المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌«باب الهمزتين من كلمة» - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ١

[محمد سالم محيسن]

فهرس الكتاب

- ‌«المقدمة»

- ‌الهادي شرح طيّبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها

- ‌منهج الشرح

- ‌وهذا نصّ إجازة شيخي فضيلة الشيخ «عامر السيد عثمان»:

- ‌«مقدّمة ابن الجزري»

- ‌«فضل حملة القرآن»

- ‌«فضل قراءة القرآن»

- ‌«أركان القراءة الصحيحة»

- ‌«الأدلة على نزول القراءات»

- ‌«بيان المراد من الأحرف السبعة»

- ‌«الأئمة العشرة، ورواتهم العشرون وسلسلة أسانيدهم حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم»

- ‌شيوخ الإمام «نافع»:

- ‌تلاميذ «الإمام نافع»:

- ‌تنبيه:

- ‌الراوي الأول عن «الإمام نافع» «قالون» ت 220 ه

- ‌الراوي الثاني عن «الإمام نافع» «ورش» ت 197 ه

- ‌شيوخ «ابن كثير»:

- ‌الراوي الأول عن «ابن كثير» «البزّي» ت 250 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن كثير»: «قنبل» ت 291 ه

- ‌شيوخ «أبي عمرو بن العلاء البصري»:

- ‌الراوي الأول عن «أبي عمرو بن العلاء» «الدّوري» ت 246 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي عمرو بن العلاء» «السّوسي» ت 261 ه

- ‌شيوخ «ابن عامر»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام ابن عامر» «هشام» ت 245 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام ابن عامر» «ابن ذكوان» ت 242 ه

- ‌شيوخ «الإمام عاصم»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام عاصم» «شعبة» ت 193 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام عاصم» «حفص» ت 180 ه

- ‌شيوخ «حمزة»:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام حمزة» «خلف» ت 229 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام حمزة» «خلّاد» ت 220 ه

- ‌شيوخ الإمام الكسائي:

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام الكسائي» «أبو الحارث» ت 240 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام الكسائي» «حفص الدوريّ» ت 246 ه

- ‌شيوخ «الإمام أبي جعفر»

- ‌الرّاوي الأول عن «الإمام أبي جعفر» «ابن وردان» ت 160 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام أبي جعفر» «ابن جمّاز» ت 170 ه

- ‌شيوخ «الإمام يعقوب»

- ‌الرّاوي الأوّل عن «الإمام يعقوب» «رويس» ت 238 ه

- ‌الرّاوي الثاني عن «الإمام يعقوب» «روح» ت 234 ه

- ‌«الطّرق الثمانون»

- ‌«نظم الطرق الثمانين»

- ‌«الرموز الحرفيّة»

- ‌«جدول بالرموز الحرفيّة ومدلولاتها»

- ‌«الرموز الكلميّة»

- ‌«جدول بالرموز الكلميّة ومدلولاتها»

- ‌«من مصطلحات ابن الجزري»

- ‌«استعمال الأضداد»

- ‌«ابن الجزريّ يشيد بمكانة «ألفيّته»: «الطّيّبة»»

- ‌«الحديث عن مخارج الحروف»

- ‌«هذا جدول ببيان مخرج كل حرف حسب ترتيب حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن صفات الحروف»

- ‌القسم الأوّل: صفات لها ضدّ

- ‌«الحديث عن الصفات التي لا ضدّ لها»

- ‌فائدة:

- ‌«أقسام الصفات من حيث القوّة والضّعف»

- ‌«هذا جدول ببيان صفات كل حرف من حروف الهجاء»

- ‌«الحديث عن كيفيّة قراءة القرآن»

- ‌التّحقيق

- ‌والحدر: هو: الإسراع

- ‌والتّدوير:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌الأمر الرابع:

- ‌الأمر الخامس:

- ‌«حكم تعلّم التجويد وبيان معناه»

- ‌«بعض احكام التجويد»

- ‌«أقسام الوقف»

- ‌1 - التامّ:

- ‌2 - الكافي:

- ‌3 - الحسن:

- ‌4 - القبيح:

- ‌«القطع، والوقف، والسكت»

- ‌«مقدمة ابن الجزري»

- ‌«باب الاستعاذة»

- ‌«باب البسملة»

- ‌«باب الإدغام الكبير»

- ‌«باب هاء الكناية»

- ‌«باب المدّ والقصر»

- ‌«باب الهمزتين من كلمة»

- ‌«باب الهمزتين من كلمتين»

- ‌«باب الهمز المفرد»

- ‌«باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها»

- ‌«باب السكت على الساكن قبل الهمز وغيره»

- ‌«باب وقف حمزة وهشام على الهمز»

