المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«باب الوقف على مرسوم الخط» - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌«المقدمة»

- ‌الهادي شرح طيّبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها

- ‌منهج الشرح

- ‌وهذا نصّ إجازة شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان»:

- ‌«مقدّمة ابن الجزري»

- ‌«فضل حملة القرآن»

- ‌«فضل قراءة القرآن»

- ‌«أركان القراءة الصحيحة»

- ‌«الأدلة على نزول القراءات»

- ‌«بيان المراد من الأحرف السبعة»

- ‌«الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

- ‌شيوخ الإمام «نافع»:

- ‌تلاميذ «الإمام نافع»:

- ‌تنبيه:

- ‌الراوي الأول عن «الإمام نافع» «قالون» ت 220 ه

- ‌الراوي الثاني عن «الإمام نافع» «ورش» ت 197 ه

- ‌شيوخ «ابن كثير»:

- ‌الراوي الأول عن «ابن كثير» «البزّي» ت 250 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن كثير»: «قنبل» ت 291 ه

- ‌شيوخ «أبي عمرو بن العلاء البصري»:

- ‌الراوي الأول عن «أبي عمرو بن العلاء» «الدّوري» ت 246 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي عمرو بن العلاء» «السّوسي» ت 261 ه

- ‌شيوخ «ابن عامر»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام ابن عامر» «هشام» ت 245 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن عامر» «ابن ذكوان» ت 242 ه

- ‌شيوخ «الإمام عاصم»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام عاصم» «شعبة» ت 193 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام عاصم» «حفص» ت 180 ه

- ‌شيوخ «حمزة»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام حمزة» «خلف» ت 229 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام حمزة» «خلّاد» ت 220 ه

- ‌شيوخ الإمام الكسائي:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام الكسائي» «أبو الحارث» ت 240 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام الكسائي» «حفص الدوريّ» ت 246 ه

- ‌شيوخ «الإمام أبي جعفر»

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام أبي جعفر» «ابن وردان» ت 160 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي جعفر» «ابن جمّاز» ت 170 ه

- ‌شيوخ «الإمام يعقوب»

- ‌الرّاوي الأوّل عن «الإمام يعقوب» «رويس» ت 238 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام يعقوب» «روح» ت 234 ه

- ‌«الطّرق الثمانون»

- ‌«نظم الطرق الثمانين»

- ‌«الرموز الحرفيّة»

- ‌«جدول بالرموز الحرفيّة ومدلولاتها»

- ‌«الرموز الكلميّة»

- ‌«جدول بالرموز الكلميّة ومدلولاتها»

- ‌«من مصطلحات ابن الجزري»

- ‌«استعمال الأضداد»

- ‌«ابن الجزريّ يشيد بمكانة «ألفيّته»: «الطّيّبة»»

- ‌«الحديث عن مخارج الحروف»

- ‌«هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن صفات الحروف»

- ‌القسم الأوّل: صفات لها ضدّ

- ‌«الحديث عن الصفات التي لا ضدّ لها»

- ‌فائدة:

- ‌«أقسام الصفات من حيث القوّة والضّعف»

- ‌«هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن كيفيّة قراءة القرآن»

- ‌التّحقيق

- ‌والحدر: هو: الإسراع

- ‌والتّدوير:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌«حكم تعلّم التجويد وبيان معناه»

- ‌«بعض احكام التجويد»

- ‌«أقسام الوقف»

- ‌1 - التامّ:

- ‌2 - الكافي:

- ‌3 - الحسن:

- ‌4 - القبيح:

- ‌«القطع، والوقف، والسكت»

- ‌«مقدمة ابن الجزري»

- ‌«باب الاستعاذة»

- ‌«باب البسملة»

- ‌«باب الإدغام الكبير»

- ‌«باب هاء الكناية»

- ‌«باب المدّ والقصر»

- ‌«باب الهمزتين من كلمة»

- ‌«باب الهمزتين من كلمتين»

- ‌«باب الهمز المفرد»

- ‌«باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها»

- ‌«باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره»

- ‌«باب وقف حمزة وهشام على الهمز»

- ‌«باب الإدغام الصغير»

- ‌«فصل ذال إذ»

- ‌«فصل دال قد»

- ‌«فصل تاء التأنيث»

- ‌«فصل لام هل وبل»

- ‌«باب حروف قربت مخارجها»

- ‌«باب أحكام النون الساكنة والتنوين»

- ‌«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين»

- ‌«باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف»

- ‌«باب مذاهبهم في الراءات»

- ‌«باب اللامات»

