة يوسف الآية 37).

8 -

كل ما جاء من لفظ «هيّئ» نحو قوله تعالى: وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً (سورة الكهف الآية 16). وقوله: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (سورة الكهف الآية 10).

9 -

كل ما أتى من «جئت» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ (سورة الأنعام الآية 94). وقوله: وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بِكِتابٍ فَصَّلْناهُ عَلى عِلْمٍ (سورة الأعراف الآية 52).

10 -

كل ما أتى من لفظ «قرأت» نحو قوله تعالى: اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (سورة الإسراء الآية 14). وقوله: فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (سورة القيامة الآية 18). وقوله: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (سورة النحل الآية 98).

قال ابن الجزري:

والكلّ ثق مع خلف نبّئنا ولن

يبدل أنبئهم ونبّئهم إذن

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثق» وهو:

«أبو جعفر» يقرأ بابدال كل همز ساكن سواء كان فاء للكلمة، أو عينا، أو لاما.

ص: 219

واختلف عنه في «نبئنا» من قوله تعالى: نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (سورة يوسف الآية 36).

كما أنه لا يبدل كلمتين هما:

1 -

«أنبئهم» من قوله تعالى: قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ (سورة البقرة الآية 33).

2 -

«ونبئهم» من قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (سورة الحجر الآية 51). ومن قوله تعالى: وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ (سورة القمر الآية 28).

قال ابن الجزري:

وافق في مؤتفك بالخلف بر

والذّئب جانيه روى اللّؤلؤ صر

وبئس بئر جد .....

.....

المعنى: أي أنّ المرموز له بالباء من «بر» وهو: «قالون» وافق المبدلين في إبدال «المؤتفكة، المؤتفكات» بخلاف عنه، وذلك من قوله تعالى: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (سورة النجم الآية 53) وليس في القرآن غير هذا الموضع. ومن قوله تعالى:

وَأَصْحابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكاتِ (سورة التوبة الآية 70). وقوله تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (سورة الحاقة الآية 9) وليس في القرآن غيرهما.

وأن المرموز له بالجيم من «جانيه» ومدلول «روى» وهم: «الأزرق، والكسائي، وخلف العاشر» وافقوا المبدلين في إبدال همز «الذئب» نحو قوله تعالى: وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (سورة يوسف الآية 13).

وأن المرموز له بالصاد من «صر» وهو: «شعبة» وافق المبدلين في إبدال الهمزة الساكنة من «اللؤلؤ» حيثما وقع في القرآن سواء كان مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا، نحو قوله تعالى: وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (سورة الطور الآية 24).

وأن المرموز له بالجيم من «جد» وهو: «الأزرق» وافق المبدلين في إبدال

ص: 220

كلمتين حيثما وقعتا في القرآن، والكلمتان هما:

1 -

«بئس» من نحو قوله تعالى: وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ (سورة البقرة الآية 102).

2 -

«بئر» من نحو قوله تعالى: وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (سورة الحج الآية 45).

قال ابن الجزري:

..... ورؤيا فادّغم

كلّا ثنا رئيا به ثاو ملم

المعنى: أي أنّ المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة الساكنة ياء، ثم إدغام الياء في الياء للتماثل، فيصير اللفظ بياء واحدة مشددة، وذلك من لفظ «رؤيا» معرفا ومنكرا حيثما وقع في القرآن نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 24).

وأنّ المرموز له بالباء من «به» والثاء من «ثاو» والميم من «ملم» وهم:

«قالون، وأبو جعفر، وابن ذكوان» يقرءون بإبدال الهمزة الساكنة ياء، ثم إدغام الياء في الياء، فيصير اللفظ بياء واحدة مشددة، وذلك من لفظ «ورئيا» في مريم من قوله تعالى: هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً (سورة مريم الآية 74). وليس في القرآن غير هذا الموضع.

قال ابن الجزري:

مؤصدة بالهمز عن فتى حما

ضئزى درى يأجوج مأجوج نما

المعنى: أي أنّ المرموز له بالعين من «عن» ومدلولا «فتى، حما» وهم:

«حفص، وحمزة، وخلف العاشر، وأبو عمرو، ويعقوب» يقرءون «مؤصدة» بالهمزة الساكنة، وذلك في موضعين وليس هناك غيرهما:

الأوّل: قوله تعالى: عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ (سورة البلد الآية 20).