- ‌«باب الإدغام الصغير»

- ‌«فصل ذال إذ»

- ‌«فصل دال قد»

- ‌«فصل تاء التأنيث»

- ‌«فصل لام هل وبل»

- ‌«باب حروف قربت مخارجها»

- ‌«باب أحكام النون الساكنة والتنوين»

- ‌«باب الفتح والإمالة وبين اللفظين»

- ‌«باب إمالة هاء التأنيث وما قبلها في الوقف»

- ‌«باب مذاهبهم في الراءات»

- ‌«باب اللامات»

- ‌«باب الوقف على أواخر الكلم»

- ‌«باب الوقف على مرسوم الخط»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الإضافة»

- ‌«باب مذاهبهم في ياءات الزوائد»

- ‌«باب إفراد القراءات وجمعها»

الفصل: ‌«باب الهمزتين من كلمة»

«باب الهمزتين من كلمة»

الهمزة من أصعب الحروف في النطق، وذلك لبعد مخرجها إذ تخرج من أقصى الحلق.

كما اجتمع فيها صفتان من صفات القوّة وهما: الجهر، والشدّة. لذلك فقد عمدت بعض القبائل العربية إلى تخفيف النطق بالهمز. فمن الحقائق العامة أن الهمز كان خاصّة من الخصائص البدويّة التي اشتهرت بها قبائل وسط الجزيرة العربية، وشرقيّها:«تميم» وما جاورها.

وإن تخفيف الهمز كان خاصة حضرية امتازت بها لهجة القبائل في شمال الجزيرة، وغربيها.

وقد ورد النصّ في كلام «أبي زيد الأنصاري» ت 215 هـ أنّ «أهل الحجاز، وهذيل، وأهل مكة، والمدينة المنورة» لا ينبرون «1» .

وقد نسب عدد من العلماء الأوائل ظاهرة تخفيف الهمز إلى «الحجازيين» .

ولكن ينبغي أن لا نأخذ هذا الحكم مأخذ الصحة المطلقة لاعتبارين:

الأول: أنّ الأخبار تدلّ على أنّ بعض «الحجازيين» كانوا يحققون الهمز.

(1) أنظر: اللهجات العربية في القراءات القرآنية د/ محمد سالم محيسن ص 95. والقراءات وأثرها في علوم العربية د/ محمد سالم محيسن ج 1/ 94.

ص: 185

الثاني: أنّ تخفيف الهمز لم يكن مقصورا على منطقة دون أخرى، وإنما كان فاشيا في كثير من المناطق العربية وإن تفاوتت صوره ودرجاته «1» .

وإذا كانت القبائل البدويّة التي تميل إلى السرعة في النطق، وتسلك أيسر السبل إلى هذه السرعة فإن تحقيق الهمز كان في لسان الخاصّة التي تخفّف من عيب هذه السرعة، أي أنّ الناطق البدويّ تعوّد «النبر» في موضوع الهمز، وهي عادة أملتها ضرورة انتظام الإيقاع النطقيّ، كما حكمتها ضرورة الإبانة عمّا يريده من نطقه لمجموعة من المقاطع المتتابعة السريعة الانطلاق على لسانه، فموقع النبر في نطقه كان دائما أبرز المقاطع وهو ما كان يمنحه كل اهتمامه وضغطه.

أمّا القبائل الحضريّة فعلى العكس من ذلك: إذ كانت متأنّية في النطق، متّئدة في أدائها، ولذا لم تكن بها حاجة إلى التماس المزيد من مظاهر الأناة، فأهملت همز كلماتها، أعني المبالغة في النبر واستعاضت عن ذلك بوسيلة أخرى كالتسهيل، والإبدال، والإسقاط.

وبالتتبع وجدت الوسائل التي سلكها العرب للتخفيف الهمز ما يأتي:

التسهيل، والإبدال، والحذف، والنقل «2» .

وقد وردت القراءات القرآنية الصحيحة بكل ذلك، وهذا ما سيتجلّى في هذا الباب، والأبواب التالية له بإذن الله تعالى.

قال ابن الجزري:

ثانيهما سهّل غنى حرم حلا

وخلف ذي الفتح لوى أبدل جلا

خلفا .....

.....

المعنى: لما انقضى الكلام عن المدّ والقصر، أتبع ذلك بالكلام على

(1) أنظر: من أصول اللهجات العربية في السودان د/ عبد المجيد عابدين ص 120.

(2)

أنظر: الكشف عن أحكام الوقف والوصل في العربية مخطوط د/ محمد سالم محيسن ص 120.