- ‌«باب الوقف على أواخر الكلم»

- ‌«باب الوقف على مرسوم الخط»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الإضافة»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الزوائد»

- ‌«باب إفراد القراءات وجمعها»

الفصل: ‌«باب الوقف على مرسوم الخط»

«باب الوقف على مرسوم الخط»

أصل الرسم الأثر، ومعنى مرسوم الخط: ما أثره الخط: أي خط المصاحف العثمانية التي كتبت زمن الخليفة الثالث: «عثمان بن عفان» ت 35 هـ رضي الله عنه. فقد انتدب «عثمان» رضي الله عنه للقيام بكتابة المصاحف أربعة من خيرة الصحابة، ومن حفاظ القرآن وهم:

1 -

«زيد بن ثابت» ت 45 هـ رضي الله عنه، وهو من الأنصار، ومن كتاب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي قام بمهمة جمع القرآن لأوّل مرة زمن خلافة «أبي بكر الصديق» رضي الله عنه.

2 -

«عبد الرحمن بن الحارث بن هشام» ت 43 هـ رضي الله عنه.

3 -

«سعيد بن العاص» ت 58 هـ رضي الله عنه.

4 -

«عبد الله بن الزبير» ت 73 هـ رضي الله عنه.

وهؤلاء الثلاثة قرشيون.

وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم على كتابة المصاحف وفقا للكيفية التي نفذها «زيد بن ثابت» ومن معه من الصحابة «1» .

والمراد بالخط: الكتابة، وهو على قسمين: قياسي، واصطلاحي:

فالقياسي: ما طابق فيه الخط اللفظ. والاصطلاحي: ما خالفه بزيادة، أو

(1) انظر: في رحاب القرآن للدكتور/ محمد سالم محيسن ج 1/ 157.

ص: 363

حذف، أو بدل، أو وصل، أو فصل، وله قوانين وأصول يحتاج إلى معرفتها، وبيان ذلك مستوفى في أبواب الهجاء من كتب العربية.

وأكثر خط المصاحف موافق لتلك القوانين، إلا أنه جاءت أشياء خارجة عن ذلك يلزم اتباعها، ولا يتعدى إلى سواها، منها ما عرفت علته، ومنها ما خفيت، وقد صنّف العلماء في ذلك كتبا كثيرة مشهورة، وقد أجمع علماء القراءات على لزوم اتباع مرسوم المصاحف فيما تدعو الحاجة إليه، فيوقف على الكلمة كما رسمت خطا باعتبار الأواخر من الإبدال، والحذف، والإثبات، وغير ذلك من قطع، ووصل: فما كتب من كلمتين مفصولتين جاز الوقف على كل منهما، وما كتب من كلمتين موصولتين لم يوقف إلّا على الثانية منهما. هذا هو الذي عليه العمل عن أئمة الأمصار في كل الأعصار. وقد ورد ذلك نصّا وأداء عن «نافع، وأبي عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وأبي جعفر، وخلف البزار» .

ورواه كذلك نصّا «الأهوازي» وغيره عن «ابن عامر» . ورواه كذلك أئمة العراقيين عن كل القراء بالنص والأداء. وهو المختار عند جميع علماء القراءات، ولا يوجد نصّ بخلافه «1» .

قال ابن الجزري:

وقف لكلّ باتّباع ما رسم

حذفا ثبوتا اتّصالا في الكلم

المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف لجميع القراء على «وفق» ما رسم في المصاحف العثمانية من الحذف، والإثبات، والاتصال، والانفصال، فمثال ما حذف ألف «حاش» نحو قوله تعالى: قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ (سورة يوسف الآية 51) إذ حذفت الألف التي بعد الشين.

ومن المحذوف أيضا: «ياء الصلة، وواو الصلة» نحو:

(1) انظر في ذلك ما قاله صاحب النشر في القراءات العشر ج 2/ 128.

ص: 364

1 -

«به» نحو قوله تعالى: فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ (سورة البقرة الآية 22).

2 -

«إنه» نحو قوله تعالى: فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (سورة البقرة الآية 37).

ومثال ما ثبت رسما الهاء من «كتبيه، حسابيه» من قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ* إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآيتان 19 - 20).

ومثال ما اتصل رسما: «ألّا» من قوله تعالى: أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (سورة النمل الآية 31).

ومثال ما انفصل رسما: «إنّ» عن «لم» نحو قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا (سورة البقرة الآية 24).

قال ابن الجزري:

لكن حروف عنهمو فيها اختلف

كهاء أنثى كتبت تاء فقف

بالها رجا حقّ .....

