المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«باب المد والقصر» - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌«المقدمة»

- ‌الهادي شرح طيّبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها

- ‌منهج الشرح

- ‌وهذا نصّ إجازة شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان»:

- ‌«مقدّمة ابن الجزري»

- ‌«فضل حملة القرآن»

- ‌«فضل قراءة القرآن»

- ‌«أركان القراءة الصحيحة»

- ‌«الأدلة على نزول القراءات»

- ‌«بيان المراد من الأحرف السبعة»

- ‌«الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

- ‌شيوخ الإمام «نافع»:

- ‌تلاميذ «الإمام نافع»:

- ‌تنبيه:

- ‌الراوي الأول عن «الإمام نافع» «قالون» ت 220 ه

- ‌الراوي الثاني عن «الإمام نافع» «ورش» ت 197 ه

- ‌شيوخ «ابن كثير»:

- ‌الراوي الأول عن «ابن كثير» «البزّي» ت 250 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن كثير»: «قنبل» ت 291 ه

- ‌شيوخ «أبي عمرو بن العلاء البصري»:

- ‌الراوي الأول عن «أبي عمرو بن العلاء» «الدّوري» ت 246 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي عمرو بن العلاء» «السّوسي» ت 261 ه

- ‌شيوخ «ابن عامر»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام ابن عامر» «هشام» ت 245 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن عامر» «ابن ذكوان» ت 242 ه

- ‌شيوخ «الإمام عاصم»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام عاصم» «شعبة» ت 193 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام عاصم» «حفص» ت 180 ه

- ‌شيوخ «حمزة»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام حمزة» «خلف» ت 229 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام حمزة» «خلّاد» ت 220 ه

- ‌شيوخ الإمام الكسائي:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام الكسائي» «أبو الحارث» ت 240 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام الكسائي» «حفص الدوريّ» ت 246 ه

- ‌شيوخ «الإمام أبي جعفر»

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام أبي جعفر» «ابن وردان» ت 160 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي جعفر» «ابن جمّاز» ت 170 ه

- ‌شيوخ «الإمام يعقوب»

- ‌الرّاوي الأوّل عن «الإمام يعقوب» «رويس» ت 238 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام يعقوب» «روح» ت 234 ه

- ‌«الطّرق الثمانون»

- ‌«نظم الطرق الثمانين»

- ‌«الرموز الحرفيّة»

- ‌«جدول بالرموز الحرفيّة ومدلولاتها»

- ‌«الرموز الكلميّة»

- ‌«جدول بالرموز الكلميّة ومدلولاتها»

- ‌«من مصطلحات ابن الجزري»

- ‌«استعمال الأضداد»

- ‌«ابن الجزريّ يشيد بمكانة «ألفيّته»: «الطّيّبة»»

- ‌«الحديث عن مخارج الحروف»

- ‌«هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن صفات الحروف»

- ‌القسم الأوّل: صفات لها ضدّ

- ‌«الحديث عن الصفات التي لا ضدّ لها»

- ‌فائدة:

- ‌«أقسام الصفات من حيث القوّة والضّعف»

- ‌«هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن كيفيّة قراءة القرآن»

- ‌التّحقيق

- ‌والحدر: هو: الإسراع

- ‌والتّدوير:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌«حكم تعلّم التجويد وبيان معناه»

- ‌«بعض احكام التجويد»

- ‌«أقسام الوقف»

- ‌1 - التامّ:

- ‌2 - الكافي:

- ‌3 - الحسن:

- ‌4 - القبيح:

- ‌«القطع، والوقف، والسكت»

- ‌«مقدمة ابن الجزري»

- ‌«باب الاستعاذة»

- ‌«باب البسملة»

- ‌«باب الإدغام الكبير»

- ‌«باب هاء الكناية»

- ‌«باب المدّ والقصر»

- ‌«باب الهمزتين من كلمة»

- ‌«باب الهمزتين من كلمتين»

- ‌«باب الهمز المفرد»