الثاني: قوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (سورة الهمزة الآية 8). وقرأ باقي القراء «موصدة» بغير همز.

ص: 221

وأنّ المرموز له بالدال من «درى» وهو: «ابن كثير» قرأ «ضيزى» من قوله تعالى: تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (سورة النجم الآية 22) بهمزة ساكنة. وقرأ الباقون بغير همز أي بالإبدال ياء.

وأنّ المرموز له بالنون من «نما» وهو: «عاصم» قرأ بهمز «يأجوج ومأجوج» وذلك في موضعين:

الأول: قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ (سورة الكهف الآية 94).

الثاني: حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ (سورة الأنبياء الآية 96). وقرأ الباقون بغير همز أي بالإبدال ألفا.

قال ابن الجزري:

والفاء من نحو يؤدّه أبدلوا

جد ثق يؤيّد خلف خذ

المعنى: لمّا أتمّ الناظم رحمه الله تعالى الحديث عن اختلاف القراء في الهمز الساكن من حيث ابداله، وتحقيقه، شرع في الحديث عن اختلاف القراء في القسم الثاني من أقسام الهمز، وهو: الهمز المتحرك.

فبيّن أن المرموز له بالجيم من «جد» والثاء من «ثق» وهما: «الأزرق، وأبو جعفر» يقرءان بإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضمّ «واوا» بشرط أن تكون الهمزة فاء للكلمة، وذلك نحو قوله تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا (سورة آل عمران الآية 145). واشترط في الهمزة أن تكون فاء للكلمة احترازا من عينها، ولامها، نحو «فؤاد» من قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً (سورة القصص الآية 10). ونحو: «كفؤا» من قوله تعالى: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ (سورة الإخلاص الآية 4) فليس لهما في ذلك إبدال.

وأنّ المرموز له بالخاء من «خذ» وهو: «ابن وردان» يقرأ كلمة «يؤيد» حيث وقعت في القرآن نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ (سورة آل عمران الآية 13) بإبدال الهمزة واوا بخلف عنه.

ص: 222

أمّا «الأزرق، وابن جماز» فهما يقرءان بالإبدال قولا واحدا على قاعدتهما السابقة.

قال ابن الجزري:

.....

..... ويبدل

للأصبهاني مع فؤاد إلّا

مؤذّن .....

المعنى: أيّ أنّ «الأصبهاني» يقرأ بإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضم «واوا» بشرط أن تكون فاء للكلمة، إلّا كلمة «مؤذن» حيثما وقعت في القرآن فإنه يقرأها بالتحقيق، مثال ذلك قوله تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (سورة الأعراف الآية 44).

وأن «الأصبهاني» يقرأ أيضا بإبدال همزة «فؤاد» «واوا» حيثما وقعت في القرآن، وهي عين للكلمة، مثال ذلك قوله تعالى: وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً (سورة القصص الآية 10).

قال ابن الجزري:

.....

..... وأزرق ليلا

المعنى: قرأ «الأزرق» بإبدال همزة «لئلا» «ياء» وهي في ثلاثة مواضع:

1 -

قوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ (سورة البقرة الآية 150).

2 -

قوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (سورة النساء الآية 165).

3 -

قوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ (سورة الحديد الآية 29).

قال ابن الجزري:

وشانئك قري نبوّي استهزيا

باب مائه فئة وخاطئه ريا

يبطّئن ثب وخلاف موطيا

.....

ص: 223

المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثب» وهو: «أبو جعفر» بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها فيما يأتي:

1 -

«شانئك» من قوله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (سورة الكوثر الآية 3).

2 -

«قرئ» من قوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (سورة الأعراف الآية 204). وقوله تعالى: وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ (سورة الانشقاق الآية 21).

3 -

«لنبوّئنهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً (سورة النحل الآية 41). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً (سورة العنكبوت الآية 58).