.....

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن القراء اختلفوا في الوقف على حروف بأعيانها: فمنهم من وقف عليها تبعا لخط المصحف العثماني. ومنهم من وقف عليها تبعا للرواية التي قرأ بها، وتلقاها عن شيوخه مخالفا بذلك خط المصحف.

مثال ذلك: اختلافهم في «هاء التأنيث» التي كتبت بالتاء: وذلك على قسمين:

1 -

قسم اتفقوا على قراءته بالإفراد.

2 -

وقسم اختلفوا في قراءته: فمنهم من قرأه بالإفراد، ومنهم من قرأه بالجمع:

فالقسم الذي اتفقوا على قراءته بالإفراد ينحصر في أصل مطرد وكلمات مخصوصة:

ص: 365

فالأصل المطرد المتفق على قراءته بالإفراد جملته في القرآن أربع عشرة كلمة: تكرر منها ستّ كلمات وهي:

الكلمة الأولى «رحمت» كتبت بالتاء في سبعة مواضع وهي:

1 -

«رحمت الله» من قوله تعالى: أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 218).

2 -

«إن رحمت الله» من قوله تعالى: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (سورة الأعراف الآية 56).

3 -

«رحمت الله» من قوله تعالى: رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ (سورة هود الآية 73).

4 -

«رحمت ربك» من قوله تعالى: ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (سورة مريم الآية 2).

5 -

«رحمت الله» من قوله تعالى: فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (سورة الروم الآية 50).

6 -

«رحمت ربك» من قوله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ (سورة الزخرف الآية 32).

7 -

«ورحمت ربك» من قوله تعالى: وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (سورة الزخرف الآية 32).

الكلمة الثانية «نعمت» كتبت بالتاء في أحد عشر موضعا وهي:

1 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ (سورة البقرة الآية 231).

2 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ (سورة آل عمران الآية 103).

3 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ (سورة المائدة الآية 11).

4 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً (سورة إبراهيم الآية 28).

ص: 366

5 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها (سورة إبراهيم الآية 34).

6 -

وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ (سورة النحل الآية 72).

7 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها (سورة النحل الآية 83).

8 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (سورة النحل الآية 114).

9 -

«بنعمت الله» من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ (سورة لقمان الآية 31).

10 -

«نعمت الله» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ (سورة فاطر الآية 3).

11 -

«بنعمت ربك» من قوله تعالى: فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ (سورة الطور الآية 29).

الكلمة الثالثة: «امرأت» كتبت بالتاء في سبعة مواضع وهي:

1 -

إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً (سورة آل عمران الآية 35).

2 -

«امرأت العزيز» من قوله تعالى: وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ (سورة يوسف الآية 30).

3 -

«امرأت العزيز» من قوله تعالى: قالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ (سورة يوسف الآية 51).

4 -

«امرأت فرعون» من قوله تعالى: وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ (سورة القصص الآية 9).

5 -

6 - امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ من قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ (سورة التحريم الآية 10).

7 -

«امرأت فرعون» من قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ (سورة التحريم الآية 11).

ص: 367

الكلمة الرابعة: «سنت» كتبت بالتاء في خمسة مواضع وهي:

1 -

«سنت الأولى» من قوله تعالى: وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (سورة الأنفال الآية 38).

2 -

3 - 4 - فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (سورة فاطر الآية 43).

5 -

«سنت الله» من قوله تعالى: سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبادِهِ (سورة غافر الآية 85).

الكلمة الخامسة «لعنت» كتبت بالتاء في موضعين وهما:

1 -

«لعنت الله» من قوله تعالى: ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (سورة آل عمران الآية 61).

2 -

«أن لعنت الله عليه» من قوله تعالى: وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ (سورة النور الآية 7).

الكلمة السادسة «معصيت» وقد كتبت بالتاء في موضعين وهما:

1 -

«ومعصيت الرسول» من قوله تعالى: وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (سورة المجادلة الآية 8).

2 -

«ومعصيت الرسول» من قوله تعالى: فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ (سورة المجادلة الآية 9).

وغير المكرر المتفق على قراءته بالإفراد سبع كلمات وهي:

1 -

«كلمت» من قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا (سورة الأعراف الآية 137).

2 -

«بقيت» من قوله تعالى: بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (سورة هود الآية 86).

3 -

«قرت» من قوله تعالى: وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ (سورة القصص الآية 9).

ص: 368

4 -

«فطرت» من قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها (سورة الروم الآية 30).