- ‌«باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها»

- ‌«باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره»

- ‌«باب وقف حمزة وهشام على الهمز»

- ‌«باب الإدغام الصغير»

- ‌«فصل ذال إذ»

- ‌«فصل دال قد»

- ‌«فصل تاء التأنيث»

- ‌«فصل لام هل وبل»

- ‌«باب حروف قربت مخارجها»

- ‌«باب أحكام النون الساكنة والتنوين»

- ‌«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين»

- ‌«باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف»

- ‌«باب مذاهبهم في الراءات»

- ‌«باب اللامات»

- ‌«باب الوقف على أواخر الكلم»

- ‌«باب الوقف على مرسوم الخط»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الإضافة»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الزوائد»

- ‌«باب إفراد القراءات وجمعها»

الفصل: ‌«باب المد والقصر»

«باب المدّ والقصر»

المدّ لغة: الزيادة، واصطلاحا: إطالة زمن الصوت بحرف المدّ عند ملاقاة همز، أو سكون.

والقصر لغة: الحبس، واصطلاحا: إثبات حرف المدّ من غير زيادة عليه.

وحروف المدّ ثلاثة وهي:

1 -

الألف، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا.

2 -

الياء الساكنة المكسور ما قبلها.

3 -

الواو الساكنة المضموم ما قبلها.

وينقسم المدّ إلى قسمين: أصليّ، وفرعيّ:

فالمدّ الأصليّ، ويسمّى أيضا بالمدّ الطبيعي: هو الذي لا يتوقف مدّه على سبب من سببي المدّ الفرعي، وهما: الهمز، أو السكون.

والمدّ الفرعيّ: هو الذي يتوقّف مدّه على سبب من همز أو سكون.

وينقسم ستّة أقسام وهي:

1 -

المنفصل- 2 - المتصل- 3 - اللازم- 4 - البدل- 5 - اللين- 6 - العارض للسكون.

فالمدّ المنفصل: هو أن يكون حرف المدّ في كلمة، والهمز بعده في الكلمة الأخرى.

ص: 169

والمدّ المتصل: هو أن يكون حرف المدّ والهمز بعده في كلمة واحدة.

والمدّ اللازم: هو أن يقع بعد حرف المدّ سكون ثابت وصلا ووقفا.

وينقسم المدّ اللازم أربعة أقسام:

1 -

كلمي مثقّل- 2 - كلمي مخفّف- 3 - حرفي مثقّل- 4 - حرفي مخفّف.

ومدّ البدل: هو ما تقدم فيه الهمز على حرف المدّ.

ومدّ اللين: هو الواو، والياء الساكنتان، المفتوح ما قبلهما.

والمدّ العارض للسكون: هو ما وقع بعد حرف المدّ واللين، أو حرف اللّين سكون عارض حالة الوقف.

وسبب المدّ أي موجبه نوعان: 1 - لفظيّ- 2 - معنويّ.

فالسبب اللفظيّ: همز، أو سكون، وهذا هو المدّ الفرعي، وسبق بيان أقسامه الستّة.

والسبب المعنويّ: هو قصد المبالغة في النفي.

ويكون في مدّ «لا» النافية للجنس، للمبالغة في النفي.

ويكون أيضا في المدّ المنفصل الخاصّ بلفظ الجلالة نحو: «لا إله إلا الله» وذلك لقصد المبالغة في نفي الألوهيّة عمّا سوى الله تعالى.

قال «الإمام ابن الجزري» رحمه الله تعالى: وبه قرأت، وهو حسن.

وأنا أقول: وبه قرأت والحمد لله ربّ العالمين.

وسيأتي بعون الله تعالى التفصيل عن جميع أقسام المدود التي سبق بيانها، وبيان اختلاف القراء فيها، مع بيان مراتبهم في مقدار مدّ كلّ نوع على حدة، والله حسبي ونعم الوكيل.