4 -

«استهزئ» من قوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ (سورة الأنعام الآية 10). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا (سورة الرعد الآية 32). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (سورة الأنبياء الآية 41).

5 -

باب «مائة» سواء كان مفردا أم مثنى نحو قوله تعالى: فَأَماتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ (سورة البقرة الآية 259). وقوله تعالى: إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (سورة الأنفال الآية 65).

6 -

باب «فئة» سواء كان مفردا أم مثنى نحو قوله تعالى: كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 249). وقوله تعالى: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا (سورة آل عمران الآية 13).

7 -

«خاطئة» سواء كان منكرا أم معرفا نحو قوله تعالى: ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (سورة العلق الآية 16). وقوله تعالى: وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (سورة الحاقة الآية 9).

8 -

«رئاء» حيثما وقع في القرآن مثل قوله تعالى: كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ (سورة البقرة الآية 264). وقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ رِئاءَ النَّاسِ (سورة النساء الآية 38). وقوله تعالى: وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ (سورة الأنفال الآية 47).

ص: 224

9 -

«ليبطئن» من قوله تعالى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ (سورة النساء الآية 72).

وقوله: «وخلاف موطيا» أي أن «أبا جعفر» اختلف عنه في ابدال «موطئا» ياء فقرأه بالإبدال، والتحقيق، وهو في قوله تعالى: وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ (سورة التوبة الآية 120).

قال ابن الجزري:

.....

والأصبهاني وهو قالا خاسيا

ملي وناشية .....

.....

المعنى: قرأ «أبو جعفر، والأصبهاني» بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها في ثلاث كلمات وهي:

1 -

«خاسئا» من قوله تعالى: يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (سورة الملك الآية 4).

2 -

«ملئت» من قوله تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (سورة الجنّ الآية 8).

3 -

«ناشئة» من قوله تعالى: إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا (سورة المزمل الآية 6).

قال ابن الجزري:

..... وزاد فبأي

بالفا بلا خلف وخلفه بأي

المعنى: أي وزاد «الأصبهاني» عمّا يبدله «أبو جعفر» فقرأ بإبدال الهمزة ياء من جنس حركة ما قبلها قولا واحدا من «فبأيّ» إذا كان مسبوقا بالفاء، نحو قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (سورة النجم الآية 55). أما إذا لم يسبق بالفاء نحو قوله تعالى: وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ (سورة لقمان الآية 34) فإن «الأصبهاني» يبدله ياء بالخلاف.

قال ابن الجزري:

وعنه سهّل اطمأنّ وكأن

أخرى فأنت فأمن لاملأن

أصفى رأيتهم رآها بالقصص

لمّا رأته ورآه النّمل خص

ص: 225

رأيتهم تعجب رأيت يوسفا

تأذّن الأعراف بعد اختلفا

المعنى: قرأ الذي عاد عليه الضمير في «عنه» وهو: «الأصبهاني» بتسهيل الهمزة بين بين في الكلمات الآتية:

1 -

«اطمأنّ» وهو في موضعين:

الأول: «اطمأنوا» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها (سورة يونس الآية 7).

والثاني: «اطمأنّ» من قوله تعالى: فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ (سورة الحج الآية 11).

2 -

«كأن» كيف أتى مشددا، أو مخففا نحو قوله تعالى: كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً (سورة يونس الآية 27). وقوله تعالى: فَلَمَّا جاءَتْ قِيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ (سورة النمل الآية 42). وقوله تعالى: وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ (سورة القصص الآية 82). وقوله تعالى: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ (سورة النساء الآية 73). وقوله تعالى: فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (سورة يونس الآية 24).

3 -

الهمزة الأخرى من «أفأنت» من قوله تعالى: أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 99).

4 -

الهمزة الأخرى من «أفأنتم» من قوله تعالى: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (سورة الأنبياء الآية 50).

5 -

الهمزة الأخرى من «أفأمن، أفأمنوا، أفأمنتم» نحو قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (سورة الأعراف الآية 97). ونحو قوله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ (سورة الأعراف الآية 99). وقوله تعالى: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ (سورة الإسراء الآية 68).