ص: 186

الهمزتين من كلمة، لأنهما وقعتا في «ء أنذرتهم» بعد المدّ والقصر في «بما أنزل، أولئك» ، والهمزتان من كلمة تأتي الثانية منهما متحركة، وساكنة:

فإن كانت متحركة فتكون مفتوحة، ومكسورة، ومضمومة، ولا تكون الأولى إلّا مفتوحة، وهي همزة زائدة تدخل على الكلمة للاستفهام، ولغيره، وتكون الثانية همزة قطع، وهمزة وصل:

فمثال الثانية المفتوحة وهي همزة قطع: «ء أنذرتهم» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6).

ومثال الثانية المكسورة وهي همزة قطع: «أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة النمل الآية 55).

ومثال الثانية المضمومة وهي همزة قطع: «أؤنبئكم» من قوله تعالى: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ (سورة آل عمران الآية 15).

وقد أمر الناظم بتسهيل الهمزة الثانية بين بين من همزتي القطع المتحركتين المتلاصقتين في كلمة واحدة، في الأحوال الثلاثة للمرموز له بالغين من «غنى» ومدلول «حرم» والحاء من «حلا» وهم:«رويس، ونافع بخلف عن الأزرق في المفتوحتين، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو» : وكيفيّة التسهيل إذا كانت الثانية مفتوحة تسهل بين الهمزة والألف.

وإذا كانت الثانية مكسورة تسهل بين الهمزة والياء.

وإذا كانت الثانية مضمومة تسهل بين الهمزة والواو.

ولا تعرف حقيقة ذلك إلا بالتلقي والمشافهة.

وقد روى بعض علماء القراءات عن «رويس» تحقيق الهمزة الثانية من:

أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ (في سورة الأنعام خاصة الآية 19)، وحينئذ يكون ل «رويس» فيها وجهان: التحقيق، والتسهيل. وقد أشار إلى ذلك «الإمام الشاطبي» رحمه الله تعالى بقوله:

ص: 187

والإبدال محض والمسهّل بين ما

هو الهمز والحرف الّذي منه أشكلا

ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له باللام من «لوى» وهو «هشام» يقرأ بتسهيل الهمزة الثانية من همزتي القطع إذا كانت مفتوحة بخلف عنه.

ثم أمر الناظم بإبدال الهمزة الثانية ألفا من همزتي القطع إذا كانت مفتوحة للمرموز له بالجيم من «جلا» وهو: «الأزرق» عن «ورش» بخلف عنه.

وحينئذ يصبح للأزرق في الهمزة الثانية المفتوحة وجهان: التسهيل بين بين، والإبدال ألفا.

وعلى وجه الإبدال ألفا لا بدّ من المدّ المشبع في «ء أنذرتهم» ونحوه من كل ما بعده ساكن، للفصل بين الساكنين. ولكن لا يجوز الإبدال وقفا في «ء أنت» ونحوه «1» بل يوقف عليه بالتسهيل فقط، فرارا من اجتماع ثلاث سواكن متوالية ليس فيها مدغم مثل: صَوافَّ (سورة الحج الآية 36) وهو غير موجود في كلام العرب.

قال صاحب إتحاف البريّة:

ء أنت فسهّل مع أريت بوقفه

ويمنع إبدالا سواكنه الولا

قال ابن الجزري:

.....

وغير المكّ أن يؤتى أحد

يخبر .....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أن يؤتى» من قوله تعالى: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ (سورة آل عمران الآية 73).

فقرأ جميع القراء عدا «ابن كثير» بهمزة واحدة على الخبر.

وقرأ «ابن كثير» «ء أن يؤتى» بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين.

(1) مثل: «أرأيت» على وجه الإبدال ألفا للأزرق.

ص: 188

قال ابن الجزري:

.....

أن كان روى اعلم حبر عد

وحقّقت شم في صبا

......

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أن كان» من قوله تعالى: أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (سورة ن الآية 14).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المفهوم من عطفه على ما تقدم مدلول «روى» والمرموز له بالألف من «اعلم» ومدلول «حبر» والمرموز له بالعين من «عد» وهم: «الكسائي، وخلف العاشر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص» .

وقرأ الباقون «ء أن كان» بهمزتين على الاستفهام وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، وأبو جعفر، ويعقوب» .

ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالشين من شم، والفاء من في والصاد من صبا وهم:«روح، وحمزة وشعبة» يقرءون بتحقيق الهمزتين. فتعين للباقين من

المستفهمين وهم: «ابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» القراءة بتسهيل الهمزة الثانية بين بين.

قال ابن الجزري:

..... وأعجمي

حم شد صحبة أخبر زد لم

غص خلفهم .....

......

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أعجميّ» من قوله تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (سورة فصلت الآية 44).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر بالخلاف المرموز له بالزاي من «زد» واللام من «لم» والغين من «غص» وهم: «قنبل، وهشام، ورويس» .

