الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة الفاتحة
قال ابن الجزري:
مالك نل ظلّا روى
..........
…
..........
المعنى: قرأ «عاصم، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «ملك» من قوله تعالى: ملك يوم الدين (سورة الفاتحة آية 3).
بإثبات ألف بعد الميم، على أنه اسم فاعل من «ملك» .
والمالك بالألف هو المتصرف في الأعيان المملوكة كيف يشاء.
وقرأ الباقون «ملك» بحذف الألف، وكسر اللام والكاف، على وزن «حذر» على أنه صيغة مبالغة.
والملك بحذف الألف: هو التصرف بالأمر والنهي في المأمورين.
وقد حذفت الألف في الرسم من ملك يوم الدين للإشارة إلى قراءة حذف الألف.
تنبيه:
«ملك» من قوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ (سورة آل عمران آية 26) لا خلاف بين القراء العشرة في قراءته «مالك» بإثبات ألف بعد الميم، وفتح الكاف.
قال «الراغب الأصفهاني» في مادة «ملك» : «الملك» بفتح الميم وكسر اللام: هو المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين، ولهذا يقال:«ملك الناس» ولا يقال: «ملك الأشياء» . وقوله تعالى: ملك يوم الدين فتقديره: الملك في يوم الدين، وذلك لقوله تعالى: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ
الْواحِدِ الْقَهَّارِ (سورة غافر آية 16). «1» وقال «الزبيدي» ت 1205 هـ في مادة «ملك» : يقال: «ملكه يملكه ملكا مثلثة» «2» .
و «الملك» بفتح الميم واللام: واحد الملائكة اه «3» .
قال ابن الجزري:
........ الصراط مع
…
صراط زن خلفا غلا كيف وقع
والصاد كالزاي ضفا الأول قف
…
وفيه والثاني وذي اللام اختلف
وباب أصدق شفا والخلف غر
…
يصدر غث شفا المصيطرون ضر
ق الخلف مع مصيطر والسين لي
…
وفيهما الخلف زكيّ عن ملي
المعنى: اختلف القراء العشرة في لفظي: الصراط، وصراط، المعرف والمنكر، حيثما وقعا في القرآن الكريم:
فقرأ «رويس، وقنبل» بخلف عنه بالسين حيثما وقعا، وذلك على الأصل، لأنه مشتق من السرط: وهو البلع، وهي لغة عامة العرب. ومما يدل على أن السين هي الأصل أنه لو كانت الصاد هي الأصل لم تردّ إلى السين، وذلك لضعف السين عن الصاد، وليس من أصول كلام العرب أن يردّوا القويّ إلى الضعيف، وإنما أصولهم في الحروف عند الإبدال أن يردّوا الأضعف إلى الأقوى.
وقرأ «خلف» عن حمزة بالصاد المشمّة صوت الزاي حيثما وقعا في القرآن، وهي لغة «قيس» .
وحجة من قرأ بالإشمام أنه لما رأى الصاد فيها مخالفة للطاء في صفة «الجهر» أشمّ الصاد صوت الزاي، وذلك للجهر الذي فيها، فصار قبل الطاء حرف يشبهها في «الإطباق، والجهر» وحسن ذلك لأن الراء تخرج من مخرج
(1) انظر المفردات في غريب القرآن ص 472.
(2)
انظر تاج العروس شرح القاموس ج 7 ص 180.
(3)
انظر تاج العروس شرح القاموس ج 7 ص 182.
السين، والصاد مؤاخية لها في صفتي:«الصفير والرخاوة» . واختلف عن «خلاد» على أربع طرق:
الأولى: الإشمام في الأول من الفاتحة فقط.
الثانية: الإشمام في حرفي الفاتحة فقط.
الثالثة: الإشمام في المعرف باللام في الفاتحة وجميع القرآن.
الرابعة: عدم الإشمام في الجميع.
وقرأ الباقون من القراء العشرة بالصاد الخالصة في جميع القرآن، وهو الوجه الثاني عن «قنبل» وهو لغة «قريش» .
تنبيه: قال «ابن الجزري» : واختلف عن «قنبل» في «الصراط، وصراط» فرواه عنه بالسين «ابن مجاهد» وهي رواية «أحمد بن ثوبان» عن «قنبل» ورواية «الحلواني» عن «القوّاس» .