قال ابن الجزري:

إن حرف مدّ قبل همز طوّلا

جد فد ومز خلفا وعن باقي الملا

ص: 170

وسّط وقيل دونهم نل ثمّ كل

روى فباقيهم أو اشبع ما اتّصل

للكلّ عن بعض وقصر المنفصل

بن لي حما عن خلفهم داع ثمل

المعنى: أخبر المؤلف رحمه الله تعالى بأن المرموز له بالجيم من «جد» والفاء من «فد» والميم من «مز» بخلف عنه وهم: «الأزرق» عن ورش، وحمزة، وابن ذكوان بخلف عنه، يقرءون بتطويل حرف «المدّ» أي بمدّه مدّا مشبعا وهو ستّ حركات، وقدّر علماء القراءات «الحركة» بزمن قبض «الإصبع» أو بسطه، والعبرة في ذلك على التّلقّي، وذلك إذا وقع حرف المدّ قبل الهمز: سواء كان منفصلا عنه، أو متصلا به:

فالمنفصل نحو: «بما أنزل» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ (سورة البقرة الآية 4).

والمتصل نحو: «أولئك» من قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 5).

ثمّ أمر الناظم رحمه الله تعالى بتوسيط المدّين: المغفل، والمتصل لباقي القراء العشرة، ويدخل معهم «ابن ذكوان» في وجهه الثاني. والتوسط مقداره:

أربع حركات.

ثمّ أخبر الناظم أن المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم» يقرأ المدّين بمرتبة دون مرتبة الطول، وهي خمس حركات، وهي فويق التوسط.

ثمّ أخبر أن المرموز له بالكاف من «كلّ» ومدلول «روى» وهم: «ابن عامر، والكسائي، وخلف العاشر» يقرءون المدّين بمرتبة دون مرتبة «عاصم» وهي: أربع حركات.

ثمّ أخبر أن باقي القراء وهم: «الأصبهاني عن «ورش» وقالون، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» يقرءون المدّين بمرتبة دون مرتبة التوسط، وهي: ثلاث حركات، وهي المسمّاة بفويق القصر.

ثم أمر الناظم بإشباع «المدّ المتصل» فقط لجميع القراء العشرة.

ص: 171

ثمّ أخبر الناظم بأن المرموز له بالباء من «بن» واللام من «لي» ومدلول «حما» والعين من «عن» بخلف عنهم، والمرموز له بالدال من «داع» والثاء من «ثمل» بدون خلاف وهم:«قالون، وهشام، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص» بخلف عنهم، و «ابن كثير، وأبو جعفر» بدون خلاف كل هؤلاء يقرءون بقصر المنفصل، أي بمده حركتين.

مما تقدم يتبيّن أن القراء في «المدّ المنفصل» على ثمان مراتب:

الأولى: قالون، والأصبهاني، وأبو عمرو، ويعقوب بالقصر، وفويق القصر، والتوسط.

الثانية: الأزرق، وحمزة، بالإشباع فقط.

الثالثة: ابن كثير، وأبو جعفر، بالقصر فقط.

الرابعة: هشام، بالقصر، والتوسط.

الخامسة: ابن ذكوان، بالتوسط، والإشباع.

السادسة: شعبة، بالتوسط، وفويق التوسط.

السابعة: حفص، بالقصر، والتوسط، وفويق التوسط.

الثامنة: الكسائي، وخلف العاشر، بالتوسط فقط.

وجه القصر: أنه الأصل أي بقاء حرف المدّ من غير زيادة عليه، ووجه المدّ وإن تفاوتت مراتبه للتمكّن من النطق بالهمز لبعد مخرجه حيث يخرج من «أقصى الحلق» .

وأنّ القراء في المدّ المتصل على أربع مراتب:

الأولى: قالون، والأصبهاني، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، بفويق القصر، والتوسط، والإشباع.

الثانية: الأزرق، وحمزة، بالإشباع فقط.

ص: 172

الثالثة: ابن عامر، والكسائي، وخلف العاشر، بالتوسط، والإشباع.

الرابعة: عاصم، بالتوسط، وفويق التوسط، والإشباع.

