الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين»
المراد بالفتح فتح الفم بالألف وما قبلها فتحا مستقيما لا فتح الحرف، والمراد به الفتح المتوسط، وهو ما بين الفتح الشديد، والإمالة المتوسطة، لا الفتح الشديد الذي هو التقحّم، كما يتلفظ به العجم، فإن ذلك لا تجوز القراءة به، ويقال له: التفخيم.
والإمالة لغة: الانحراف، والعدول عن الشيء أو الإقبال عليه.
واصطلاحا: تنقسم إلى قسمين: كبرى، وصغرى:
فالكبرى: أن تقرب الفتحة من الكسرة، والألف من الياء، من غير قلب خالص، ولا إشباع مبالغ فيه، وهي الإمالة المحضة، ويقال لها: الإضجاع، والبطح، وهي المرادة عند الإطلاق.
والصغرى: هي ما بين الفتح والإمالة الكبرى، ويقال لها: التوسط، والتقليل، وبين اللفظين، وبين بين: أي بين الفتح والإمالة الكبرى.
واعلم أنه لا يمكن للإنسان أن يحسن النطق بالإمالة سواء كانت كبرى، أو صغرى، إلا بالتلقي والمشافهة.
وبالتتبع يمكنني بصفة عامّة أن أنسب «الفتح» إلى القبائل العربية التي كانت مساكنها غربي الجزيرة العربية بما في ذلك قبائل الحجاز أمثال: «قريش، وثقيف، وهوازن، وكنانة» . وأن ننسب «الامالة» إلى القبائل التي كانت تعيش
وسط الجزيرة العربية، وشرقيها، أمثال:«تميم، وأسد، وطي، وبكر بن وائل، وعبد القيس» «1» .
فإن قيل: أيهما الأصل الفتح أو الإمالة؟
أقول: هناك رأيان للعلماء: فبعضهم يرى أن كلّا منهما أصل قائم بذاته.
والبعض الآخر يرى أن «الفتح» أصل و «الإمالة» فرع عنه. وإنني أرجح القول القائل بأن كلا منهما أصل قائم بذاته، إذ كلّ منهما كان ينطق به عدّة قبائل عربية بعضها في غربي الجزيرة العربية، والبعض الآخر في شرقيها.
فإن قيل: ما أسباب الإمالة؟
أقول: بالاستقراء تبيّن لي أن أسباب الإمالة تتلخص فيما يأتي:
1 -
كسرة موجودة في اللفظ قبلية، أو بعدية، نحو:«النّاس، النار، كلاهما» .
2 -
كسرة عارضة في بعض الأحوال نحو: «جاء، شاء» ، لأن فاء الكلمة تكسر إذا اتصل بالفعل الضمير المرفوع فتقول:«جئت، شئت» .
3 -
أن تكون الألف منقلبة عن «ياء» نحو «رمى» .
4 -
أو تشبيه بالانقلاب عن الياء، مثل: ألف التأنيث نحو: «كسالى» .
5 -
أو تشبيه بما أشبه المنقلب عن «الياء» نحو: «موسى، عيسى» .
6 -
مجاورة «إمالة» وتسمّى إمالة لأجل إمالة نحو: إمالة نون «نأى» .
7 -
أن تكون الألف رسمت «ياء» وإن كان أصلها «الواو» نحو: «والضحى» .
فإن قيل: ما فائدة الإمالة؟
أقول: سهولة اللفظ، وذلك أن «اللسان» يرتفع بالفتح، وينحدر بالإمالة، والانحدار أخف على اللسان من الارتفاع.
قال ابن الجزري:
أمل ذوات الياء في الكلّ شفا
…
وثنّ الاسماء إن ترد أن تعرفا
(1) انظر: القراءات وأثرها في علوم العربية د/ محمد سالم محيسن ج 1/ 97.
وردّ فعلها إليك كالفتى
…
هدى الهوى اشترى مع استعلى أتى
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بإمالة كل ألف منقلبة عن «ياء» حيث وقعت في «اسم» أو «فعل» لمدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .
فالأسماء مثل:
1 -
«الهدى» نحو قوله تعالى: قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدى (سورة البقرة الآية 120).
2 -
«العمى» من قوله تعالى: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى (سورة فصلت الآية 17).
3 -
«أزكى» نحو قوله تعالى: وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكى لَكُمْ (سورة النور الآية 28).
4 -
«مأوى» نحو قوله تعالى: عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (سورة النجم الآية 15).
5 -
«يحيى» نحو قوله تعالى: يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيى (سورة مريم الآية 7).
والأفعال مثل:
1 -
«أتى» نحو قوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً (سورة الإنسان الآية 1).
2 -
«أبى» نحو قوله تعالى: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ (سورة البقرة الآية 34).
3 -
«يخشى» نحو قوله تعالى: إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (سورة طه الآية 3).
وتعرف ذوات «الياء» في الأسماء بالتثنية، وفي الأفعال بردّ الفعل إليك، فإن ظهرت فيه «الياء» علم أنها أصل الألف التي في المفرد فتمال: فتقول في نحو: «هدى» «هديان» وفي نحو: «اشترى» «اشتريت» .
وإن ظهرت فيه «الواو» علم أنها أصل الألف التي في المفرد فلم تمل:
فتقول في نحو «صفا» «صفوان» وفي نحو: «دعا» «دعوت» .
قال ابن الجزري:
وكيف فعلى وفعالى ضمّه
…
وفتحه وما بياء رسمه
كحسرتى أنّى ضحى متى بكى
…
غير لدى زكى على حتّى إلى
وميّلوا الرّبا القوى العلى كلا
…
كذا مزيدا من ثلاثي كابتلى
مع رءوس آي النّجم طه اقرأ مع ال
…
قيامة الليل الضّحى الشّمس سأل
عبس والنّزع سبّح .....
…
.....
المعنى: أي مما يميله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» ما ذكره الناظم في هذه الأبيات، ويتمثل ذلك فيما يأتي:
أولا: كل ألف جاءت على وزن «فعلى» بفتح الفاء، أو كسرها، أو ضمها، مثل:
1 -
«موتى» نحو قوله تعالى: كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى (سورة البقرة الآية 73).
2 -
«سيماهم» نحو قوله تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (سورة الفتح الآية 29).
3 -
«بشرى» نحو قوله تعالى: وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 97).
ثانيا: ما كان على وزن «فعالى» بضم الفاء وفتحها، مثال ذلك:
1 -
«كسالى» نحو قوله تعالى: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى (سورة النساء الآية 142).
2 -
«يتمى» نحو قوله تعالى: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ (سورة النساء الآية 127).
ثالثا: ما رسم في المصحف العثماني «ياء» «1» مثل:
(1) وقد عقد صاحب متن «مورد الظمآن في رسم القرآن» فصلا خاصّا تحت عنوان: «رسم الألف ياء» يقول في مطلعه:
وهاك ما بألف قد جاء
…
والأصل أن يكون رسما ياء
وإن عن الياء قلبت ألفا
…
فارسمه ياء وسطا أو طرفا
1 -
«حسرتى» نحو قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56).