6 -

الهمزة الأخرى من «لأملأن» نحو قوله تعالى: لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (سورة الأعراف الآية 18). وقوله تعالى:

ص: 226

وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (سورة هود الآية 119). وقوله تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (سورة السجدة الآية 13).

وقوله تعالى: لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (سورة ص الآية 85).

7 -

الهمزة الأخرى من أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ (سورة الإسراء الآية 40) أمّا همزة «أصفكم» من قوله تعالى: أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (سورة الزخرف الآية 16) فإن «الأصبهاني» يقرأها بالتحقيق.

8 -

وكذلك يسهل «الأصبهاني» الهمزة من: «رأى» في ستة مواضع:

الأول: رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ (سورة يوسف الآية 4).

الثاني: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ (سورة القصص الآية 31).

الثالث: فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً (سورة النمل الآية 44).

الرابع: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ (سورة النمل الآية 40).

الخامس: وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ (سورة المنافقون الآية 4).

السادس: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (سورة يوسف الآية 4).

ومعنى قول الناظم: «خص» أي خصّ «الأصبهانيّ» تسهيل همزة «رأى» في هذه المواضع الستة فقط ليخرج ما عداها فإنه يقرأه بالتحقيق، مثال ذلك قوله تعالى: قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا* أَلَّا تَتَّبِعَنِ (سورة طه الآيتان 92 - 93). وقوله تعالى: فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ (سورة الأحزاب الآية 19). وقوله تعالى: وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (سورة المنافقون الآية 5). وقوله تعالى: إِذا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً (سورة الإنسان الآية 19).

9 -

وكذلك يسهل «الأصبهاني» الهمزة من «تأذن» من قوله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ (سورة الأعراف الآية 167). وقيّد الناظم «تأذن» بالأعراف، ليخرج ما عداه وهو حرف واحد في «إبراهيم»: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (آية 7) فقد قرأه بالتحقيق، والتسهيل.

ص: 227

قال ابن الجزري:

والبزّ بالخلف لأعنت .....

.....

المعنى: أي سهل «البزيّ» بخلاف عنه الهمزة من «لأعنتكم» وهو في موضع واحد فقط من قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة الآية 220).

قال ابن الجزري:

..... وفي

كائن وإسرائيل ثبت .....

المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثبت» وهو: «أبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين من «كائن» حيث وقع في القرآن، وهو يقرأه بألف ممدودة بعدها همزة مكسورة كما سيأتي النصّ على ذلك في سورة آل عمران في قوله:«كائن في كأيّن ثلّ دم» . مثال ذلك قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (سورة آل عمران الآية 146). وقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها وَهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ (سورة يوسف الآية 105).

وكذلك قرأ «أبو جعفر» بتسهيل همزة «إسراءيل» حيث وقع في القرآن، نحو قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 40).

قال ابن الجزري:

.....

..... واحذف

كمتّكون استهزءوا يطفوا ثمد

صابون صابين مدا منشون خد

خلفا .....

.....

المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثمد» وهو: «أبو جعفر» بحذف الهمزة إذا وقعت مضمومة بعد كسرة وبعدها واو، مع ضم الحرف الذي قبلها لمناسبة «الواو» مثال ذلك «متكئون» من قوله تعالى: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (سورة يس الآية 56). و «مستهزءون» من قوله تعالى: قالُوا إِنَّا

ص: 228

مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية 14). و «يطفئوا» من قوله تعالى:

يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ (سورة التوبة الآية 32).

ثم بيّن الناظم أن مدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» يقرءان بحذف الهمزة من لفظي:

1 -

«الصابئون» المرفوع وهو في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصارى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً (سورة المائدة الآية 69).

2 -

«الصبئين» المنصوب، وهو في موضعين: قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (سورة البقرة الآية 62). وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (سورة الحج الآية 17).

ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالخاء من «خد» وهو: «ابن وردان» اختلف عنه في حذف الهمزة من «منشئون» من قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (سورة الواقعة الآية 72). أمّا «ابن جمّاز» فهو على قاعدته بالحذف قولا واحدا.