وقرأ الباقون من القراء «ء أعجميّ» بهمزتين على الاستفهام ومعهم «قنبل،

ص: 189

وهشام، ورويس» في وجههم الثاني. ثم الذين يقرءون بالاستفهام اختلفوا بين التحقيق والتسهيل:

فقرأ بتحقيق الهمزتين المرموز لهم بالشين من «شدّ» ومدلول «صحبة» وهم: «روح، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .

وقرأ الباقون بتسهيل الهمزة الثانية بيّن بيّن وهم: «نافع، والبزّي، وأبو عمرو، وابن ذكوان، وحفص، وأبو جعفر» ومعهم: «قنبل، وهشام، ورويس» في الوجه الثاني على القراءة بالاستفهام.

والأزرق على أصله في تسهيل الهمزة الثانية بين بين، وفي إبدالها ألفا مع المد المشبع من أجل الساكن اللازم.

قال ابن الجزري:

.... أذهبتم اتل حز كفا

.....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أذهبتم» من قوله تعالى: أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا (سورة الأحقاف الآية 20).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالألف من «اتل» ، والحاء من «حز» ومدلول «كفا» ، وهم:«نافع، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» .

وقرأ الباقون «ء أذهبتم» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في التسهيل، والتحقيق:

«فابن كثير، وأبو جعفر، ورويس، وهشام» بخلف عنه بالتسهيل بين بين.

«وابن ذكوان، وروح، وهشام» في وجهه الثاني بالتحقيق.

قال ابن الجزري:

.....

ودن ثنا إنّك لأنت يوسفا

ص: 190

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنك» من قوله تعالى: أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ (سورة يوسف الآية 90).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالدال من «دن» والثاء من «ثنا» وهما: «ابن كثير، وأبو جعفر» .

وقرأ الباقون «أءنك» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في التسهيل، والتحقيق:

فسهل الثانية بين بين: «نافع، وأبو عمرو، ورويس» .

وحققها: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة والكسائي، وروح، وخلف العاشر» .

قال ابن الجزري:

وآئذا ما متّ بالخلف متى

.....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «أءذا ما مت» من قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ (سورة مريم الآية 66).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر بخلف عنه المرموز له بالميم من «متى» وهو:

«ابن ذكوان» .

وقرأ الباقون «أءذا ما متّ» بهمزتين على الاستفهام ومعهم «ابن ذكوان» في وجهه الثاني.

وكل على أصله في التسهيل، والتحقيق.

قال ابن الجزري:

.....

إنّا لمغرمون غير شعبتا

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (سورة الواقعة الآية 66).

ص: 191

فقرأ جميع القراء عدا «شعبة» بهمزة واحدة على الخبر.

وقرأ «شعبة» «أءنّا لمغرمون» بهمزتين على الاستفهام، وهو على أصله في القراءة بالتحقيق.

قال ابن الجزري:

أئنكم الأعراف عن مدا ....

.....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنكم لتأتون» من قوله تعالى: إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة الأعراف الآية 81).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «مدا» وهم: «حفص، ونافع، وأبو جعفر» .

وقرأ الباقون «أءنكم لتأتون الرجال» بهمزتين على الاستفهام، وهم على أصولهم في القراءة بالتسهيل، والتحقيق.

قال ابن الجزري:

..... أئن

لنا بها حرم علا .....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «إنّ لنا لأجرا» من قوله تعالى: قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الأعراف الآية 113).

فقرأ بهمزة واحدة على الخبر مدلول «حرم» والمرموز له بالعين من «علا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وحفص» .

وقرأ الباقون «أءنّ لنا لأجرا» بهمزتين على الاستفهام، وكل على أصله في التسهيل، والتحقيق.

قال ابن الجزري:

.....

..... والخلف زن

ص: 192

آمنتموا طه وفي الثّلاث عن

حفص رويس الأصبهاني أخبرن

وحقّق الثّلاث لي الخلف شفا

صف شمء آلهتنا شهد كفا

والملك والأعراف الاولى أبدلا

في الوصل واوا زر وثان سهّلا

بخلفه .....

.....

المعنى: اختلف القراء في القراءة بالاستفهام والخبر في «ء آمنتم» في «الأعراف، وطه، والشعراء» من قوله تعالى:

1 -

قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الأعراف الآية 123).

2 -

قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (سورة طه الآية 71).

3 -

قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ (سورة الشعراء الآية 49).