2 -
«أنّى» التي للاستفهام نحو قوله تعالى: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (سورة البقرة الآية 223).
3 -
«ضحها» من قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (سورة الشمس الآية 1).
4 -
«متى» نحو قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 214).
5 -
«بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (سورة آل عمران الآية 76).
واستثنى علماء القراءات مما رسم بالياء خمس كلمات فلم ترد إمالتها من طريق صحيح والكلمات الخمس هي:
1 -
«لدى» في سورة «غافر» فقط من قوله تعالى: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ (سورة غافر الآية 18).
أمّا «لدا» الذي في سورة يوسف عليه السلام فقد رسم بالألف بالإجماع ولذلك لم ترد فيه إمالة، وموضع يوسف هو قوله تعالى: وألفيا سيدها لدا الباب (الآية 25).
2 -
«ما زكى» من قوله تعالى: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً (سورة النور الآية 21).
3 -
«على» من قوله تعالى: وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84).
4 -
«حتى» نحو قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 214).
5 -
«إلى» نحو قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (سورة البقرة الآية 36).
رابعا: ما كان مكسور «الفاء» أو مضمومها، من الواويّ، ويتمثل ذلك في الكلمات الآتية:
1 -
«الربوا» كيف وقع، نحو قوله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ (سورة البقرة الآية 276).
2 -
«ضحى» كيف جاء، نحو قوله تعالى: قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (سورة طه الآية 59).
3 -
«القوى» من قوله تعالى: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (سورة النجم الآية 5).
4 -
«العلى» نحو قوله تعالى: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (سورة طه الآية 4).
5 -
«كلاهما» من قوله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما (سورة الإسراء الآية 23).
خامسا: وكذلك أمال «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» الألف إذا وقعت رباعية من كل فعل زاد على ثلاثة أحرف وإن كان أصله «الواو» لأنه يصير بتلك الزيادة «يائيا» وتكون الزيادة بحروف المضارعة، وأداة التعدية، وغير ذلك، وهذه أمثلة لذلك:
1 -
«ابتلى» من قوله تعالى: وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (سورة البقرة الآية 124).
2 -
«يتلى» نحو قوله تعالى: وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ (سورة النساء الآية 127).
3 -
«يدعى» من قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعى إِلَى الْإِسْلامِ (سورة الصف الآية 7).
4 -
«تزكى» نحو قوله تعالى: وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ (سورة فاطر الآية 18).
5 -
«أنجنا» من قوله تعالى: لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (سورة الأنعام الآية 63).
6 -
«تدعى» من قوله تعالى: كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا (سورة الجاثية الآية 28).
7 -
«تبلى» من قوله تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (سورة الطارق الآية 9).
سادسا: ومما أماله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» وفقا للأصول
المذكورة رءوس الآي من «إحدى عشرة سورة» وهن على هذا الترتيب: طه، والنجم، والمعارج، والقيامة، والنازعات، وعبس، والأعلى، والشمس، والليل، والضحى، والعلق.
تنبيه: ليس المعنى أنهم أمالوا جميع رءوس أي السور المذكورة إذ فيها ما لا تجوز إمالته نحو: «أمري، خلق، علق، أخيه، تؤويه» ، والألف المبدلة من التنوين نحو:«كبيرا، نصيرا» ، إذ الإمالة لا مدخل لها في ذلك.
وإنما المقصود ما وقع في أواخر آي السور المذكورة من ذوات «الياء» وما حمل عليه من ذوات «الواو» وفقا للأصول التي سبق أن بينتها.
قال ابن الجزري:
..... وعلي
…
أحيا بلا واو وعنه ميّل
محياهم تلا خطايا ودحا
…
تقاته مرضات كيف جا طحا
سجى وانسانيه من عصاني
…
أتان لا هود وقد هداني
أو صان رؤياي له .....
…
.....
المعنى: ذكر الناظم رحمه الله تعالى في هذه الأبيات الكلمات التي اختصّ بإمالتها «الكسائي» وحده دون كلّ من «حمزة، وخلف العاشر» والكلمات هي:
1 -
«أحيا» حيثما وقع في القرآن إذا لم يكن منسوقا، أو كان منسوقا بغير «الواو» مثال ذلك قوله تعالى: وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً (سورة المائدة الآية 32). وقوله تعالى: فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها (سورة البقرة الآية 164).
أمّا إذا كان لفظ «أحيا» منسوقا بالواو، فإنه في هذه الحالة يميله «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» وفقا للقواعد المتقدمة، مثال ذلك قوله تعالى:
وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (سورة النجم الآية 44).
2 -
«محياهم» من قوله تعالى: سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ (سورة الجاثية الآية 21).
3 -
«تلها» من قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (سورة الشمس الآية 2).
4 -
«خطايا» كيف وقع نحو قوله تعالى: نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ (سورة البقرة
الآية 58). وقوله تعالى: إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا (سورة طه الآية 73).
والمراد إمالة الألف الثانية، أمّا الألف الأولى فسيأتي الكلام على إمالتها بالخلاف ل «دوري الكسائي» من طريق «أبي عثمان الضرير» .
5 -
«دحها» من قوله تعالى: وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (سورة النازعات الآية 30).
6 -
«تقاته» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ (سورة آل عمران الآية 102).
7 -
«مرضات» حيث وقع وكيف جاء نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 207).
8 -
«طحها» من قوله تعالى: وَالْأَرْضِ وَما طَحاها (سورة الشمس الآية 6).
9 -
«سجى» من قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (سورة الضحى الآية 2).
10 -
«أنسنيه» من قوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ (سورة الكهف الآية 63).
11 -
«ومن عصاني» من قوله تعالى: وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة إبراهيم الآية 36).
12 -
«ءاتان الله» من قوله تعالى: قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ (سورة النمل الآية 36). وقوله تعالى: قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ، آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (سورة مريم الآية 30).
«أمّا ءاتاني» في سورة هود من قوله تعالى: وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (الآية 28). وقوله تعالى: وَآتانِي مِنْهُ رَحْمَةً (الآية 63). فإنه ممال ل «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .
13 -
«وقد هدن» من قوله تعالى: قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ (سورة الأنعام الآية 80).
14 -
«وأوصني» من قوله تعالى: وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا (سورة مريم الآية 31).
15 -
«رءيي» المضاف إلى ياء المتكلم وهو حرفان في سورة يوسف وهما: قوله
تعالى: يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ (الآية 43) وقوله تعالى: وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ رقم (الآية 100).
وقد أمال «رءيي» في الموضعين «إدريس» بخلف عنه، وقد أشار إلى ذلك «ابن الجزري» بقوله:«وخلف إدريس برؤيا لا بأل» .
أمّا «رؤياك» من قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً (سورة يوسف الآية 5) فيميله «الدوري» عن «الكسائي» قولا واحدا و «إدريس»
بخلف عنه، كما سيأتي قريبا بإذن الله تعالى.
قال ابن الجزري:
..... الرّؤيا روى
…
.....
