الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن الجزري:
وبل وهل في تا وثا السّين ادّغم
…
وزاي طا ظا النّون والضّاد رسم
والسّين مع تاء وثا فد واختلف
…
بالطّاء عنه هل ترى الإدغام حف
وعن هشام غير نضّ يدغم
…
عن جلّهم لا حرف رعد في الأتم
المعنى: اختلف القراء في إظهار، وإدغام «لام هل وبل» في ثمانية أحرف وهي:«التاء، والثاء، والسين، والزاي، والطاء، والظاء، والنون، والضاد» وهي معها على ثلاثة أقسام:
الأول: ما يختص بلام «هل» وهو «الثاء» فقط.
الثاني: ما يختص بلام «بل» وهو خمسة أحرف وهي: «السين، والزاي، والطاء، والظاء، والضاد» .
الثالث: ما يكون معهما وذلك في حرفين هما: «التاء، والنون» .
وهذه أمثلة لذلك:
1 -
«هل ثوب» من قوله تعالى: هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (سورة المطففين الآية 36).
2 -
«بل سوّلت» نحو قوله تعالى: قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً (سورة يوسف الآية 18).
3 -
«بل زيّن» من قوله تعالى: بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ (سورة الرعد الآية 33).
4 -
«بل طبع» من قوله تعالى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ (سورة النساء الآية 155).
5 -
«بل ظننتم» من قوله تعالى: بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً (سورة الفتح الآية 12).
6 -
«بل ضلّوا» من قوله تعالى: بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذلِكَ إِفْكُهُمْ (سورة الأحقاف الآية 28).
7 -
«هل تنقمون» من قوله تعالى: قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ (سورة المائدة الآية 59).
8 -
«بل تأتيهم» من قوله تعالى: بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ (سورة الأنبياء الآية 40).
9 -
«هل نحن» من قوله تعالى: فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (سورة الشعراء الآية 203).
10 -
«بل نتبع» نحو قوله تعالى: قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا (سورة البقرة الآية 170).
فقرأ المرموز له بالراء من «رسم» وهو: «الكسائي» بإدغام «اللام» منهما في الحروف المذكورة.
وقرأ المرموز له بالفاء من «فد» وهو: «حمزة» بإدغام «اللام» في ثلاثة أحرف بلا خلاف وهي: «السين، والتاء، والثاء» .
واختلف عنه في إدغام «اللام» في «الطاء» والوجهان صحيحان.
وقرأ المرموز له بالحاء من «حف» وهو: «أبو عمرو» بإدغام «لام هل» في «تاء» «ترى» من قوله تعالى:
1 -
فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ (سورة الملك الآية 3).
2 -
وقوله تعالى: فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (سورة الحاقة الآية 8).
وقرأ «هشام» بإظهار «اللام» عند حرفين هما «النون، والضاد» واختلف عنه في الإظهار، والإدغام عند الحروف الستة الباقية، والوجهان صحيحان.
واستثنى أكثر المدغمين عن «هشام» حرف «الرعد» وهو قوله تعالى: أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ (الآية 16).
قال ابن الجزري: واستثنى جمهور رواة الإدغام عن «هشام» اللام من «هل» في سورة الرعد قوله: هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ. هذا هو الذي في الشاطبية، والتيسير، والكافي، والتبصرة، والهادي، والهداية، والتذكرة، والتلخيص، والمستنير، وغاية «أبي العلاء» .
ولم يستثنها «أبو العزّ القلانسي» في كفايته، ولم يستثنها في الكامل للداجوني، واستثناها للحلواني.
وروى صاحب التجريد إدغامها من قراءته على «الفارسي» وإظهارها من قراءته على «عبد الباقي» .
ونصّ على الوجهين جميعا عن «الحلواني» فقط صاحب «المبهج» فقال:
واختلف عن الحلواني عن «هشام» فيها، فروى «الشذائي» إدغامها، وروى غيره الإظهار، قال: وبهما قرأت على شيخنا «الشريف» اهـ. ومقتضاه الإدغام للداجوني بلا خلاف والله أعلم «1» وقال «الحافظ» «أبو عمرو» في جامعه:
وحكى لي «أبو الفتح» عن «عبد الله بن الحسين» عن أصحابه، عن «الحلواني» عن «هشام» «أم هل تستوي» بالإدغام كنظائره في سائر القرآن، قال: وكذلك نص عليه «الحلواني» في كتابه انتهى. وهو يقتضي صحة الوجهين والله أعلم «2» .
وقرأ باقي القراء بالإظهار عند الحروف الثمانية وهم: «نافع، وابن كثير، وابن ذكوان، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب، وخلف العاشر» .
تم فصل لم هل وبل. ولله الحمد والشكر.
(1) انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 7.
(2)
انظر: النشر في القراءات العشر ج 2/ 8.