تنبيه: اتفق جميع القراء على عدم قصر المدّ المتصل، وفي هذا يقول «الإمام ابن الجزري»: تتبعت قصر المتصل فما وجدته في قراءة صحيحة، ولا شاذة» اهـ.

قال ابن الجزري:

والبعض للتّعظيم عن ذي القصر مد

.....

المعنى: ورد عن بعض أئمة القراءة الأخذ بالمدّ للتعظيم عن أصحاب قصر المنفصل المتقدم ذكرهم، وهو سبب معنوي، والمدّ هنا مقداره أربع حركات، وهو التوسط. نحو «لا إله إلّا الله» من قوله تعالى: إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (سورة الصافات الآية 35). ونحو: «لا إله إلا هو» من قوله تعالى: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً

واحِداً لا إِلهَ إِلَّا هُوَ

(سورة التوبة الآية 31).

ومن العلماء الذين ورد عنهم المدّ للتعظيم:

1 -

أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران، الأصبهاني، ثم النيسابوري، وهو أستاذ محقق ومن الثقات، قرأ على «ابن الأخرم، وابن بويان» . وغيرهما، وله عدّة مؤلفات منها: كتاب الشامل، والغاية، والمبسوط في القراءات، توفي سنة: إحدى وثمانين وثلاثمائة من الهجرة «1» .

2 -

أبو القاسم يوسف بن عليّ بن جبارة الهذلي، وهو: أستاذ كبير محقق، ومن الثقات، طاف البلاد من أجل القراءات، فكثر شيوخه، وقد بلغ عددهم

(1) أنظر: معرفة القراء الكبار للذهبي ج 1/ 347.

وغاية النهاية في طبقات القراء ج 1/ 49.

ص: 173

مائة واثنان وعشرون، وألّف «كتاب الكامل» في القراءات، جمع فيه طرقا كثيرة، وكان عالما بالنحو، والصرف، وعلل القراءات. توفي سنة خمس وستين وأربعمائة من الهجرة «1» .

3 -

عبد الكريم بن عبد الصمد بن محمد الطبري القطان الشافعي، شيخ أهل مكة المكرمة، وهو أستاذ محقق ومن الثقات، له عدّة مصنفات منها:

«التلخيص في القراءات الثمان، وسوق العروس» جمع فيه ألفا وخمسمائة رواية، وطريق». توفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة من الهجرة «2» . وقد قرأت بالمدّ للتعظيم، والحمد لله رب العالمين.

قال ابن الجزري:

.....

وأزرق إن بعد همز حرف مد

مدّ له واقصر ووسّط كنأى

فالآن أوتوا إيء آمنتم رأى

لا عن منوّن ولا السّاكن صحّ

بكلمة أو همز وصل في الأصح

وامنع يؤاخذ وبعادا الأولى

خلف والآن وإسرائيلا

المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى عن: «مدّ البدل» نحو: «ءادم» نحو قوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (سورة البقرة الآية 31) و «أوتي» نحو قوله تعالى: قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ (سورة الأنعام الآية 124) و «إيمان» نحو قوله تعالى: وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ (سورة الطور الآية 21).

فبين أن «الأزرق» عن «ورش» يقرأه بالقصر، والتوسط، والإشباع. وأن باقي القراء يقرءونه بالقصر فقط.

وجه القصر، أن علّة «المدّ» في كل من المنفصل، والمتصل، للتمكن من النطق بالهمز.

(1) أنظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 2/ 397.

ومعرفة القراء الكبار ج 1/ 329.

(2)

أنظر: غاية النهاية في طبقات القراء ج 1/ 401.

وطبقات المفسرين للداودي ج 1/ 338.

ص: 174

والهمز في «البدل» متقدم على حرف المدّ فليس هناك ما يدعو إلى المدّ.

ووجه من مدّه: نظر إلى وجود المدّ، والهمز في كلمة بصرف النظر عن تقدمه، أو تأخره.