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن مدلول «روى» وهما: «الكسائي، وخلف العاشر» قرآ «الرءيا» المعرف بأل بالإمالة، وهو في أربعة مواضع وهي:
1 -
قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ (سورة يوسف الآية 43).
2 -
قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ (سورة الإسراء الآية 60). وهذا الموضع يمال حالة الوقف فقط من أجل الساكن في الوصل.
3 -
قوله تعالى: قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (سورة الصافات الآية 105).
4 -
قوله تعالى: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ (سورة الفتح الآية 27).
قال ابن الجزري:
.....
…
رؤياك مع هداي مثواي توى
محياي مع آذاننا آذانهم
…
جوار مع بارئكم طغيانهم
مشكاة جبّارين مع أنصاري
…
وباب سارعوا .....
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالتاء من «توى» وهو:
«الدوري» عن «الكسائي» قرأ بإمالة «رؤياك» في يوسف من قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (الآية 5) وقد أمالها أيضا «إدريس» بخلف
عنه، وقد أشار إلى ذلك ابن الجزري بقوله:«وخلف إدريس برؤيا لا بأل» .
وقد اختصّ المرموز له بالتاء من «توى» وهو «الدوري» عن «الكسائي» بإمالة الكلمات الآتية:
1 -
«هداي» من قوله تعالى: فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ (سورة البقرة الآية 38). ومن قوله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى (سورة طه الآية 123).
2 -
«مثواي» من قوله تعالى: إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ (سورة يوسف الآية 23).
3 -
«ومحياي» من قوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (سورة الأنعام الآية 162).
4 -
«ءاذاننا» حيث وقع نحو قوله تعالى: وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ (سورة فصلت الآية 5).
5 -
«ءاذانهم» حيث وقع نحو قوله تعالى: يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ (سورة البقرة الآية 19).
6 -
«الجوار» وهو في ثلاثة مواضع وهي:
قوله تعالى: وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الشورى الآية 32).
وقوله تعالى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الرحمن الآية 24).
وقوله تعالى: الْجَوارِ الْكُنَّسِ (سورة التكوير الآية 16).
7 -
«بارئكم» من قوله تعالى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ (سورة البقرة الآية 54).
8 -
«طغينهم» حيث وقع نحو قوله تعالى: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (سورة البقرة الآية 15).
9 -
«كمشكوة» من قوله تعالى: مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ (سورة النور الآية 35).
10 -
«جبّارين» من قوله تعالى: قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (سورة المائدة الآية 22). ومن قوله تعالى: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (سورة الشعراء الآية 130).
11 -
«أنصاري» من قوله تعالى: قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة آل عمران الآية 52). ومن قوله تعالى: قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ (سورة الصفّ الآية 14).
12 -
«سارعوا» وبابه، أي كل ما جاء منه نحو قوله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (سورة آل عمران الآية 133).
وقوله تعالى: وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ (سورة آل عمران الآية 114). وقوله تعالى: نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ (سورة المؤمنون الآية 56).
قال ابن الجزري:
.....
…
..... وخلف الباري
تمار مع أوار مع يوار مع
…
عين يتامى عنه الاتباع وقع
ومن كسالى ومن النّصارى
…
كذا أسارى وكذا سكارى
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن «الدوري» عن «الكسائي» الذي سبق الرمز له بالتاء من «توى» اختلف عنه في إمالة الكلمات الآتية:
1 -
«البارئ» من قوله تعالى: هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ (سورة الحشر الآية 24).
2 -
«لا تمار» من قوله تعالى: فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً (سورة الكهف الآية 22).
3 -
«أواري» من قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخِي (سورة المائدة الآية 31).
4 -
«يواري» من قوله تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ (سورة المائدة الآية 31).
كما أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن «الدوري» عن «الكسائي» من طريق «أبي عثمان الضرير سعيد بن عبد الرحيم» ت 310 هـ أمال عين «فعالى»
بفتح الفاء، وضمها، وذلك من أجل امالة الألف بعدها، فهي إمالة لإمالة، مثال ذلك:
1 -
«اليتمى» نحو قوله تعالى: وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ (سورة البقرة الآية 83).
2 -
«النصرى» معرفا ومنكرا، نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ (سورة البقرة الآية 62). ونحو قوله تعالى: وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى (سورة المائدة الآية 14).
3 -
«كسالى» نحو قوله تعالى: وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ (سورة النساء الآية 142).
4 -
«أسرى» نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ (سورة البقرة الآية 85).
5 -
«سكرى» نحو قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ (سورة النساء الآية 43).
قال ابن الجزري:
وافق في أعمى كلا الاسرا صدا
…
وأوّلا حمّا .....
المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى في ذكر من وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» فيما تقدم إمالته، فأخبر أن المرموز له بالصاد من «صدا» وهو:«شعبة» أمال كلمة «أعمى» موضعي «الإسراء» وهما في قوله تعالى: وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (سورة الإسراء الآية 72).
ثم أخبر الناظم أن مدلول «حما» وهما: «أبو عمرو، ويعقوب» قرآ بإمالة:
«أعمى» الأول فقط.
قال ابن الجزري:
.....
…
..... وفي سوى سدى
رمى بلى صف خلفه .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة أربع كلمات بخلف عنه، والكلمات الأربع هي:
1 -
«سوى» من قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً (سورة طه الآية 58). والإمالة تكون حالة الوقف فقط، لأن الكلمة منونة فلا تمال وصلا.
2 -
«سدى» من قوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (سورة القيامة الآية 36). والإمالة تكون حالة الوقف فقط، لأن الكلمة منونة فلا تمال وصلا.
3 -
«رمى» من قوله تعالى: وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى (سورة الأنفال الآية 17).
4 -
«بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (سورة البقرة الآية 81).
قال ابن الجزري:
..... ومتّصف
…
مزجا يلقّه أتى أمر اختلف
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «متّصف» وهو: «ابن ذكوان» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة الكلمات الثلاث الآتية بخلف عنه، والكلمات الثلاث هي:
1 -
«مزجاة» من قوله تعالى: وَجِئْنا بِبِضاعَةٍ مُزْجاةٍ (سورة يوسف الآية 88).
2 -
«يلقّه» من قوله تعالى: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (سورة الإسراء الآية 13). وقد لفظ الناظم كلمة «يلقّه» بضم الياء، وتشديد القاف، لأن ابن ذكوان يقرأه كذلك، وسيأتي النص على ذلك في سورته.
3 -
أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ فاتحة سورة النحل.
قال ابن الجزري:
إناه لي خلف .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لي» وهو: «هشام» وافق «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في إمالة كلمة «إنه» بخلف عنه، وهو في قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ (سورة الأحزاب الآية 53).