5 -

«شجرت» من قوله تعالى: إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (سورة الدخان الآية 43).

6 -

«جنت» من قوله تعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (سورة الواقعة الآية 89).

7 -

«ابنت» من قوله تعالى: وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها (سورة التحريم الآية 12).

وقد أمر الناظم بالوقف على هذا القسم المتفق على قراءته بالإفراد «بالهاء» للمرموز له بالراء من «رجا» ومدلول «حقّ» وهم: «الكسائي، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» . ووقف الباقون على هذا القسم «بالتاء» تبعا للرسم وهم:

«نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، وأبو جعفر، وخلف العاشر» .

والقسم الذي اختلف فيه القراء: فبعضهم قرأه بالإفراد، والبعض الآخر قرأه بالجمع ثمان كلمات وهي:

الكلمة الأولى: «كلمت» وقد جاء الخلاف فيها بين الإفراد والجمع في أربعة مواضع وهي:

1 -

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلمته (سورة الأنعام الآية 115).

2 -

كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس الآية 33).

3 -

إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس الآية 96).

4 -

وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (سورة غافر الآية 6).

الكلمة الثانية «ءايت» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (سورة يوسف الآية 7).

الكلمة الثالثة «غيبت» وقد جاءت في موضعين وهما قوله تعالى:

ص: 369

1 -

وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ (سورة يوسف الآية 10).

2 -

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ (سورة يوسف الآية 15).

الكلمة الرابعة: «ءايت» من قوله تعالى: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ (سورة العنكبوت الآية 50).

الكلمة الخامسة: «الغرفت» من قوله تعالى: وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (سورة سبأ الآية 37).

الكلمة السادسة: «بيّنت» من قوله تعالى: أَمْ آتَيْناهُمْ كِتاباً فَهُمْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْهُ (سورة فاطر الآية 40).

الكلمة السابعة: «ثمرت» من قوله تعالى: وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها (سورة فصلت الآية 47).

الكلمة الثامنة: «جملت» من قوله تعالى: كأنه جمالت صفر (سورة المرسلات الآية 33).

فمن قرأ شيئا من ذلك بالإفراد وكان مذهبه الوقف «بالهاء» كما تقدم وقف «بالهاء» وإن كان مذهبه الوقف «بالتاء» وقف «بالتاء» .

ومن قرأه بالجمع وقف عليه بالتاء كسائر الجموع.

وسيأتي الكلام على هذه الكلمات الثماني مفصلا في أماكنها وسورها بإذن الله تعالى.

قال ابن الجزري: وقد أجمعت المصاحف على كتابة ذلك كله بالتاء، إلّا ما ذكره «الحافظ أبو عمرو الداني» في الحرف الثاني من «يونس» وهو: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ (الآية 96).

قال: تأملته في مصاحف «أهل العراق» فرأيته مرسوما «بالهاء» . وكذلك اختلف أيضا في قوله تعالى في «غافر» (الآية 6) وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ فكتابته بالهاء على قراءة الإفراد بلا نظر، وكتابته بالتاء على مراد الجمع، ويحتمل

ص: 370

أن يراد الإفراد ويكون كنظائره مما كتب بالتاء مفردا، ولكن الذي هو في مصاحفهم بالتاء قرءوه بالجمع. والله أعلم.

ويلتحق بهذه الأحرف «حصرت صدورهم» في النساء رقم الآية 90 قرأ «يعقوب» بالتنوين والنصب على أنه اسم مؤنث. وقد نص عليه «أبو العز القلانسي، وأبو الحسن طاهر بن غلبون، والحافظ أبو عمرو الداني» وغيرهم أن الوقف عليه بالهاء، وذلك على أصله في الباب.

ونصّ «أبو طاهر بن سوار» وغيره على أن الوقف بالتاء لكلهم. وذلك يقتضي التاء له.

وسكت آخرون فلم ينصوا فيه كالحافظ أبي العلاء وغيره. وقال «سبط الخياط» في «المبهج» : والوقف بالتاء إجماع لأنه كذلك في المصحف، قال: ويجوز الوقف عليه بالهاء في قراءة «يعقوب» مثل «كلمة ووجلة» وهذا يقتضي الوقف عنده على ما كتب «تاء» بها كما قدمنا، والله أعلم اهـ «1» .

قال ابن الجزري:

..... وذات بهجه

واللّات مرضات ولات رجّه

هيهات هد زن خلف راض يا أبه

دم كم ثوى .....