قال ابن الجزري:

..... ومتّكين مستهزين ثل

ومتّكا تطو يطو خاطين ول

المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثل» وهو «أبو جعفر» بحذف الهمزة في الكلمات الآتية:

1 -

«متكئين» نحو قوله تعالى: مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ (سورة الكهف الآية 31).

2 -

«المستهزئين» من قوله تعالى: إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (سورة الحجر الآية 95).

3 -

«متكئا» من قوله تعالى: وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً (سورة يوسف الآية 31).

ص: 229

4 -

«تطئوها» من قوله تعالى: وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها (سورة الأحزاب الآية 27).

5 -

«تطئوهم» من قوله تعالى: وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِساءٌ مُؤْمِناتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ (سورة الفتح الآية 25).

6 -

«يطئون» من قوله تعالى: وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ (سورة التوبة الآية 120).

7 -

«خاطئين» حيث أتى وكيف وقع نحو قوله تعالى: قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 97). وقوله تعالى: وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 29). وقوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ (سورة يوسف الآية 91). وقوله تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (سورة القصص الآية 8).

قال ابن الجزري:

أريت كلّا رم وسهّلها مدا

.....

المعنى: اختلف القراء في تسهيل الهمزة من «أرأيت» الواقعة بعد همزة الاستفهام حيثما وقعت في القرآن وكيف جاءت، نحو قوله تعالى: قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ (سورة الكهف الآية 93). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ (سورة الأنعام الآية 46). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ (سورة الأنعام الآية 40).

فقرأ المرموز له بالراء من «رم» وهو: «الكسائي» بحذف الهمزة.

وقرأ مدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين.

وقرأ المرموز له بالجيم من «جدا» في قوله: «أبدل جدا بالخلف فيهما» وهو: «الأزرق» بإبدال الهمزة حرف مدّ وحينئذ يتعين له إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم. وبناء عليه يصير للأزرق وجهان: التسهيل، والإبدال حرف مدّ.

وقرأ الباقون بالتحقيق.

ص: 230

قال ابن الجزري:

.....

ها أنتم حاز مدا أبدل جدا

بالخلف فيهما ويحذف الألف

ورش وقنبل وعنهما اختلف

المعنى: اختلف القراء في تسهيل وتحقيق «هأنتم» في القرآن، وقد وقع في أربعة مواضع وهي:

1 -

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ (سورة آل عمران الآية 66).

2 -

ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (سورة آل عمران الآية 119).

3 -

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا (سورة النساء الآية 109).

4 -

ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (سورة القتال الآية 38).

فقرأ المرموز له بالحاء من «حاز» ومدلول «مدا» وهم: «أبو عمرو، ونافع، وأبو جعفر» بتسهيل الهمزة بين بين.

وقرأ المرموز له بالجيم من «جدا» وهو: «الأزرق» بالإبدال حرف مدّ محضا بخلف عنه، وحينئذ يتعين إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم.

وقرأ المصرح باسمهما: «ورش من الطريقين، وقنبل» بخلف عنهما بحذف الألف التي بعد الهاء.

وقرأ الباقون بإثبات الهمزة مع التحقيق.

يفهم مما تقدم أن القراء في «هأنتم» على خمس مراتب:

الأولى: «لقالون، وأبي عمرو، وأبي جعفر» بإثبات ألف بعد الهاء وهمزة مسهلة بين بين.

الثانية: «للأصبهاني» بهمزة مسهلة مع إثبات الألف وحذفها.

الثالثة: «للأزرق» بهمزة مسهلة مع إثبات الألف وحذفها، وله وجه ثالث وهو: إبدال الهمزة ألفا محضة مع المدّ المشبع للساكن اللازم.

الرابعة: «لقنبل» بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف، وحذفها.

ص: 231

الخامسة: للباقين بتحقيق الهمزة مع إثبات الألف.

قال ابن الجزري:

وحذف يا اللّائي سما وسهّلوا

غير ظبى به زكا والبدل

ساكنة اليا خلف هاديه حسب

.....

المعنى: اختلف القراء في تسهيل وتحقيق «الّئي» وقد وقع في أربعة مواضع وهي:

1 -

وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ (سورة الأحزاب الآية 4).