قال ابن الجزري:
..... نأى الإسرا صف
…
مع خلف نونه وفيهما صف
روى .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» قرأ بإمالة الهمزة من «نئا» في سورة «الإسراء» قولا واحدا، واختلف عنه في إمالة «النون، اتباعا للهمزة، وموضع الاسراء في قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ (سورة الإسراء الآية 83).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالضاد من «ضف» وهو: «خلف» عن حمزة، ومدلول «روى» وهما:«الكسائي، وخلف العاشر» قرءوا بإمالة «النون» من «نئا» قولا واحدا في سورتي: «الإسراء، وفصلت» . أما موضع الإسراء فقد تقدم ذكره، وأمّا موضع فصلت ففي قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (الآية 51).
أمّا إمالة الهمزة من «نئا» في السورتين فهي ثابتة لكل من «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» جريا على قاعدتهم الكلية المفهومة من قول الناظم:
أمل ذوات الياء في الكلّ شفا
…
.....
قال ابن الجزري:
..... وفيما بعد راء حط ملا
…
خلف ومجرى عد .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حط» والميم من «ملا» وهما:
«أبو عمرو، وابن ذكوان» بخلف عنه قد وافقا «حمزة، والكسائي، وخلف
العاشر» في إمالة جميع الألفات الواقعة بعد الراء، نحو قوله تعالى:
1 -
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ (سورة التوبة الآية 111).
2 -
فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة الأنعام الآية 68).
3 -
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى (سورة البقرة الآية 62).
4 -
وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (سورة الحاقة الآية 3).
قال ابن الجزري:
.....
…
..... وأدرى أوّلا
صل وسواها مع يا بشرى اختلف
…
وافتح وقلّلها وأضجعها حتف
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صل» وهو: «شعبة» وافق جميع المميلين على امالة «ولا أدراكم به» الموضع الأول في القرآن الكريم وهو في سورة يونس (الآية 16) قولا واحدا.
كما وافق «شعبة» جميع المميلين على إمالة «أدرى» في غير الموضع الأول بخلف عنه، مثال ذلك قوله تعالى:
1 -
وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (سورة الحاقة الآية 3).
2 -
وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (سورة المدثر الآية 27).
كما وافق «شعبة» أيضا جميع المميلين على إمالة «يبشرى» بخلف عنه أيضا، وذلك في قوله تعالى: قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ (سورة يوسف الآية 19).
ثم أمر الناظم رحمه الله تعالى بقراءة «يبشرى» في يوسف بالفتح، والتقليل، والإمالة للمرموز له بالحاء من «حتف» وهو:«أبو عمرو» .
قال ابن الجزري:
وقلّل الرّا ورءوس الآي جف
…
وما به ها غير ذي الرّا يختلف
مع ذات ياء مع أراكهم ورد
…
.....
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بتقليل الألف المتطرفة الواقعة بعد «راء» للمرموز له بالجيم من «جف» وهو: «الأزرق» عن «ورش» .
كما أمر الناظم بتقليل رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة، سواء كانت واويّة، أو يائية للأزرق أيضا من غير خلاف عنه في ذلك سوى ما سيستثنيه الناظم بقوله: وما به ها غير ذي الرّا يختلف. أي أن «الأزرق» اختلف عنه في تقليل رءوس الآي التي آخرها «هاء» نحو:
1 -
«بنها» من قوله تعالى: أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها (سورة النازعات الآية 27).
2 -
«وضحها» من قوله تعالى: وَالشَّمْسِ وَضُحاها (سورة الشمس الآية 1).
3 -
«تلها» من قوله تعالى: وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (سورة الشمس الآية 2).
4 -
«أرسها» من قوله تعالى: وَالْجِبالَ أَرْساها (سورة النازعات الآية 32) سواء في ذلك «الواوي، واليائي» إلا أن يكون رائيا نحو: «ذكرها» من قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (سورة النازعات الآية 43) فإن «الأزرق» يقلله قولا واحدا.
كما أن «الأزرق» قلل بالخلاف ذوات الياء التي يميلها «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» . وقد استثنى له من ذلك رءوس الآي من السور الإحدى عشرة المتقدمة، فقد سبق التنبيه على انه يقللها قولا واحدا سوى ما استثنى.
كما أن «الأزرق» قلل بالخلاف كلمة «أراكهم» من قوله تعالى: وَلَوْ أَراكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ (سورة الأنفال الآية 43) مع كونه رائيا.
قال ابن الجزري:
.....
…
وكيف فعلى مع رءوس الآي حد
خلف سوى ذي الرّا .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حد» وهو: «أبو عمرو» قرأ بتقليل ذات الياء التي على وزن «فعلى» كيف أتت بفتح الفاء، أو كسرها، أو ضمها، بخلف عنه.
كما قرأ «أبو عمرو» بالتقليل بالخلاف في رءوس آي السور الإحدى عشرة المتقدمة يائيّها، وواويّها. وقد استثنى له من رءوس الآي «الرائي» فإنه يميله إمالة كبرى بدون خلاف. وقد سبق بيان ذلك عند شرح قول الناظم:
وفيما بعد راء حط ملا خلف
…
.....
قال ابن الجزري:
..... وأنّى ويلتا
…
يا حسرتي الخلف طوى قيل متى
بل عسى وأسفى عنه نقل
…
وعن جماعة له دنيا أمل
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالطاء من «طوى» وهو:
«الدوري» عن «أبي عمرو» قرأ الكلمات الآتية بالتقليل بالخلاف، والكلمات هي:
1 -
«أنّى» نحو قوله تعالى: فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (سورة البقرة الآية 223).
2 -
«يويلتى» من قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ (سورة المائدة الآية 31).
3 -
«يحسرتى» من قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56).
4 -
«بلى» نحو قوله تعالى: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً (سورة البقرة الآية 81).
5 -
«عسى» نحو قوله تعالى: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (سورة البقرة الآية 216).
6 -
«يأسفى» من قوله تعالى: وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84).
ومعنى قول الناظم: وعن جماعة له دنيا أمل. أي ورد عن «الدوري» عن «أبي عمرو» الإمالة الكبرى في لفظ «الدنيا» حيثما وقعت، وكيفما أتت، روى ذلك كلّ من:
1 -
«بكر بن شاذان بن عبد الله أبي القاسم البغدادي الحربي» ، المتوفى يوم
السبت التاسع من شوال سنة خمس وأربعمائة.
2 -
«عبد الملك بن بكران بن عبد الله بن العلاء أبي الفرج النهرواني القطان» ، المتوفى في رمضان سنة أربع وأربعمائة. عن «زيد» عن «أحمد بن فرح بن جبريل، أبي جعفر الضرير البغدادي» ، المتوفى سنة ثلاث وثلاثمائة عن «الدوري». وقد نصّ على ذلك كلّ من:
1 -
«أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن سوار» المتوفى سنة ستّ وتسعين وأربعمائة.
2 -
«محمد بن الحسين بن بندار أبي العز الواسطي القلانسي» .
3 -
«محمد بن علي بن أحمد أبي العلاء الواسطي البغداديّ» .