المعنى: هذا شروع من المؤلف في ذكر الكلمات المخصوصة المتفق على قراءتها بالإفراد وهي ستّ كلمات وهي:

1 -

«ذات بهجة» من قوله تعالى: فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ (سورة النمل الآية 60). وقد أضاف الناظم «ذات» إلى «بهجة» احترازا من: «ذات بينكم» من قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ (سورة الأنفال الآية 1) ونحوها، فإنه لا خلاف فيها.

2 -

«اللات» من قوله تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (سورة النجم الآية 19).

3 -

«مرضات» نحو قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ (سورة البقرة الآية 207).

(1) انظر النشر في القراءات العشر ج 2/ 131.

ص: 371

4 -

«لات» من قوله تعالى: فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ (سورة ص الآية 3).

5 -

هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (سورة المؤمنون الآية 36).

6 -

«أبت» نحو قوله تعالى: إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ (سورة يوسف الآية 4).

وقد أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رجّه» وهو: «الكسائي» وقف على الكلمات الأربع الأول بالهاء وهي: «ذات بهجة، اللات، مرضات، لات» .

ووقف الباقون عليها بالتاء تبعا للرسم.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالهاء من «هد» والزاي من «زن» والراء من «راض» وهم: «البزي، والكسائي، وقنبل» بخلف عنه وقفوا على «هيهات» معا بالهاء.

ووقف الباقون عليهما بالتاء، وهو الوجه الثاني ل «قنبل» .

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دم» والكاف من «كم» ومدلول «ثوى» وهم: «ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» وقفوا على «أبت» حيثما وقعت بالهاء.

ووقف الباقون عليها بالتاء تبعا للرسم.

قال ابن الجزري:

.....

..... فيمه لمه عمّه بمه

ممّه خلاف هب ظبّى وهي وهو

ظلّ وفي مشدّد اسم خلفه

نحو اليّ هنّ والبعض نقل

بنحو عالمين موفون وقل

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالهاء من «هب» والظاء من «ظبى» وهما: «البزي، ويعقوب» وقفا على الكلمات الآتية بهاء السكت بخلف عنهما.

ووقف الباقون بحذف الهاء، وهو الوجه الثاني لكل من:«البزي، ويعقوب» والكلمات هي:

ص: 372

1 -

«فيم» نحو قوله تعالى: فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (سورة النازعات الآية 43).

2 -

«لم» نحو قوله تعالى: عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ (سورة التوبة الآية 43).

3 -

«عمّ» من قوله تعالى: عَمَّ يَتَساءَلُونَ (سورة النبأ الآية 1).

4 -

«بم» نحو قوله تعالى: فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (سورة النمل الآية 35).

5 -

«ممّ» من قوله تعالى: فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ (سورة الطارق الآية 5).

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظلّ» وهو: «يعقوب» وقف بهاء السكت بخلف عنه على الأسماء المبنيّة المشدّدة نحو:

1 -

«إليّ» نحو قوله تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (سورة لقمان الآية 14).

2 -

«هنّ» نحو قوله تعالى: هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ (سورة البقرة الآية 187).

3 -

«عليّ» من قوله تعالى: هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (سورة الحجر الآية 41).

4 -

«لديّ» نحو قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (سورة النمل الآية 10).

5 -

«بيديّ» من قوله تعالى: قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ (سورة ص الآية 75).

6 -

«حملهنّ» نحو قوله تعالى: وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (سورة الطلاق الآية 4).

7 -

«مثلهنّ» من قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ (سورة الطلاق الآية 12).

ووقف الباقون من القراء بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ليعقوب.

ثم أخبر الناظم أن الذي عاد عليه الضمير في قوله: «خلفه» وهو:

«يعقوب» وقف بهاء السكت بخلف عنه على «النون» من جمع المذكر السالم سواء كان مرفوعا أو منصوبا، أو مجرورا نحو:

1 -

«المفلحون» نحو قوله تعالى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (سورة البقرة الآية 5).

ص: 373

2 -

«صدقين» نحو قوله تعالى: وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (سورة البقرة الآية 23).

3 -

«بمؤمنين» نحو قوله تعالى: وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (سورة البقرة الآية 8).

ووقف الباقون بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ليعقوب، وهو الراجح عنه، والوجهان صحيحان وقد قرأت بهما.

قال ابن الجزري:

وويلتا وحسرتى وأسفى

وثمّ غر خلفا .....

المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غر» وهو: «رويس» وقف بهاء السكت على الكلمات الآتية بخلف عنه وهي:

1 -

«يويلتى» نحو قوله تعالى: قالَ يا وَيْلَتى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ (سورة المائدة الآية 31).