2 -

إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ (سورة المجادلة الآية 2).

3 -

4 - وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ (سورة الطلاق الآية 4).

فقرأ مدلول «سما» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» بحذف الياء.

ثم بيّن الناظم أن مدلول «سما» غير المرموز لهم بالظاء من «ظبى» والباء من «به» والزاي من «زكا» وهم: «يعقوب، وقالون، وقنبل» يقرءون بتسهيل الهمزة بين بين، فتعين لكلّ من:«يعقوب، وقالون، وقنبل» القراءة بتحقيق الهمزة.

ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالهاء من «هاديه» والحاء من «حسب» وهما:

«البزّي، وأبو عمرو» يقرءان بإبدال الهمزة ياء ساكنة بخلف عنهما، وحينئذ يتعين إشباع المدّ من أجل الساكن اللازم.

فتعين للباقين من القراء القراءة بتحقيق الهمزة مع إثبات الياء.

يفهم مما تقدم أن القراء في «الّئي» على أربع مراتب:

الأولى: قرأ «قالون، ويعقوب» بهمزة مكسورة محققة من غير ياء بعدها وصلا ووقفا.

الثانية: قرأ «ورش، وأبو جعفر» بهمزة مكسورة مسهلة مع المدّ والقصر

ص: 232

من غير ياء بعدها وصلا، أمّا وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المدّ والقصر، وإبدالها ياء ساكنة مع المدّ المشبع.

الثالثة: قرأ «البزّي، وأبو عمرو» وصلا بهمزة مكسورة مسهلة مع المدّ والقصر من غير ياء بعدها، ولهما أيضا إبدال الهمزة ياء ساكنة مع المدّ المشبع، أمّا وقفا فلهما تسهيل الهمزة بالروم مع المدّ والقصر، وإبدالها ياء ساكنة مع المدّ المشبع.

الرابعة: قرأ «ابن عامر، والكوفيون» بهمزة مكسورة بعدها ياء ساكنة وصلا ووقفا، سوى أن «حمزة» له حالة الوقف: تسهيل الهمزة مع المدّ والقصر.

قال ابن الجزري:

.....

وباب ييأس اقلب ابدل خلف هب

المعنى: اختلف القراء في تسهيل، وتحقيق الهمزة من:«ييئس» حيثما وقع، وكيف جاء في القرآن، نحو قوله تعالى: وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ (سورة يوسف الآية 87). وقوله تعالى:

حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ (سورة يوسف الآية 110).

فقرأ المرموز له بالهاء من «هب» وهو: «البزّي» بخلف عنه بقلب الهمزة إلى موضع الياء، ويؤخر الياء إلى موضع الهمزة فتصير همزة ساكنة، فيبدلها ألفا، وذلك بخلاف عنه.

وقرأ الباقون بتحقيق الهمزة، وهو الوجه الثاني للبزّي.

قال ابن الجزري:

هيئة أدغم مع بري ترى هني

خلف ثنا النّسيّ ثمره جني

جزّا ثنا .....

.....

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو:

ص: 233

«أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة «ياء» مع إدغام الياء التي قبلها فيها بخلف عنه، وذلك في الكلمات الأربع الآتية:

1 -

«هيئة» من قوله تعالى: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 49). ومن قوله تعالى: وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ (سورة المائدة الآية 110).

2 -

«بريء» حيثما وقع في القرآن، نحو قوله تعالى: قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (سورة الأنعام الآية 19).

3 -

«مريئا» من قوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (سورة النساء الآية 4).

4 -

«هنيئا» حيثما وقع نحو قوله تعالى: فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثمره» ، والجيم من «جني» وهما:

«أبو جعفر، والأزرق» قرأ بإبدال الهمزة «ياء» مع إدغام الياء التي قبلها فيها، وذلك في «النسيء» وهو في قوله تعالى: إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ (سورة التوبة الآية 37).

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» قرأ بإبدال الهمزة «زاء» مع إدغام الزاي التي قبلها فيها، وذلك في لفظ «جزءا» حيثما وقع نحو قوله تعالى:

ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً

(سورة البقرة الآية 260).