وحينئذ يكون للدوري عن «أبي عمرو» في لفظ «الدنيا» ثلاثة أوجه:
الفتح، والتقليل، والإمالة. ويكون «للسوسيّ» وجهان: الفتح والتقليل، كما تقدم أثناء شرح قول الناظم:
وكيف فعلى مع رءوس الآي حد
…
خلف سوى ذي الرّا
قال ابن الجزري:
حرفي رأى من صحبة لنا اختلف
…
وغير الأولى الخلف صف والهمز حف
وذو الضّمير فيه أو همز ورا
…
خلف منى قلّلهما كلّا جرى
وقبل ساكن أمل للرّا صفا في
…
وجميعهم كالاولى وقفا
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «صحبة» والمرموز له باللام من «لنا» وهم: «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وهشام» بخلف عنه، قرءوا بإمالة «الراء، والهمزة» إمالة محضة من كلمة «رءا» حيثما وقعت وكيف أتت، إذا لم يكن بعدها ساكن مثل:
1 -
«رءا كوكبا» من قوله تعالى: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً (سورة الأنعام الآية 76).
2 -
«رءا أيديهم» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ (سورة هود الآية 70).
3 -
«رءاه» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ (سورة النمل الآية 40).
4 -
«رءاها» من قوله تعالى: فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ (سورة النمل الآية 10).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» اختلف عنه في إمالة حرفي: «رءا» في غير الأولى، وهي التي في سورة الأنعام: رَأى كَوْكَباً (الآية 76).
أمّا «رءا» الأولى فإنه يميل الراء، والهمزة قولا واحدا.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حف» وهو: «أبو عمرو» أمال الهمزة وحدها، وفتح «الراء» من كلمة «رءا» إذا لم يكن بعدها ساكن حيثما وقعت، وكيف أتت.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «منى» وهو: «ابن ذكوان» اختلف عنه في إمالة الهمزة من «رءا» التي بعدها ضمير حيثما وقعت، وكيف أتت نحو قوله تعالى:
1 -
فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي (سورة النمل الآية 40).
2 -
فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ (سورة النمل الآية 10).
كما اختلف عنه في إمالة «الراء، والهمزة» معا، وحينئذ يكون «لابن ذكوان» في «رءا» التي بعدها ضمير ثلاثة أوجه:
الأول: إمالة الهمزة فقط.
الثاني: إمالة الراء، والهمزة معا.
الثالث: فتحهما معا.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جرى» وهو: «الأزرق» قرأ بتقليل «الراء، والهمزة» معا قولا واحدا في كلمة «رءا» حيثما وقعت، وكيف أتت، إذا لم يكن بعدها ساكن.
ثم أخبر الناظم أن مدلول «صفا» والمرموز له بالفاء من «في» وهم:
«شعبة، وخلف العاشر، وحمزة» قرءوا بإمالة «الراء» من كلمة «رءا» إذا وقع بعدها ساكن نحو قوله تعالى:
1 -
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي (سورة الأنعام الآية 77).
2 -
وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها (سورة الكهف الآية 53).
ثم بيّن الناظم أنه إذا وقف القارئ على كلمة «رءا» التي بعدها ساكن، فإنه يقرأ لجميع القراء مثل ما يقرأ لهم في كلمة «رءا كوكبا» إذ جميع القراء وردت عنهم القراءة بذلك.
قال ابن الجزري:
والألفات قبل كسر را طرف
…
كالدّار نار حز تفز منه اختلف
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالحاء من «حز» والتاء من «تفز» والميم من «منه» وهم: «أبو عمرو، والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان» بخلف عنه، قرءوا بإمالة الألفات الواقعة قبل راء مكسورة طرفا، نحو:
1 -
«الدار» من قوله تعالى: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (سورة الرعد الآية 24).
2 -
«أبصارهم» نحو قوله تعالى: وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ (سورة البقرة الآية 7).
3 -
«حمارك» من قوله تعالى: وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ (سورة البقرة الآية 259).
قال ابن الجزري:
وخلف غار تمّ والجار تلا
…
طب خلف هار صف حلا رم بن ملا
خلفهما .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالتاء من «تمّ» وهو: «الدوري» عن «الكسائي» قرأ بالفتح والإمالة في كلمة «الغار» من قوله تعالى: إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ (سورة التوبة الآية 40).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالتاء من «تلا» والطاء من «طب» وهما:
«الدوري» عن الكسائي، وعن «أبي عمرو» بخلف عنه أي الدوري عن «أبي عمرو» فقط قرأ بإمالة «والجار» من قوله تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ (سورة النساء الآية 36).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالصاد من «صف» والحاء من «حلا» والراء من «رم» والباء من «بن» والميم من «ملا» وهم: «شعبة، وأبو عمرو، والكسائي، وقالون، وابن ذكوان» بخلف عنهما، قرءوا بإمالة الألف الواقعة قبل الراء من «هار» من قوله تعالى: أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ (سورة التوبة الآية 109).
قال ابن الجزري:
..... وإن تكرّر حط روى
…
والخلف من فوز .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حط» ومدلول «روى» وهم: «أبو عمرو، والكسائي، وخلف العاشر، قرءوا بإمالة الألف الواقعة قبل راء مكسورة مكررة نحو:
1 -
«القرار» من قوله تعالى: وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (سورة غافر الآية 39).
2 -
«الأبرار» نحو قوله تعالى: وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ (سورة آل عمران الآية 193).
3 -
«الأشرار» من قوله تعالى: كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (سورة ص الآية 62).
قال ابن الجزري:
.....
…
..... وتقليل جوى
للباب جبّارين جار اختلفا
…
وافق في التكرير قس خلف ضفا
المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالجيم من «جوى» وهو:
«الأزرق» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة، المتطرفة، سواء كانت مكررة أم غير مكررة، سوى أنه اختلف عنه- أي عن «الأزرق» - في تقليل كلمتين وهما:
1 -
«جبّارين» من قوله تعالى: قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ (سورة المائدة الآية 22). وقوله تعالى: وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (سورة الشعراء الآية 130).
2 -
«الجار» من قوله تعالى: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ (سورة النساء الآية 36).
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالقاف من «قس» وهو: «خلاد» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة بخلف عنه. وأن المرموز له بالضاد من «ضفا» وهو: «خلف» عن «حمزة» قرأ بتقليل الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة.
تنبيه: يفهم من قول الناظم: «والخلف من فوز» وقوله: «وافق في التكرير قس خلف ضفا» .
أن «خلاد» له في الألفات الواقعة قبل الراء المكسورة المتطرفة المكررة ثلاثة أوجه: الإمالة المحضة، والتقليل بيّن بين، والفتح.
وأن «خلفا» عن حمزة له في هذه الألفات وجهان: الإمالة والتقليل.
قال ابن الجزري:
وخلف قهّار البوار فضّلا
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فضّلا» وهو: «حمزة» اختلف عنه في تقليل الكلمتين الآتيتين:
1 -
«القهّار» حيث وقع في القرآن نحو قوله تعالى: وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (سورة إبراهيم الآية 48).
2 -
«البوار» من قوله تعالى: وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ (سورة إبراهيم الآية 28).
قال ابن الجزري:
.....