ورواه عنه «ابن شنبوذ» بالصاد، وكذلك سائر الرواة عن «قنبل» ثم قال:
واختلف عن «خلاد» في إشمام الأول فقط، أو حرفي الفاتحة خاصة، أو المعرف باللام في جميع القرآن، أو لا إشمام في شيء: فقطع له بالإشمام في الحرف الأول حسب ما في التيسير والشاطبية. وبذلك قرأ «الداني» على «أبي الفتح فارس» وصاحب «التجريد» على «عبد الباقي» وهي رواية «محمد بن يحيى الخنيسي» عن خلاد. وقطع له بالإشمام في حرفي الفاتحة فقط صاحب «العنوان، والطرسوسي» من طريق «ابن البختري» عن «الوزان» عنه، وبه قطع «أبو العزّ، والأهوازي» عن «الوزّان» أيضا، وهي طريق «ابن حامد» عن «الصوّاف» . وقطع له بالإشمام في المعرّف باللام خاصة هنا، وفي جميع القرآن، جمهور العراقيين، وهي طريق «بكّار» عن «الوزّان» . وبه قرأ صاحب «التجريد» على الفارسي، والمالكي، وهو الذي في «روضة أبي علي البغدادي» وطريق «ابن مهران» عن «ابن أبي عمر» عن «الصواف» عن «الوزّان» وهي رواية «الدوري» عن «سليم» عن «حمزة» . وقطع له بعدم الإشمام في الجميع صاحب «التبصرة» والكافي، والتلخيص، والهداية، والتذكرة، وجمهور المغاربة، وبه قرأ الداني على «أبي الحسن» وهي طريق «ابن الهيثم» والطلحي ورواية «الحلواني» عن «خلاد»
وانفرد «ابن عبيد» على «أبي علي الصواف» على «الوزّان» عنه، بالإشمام في المعرف، والمنكر، كرواية «خلف» عن «حمزة» في كل القرآن وهو ظاهر «المبهج» عن «ابن الهيثم» اه «1» .
ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن القراء العشرة اختلفوا في القراءة بالإشمام وعدمه في الصاد الساكنة إذا وقع بعدها «الدال» وجملة ذلك في القرآن:
اثنا عشر صادا وذلك من الألفاظ السبعة اللاتية:
1 -
«أصدق» من قوله تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً (سورة النساء آية 87). ومن قوله تعالى: وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (سورة النساء آية 122).
2 -
«تصديق» من قوله تعالى: وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يونس آية 37). ومن قوله تعالى: ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ (سورة يوسف آية 111).
3 -
«يصدفون» من قوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (سورة الأنعام آية 46). ومن قوله تعالى: سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (سورة الانعام آية 157).
4 -
«فاصدع» من قوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ (سورة الحجر آية 94).
5 -
«تصدية» من قوله تعالى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً (سورة الانفال آية 35).
6 -
«يصدر» من قوله تعالى: حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ (سورة القصص آية 23). ومن قوله تعالى: يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً (سورة الزلزلة آية 6).
7 -
«قصد» من قوله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ (سورة النحل آية 9).
فقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» جميع الألفاظ بإشمام الصاد صوت الزاي، وهو لغة «قيس» .
وقرأ «رويس» بالإشمام في لفظ «يصدر» في موضعيه قولا واحدا. واختلف
(1) انظر النشر لابن الجزري بتحقيق الدكتور/ محمد سالم محيسن ج 1 ص 370 - 371.
عنه في الألفاظ الستة الباقية فقرأها بالإشمام، وبالصاد الخالصة حيث روى عنه «النخاس، والجوهري» الإشمام في جميع ذلك، وبه قطع «ابن مهران» .
وروى عنه «أبو الطيب، وابن مقسم» الصاد الخالصة، وبه قطع الهذلي «1» .
وقرأ الباقون من القراء العشرة الألفاظ السبعة بالصاد الخالصة، وهي لغة «قريش» .
ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن القراء العشرة اختلفوا في القراءة بالإشمام وعدمه في لفظي:
1 -
«المصيطرون» من قوله تعالى: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (سورة الطور آية 37).
2 -
«بمصيطر» من قوله تعالى: لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (سورة الغاشية آية 22).
فقرأ «هشام» اللفظين بالسين، على الأصل، وهي لغة عامة العرب. وقرأ «خلف» عن «حمزة» اللفظين بإشمام الصاد صوت الزاي، وهو لغة «قيس» .
وقرأ «قنبل، وابن ذكوان، وحفص» بالسين، والصاد.
وقرأ «خلاد» اللفظين بوجهين: الأول بالإشمام، والثاني بالصاد الخالصة.
قال ابن الجزري: واختلف عن «قنبل، وابن ذكوان، وحفص، وخلاد» : فأما «قنبل» فرواه عنه بالصاد فيهما «ابن شنبوذ» من المبهج، وكذا نص «الداني» في جامعه عنه. ورواه عنه بالسين فيهما «ابن مجاهد، وابن شنبوذ» من «المستنير» ونص على السين في «المسيطرون» والصاد في «بمصيطر» الجمهور من العراقيين، والمغاربة، وهو الذي في الشاطبية والتيسير.