2 -

«يحسرتى» من قوله تعالى: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ (سورة الزمر الآية 56).

3 -

«يأسفى» من قوله تعالى: وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ (سورة يوسف الآية 84).

4 -

«ثمّ» الظرفية نحو قوله تعالى: وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (سورة الشعراء الآية 64).

وقرأ الباقون بعدم هاء السكت، وهو الوجه الثاني ل «رويس» .

قال ابن الجزري:

.....

..... ووصلا حذفا

سلطانية وماليه وماهيه

في ظاهر كتابيه حسابيه

ظنّ اقتده شفا ظبا ويتسن

عنهم .....

المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «في» والظاء من «ظاهر»

ص: 374

وهما: «حمزة، ويعقوب» حذفا «الهاء» حالة الوصل من الكلمات الثلاث الآتية، وأثبتاها حالة الوقف:

1 -

«سلطنيه» من قوله تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (سورة الحاقة الآية 29).

2 -

«ماليه» من قوله تعالى: ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (سورة الحاقة الآية 28).

3 -

«ماهيه» من قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (سورة القارعة الآية 10).

وقرأ الباقون بإثبات الهاء وصلا، ووقفا.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالظاء من «ظنّ» وهو: «يعقوب» حذف الهاء حالة الوصل من الكلمتين الآتيتين، وأثبتها حالة الوقف والكلمتان هما:

1 -

«كتبيه» نحو قوله تعالى: فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ (سورة الحاقة الآية 19).

2 -

«حسابيه» نحو قوله تعالى: إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ (سورة الحاقة الآية 20).

وقرأ الباقون باثبات الهاء فيهما وصلا ووقفا.

ثم أخبر الناظم أن مدلول «شفا» والمرموز له بالظاء من «ظبا» وهم:

«حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب» حذفوا الهاء وصلا، وأثبتوها وقفا من «اقتده» من قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ (سورة الأنعام الآية 90) وأثبتها الباقون في الحالين.

ثم أخبر الناظم أن من عاد عليهم الضمير في «عنهم» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب» حذفوا «الهاء» وصلا، وأثبتوها وقفا من «يتسنه» من قوله تعالى: فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ (سورة البقرة الآية 259). وأثبتها الباقون في الحالين.

قال ابن الجزري:

.....

... وكسرها اقتده كس أشبعن

من خلفه .....

.....

ص: 375

المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالكاف من «كس» وهو: «ابن عامر» قرأ بكسر الهاء من «اقتده» . ثم أمر الناظم بإشباع كسرة «هاء» اقتده للمرموز له بالميم من «من» وهو «ابن ذكوان» بخلف عنه.

وقرأ الباقون غير «ابن عامر» بسكون هاء «اقتده» .

قال ابن الجزري:

..... أيّا بأيّا ما غفل

رضى وعن كلّ كما الرّسم أجل

المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالغين من «غفل» ومدلول «رضىّ» وهم: «رويس، وحمزة، والكسائي» يقفون على «أيّا» مفصولا عن «ما» من قوله تعالى: أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى تبعا لرسم المصحف العثماني. (سورة الإسراء الآية 110).

وأن الباقين يقفون على «أيّا ما» أي على «ما» موصولا ب «أيّا» .

ومعنى قول «ابن الجزري» : «وعن كلّ كما الرّسم أجل» : أي يجوز الوقف على كلّ من «أيّا» و «ما» لسائر القراء اتباعا للرسم، لأنهما كلمتان منفصلتان رسما.

وقد قال «ابن الجزري» في «النشر» بعد كلام فيه إطناب: «فظهر أن الوقف جائز لجميعهم على كل من كلمتين «أيّا، ما» كسائر الكلمات المفصولات في الرسم، وهذا الذي نراه، ونختاره، ونأخذ به تبعا لسائر أئمة القراءة» اهـ «1» .

قال ابن الجزري:

كذاك ويكأنّه وويكأن

وقيل بالكاف حوى والياء رن

المعنى: أي كذلك الأولى الوقف على كلّ من:

(1) انظر النشر في القراءات العشر ج 2/ 145 - 146).

ص: 376

1 -

«ويكأنه» من قوله تعالى: وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (سورة القصص الآية 82).

2 -

«ويكأن» من قوله تعالى: يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ (سورة القصص الآية 82). وعلى وفق الرسم العثماني، فقد رسم كلّ منهما كلمة واحدة، وذلك لجميع القراء.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حوى» وهو: «أبو عمرو» وقف على «الكاف» من الكلمتين.

وأن المرموز له بالراء من «رن» وهو: «الكسائي» وقف على «الياء» من الكلمتين.