فقرأ المرموز له بالزاي من «زن» وهو «قنبل» موضع «طه» بوجهين:

الأول: بالإخبار. والثاني: بالاستفهام، وهو على أصله في تسهيل الثانية بين بيّن. أمّا موضع «الأعراف» فقرأه بالاستفهام، وله حالة الوصل أي وصل «ء آمنتم» بما قبله إبدال الهمزة الأولى واوا من غير خلاف، وله في الهمزة الثانية:

التحقيق، والتسهيل بين بين. أمّا حالة الابتداء ب «ء آمنتم» فإنه يقرأ بتحقيق الهمزة الأولى، وله في الثانية التسهيل بين بين فقط. وأمّا موضع «الشعراء» فقرأه بالاستفهام وتسهيل الثانية بين بين.

وقرأ المواضع الثلاثة بالإخبار: «حفص، ورويس، والأصبهاني» .

وقرأ المرموز له باللام من «لي» بخلف عنه، ومدلول «شفا» والمرموز له بالصاد من «صف» والشين من «شم» وهم:«هشام بخلف عنه، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة، وروح» بتحقيق الهمزة الثانية في المواضع الثلاثة.

وقرأ الباقون بالاستفهام في المواضع الثلاثة وهم: «الأزرق، وقالون،

ص: 193

والبزي، وأبو عمرو، وابن ذكوان» ولهم تسهيل الهمزة الثانية بين بين، ومعهم «هشام» في وجهه الثاني.

تنبيه: اعلم أن «الأزرق» لا يبدل الهمزة الثانية ألفا، وذلك كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر. أمّا القصر، والتوسط، والمدّ في «البدل» فهي جائزة «لورش» من طريق الأزرق حسب قاعدته. واتفق القراء الذين يقرءون بالاستفهام في المواضع الثلاثة على عدم إدخال ألف بين الهمزتين، لئلا يصير في اللفظ أربع ألفات.

قال ابن الجزري:

والبدل والفصل من نحوء آمنتم خطل وأخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالشين من «شهد» ومدلول «كفا» وهم: «روح، وعاصم، وحمزة، والكسائي وخلف العاشر» يقرءون «ء آلهتنا» من قوله تعالى: وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ (سورة الزخرف الآية 58) بالاستفهام وتحقيق الهمزة الثانية.

والباقون وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» يقرءون بالاستفهام وتسهيل الثانية بين بين. واعلم أن «الأزرق» لا يبدل الثانية ألفا، كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر.

وأخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالزاي من «زر» وهو: «قنبل» يقرأ حالة وصل «النشور» ب «ء أمنتم» من قوله تعالى: وَإِلَيْهِ النُّشُورُ* أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ (سورة الملك الآيتان 15 - 16). بإبدال الهمزة الأولى واوا، وله تحقيق الثانية، وتسهيلها بين بين قولا واحدا. أمّا إذا وقف على «النشور» وابتدأ ب «ء أمنتم» حقق الأولى وسهل الثانية.

وقرأ الباقون «ء أمنتم» بهمزتين على الاستفهام، وكلّ على أصله في التسهيل، والتحقيق. كما أن «الأزرق» على أصله في تسهيل الثانية بين بين، وله أيضا إبدال الهمزة الثانية ألفا خالصة مع القصر فقط لعروض حرف المدّ بالإبدال، وضعف السبب بتقدمه على الشرط.

ص: 194

قال ابن الجزري:

..... أئنّ الأنعام اختلف

غوث .....

المعنى: قرأ المرموز له بالغين من «غوث» وهو: «رويس» «أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ (سورة الأنعام الآية 19) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها.

وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل.

قال ابن الجزري:

.....

..... أئنّ فصّلت خلف لطف

المعنى: قرأ المرموز له باللام من «لطف» وهو: «هشام» «أئنكم» من قوله تعالى: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْداداً (سورة فصلت الآية 9) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها.

وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل.

قال ابن الجزري:

ء أسجد الخلاف مز .....

.....

المعنى: قرأ المرموز له بالميم من «مز» وهو: «ابن ذكوان» «ء أسجد» من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً (سورة الإسراء الآية 61) بتحقيق الهمزة الثانية، وبتسهيلها.

وباقي القراء على أصولهم من التحقيق، والتسهيل.

قال ابن الجزري:

..... وأخبرا

بنحو أئذا أئنّا كرّرا

أوّله ثبت كما الثّاني رد

إذ ظهروا والنّمل مع نون زد

ص: 195

رض كس وأولاها مدا والسّاهره

ثنا وثانيها ظبّى إذ رم كره

وأوّل الأوّل من ذبح كوى

ثانيه مع وقعت رد إذ ثوى

والكلّ أولاها وثاني العنكبا

مستفهم الاوّل صحبة حبا

المعنى: تحدث الناظم رحمه الله تعالى في هذه الأبيات عن اختلاف القراء في المكرر من الاستفهامين، وجملته أحد عشر موضعا، في تسع سور، وبيان ذلك فيما يأتي:

1 -

في الرعد موضع وهو: إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة الرعد الآية 5).