وقوله تعالى: لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (سورة الحجر الآية 44). وقوله تعالى: وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً (سورة الزخرف الآية 15).

قال ابن الجزري:

واهمز يضاهون ندى

باب النّبيّ والنبوّة الهدى

ضياء زن مرجون ترجي حقّ صم

كسا البريّة اتل مز بادي حم

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالنون من «ندى» وهو:

«عاصم» قرأ بهمز: «يضهئون» من قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ (سورة التوبة الآية 30).

ص: 234

فتعين للباقين من القراء القراءة بحذف الهمزة مع ضم الهاء. والهمز، وعدمه لهجتان فصيحتان بمعنى المشاكلة، والمشابهة.

ثم بيّن الناظم أن المرموز له بالألف من «الهدى» وهو: «نافع» قرأ بهمز كل ما جاء من لفظ «النبيّ» سواء كان مفردا، أم مثنى، أم جمعا، علما، أو وصفا نحو:«النبيّ، والنبيين، والنبيون، والأنبياء، والنبوّة» .

فتعين للباقين القراءة بالإدغام مع عدم الهمز.

و «النبيء» بالهمز من «أنبأ» أي أخبر عن الله عز وجل، وهو «فعيل» بمعنى «مفعل» .

و «النبيّ» بغير همز من «نبا ينبو» إذا ارتفع، وذلك لارتفاع منزلة النبي صلى الله عليه وسلم. أو هو من المهموز، وأبدلت الهمزة «ياء» وأدغمت في الياء التي قبلها للتخفيف.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالزاي من «زن» وهو: «قنبل» قرأ بهمز «ضياء» حيث وقع وهو في ثلاثة مواضع وهي:

1 -

هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً (سورة يونس الآية 5).

2 -

وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ (سورة الأنبياء الآية 48).

3 -

مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ (سورة القصص الآية 71).

فتعين للباقين من القراء القراءة بالياء.

و «ضئاء» بالهمز أصلها: «ضياء» ، فقدمت الهمزة على «الياء» فوقعت الياء طرفا بعد ألف زائدة، فقلبت همزة.

«وضياء» بالياء جمع «ضوء» أو مصدر «ضاء يضوء، ضوءا، وضياء» .

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حقّ» والصاد من «صم» والكاف من «كسا» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وشعبة، وابن عامر» يقرءون بالهمز في «مرجئون» في «التوبة» و «ترجئ» في الأحزاب، من قوله تعالى:

ص: 235

1 -

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ (سورة التوبة الآية 106).

2 -

تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ (سورة الأحزاب الآية 51).

فتعين للباقين من القراء القراءة بالياء وعدم الهمز.

وهما لهجتان فصيحتان، يقال: أرجأت الأمر، وأرجيته: إذا أخرته.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «اتل» والميم من «مز» وهما:

«نافع، وابن ذكوان» يقرءان بالهمز في «البريّة» في الحرفين في «لم يكن» من قوله تعالى: أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ وأُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (سورة البينة الآيتان 6 - 7).

فتعين للباقين القراءة بياء مشددة من غير همز.

و «البريئة» بالهمز، من أبرأ الله الخلق، وهي فعيلة بمعنى مفعولة.

و «البريّة» بالياء من «برأ» ، كذلك، إلا أنهم أبدلوا الهمزة «ياء» ثم أدغموا الياء في الياء للتخفيف.

ثمّ أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حم» وهو: «أبو عمرو» قرأ بالهمز في «بادئ» وهو في قوله تعالى: وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ (سورة هود الآية 27).

فتعين للباقين القراءة بالياء وعدم الهمز.

و «بادئ الرأي» بالهمز، أي ابتداء الرأي، بمعنى أنهم اتبعوك ابتداء الرأي، ولم يتدبروا ما قلت، ولم يتفكروا فيه.

أمّا «بادي الرأي» بالياء، فمن «بدا يبدو»: إذا ظهر، أي اتبعوك في الظاهر، وباطنهم على خلاف ذلك.

تمّ باب الهمز المفرد ولله الحمد والشكر

ص: 236