وأما «ابن ذكوان» فرواه عنه بالسين فيهما «ابن مهران، وابن الفحام» من طريق الفارسي عن «النقاش» .
(1) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج 3 ص 32.
وهي رواية «ابن الأخرم» وغيره عن «الأخفش» .
ورواه «ابن سوار» بالصاد فيهما، وكذلك روى الجمهور عن النقاش، وهو الذي في الشاطبية، والتيسير.
وأما «حفص» فنص على الصاد له فيهما «ابن مهران» في غايته، وابن غلبون في تذكرته، وصاحب العنوان، وهو الذي في «التبصرة، والكافي، والتلخيص، والهداية» وعند الجمهور، وذكره «الداني» في «جامعه» عن «الأشناني» عن «عبيد» وبه قرأ «الداني» على شيخه:«أبي الحسن» .
ورواه بالسين فيهما «زرعان» عن «عمرو» وهو نص «الهذلي» عن «الأشناني» عن «عبيد» وحكاه له «الداني» في جامعه، عن «أبي طاهر بن أبي هاشم» عن «الأشناني» ، وكذا رواه «ابن شاهي» عن «عمرو» .
وروى آخرون عنه «المسيطرون» بالسين، و «بمصيطر» بالصاد، وكذا هو في «المبهج، والإرشادين» وغاية «أبي العلاء» ، وبه قرأ «الداني» على «أبي الفتح» .
وقطع بالخلاف له في «المصيطرون» وبالصاد في «بمصيطر» في التيسير والشاطبية.
وأما «خلاد» فالجمهور من المشارقة، والمغاربة على الإشمام فيهما له، وهو الذي لا يوجد نص عنه بخلافه.
وأثبت له الخلاف فيهما صاحب «التيسير» من قراءته على «أبي الفتح» وتبعه على ذلك الشاطبي.
والصاد هي رواية «الحلواني، ومحمد بن سعيد البزّاز» كلاهما عن «خلاد» ورواية «محمد بن لاحق عن سليم، وعبد الله بن صالح، عن «حمزة» اه.
وقرأ الباقون من القراء العشرة اللفظين بالصاد الخالصة، وهي لغة «قريش» .
قال ابن الجزري:
عليهم إليهم لديهم
…
بضم كسر الهاء ظبي فهم
وبعد ياء سكنت لا مفردا
…
ظاهر وإن تزل كنجزهم غدا
وخلف يلههم قهم ويغنهم
…
عنه ولا يضم من يولهم
المعنى: قرأ «حمزة» الألفاظ الثلاثة الآتية بعد حيثما وقعت في «القرآن» بضم الهاء وصلا ووقفا.
وذلك على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات، ولذا تضم مبتدأة، وبعد الفتح والألف، والضمة والواو والسكون في غير الياء نحو:
هو، لهو، دعاه، دعوه، دعه، والضم لغة «قريش» و «الحجازيين» والألفاظ الثلاثة هي:
1 -
«عليهم» نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة آية 7).
2 -
«إليهم» نحو قوله تعالى: نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها (سورة هود آية 15).
3 -
«لديهم» نحو قوله تعالى: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ (سورة آل عمران آية 44).
ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن «يعقوب» قرأ الألفاظ الثلاثة، وزاد عليها كل ما شابهها مما قبل الهاء ياء ساكنة من ضمير التثنية، أو الجمع، مذكرا كان أو مؤنثا، قرأ كل ذلك بضم الهاء وصلا ووقفا بشرط أن تكون الياء في غير المفرد، وأن تكون موجودة في اللفظ نحو:
1 -
«عليهما» نحو قوله تعالى: فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً (سورة النساء آية 128).
2 -
«عليهنّ» نحو قوله تعالى: فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ (سورة النساء آية 15).
3 -
«فيهن» نحو قوله تعالى: فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ (سورة البقرة آية 197).
4 -
«بجنتيهم» نحو قوله تعالى: وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ (سورة سبأ آية 16).
5 -
«ترميهم» نحو قوله تعالى: تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (سورة الفيل آية 4).
6 -
«صياصيهم» نحو قوله تعالى: مِنْ صَياصِيهِمْ (سورة الأحزاب آية 26).
7 -
«أيديهم» نحو قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ (سورة البقرة آية 79).
ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى بأن الياء إذا زالت لعلة جزم نحو:
1 -
وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ (سورة الأعراف آية 169).
2 -
أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ (سورة العنكبوت آية 51).