…
توراة جد والخلف فضل بجّلا
وقال:
.....
…
توراة من شفا حكيما ميّلا
وغيرها للأصبهاني لم يمل
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جد» والفاء من «فضل» والباء من «بجّلا» وهم: «الأزرق، وحمزة، وقالون» بخلف عنهما، يقرءون بتقليل كلمة «التوراة» حيث وقعت نحو قوله تعالى: وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ (سورة آل عمران الآية 3) والوجه الثاني ل «حمزة» هو «الإمالة المحضة» المفهومة من قول الناظم:
.....
…
توراة من شفا حكيما ميّلا
والوجه الثاني ل «قالون» هو الفتح.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «شفا» والمرموز له بالحاء من «حكيما» وهم: «ابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو» والمصرح باسمه وهو: «الأصبهاني» كل هؤلاء يقرءون بإمالة كلمة «التوراة» حيثما وقعت إمالة كبرى. من هذا يفهم أن القراء في كلمة «التوراة» على خمسة مذاهب:
1 -
التقليل قولا واحدا للأزرق.
2 -
الإمالة قولا واحدا لابن ذكوان، والكسائي، وخلف العاشر، وأبي عمرو، والأصبهاني.
3 -
التقليل، والإمالة الكبرى، لحمزة.
4 -
التقليل، والفتح، لقالون.
5 -
الفتح لباقي القراء وهم: «ابن كثير، وهشام، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» .
قال ابن الجزري:
وكيف كافرين جاد وأمل
…
تب حزمنا خلف غلا وروح قل
معهم بنمل .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جاد» وهو: «الأزرق» قرأ بإمالة الألف التي بعد الكاف من كلمة «كافرين» كيف أتت بالياء، معرفة أو منكرة، مجرورة، أو منصوبة، نحو قوله تعالى: وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (سورة البقرة الآية 19).
وقوله تعالى: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (سورة آل عمران الآية 32).
وقوله تعالى: وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ (سورة الأنعام الآية 130).
وقوله تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ (سورة المائدة الآية 54).
وقوله تعالى: وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ (سورة الأعراف الآية 93).
ثم أمر الناظم بإمالة كلمة «كافرين» كيف أتت إمالة كبرى للمرموز له بالتاء من «تب» والحاء من «حز» والميم من «منا» والغين من «غلا» وهم:
«الدوري عن الكسائي، وأبو عمرو، ورويس، وابن ذكوان» بخلف عنه.
ثم أخبر الناظم أن المصرح باسمه وهو: «روح» قرأ بإمالة كلمة «كافرين» التي في سورة النمل فقط، وهي في قوله تعالى: إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (سورة النمل الآية 43).
قال ابن الجزري:
..... والثّلاثي فضّلا
…
في خاف طاب ضاق حاق زاغ لا
زاغت وزاد خاب كم خلف فنا
…
وشاء جا لي خلفه فتى منا
المعنى: اختلف القراء في إمالة الألف الواقعة عينا من الفعل الماضي الثلاثي، وذلك في عشرة أفعال وهي:
1 -
«خاف» نحو قوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً (سورة البقرة الآية 182).
2 -
«طاب» من قوله تعالى: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ (سورة النساء الآية 3).
3 -
«ضاق» نحو قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً (سورة هود الآية 77).
4 -
«حاق» نحو قوله تعالى: فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (سورة الأنعام الآية 10).
5 -
«زاغ» من قوله تعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (سورة النجم الآية 17).
6 -
«زاد» نحو قوله تعالى: فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً (سورة التوبة الآية 124).
7 -
«خاب» نحو قوله تعالى: وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (سورة إبراهيم الآية 15).
8 -
«شاء» نحو قوله تعالى: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى (سورة الأنعام الآية 35).
9 -
«جاء» نحو قوله تعالى: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها (سورة الأنعام الآية 109) 10 - «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14).
وقد اشترط في الفعل أن يكون ماضيا ليخرج ما فيه حرف المضارعة نحو: «يشاء، وأشاء، ويخافا، ويحيق، ويزيغ» فقد اتفق القراء على قراءة هذا ونحو بالفتح.
واشترط أيضا أن يكون الفعل ثلاثيا ليخرج الفعل الرباعي نحو:
«فأجاءها» من قوله تعالى: فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ (سورة مريم الآية 23).
ونحو: «أزاغ» من قوله تعالى: أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (سورة الصف الآية 5) فقد اتفق القراء على قراءة هذا ونحوه بالفتح.
وقد أمال «حمزة» جميع هذه الأفعال العشرة بشروطها، ووافقه بعض القراء في إمالة بعض هذه الأفعال. وهذا تفصيل مذهب القراء في إمالة هذه الأفعال العشرة:
فقد أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فضلا» وهو: «حمزة» اختصّ بإمالة خمسة أفعال وهي: «خاف، طاب، ضاق، حاق، زاغ» .
وقد استثنى له من ذلك، «زاغت» من قوله تعالى: إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ (سورة الأحزاب الآية 10) وقوله تعالى: أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ (سورة ص الآية 63) فقد قرأ هذه الكلمة في موضعيها بالفتح كباقي القراء.
ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» والفاء من «فنا» وهما:
«حمزة، وابن عامر» ، قرآ بإمالة فعلين بخلف عن «ابن عامر» والفعلان هما:
«زاد، خاب» . إلا أن الرواة عن «ابن ذكوان» اتفقوا على إمالة «فزادهم الله مرضا» أول البقرة (آية 10)، وقد أشار إلى ذلك الناظم بقوله:
.....
…
.... وأولى زاد لا خلف استقر
ثم أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «لي» ومدلول «فتى» ، والمرموز له بالميم من «منا» وهم:«هشام» بخلف عنه، و «حمزة، وخلف العاشر، وابن ذكوان» يقرءون بإمالة فعلين بخلف عن «هشام» والفعلان هما: «شاء، جاء» .
أمّا الكلمة العاشرة من الأفعال الممالة فهي «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14) وقد أشار الناظم إلى من يميلها بقوله فيما سيأتي:
.
…
..... ران رد صفا فخر
أي أن المرموز له بالراء من «ردّ» والصاد من «صفا» والفاء من «فخر» وهم: «الكسائي، وشعبة، وحمزة» قرءوا بإمالة الألف التي بعد الراء من «ران» .
قال ابن الجزري:
وخلفه الإكرام شاربينا
…
إكراههنّ والحواريّينا
عمران والمحراب غير ما يجر
…
فهو وأولى زاد لا خلف استقر
المعنى: أخبر الناظم أن الذي عاد عليه الضمير في قوله: «وخلفه» وهو «ابن ذكوان» اختلف عنه في إمالة ستّ كلمات وهي:
1 -
«الإكرام» من قوله تعالى: وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (سورة الرحمن الآية 27). ومن قوله تعالى: تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ (سورة الرحمن الآية 78).
2 -
«للشاربين» من قوله تعالى: لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِينَ (سورة النحل الآية 66). ومن قوله تعالى: بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة الصافات الآية 46).