وقد استثنى علماء القراءات القائلون بالتوسط، والإشباع «للأزرق» في مدّ البدل أصلين مطردين، وكلمة اتفاقا، وأصلا مطردا، وثلاث كلمات اختلافا.

أمّا الأصلان المطردان اتفاقا:

فأحدهما: أن تكون الألف مبدلة من التنوين وقفا نحو: «دعاء» من قوله تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً (سورة البقرة الآية 171) ونحو «هزؤا» من قوله تعالى: قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً (سورة البقرة الآية 67). ونحو «ملجأ» من قوله تعالى: لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ (سورة التوبة الآية 57).

فحكمها القصر إجماعا، لأنها غير لازمة.

والأصل الثاني المطرد اتفاقا: أن يكون قبل الهمزة ساكن صحيح متصل نحو: «القرآن» من قوله تعالى: الرَّحْمنُ* عَلَّمَ الْقُرْآنَ (سورة الرحمن الآيتان 1 - 2) ونحو: «مسئولا» من قوله تعالى: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا (سورة الإسراء الآية 36) فحكمها القصر إجماعا، لحذف صورة الهمزة رسما.

وأمّا الكلمة المستثناة باتفاق فهي: «يؤاخذ» كيف وقعت، نحو قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ (سورة البقرة الآية 225). وقوله تعالى:

وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ (سورة النحل الآية 61) فحكمها القصر إجماعا، وذلك لأنها من «واخذت» غير مهموز، وقد صرّح بذلك «الإمام أبو

عمرو الداني» ت 444 هـ.

والأصل المطرد المختلف فيه: حرف المدّ الواقع بعد همزة الوصل، في حالة الابتداء، نحو:«اؤتمن» من قوله تعالى: فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283). ونحو: «ائتوني» من قوله تعالى:

ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا (سورة الأحقاف الآية 4).

ص: 175

وجه المدّ في هذه الحالة وجود حرف مدّ بعد همزة محققة لفظا، وإن عرضت ابتداء.

ووجه القصر كون همزة الوصل عارضة، والابتداء بها عارض، فلم يعتدّ بالعارض. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما والحمد لله ربّ العالمين.

والكلمات الثلاث المختلف فيها، هي:

الأولى: «عادا الأولى» من قوله تعالى: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (سورة النجم الآية 50) وهي من المغير بالنقل.

والثانية: «آلآن» المستفهم بها في موضعي يونس، من قوله تعالى:

آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (سورة يونس الآية 51). وقوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (سورة يونس الآية 91) وهما من المغير بالنقل، والمراد الألف الأخيرة، لأن الأولى من باب اللازم.

وأصل هذه الكلمة «ءان» بهمزة مفتوحة ممدودة، وبعدها نون مفتوحة، وهي اسم مبني علم على الزمان الحاضر، ثم دخلت عليها «أل» التي للتعريف، ثم دخلت عليها همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان:

الأولى: همزة الاستفهام، والثانية: همزة الوصل. ويأتي في «آلآن» في يونس بحسب الاعتداد بالعارض، وعدمه، على الاستثناء، وعدمه للأزرق ستة أوجه، نظمها «ابن الجزري» في بيتين من الطويل وهما:

للأزرق في آلآن ستة أوجه

على وجه إبدال لدى وصله تجري

فمدّ وثلّث ثانيا ثمّ وسّطن

به وبقصر ثم بالقصر مع قصري

والكلمة الثالثة المختلف فيها: «إسرائيل» حيث وقعت في القرآن الكريم نحو قوله تعالى: يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (سورة البقرة الآية 47) وذلك لكثرة المدود لأنها دائما مركبة مع كلمة «يبني» والوجهان صحيحان في الكلمات الثلاث، وقد قرأت بهما.

ص: 176

قال ابن الجزري:

وحرفي اللّين قبيل همزة

عنه امددن ووسّطن بكلمة

لا موئلا موءودة ومن يمد

قصّر سوءات وبعض خصّ مد

شيء له مع حمزة .....