قال «ابن الجزري» بعد كلام فيه إطناب: «فالوقف عندهم على الكلمة بأسرها، وهذا هو الأولى، والمختار في مذاهب الجميع اقتداء بالجمهور، وأخذا بالقياس الصحيح» اهـ «1» .

قال ابن الجزري:

ومال سال الكهف فرقان النّسا

قيل على ما حسب حفظه رسا

المعنى: أخبر الناظم أن القراء اختلفوا في الوقف على «مال» : هل يقفون على «اللام» حيث كتبت مفصولة عما بعدها، أو يقفون على «ما» ، وقد جاءت هذه الكلمة في أربعة مواضع وهي:

1 -

فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (سورة النساء الآية 78).

2 -

وَيَقُولُونَ يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها (سورة الكهف الآية 49).

3 -

وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ (سورة الفرقان الآية 7).

4 -

فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (سورة المعارج الآية 36).

(1) أنظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 152.

ص: 377

وقد أخبر الناظم أن المرموز له بالحاء من «حفظه» والراء من «رسا» وهما:

«أبو عمرو، والكسائي» يقفان على «ما» بخلف عنهما. والباقون يقفون على «اللام» وهو الوجه الثاني لكلّ من «أبي عمرو والكسائي» .

قال «ابن الجزري» : وهذه الكلمات قد كتبت لام الجرّ فيها مفصولة ممّا بعدها فيحتمل عند هؤلاء الوقف عليها كما كتبت لجميع القراء اتباعا للرسم حيث لم يأت فيها نص وهو الأظهر قياسا، ويحتمل أن لا يوقف عليها من أجل كونها لام جرّ، ولام الجرّ لا تقطع ممّا بعدها.

وأمّا الوقف على «ما» عند هؤلاء فيجوز بلا نظر عندهم على الجميع للانفصال لفظا وحكما ورسما، وهذا هو الأشبه عندي بمذاهبهم والأقيس على أصولهم، وهو الذي أختاره أيضا وآخذ به فإنه لم يأت عن أحد منهم في ذلك نصّ يخالف ما ذكرنا» اهـ «1» .

تنبيه: اعلم أنه لا يجوز الوقف على «ما» أو «اللام» إلّا اختبارا- بالباء الموحدة- أو اضطرارا فقط. فإذا وقف القارئ على «ما» أو «اللام» في حالة الاختبار، أو الاضطرار فلا يجوز الابتداء ب «اللام» أو ب «هؤلاء» لما في ذلك من فصل الخبر عن المبتدإ، أو المجرور عن الجار.

قال ابن الجزري:

ها أيّه الرّحمن نور الزّخرف

كم ضمّ قف رجا حما بالألف

المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بضم هاء «أيّه» من قوله تعالى:

1 -

سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (سورة الرحمن الآية 31).

2 -

وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون (سورة النور الآية 31).

3 -

وقالوا يأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك (سورة الزخرف الآية 49).

اتباعا لضم الياء، للمرموز له بالكاف من «كم» وهو:«ابن عامر» فتعين للباقين القراءة بفتح «الهاء» .

(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 146.

ص: 378

ثم أمر الناظم بالوقف على هاء «أيه» في المواضع الثلاثة بالألف على الأصل للمرموز له بالراء من «رجا» ومدلول «حما» وهم: «الكسائي، وأبو عمرو، ويعقوب» . ووقف الباقون على «الهاء» بدون ألف في المواضع الثلاثة تبعا لرسم المصحف العثماني.

قال ابن الجزري:

كأيّن النّون وبالياء حما

.....

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن جميع القراء ما عدا «أبا عمرو ويعقوب» وقفوا على «كأين» حيث وقع «بالنون» اتباعا للرسم العثماني.

ووقف «أبو عمرو، ويعقوب» المرموز لهما ب «حما» على «الياء» نظرا إلى الأصل لأنه تنوين.

و «كأين» وقعت في سبعة مواضع وهي:

1 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ (سورة آل عمران الآية 146).

2 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها (سورة يوسف الآية 105).

3 -

فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ (سورة الحج الآية 45).

4 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ (سورة الحج الآية 48).

5 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ (سورة العنكبوت الآية 60).

6 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ (سورة محمد صلى الله عليه وسلم الآية 13).

7 -

وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ (سورة الطلاق الآية 8).

قال ابن الجزري:

.....