ومن قوله تعالى: وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (سورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الآية 15).
3 -
«إكرههنّ» من قوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (سورة النور الآية 33).
4 -
«الحواريّين» المجرور وهو في موضعين:
الأول: في قوله تعالى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ (سورة المائدة الآية 111).
الثاني: من قوله تعالى: كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ (سورة الصف الآية 14).
5 -
«عمران» حيث أتى في القرآن نحو قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (سورة آل عمران الآية 33).
6 -
«المحراب» غير المجرور، كيف وقع، نحو قوله تعالى:
كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً (سورة آل عمران الآية 37). أمّا «المحراب» المجرور، فإن «ابن ذكوان» يميله قولا واحدا، نحو قوله تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ (سورة آل عمران الآية 39).
قال ابن الجزري:
مشارب كم خلف .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» بخلف عنه قرأ «مشارب» من قوله تعالى: وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ (سورة يس الآية 73) بالفتح والإمالة.
قال ابن الجزري:
..... عين آنيه
…
مع عابدون عابد الجحد ليه
خلف .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له باللام من «ليه» وهو: «هشام» بخلف عنه، قرأ بالفتح والإمالة في الكلمات الثلاث الآتية:
1 -
«ءانية» التي قبلها «عين» من قوله تعالى: تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ (سورة الغاشية الآية 5). وقيد الناظم «ءانية» ب «عين» ليخرج ما عداها وهو قوله تعالى: وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ (سورة الإنسان الآية 15) فإن هشاما يقرأه بالفتح فقط.
2 -
«عابدون» من قوله تعالى: وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (سورة الكافرون الآيتان 3 - و 5).
3 -
«عابد» من قوله تعالى: وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (سورة الكافرون الآية 4).
وقيّد الناظم «عابدون» بسورة الجحد أي الكافرون، لأنّ «الجحد» اسم من أسمائها لما اشتملت عليه من النفي، ليخرج «عابدون» في غير هذه السورة فإن «هشاما» يقرأه بالفتح قولا واحدا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عابِدُونَ (سورة البقرة الآية 138).
قال ابن الجزري:
..... تراءى الرّا فتى
…
... .....
المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» قرآ بإمالة الألف التي بعد «الراء» من «تراءا» من قوله تعالى: فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (سورة الشعراء الآية 61) وهذا الحكم حالة وصل «تراءا» بما بعدها. أمّا حالة الوقف على «تراءا» فإن «حمزة، وخلف العاشر» يميلان الألف التي بعد الراء، والتي بعد الهمزة. والكسائي يميل الألف التي بعد الهمزة، والأزرق له فيها الفتح والتقليل. عملا بقول الناظم:
بل قبل ساكن بما أصّل قف
…
.....
قال ابن الجزري:
..... النّاس بجر
…
طيّب خلفا .....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالطاء من «طيّب» وهو: «الدوري» عن «أبي عمرو» قرأ بإمالة «الناس» المجرور حيث وقع بخلف عنه، نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 8).
قال ابن الجزري:
......
…
... ران رد صفا فخر
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رد» والصاد من «صفا» والفاء من «فخر» وهم: «الكسائي، وشعبة، وحمزة» ، قرءوا بإمالة الألف التي بعد «الراء» من «ران» من قوله تعالى: كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ (سورة المطففين الآية 14). وهذا هو الفعل العاشر من الأفعال الثلاثية الممالة العين، وقد تقدم بيان ذلك.
قال ابن الجزري:
وفي ضعافا قام بالخلف ضمر
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالقاف من «قام» والضاد من «ضمر» وهما: «خلاد» بخلف عنه، و «خلف» عن «حمزة» يقرءان بإمالة «ضعفا» من قوله تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً (سورة النساء الآية 9).
قال ابن الجزري:
.....
…
آتيك في النّمل فتى والخلف قر
المعنى: أخبر الناظم أن مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» قرآ بإمالة «ءاتيك» الذي في سورة «النمل» بخلف عن خلاد المفهوم من قوله:
«والخلف قر» فالقاف لخلاد. وقد جاء «ءاتيك» في «النمل» في موضعين هما قوله تعالى:
1 -
قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ (سورة النمل الآية 39).
2 -
قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (سورة النمل الآية 40).
وقيد الناظم «ءاتيك» بالنمل ليخرج غيره نحو قوله تعالى: وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (سورة الدخان الآية 19) فإنه يقرأ بالفتح قولا واحدا.
قال ابن الجزري:
ورا الفواتح أمل صحبة كف
…
حلا .....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الراء» في فواتح الست سور، يعني:«الر» و «المر» لمدلول: «صحبة» والمرموز له بالكاف من «كف» والحاء من «حلا» وهم:
«شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر، وأبو عمرو» .
والستّ سور هي: يونس، هود، يوسف، الرعد، إبراهيم، الحجر.
قال ابن الجزري:
.....
…
وها كاف رعى حافظ صف
وتحت صحبة جنا الخلف حصل
…
.....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الهاء» من فاتحة «مريم» عليها السلام للمرموز له بالراء من «رعى» والحاء من «حافظ» والصاد من «صف» وهم: «الكسائي، وأبو عمرو، وشعبة» .
ثم أمر بإمالة «الهاء» من «طه» لمدلول «صحبة» والمرموز له بالجيم من «جنا» والحاء من «حصل» وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو، والأزرق» بخلف عنه.
قال ابن الجزري:
.....
…
يا عين صحبة كسا والخلف قل
لثالث لا عن هشام .....
…
.....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الياء» في فاتحة «مريم» عليها السلام لمدلول «صحبة» والمرموز له بالكاف من «كسا» وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وابن عامر» بخلف عن «هشام» وأبو عمرو بخلف عنه أيضا، إلّا أن الخلاف عن «أبي عمرو» قليل، وعن «هشام» كثير: أي أن رواة الإمالة عن «أبي عمرو» أقل من رواة الفتح. ورواة الإمالة عن «هشام» أكثر من رواة الفتح.
قال ابن الجزري:
..... طا شفا
…
صف .....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الطاء» من «طه، وطسم، وطس» لمدلول
«شفا» والمرموز له بالصاد من «صف» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة» .
قال ابن الجزري:
.....
…
حا منى صحبة .....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الحاء» من فواتح «حم» السبعة للمرموز له بالميم من «منى» ومدلول «صحبة» وهم: «ابن ذكوان، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .
قال ابن الجزري:
.....
…
..... يس صفا
رد شد فشا وبين بين في أسف
…
خلفهما .....
المعنى: أمر الناظم بإمالة «الياء» من فاتحة «يس» للمرموز له بالصاد من «صفا» والراء من «رد» والشين من «شد» والفاء من «فشا» وهم: «شعبة، والكسائي، وروح، وحمزة» بخلف عنه.
ثم أمر بتقليل «الياء» من فاتحة «يس» للمرموز له بالفاء من «في» والألف من «أسف» وهما: «حمزة، ونافع» بخلف عنهما. وحينئذ يكون ل «حمزة» الإمالة، والتقليل، ول «نافع» الفتح، والتقليل.