.....

المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى عن اختلاف القراء في «حرفي اللين» إذا وقع بعدهما همز متصل نحو: «شيء» كيف وقع في القرآن الكريم: مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا، ونحو:«كهيئة، سوأة» «1» مثل قوله تعالى: وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ (سورة الممتحنة الآية 11). وقوله تعالى:

وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً (سورة البقرة الآية 48). وقوله تعالى:

إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة الآية 20).

فبيّن رحمه الله تعالى أن القراء في حرفي اللين على مذهبين:

الأول: القصر لجميع القراء عدا «الأزرق» أي عدم المدّ بالكلية، وذلك لعدم إلحاقهما بحروف المدّ.

وقد ورد عن بعض علماء القراءات أمثال:

1 -

«أبي طاهر اسماعيل بن خلف الأنصاري» ت 455 هـ صاحب كتاب «العنوان» في القراءات السبع.

2 -

و «أبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون» ت 389 هـ.

3 -

و «أبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون» ت 399 هـ.

4 -

و «الحسن بن خلف بن عبد الله بن بليمة» ت 514 هـ.

وغيرهم من: المصريين، والمغاربة. «التوسط» بالخلاف في لفظ «شيء» كيف أتى في القرآن عن:«حمزة» .

(1) مثل قوله تعالى: كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ سورة آل عمران الآية 49.

مثل قوله تعالى: لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ سورة المائدة الآية 31.

ص: 177

والوجه الثاني له: «السكت» والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما.

المذهب الثاني:

التوسط، والإشباع «للأزرق» إلحاقا لهما بحروف المدّ لما فيهما من خفاء، سوى كلمتين وهما:

1 -

«موئلا» من قوله تعالى: بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (سورة الكهف الآية 58).

2 -

«الموءودة» من قوله تعالى: وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (سورة التكوير الآية 8).

فليس فيهما سوى القصر- أي عدم المدّ بالكلية- كباقي القراء. وذلك لعروض سكونهما لأنهما من: «وال، ووأد» .

واختلف أيضا عن «الأزرق» في «واو» سواتهما، سوءاتكم» من قوله تعالى: فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما (سورة الأعراف الآية 22). وقوله تعالى: يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ (سورة الأعراف الآية 26).

قال «ابن الجزري» في النشر: «فإني لا أعلم أحدا روى الإشباع في هذا الباب إلّا وهو يستثني «سوءات» اهـ «1» .

فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر أي عدم المد بالكلية، وهذا معنى قول ابن الجزري في الطيبة:

..... ومن يمد

قصّر سوءات .....

قال «ابن الجزري» ما معناه: وعلى هذا لا يتأتى لورش من طريق «الأزرق» في «سوءات» سوى أربعة أوجه وهي:

قصر الواو مع الثلاثة في البدل، والرابع التوسط فيهما طريق «الداني» وقد نظم رحمه الله تعالى ذلك في بيت هو:

(1) أنظر: النشر ج 1/ 347.

ص: 178

وسوآت قصر الواو والهمز ثلّثا

ووسّطهما فالكلّ أربعة فادر

وذهب بعض علماء القراءات إلى قصر المدّ في حرفي اللين عن «الأزرق» على لفظ «شيء» فقط كيف أتى مرفوعا، أو منصوبا، أو مجرورا. والمراد بالمدّ:

التوسط، والإشباع. أما غير «شيء» من حرفي اللين فأصحاب هذا المذهب يقرءونه بعدم المدّ بالكلية.

وهذا معنى قول «ابن الجزري» :

وبعض خصّ مد

شيء له مع حمزة

تنبيه: سبق أن قلت إن الخلاف في حرفي اللين مشروط بوقوع همز متصل بعدهما. أما إذا كان الهمز منفصلا عن حرفي اللين نحو: «خلوا إلى، ابني ءادم» من قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ (سورة البقرة الآية 14) وقوله تعالى:

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ (سورة المائدة الآية 27). فإنه لا خلاف فيه بين القراء، وحكمه عدم المدّ بالإجماع.