2 -

وفي الإسراء موضعان: أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (سورة الإسراء الآيتان 49 - 98).

3 -

وفي المؤمنون موضع: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة المؤمنون الآية 82).

4 -

وفي النمل موضع: أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (سورة النمل الآية 67).

5 -

وفي العنكبوت موضع: وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ* أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ (سورة العنكبوت الآيتان 28 - 29).

6 -

وفي السجدة موضع: وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ (سورة السجدة الآية 10).

7 -

وفي الصافات موضعان:

الأول: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة الصافات الآية 16).

والثاني: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (سورة الصافات الآية 53).

8 -

وفي الواقعة موضع: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (سورة الواقعة الآية 47).

ص: 196

9 -

وفي النازعات موضع: أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ* أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (سورة النازعات الآيتان 10 - 11).

ففي موضع «الرعد» : أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل.

وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني.

وكلّ على أصله كذلك.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضعي «الإسراء» أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل.

وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني.

وكلّ على أصله كذلك.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضع «المؤمنون» : قالُوا أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل.

وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله كذلك.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضع «النمل» : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا

ص: 197

لَمُخْرَجُونَ قرأ «نافع، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله في التحقيق، والتسهيل.

وقرأ «ابن عامر، والكسائي» «أءذا» بالاستفهام «إنّنا» بالإخبار مع زيادة نون، وكلّ على أصله.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، ويعقوب، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضع «العنكبوت» : إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ، إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ قرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وحفص، وأبو جعفر، ويعقوب» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ الباقون وهم: «أبو عمرو، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضع «السجدة» : وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ قرأ «نافع، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ «ابن عامر، وأبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي الموضع الأول من «والصافات» : أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ «ابن عامر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وهو على أصله.

ص: 198

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة، وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكل على أصله.

وفي الموضع الثاني من «والصافات» : أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ القراء فيه مثل الموضع الأول، سوى أن «أبا جعفر» قرأ هذا الموضع بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني مثل «ابن عامر» وكلّ على أصله.

وفي موضع «الواقعة» : وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ قرأ «نافع، والكسائي، وأبو جعفر، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

وفي موضع «والنازعات» : يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً قرأ «نافع، وابن عامر، والكسائي، ويعقوب» بالاستفهام في الأول، والإخبار في الثاني، وكلّ على أصله.

وقرأ «أبو جعفر» بالإخبار في الأول، والاستفهام في الثاني، وهو على أصله.

وقرأ الباقون وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، وحمزة وخلف العاشر» بالاستفهام فيهما، وكلّ على أصله.

قال ابن الجزري:

والمدّ قبل الفتح والكسر حجر

بن ثق له الخلف وقبل الضّمّ ثر

والخلف حزبي لذو عنه أوّلا

كشعبة وغيره امدد سهّلا

المعنى: لما فرغ الناظم رحمه الله تعالى من الكلام على حكم الهمزتين من كلمة تسهيلا، وتحقيقا، وما اختلف فيه القراء إخبارا، واستفهاما، شرع في الكلام على الفصل بين الهمزتين بحرف المدّ وعدمه.

والمراد بذلك: إدخال ألف بين الهمزتين تمدّ بمقدار حركتين، سواء كانت

ص: 199

الثانية مفتوحة نحو: «ء أنذرتهم» من نحو قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة البقرة الآية 6). أو مكسورة نحو:

«أئنكم» من قوله تعالى: أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة النمل الآية 55). أو مضمومة نحو: «أءنزل» من قوله تعالى: أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا (سورة ص الآية 8).

فأخبر أن المرموز له بالحاء من «حجر» والباء من «بن» والثاء من «ثق» واللام من «له» بخلف عنه، وهم:«أبو عمرو، وقالون، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه يقرءون بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مفتوحة، أو مكسورة.

وقد استثنى بعض علماء القراءات أمثال: «أبي الحسن بن غلبون، وابن سفيان، وابن شريح، والمهدوي، ومكي بن أبي طالب، وابن بلّيمة، وغيرهم، سبعة أحرف إذا كانت الهمزة الثانية مكسورة، فقرءوها «لهشام» بالإدخال قولا واحدا. والأحرف السبعة هي:

1 -

إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ (سورة الأعراف الآية 81).

2 -

قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الأعراف الآية 113).

3 -

أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (سورة مريم الآية 66).

4 -

قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (سورة الشعراء الآية 41).

5 -

يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (سورة الصافات الآية 52).

6 -

أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (سورة الصافات الآية 86).

7 -

قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ (سورة فصلت الآية 9).