والياء إن تحذف لساكن ظما

يردن يؤت يقض تغن الواد

صال الجوار اخشون ننج هاد

ص: 379

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالظاء من «ظما» وهو:

«يعقوب» وقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بعدها، وذلك على الأصل، نحو:

1 -

«يردن» نحو قوله تعالى: إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً (سورة يس الآية 23).

2 -

«يؤت» من قوله تعالى: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً (سورة النساء الآية 146). وقوله تعالى: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ على قراءة يعقوب (سورة البقرة الآية 269).

3 -

«يقض» من قوله تعالى: يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (سورة الأنعام الآية 57) وذلك على قراءة: «أبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» حيث يقرءون بالضاد المعجمة. والباقون وهم:

«نافع، وابن كثير، وعاصم، وأبو جعفر» يقرءون «يقص» بالصاد المهملة، من قصّ الحديث أو الأثر: تتبعه.

4 -

«تغن» من قوله تعالى: حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ (سورة القمر الآية 5).

5 -

«الواد» من قوله تعالى: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (سورة طه الآية 12).

وقوله تعالى: إِذْ ناداهُ رَبُّهُ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (سورة النازعات الآية 16).

وقوله تعالى: فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ (سورة القصص الآية 30).

6 -

«واد» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ (سورة النمل الآية 18).

7 -

«صال» من قوله تعالى: إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (سورة الصافات الآية 163).

8 -

«الجوار» من قوله تعالى: وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (سورة الرحمن الآية 24). وقوله تعالى: الْجَوارِ الْكُنَّسِ (سورة التكوير الآية 16).

9 -

«اخشون» من قوله تعالى: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ (سورة المائدة الآية 3).

10 -

«ننج» من قوله تعالى: كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (سورة يونس الآية 103).

11 -

«هاد» من قوله تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

ص: 380

(سورة الحج الآية 54). وقوله تعالى: وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ (سورة الروم الآية 53).

قال ابن الجزري:

وافق واد النّمل هاد الرّوم رم

تهد بها فوز يناد قاف دم

بخلفهم .....

.....

المعنى: أخبر الناظم أن المرموز له بالراء من «رم» وهو: «الكسائي» وافق «يعقوب» في «الوقف على «الياء» التي حذفت في الرسم من أجل الساكن في كلمتين بخلف عنه، والكلمتان هما:

1 -

«واد» من قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ (سورة النمل الآية 18).

2 -

«هاد» من قوله تعالى: وَما أَنْتَ بِهادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ (سورة الروم الآية 53).

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالفاء من «فوز» وهو: «حمزة» وافق «يعقوب» في الوقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بخلف عنه في كلمة واحدة، وهي:«تهد» من قوله تعالى: وما أنت تهد العمي عن ضلالتهم (سورة الروم الآية 53) وذلك لأن «حمزة» يقرأ «تهد» بفتح التاء الفوقية، وإسكان الهاء، وحذف الألف، «العمى» بالنصب، على ان «تهد» فعل مضارع مسند إلى ضمير المخاطب وهو نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم. وباقي القراء يقرءون «بهاد» بالباء الموحدة المكسورة، وفتح الهاء، وألف بعدها «العمي» بالخفض، على أن «هاد» اسم فاعل خبر «ما» و «العمي» بالجر مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله.

ثم أخبر الناظم أن المرموز له بالدال من «دم» وهو «ابن كثير» وافق «يعقوب» في الوقف على الياء التي حذفت في الرسم من أجل الساكن بخلف عنه في كلمة واحدة وهي: «يناد» من قوله تعالى: وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سورة ق الآية 41).

ص: 381

قال ابن الجزري:

..... وقف بهاد باق

باليا لمكّ مع وال واق

المعنى: أمر الناظم رحمه الله تعالى بالوقف بالياء على الكلمات الأربع الآتية ل «ابن كثير» المصرح به. وهذا مما حذفت فيه الياء للتنوين، والكلمات الأربع هي:

1 -

«هاد» في خمسة مواضع وهي قوله تعالى: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (سورة الرعد الآية 7).

وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الرعد الآية 33).

وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الزمر الآية 23).

وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة الزمر الآية 36).

وقوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (سورة غافر الآية 33).

2 -

«باق» من قوله تعالى: ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ (سورة النحل الآية 96).

3 -

«وال» من قوله تعالى: وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ (سورة الرعد الآية 11).

4 -

«واق» في ثلاثة مواضع وهي قوله تعالى: وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (سورة الرعد الآية 34). وقوله تعالى: وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ (سورة الرعد الآية 37). وقوله تعالى:

فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ (سورة غافر الآية 21).

تمّ باب الوقف على مرسوم الخط ولله الحمد والشكر

ص: 382