قال ابن الجزري:

..... والبعض مد

لحمزة في نفي لا كلا مرد

المعنى: ورد عن بعض علماء القراءات مدّ المبالغة في النفي للتنزيه عن «حمزة» في «لا» النافية للجنس حيثما وقعت في القرآن الكريم، ومقدار المدّ أربع حركات، وذلك لضعف السبب لأنه سبب معنوي. وهو وجه صحيح وقد قرأت به. مثال ذلك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (سورة البقرة الآية 2). وقوله تعالى: لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (سورة هود الآية 22).

وقوله تعالى: وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ (سورة الرعد الآية 11). وقوله تعالى: فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها (سورة النمل الآية 37).

قال ابن الجزري:

وأشبع المدّ لساكن لزم

ونحو عين فالثّلاثة لهم

كساكن الوقف وفي اللّين يقل

طول .....

ص: 179

المعنى: هذا شروع من المؤلف رحمه الله تعالى عن الحديث عن السبب الثاني من أسباب المدّ الفرعيّ، وهو السكون:

والسكون إمّا أن يكون لازما، أي لا يتغير وقفا، ولا وصلا.

وإمّا أن يكون السكون عارضا حالة الوقف فقط.

فإذا كان السكون لازما، فإما أن يكون قبله حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط:

فإن كان قبله حرف مدّ ولين فقد يكون في كلمة نحو: «الحاقّة» ، «ءالآن» أو في حرف نحو «الم» ، «ق» ، «ص»: وحكمه في هذه الحالة إشباع المدّ بمقدار ستّ حركات لجميع القراء. وإن كان السكون لازما وقبله حرف لين نحو:

«عين» من قوله تعالى: كهيعص، عسق:

فحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء.

وإن كان السكون عارضا حالة الوقف:

فإمّا أن يكون قبله حرف مدّ ولين، نحو:«الرحيم» نستعين، «للمتقين» .

وحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء.

وإن كان قبل السكون العارض حرف لين نحو: «البيت، خوف» من قوله تعالى: فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (سورة قريش الآية 3). وقوله تعالى:

وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (سورة قريش الآية 4).

فحكمه في هذه الحالة جواز قصره، وتوسطه، ومدّه، لكل القراء. إلّا أن علماء القراءات الذين ورد عنهم «الطول» في هذا النوع قليلون، والأكثرون ورد عنهم فيه القصر، والتوسط. والأوجه الثلاثة صحيحة، وقد قرأت بها.

قال ابن الجزري:

.....

... وأقوى السّببين يستقل

ص: 180

المعنى: إذا اجتمع سببان: قويّ، وضعيف، عمل بالقويّ وألغي الضعيف إجماعا. وقد نظم بعض علماء القراءات مراتب المدود فقال:

أقوى المدود لازم فما اتّصل

فعارض فذو انفصال فبدل

وهذه أمثلة لما اجتمع فيه سببان: أحدهما قويّ، والآخر ضعيف:

1 -

قوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ من قوله تعالى: وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (سورة يوسف الآية 16).

فقد اجتمع مدّان: الأول: المدّ المنفصل، والثاني: مدّ البدل: والمدّ المنفصل أقوى من مدّ البدل، ولهذا يجب إلغاء مدّ البدل بالنسبة للأزرق، ويعمل له بالمدّ المنفصل. وبناء عليه فلا يجوز للأزرق القصر، أو التوسط في مدّ البدل بل يتعين إشباع المدّ عملا بأقوى السببين.

2 -

«يشاء» حالة الوقف عليها من قوله تعالى: فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية 284).

فقد اجتمع في كلمة «يشاء» حالة الوقف عليها مدّان لمن يقرأ بتحقيق الهمز، وهما: المدّ المتصل، والمدّ العارض للسكون، والمدّ المتصل أقوى من المدّ العارض للسكون. وبناء عليه فلا يجوز فيه القصر وقفا عن أحد من القراء الذين يهمزون.