وقد أشار «الإمام الشاطبي» إلى ذلك بقوله:

وفي سبعة لا خلف عنه بمريم

وفي حرفي الأعراف والشّعرا العلا

أئنّك أئفكا معا فوق صادها

وفي فصّلت حرف وبالخلف سهّلا

كذلك خصّ جمهور المغاربة، وبعض العراقيّين: كالدّاني، وابن شريح،

ص: 200

وابن سفيان، والمهدوي، وغيرهم تسهيل حرف «فصّلت»: قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ عن «هشام» .

وحينئذ يكون ل «هشام» في حرف «فصلت» ثلاث قراءات هي: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال، وتحقيقها مع الإدخال وعدمه.

ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثر» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مضمومة قولا واحدا.

وأن المرموز له بالحاء من «حز» والباء من «بي» واللام من «لذ» وهم: «أبو عمرو، وقالون، وهشام» يقرءون بإدخال ألف بين الهمزتين إذا كانت الثانية مضمومة بخلف عنهم.

وقد وردت الهمزة المضمومة في ثلاثة مواضع متفق عليها، وموضع مختلف فيه. فالمواضع الثلاثة المتفق عليها هي:

1 -

قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ (سورة آل عمران الآية 15).

2 -

أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا (سورة ص الآية 8).

3 -

أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا (سورة القمر الآية 25).

وقد روى جماعة من علماء القراءات عن «هشام» في موضع «آل عمران» القراءة له بالتحقيق وعدم الإدخال مثل قراءة، «شعبة». وفي موضعي:«ص، والقمر» القراءة له بالتسهيل مع الإدخال، قولا واحدا، وهذا معنى قول الناظم:

..... وعنه أوّلا

كشعبة وغيره امدد سهّلا

أمّا الموضع المختلف فيه فهو: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ (سورة الزخرف الآية 19).

وسيأتي حكمه في سورته بإذن الله تعالى.

قال ابن الجزري:

وهمز وصل من كآلله أذن

أبدل لكلّ أو فسهّل واقصرن

كذا به السّحر ثنا حز .....

.....

ص: 201

المعنى: إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل المفتوحة، نحو «ءالله أذن لكم» وقد وقع ذلك في ثلاث كلم في ستة مواضع هنّ:

1 -

«ءآلذكرين» من قوله تعالى: قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ الموضعان في (سورة الأنعام الآيتان 143 - 144).

2 -

«ءآلئن» من قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (سورة يونس الآية 51). ومن قوله تعالى: آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ (سورة يونس الآية 91).

3 -

«ءآلله» من قوله تعالى: قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (سورة يونس الآية 59). ومن قوله تعالى: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة النمل الآية 59).

فقد اتفق القراء على تسهيل الهمزة الثانية أي همزة الوصل، إلّا أنهم اختلفوا في كيفية ذلك التسهيل: فأكثرهم على إبدالها ألفا خالصة مع إشباع المدّ للساكنين. والآخرون على تسهيلها بين بين مع القصر. والوجهان صحيحان، وقد قرأت بهما.

ثم بيّن الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالثاء من «ثنا» والحاء من «حز» وهما: «أبو جعفر، وأبو عمرو» يقرءان «به السحر» من قوله تعالى: قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ (سورة يونس الآية 81) بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل. وحينئذ تكون مثل: «ءآلذكرين» فيكون لكل منهما وجهان:

الأول: إبدال همزة الوصل ألفا مع المدّ المشبع للساكنين.

الثاني: تسهيلها بين بين مع القصر.

وعلى قراءتهما توصل هاء الضمير في «به» بياء ويكون المدّ حينئذ من قبيل المنفصل فكل يمد حسب مذهبه.

قال ابن الجزري:

..... والبدل

والفصل من نحوء آمنتم خطل

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أنه إذا اجتمع ثلاث همزات في كلمة واحدة نحو: «ء ءامنتم» من قوله تعالى:

ص: 202

1 -

قالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الأعراف الآية 123).

2 -

أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ (سورة يونس الآية 51).

3 -

قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة طه الآية 71).

4 -

قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ (سورة الشعراء الآية 49).

و «ء ءالهتنا» من قوله تعالى: وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ (سورة الزخرف الآية 58) فإنه لا يجوز في ذلك إبدال الهمزة الثانية ألفا «للأزرق» كي لا يلتبس الاستفهام بالخبر. كما لا يجوز لأحد من القراء إدخال ألف بين الهمزتين، لئلا يصير في اللفظ تقدير أربع ألفات: همزة الاستفهام، وألف الوصل، وهمزة القطع، وهو إفراط. وهذا هو الصحيح، والمقروء به.