قال ابن الجزري:
.....
…
..... را جد .....
المعنى: أمر الناظم بتقليل الراء بين بين من فاتحة «الر، المر» للمرموز له بالجيم من «جد» وهو: «الأزرق» .
قال ابن الجزري:
.....
…
..... وإذ ها يا اختلف
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالألف من «إذ» وهو: «نافع» ورد الخلاف عنه في تقليل كلّ من «الهاء، والياء» من فاتحة مريم عليها السلام، والفتح والتقليل صحيحان عن «نافع» .
قال ابن الجزري:
وتحت ها جىء .....
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالجيم من «جىء» وهو: «الأزرق» اختلف عنه في تقليل «الهاء» من «طه» والوجه الثاني له الإمالة المحضة، كما تقدم أثناء شرح قول الناظم: وتحت صحبة جنا الخلف.
قال ابن الجزري:
..... حا حلا خلف جلا
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حلا» والجيم من «جلا» ، وهما:«الأزرق، وأبو عمرو» بخلف عنه قرا بتقليل «الحاء» من «حم» السبعة.
قال ابن الجزري:
.....
…
توراة من شفا حكيما ميّلا
وغيرها للأصبهاني لم يمل
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالميم من «من» ومدلول «شفا» والحاء من «حكيما» وهم: «ابن ذكوان، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو» يقرءون بإمالة «التوراة» حيثما وقعت وكيف أتت ومعهم «الأصبهاني» أي يميلها أيضا إمالة محضة. وقد تقدم أن «الأزرق» يقللها قولا واحدا، وأن «حمزة، وقالون» يقللانها بالخلاف، أثناء شرح قول الناظم:
.....
…
توراة جد والخلف فضل بجّلا
وحينئذ يكون لحمزة التقليل، والإمالة. ولقالون: الفتح، والتقليل.
وللأزرق: التقليل فقط. ولكل من «ابن ذكوان، والكسائي، وخلف العاشر، وأبي عمرو، والأصبهاني» الإمالة الكبرى. وللباقين الفتح فقط، وهم:«قالون، وابن كثير، وهشام، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» .
قال ابن الجزري:
.....
…
وخلف إدريس برؤيا لا بأل
المعنى: أخبر الناظم أن المصرح باسمه وهو: «إدريس» اختلف عنه في إمالة «رؤيا» المجرد من الألف واللام كيف وقع وحيث أتى، نحو قوله تعالى:
قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (سورة يوسف الآية 5).
أمّا إذا كان معرفا بالألف واللام فإن «إدريس» يقرأه بالفتح قولا واحدا نحو قوله تعالى: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ (سورة الإسراء الآية 60).
قال ابن الجزري:
وليس إدغام ووقف إن سكن
…
يمنع ما يمال للكسر وعن
سوس خلاف ولبعض قلّلا
…
.....
المعنى: أخبر الناظم أنه إذا وقف القارئ على ما أميل لأجل كسرة سواء كانت الإمالة كبرى، أو صغرى، مثل:«الدار، والحمار، والنار، والأبرار، والناس، والمحراب» فلا يمنع ما أدغم منه، أو وقف عليه بالسكون المحض «إمالته» محضة كانت أو بين بين، لعروض ذلك. مثال إدغام الراء في الراء نحو قوله تعالى: فَقِنا عَذابَ النَّارِ* رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ (سورة آل عمران الآيتان 191 - 192). ومثال إدغام الراء في اللام نحو قوله تعالى: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (سورة المطففين الآية 18).
واشترط في الوقف أن يكون بالسكون المحض ليخرج الوقف بالروم فإنه لا كلام فيه، لأن الروم كالوصل.
إلّا أنه اختلف عن «السوسي» حالة الإدغام، وحالة الوقف بالسكون
المحض، فورد عنه في ذلك ثلاثة أوجه وهي: 1 - الفتح- 2 - الإمالة- 3 - التقليل.
قال ابن الجزري:
.....
…
وما بذي التّنوين خلف يعتلا
بل قبل ساكن بما أصّل قف
…
وخلف كالقرى الّتي وصلا يصف
المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف لجميع القراء على ما منع إمالته «تنوين، أو ساكن» بما أصّل لكل واحد منهم، وسبق بيانه، سواء كان فتحا، أو تقليلا، أو إمالة:
فمن كان مذهبه الفتح وقف له بالفتح. ومن كان مذهبه التقليل وقف له بالتقليل. ومن كان مذهبه الإمالة وقف له بالإمالة.
مثال ما منع إمالته التنوين، أو الساكن:
1 -
«هدى» نحو قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (سورة البقرة الآية 2).
2 -
«قرى» نحو قوله تعالى: قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ (سورة سبأ الآية 18).
3 -
«موسى الكتب» نحو قوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ (سورة البقرة الآية 87).
4 -
«ذكرى الدار» من قوله تعالى: إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (سورة ص الآية 46).
إلّا أنه اختلف عن «السوسي» وصلا فيما منع إمالته «السكون» وكان من ذوات «الراء» نحو: «القرى التي» من قوله تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها (سورة سبأ الآية 18) فروي عنه في ذلك وجهان: الفتح، والإمالة. والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما.
قال ابن الجزري:
وقيل قبل ساكن حرفي رأى
…
عنه ورا سواه مع همز نأى
المعنى: أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة «الراء، والهمزة» معا، من «رءا» إذا كانت قبل ساكن.
قال ابن الجزري:
«وأمّا إمالة الراء والهمزة للسوسي فهو مما قرأ به «الداني» على شيخه «أبي الفتح» وقد تقدم آنفا أنه إنما قرأ عليه بذلك من غير طريق «أبي عمران موسى ابن جرير» وإذا كان الأمر كذلك فليس إلى الأخذ به من طريق الشاطبية، ولا من طريق التيسير، ولا من طريق كتابنا سبيل» اهـ «1» .
كما أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة «الراء» من «رءا» إذا لم تكن قبل ساكن.
قال «ابن الجزري» : «وأمال «أبو عمرو» الهمزة فقط في المواضع السبعة وانفرد «أبو القاسم الشاطبي» بإمالة «الراء» أيضا عن «السوسي» بخلاف عنه، فخالف فيه سائر الناس من طرق كتابه، ولا أعلم هذا الوجه روي عن «السوسي» من طريق الشاطبية، والتيسير، بل ولا من طرق كتابنا أيضا» اهـ «2» .
كما أخبر الناظم أن بعض أهل الأداء نقل عن «السوسي» إمالة الهمزة من «نأى» وهو في «الإسراء، وفصلت» .
قال ابن الجزري: «وانفرد «فارس بن أحمد» في أحد وجهيه عن «السوسي» بالإمالة في الموضعين، وتبعه على ذلك الشاطبي، وأجمع الرواة عن «السوسي» من جميع الطرق على الفتح، لا نعلم بينهم في ذلك خلافا» اهـ «3» .
تمّ باب الفتح والإمالة وبين اللفظين ولله الحمد والشكر
(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 47.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 45.
(3)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 44.