3 -

«مستهزءون» حالة الوقف عليها، من قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (سورة البقرة الآية 14).

فقد اجتمع في كلمة «مستهزءون» حالة الوقف عليها مدّان: المدّ العارض للسكون، ومدّ البدل، والمدّ العارض للسكون أقوى من مدّ البدل. وبناء عليه فلا يجوز التثليث للأزرق وقفا إلّا على مذهب من قصر مدّ البدل، عملا بأقوى السببين. وحينئذ تصبح الأوجه الجائزة للأزرق في نحو هذا ستّة أوجه وهي:

من قرأ بقصر البدل وصلا، وقف كذلك إن لم يعتدّ بالعارض، ووقف بالتوسط، والإشباع إن اعتدّ به.

ص: 181

ومن قرأ بتوسط البدل وصلا، وقف به إن لم يعتدّ بالعارض، وبالإشباع إن اعتدّ به.

ومن قرأ بإشباع البدل وصلا، وقف كذلك سواء اعتد بالعارض أو لم يعتدّ به.

وعلى ما ذكرته يستعمل القارئ القياس. وقد قرأت بذلك وأقرأت به، والحمد لله ربّ العالمين.

فإن قيل: نريد الكشف عن علّة ترتيب المدود من حيث القوّة والضعف.

أقول: أقوى المدود «المدّ اللازم» لأن سبب مدّه السكون اللازم، ولا يتمكّن من النطق بالساكن بحقه إلّا بالمد، ولذلك اتفق القراء العشرة على مدّه مدّا مشبعا.

يليه «المدّ المتصل» لأن سببه «الهمز المتصل» والهمز من أبعد الحروف مخرجا، إذ يخرج من «أقصى الحلق» ولذلك أجمع القراء على عدم قصره، ليتمكّن من النطق بالهمز. يليه «المدّ المنفصل» والدليل على أن «المنفصل» أضعف من «المتصل» صحة جواز قصر «المنفصل» دون «المتصل» . يلي المدّ المنفصل «المدّ العارض للسكون» لأن الهمز وإن انفصل عن حرف المدّ إلّا أنه موجود في اللفظ وصلا ووقفا، أما السكون العارض فلا يوجد إلّا حالة الوقف. يلي «المدّ العارض» «مدّ البدل» وذلك لتقدم سببه وهو الهمز. يلي «مدّ البدل» «مدّ التعظيم، ومدّ التبرئة» وذلك لأن سببهما معنويّ، وهو أضعف من السبب اللفظيّ.

قال ابن الجزري:

والمدّ أولى إن تغيّر السّبب

وبقي الأثر أو فاقصر أحب

المعنى: إذا وقع حرف المدّ قبل همز مغيّر سواء غير بالتسهيل، أو بالإبدال أو بالحذف جاز فيه وجهان:

أحدهما: القصر، والآخر المدّ، ولكن أيهما أولى؟

المدّ أولى فيما بقي لتغييره أثر.

ص: 182

والقصر أولى فيما لم يبق لتغييره أثر.

وقد أشار إلى ذلك الشيخ «خلف الحسيني» رحمه الله تعالى بقوله:

وإن حرف مدّ قبل همز مغيّر

يجز قصره والمدّ ما زال أعدلا

إذا أثر الهمز المغيّر قد بقي

ومع حذفه فالقصر كان مفضّلا

ومثال ما بقي لتغييره أثر:

رواية كل من: «قالون، والبزّيّ» في نحو قوله تعالى: هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 31). لأنهما يقرءان بتسهيل الهمزة الأولى بين بين.

ومثال ما لم يبق لتغييره أثر:

قراءة «أبي عمرو» ورواية كل من: «قنبل، ورويس» في أحد الوجهين عنهما في نحو قوله تعالى: «هؤلاء إن كنتم صدقين» بإسقاط الهمزة الأولى.

تمّ باب المدّ والقصر ولله الحمد والشكر

ص: 183