قال ابن الجزري:

أئمّة سهّل أو ابدل حط غنا

حرم ومدّ لاح بالخلف ثنا

مسهّلا والأصبهاني بالقصص

في الثّان والسّجدة معه المدّ نص

المعنى: اختلف القراء في تحقيق، وتسهيل «أئمّة» وهي في خمسة مواضع:

1 -

فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ (سورة التوبة الآية 12).

2 -

وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا (سورة الأنبياء الآية 73).

3 -

وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (سورة القصص الآية 5).

4 -

وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ (سورة القصص الآية 41).

5 -

وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا (سورة السجدة الآية 24).

و «أئمة» جمع «إمام» وأصلها: «أأممة» على وزن «أفعلة» التقى ميمان فأريد إدغامهما، فنقلت حركة الميم الأولى للساكن قبلها وهو الهمزة الثانية، فأدى ذلك إلى اجتماع

همزتين ثانيتهما مكسورة.

وقد أمر الناظم رحمه الله تعالى بتسهيل الهمزة الثانية بين بين، وبإبدالها ياء خالصة للمرموز له بالحاء من «حط» والغين من «غنا» ومدلول «حرم» وهم:

«أبو عمرو، ورويس، ونافع، وابن كثير، وأبو جعفر» . فتعين للباقين القراءة

ص: 203

بالتحقيق وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر» .

ثم بيّن الناظم أن المرموز له باللام من «لاح» وهو: «هشام» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين في المواضع الخمسة بالخلاف.

وأن المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين على قراءة التسهيل فقط. وحينئذ يكون ل «أبي جعفر» في المواضع الخمسة وجهان:

الأول: تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال.

الثاني: إبدال الهمزة الثانية ياء خالصة مع عدم الإدخال.

ثم بيّن الناظم أن «الأصبهاني» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين على قراءة التسهيل، وذلك في موضعين فقط:

الأول: الموضع الثاني بالقصص رقم/ 41.

الثاني: موضع السجدة.

تنبيه: اتفق القراء العشرة على عدم الإدخال حالة إبدال الهمزة الثانية ياء.

قال ابن الجزري:

أن كان أعجميّ خلف مليا

.....

المعنى: أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالميم من «مليا» وهو:

«ابن ذكوان» يقرأ بإدخال ألف بين الهمزتين بالخلاف، وذلك في موضعين:

الأول: أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ (سورة ن الآية 14).

الثاني: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (سورة فصلت الآية 44).

وتتميما للفائدة سأذكر قراءة القراء في هاتين الكلمتين:

ص: 204

أمّا «ء أن كان» فقد قرأ «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص، والكسائي، وخلف العاشر» : «أن كان» بهمزة واحدة على الخبر.

وقرأ الباقون «ء أن كان» بهمزتين على الاستفهام وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة وأبو جعفر، ويعقوب» .

وقد حقّق الهمزتين من المستفهمين: «شعبة، وحمزة، وروح» وسهل الهمزة الثانية مع الإدخال «أبو جعفر وابن عامر» بخلف عنه.

وسهلها بدون إدخال «رويس» وهو الوجه الثاني ل «ابن عامر» .

وأمّا «ء أعجمي» فقد قرأ «قالون، وأبو عمرو وأبو جعفر» بهمزتين على الاستفهام، مع تحقيق الأولى، وتسهيل الثانية، وإدخال ألف بينهما.

وقرأ «الأصبهاني، والبزّي، وحفص» بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثانية مع عدم الإدخال.

وللأزرق وجهان:

القراءة بهمزتين على الاستفهام، مع تسهيل الثانية بدون إدخال، وإبدالها حرف مدّ محضا مع المدّ المشبع.

«ولقنبل، ورويس» وجهان:

تسهيل الثانية مع عدم الإدخال، والقراءة بهمزة واحدة على الخبر.

ولابن ذكوان وجهان:

تحقيق الهمزة الثانية مع الإدخال، وعدمه.

ولهشام ثلاثة أوجه:

تسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال وعدمه، والقراءة بهمزة واحدة على الخبر.

والباقون وهم: «شعبة، وحمزة، والكسائي، وروح، وخلف العاشر» بتحقيق الثانية مع عدم الإدخال.

ص: 205

قال ابن الجزري:

.....

والكلّ مبدل كآسى أوتيا

المعنى: اتفق القراء على إبدال الهمزة الثانية إذا كانت ساكنة حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها: فتبدل في نحو: «ءادم» ألفا من نحو قوله تعالى:

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها (سورة البقرة الآية 31). وفي نحو: «إيمان» ياء من نحو قوله تعالى: وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ (سورة المائدة الآية 5). وفي نحو: «اؤتمن» واوا من قوله تعالى: فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ (سورة البقرة الآية 283).

تمّ باب الهمزتين من كلمة ولله الحمد والشكر

ص: 206