أو زالت الياء لعلة بناء نحو قوله تعالى: فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (سورة الصافات آية 149).
فإن «رويسا» وحده يضم الهاء في كل ذلك وصلا ووقفا. إلا قوله تعالى:
وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ (سورة الأنفال آية 16). فإنه يكسر الهاء في هذا اللفظ قولا واحدا من غير خلاف. واختلف عنه في الألفاظ الثلاثة الآتية فإنه قرأها بالضم والكسر:
1 -
«ويلههم» من قوله تعالى: وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (سورة الحجر آية 3).
2 -
«يغنهم» من قوله تعالى: يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (سورة النور آية 32).
3 -
«وقهم» من قوله تعالى: وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (سورة غافر آية 7).
ومن قوله تعالى: وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ (سورة غافر آية 9).
وقرأ باقي القراء العشرة الألفاظ المتقدمة بكسر الهاء وصلا ووقفا. وذلك لمجانسة الكسر الياء أو الكسر. وهو لغة: «قيس وتميم، وبني سعد» .
تنبيه: قال «ابن الجزري» :
واختلف عن «رويس» في وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ» في الحجر، ويُغْنِهِمُ اللَّهُ في
النور، وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ كلاهما في غافر: فكسر الهاء في الأربعة «القاضي أبو العلاء» عن «النخّاس» وكذلك روى «الهذلي» عن «الحمامي» في الثلاثة الأول، وكذا نص «الأهوازي، وقال «الهذلي» : هكذا أخذ علينا في التلاوة، ولم نجده في الأصل مكتوبا. وزاد «ابن خيرون» عنه كسر الرابعة، وهي وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ وضم الهاء في الأربعة الجمهور عن «رويس» اه «1» .
قال ابن الجزري:
وضم ميم الجمع صل ثبت درا
…
قبل محرك وبالخلف برا
وقبل همز القطع ورش ..
…
..........
المعنى: اعلم أن ميم الجمع إما أن تقع قبل ساكن، أو قبل متحرك.
فإذا وقعت قبل ساكن نحو: مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ (سورة آل عمران آية 110). كان حكمها الضم من غير صلة لجميع القراء، لأن الأصل في ميم الجمع الضم.
قال الشاطبي ت 590 هـ ومن دون وصل ضمها قبل ساكن لكل ..........
وإذا وقعت ميم الجمع قبل متحرك:
فإما أن يكون المتحرك متصلا بها، أو منفصلا عنها. فإذا كان متصلا بها ولا يكون إلا ضميرا مثل:
1 -
«دخلتموه» من قوله تعالى: فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ (سورة المائدة آية 23).
2 -
«أنلزمكموها» من قوله تعالى: أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (سورة هود آية 28).
كان حكمها الضم مع الصلة لجميع القرّاء.
(1) انظر النشر في القراءات العشر بتعليقنا ج 1 ص 372.
وهى اللغة الفصيحة، وعليها جاء رسم المصحف العثماني. وإن كان المتحرك منفصلا عن ميم الجمع:
فإمّا أن يكون همزة قطع، أولا:
فإن كان همزة قطع مثل قوله تعالى: عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ (سورة البقرة آية 6) كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لورش، وابن كثير، وأبي جعفر، وقالون بخلف عنه» .
وذلك اتباعا للأصل، ويصبح المدّ عندهم من قبيل المنفصل، فكلّ يمدّ حسب مذهبه في المدّ المنفصل.
وقرأ باقي القراء بإسكانها، وهما لغتان.
وإذا لم يكن المتحرك همزة قطع نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة آية 7) كان حكمها الضم مع الصلة وصلا «لابن كثير،
وأبي جعفر، وقالون» بخلف عنه، والباقون بإسكانها.
تنبيه: قال صاحب النشر:
«واختلف عن «قالون» فقطع له بالاسكان صاحب «الكافي» وهو الذي في «العنوان» وكذا قطع في «الهداية» من طريق «أبي نشيط» وهو الاختيار له في «التبصرة» ، ولم يذكر في «الارشاد غيره، وبه قرأ الداني» على «أبي الحسن» من طريق «أبي نشيط» وعلى «أبي الفتح» عن قراءته على «عبد الله بن الحسين» من طريق «الحلواني» وصاحب «التجريد» عن «ابن نفيس» من طريق «أبي نشيط» وعليه، وعلى الفارسي، والمالكي، من طريق «الحلواني» وبه قرأ الهذلي» أيضا من طريق «أبي نشيط» .
وبالصلة قطع صاحب «الهداية» للحلواني، وبها قرأ «الداني» على «أبي الفتح» من الطريقين، عن قراءته على «عبد الباقي بن الحسن» وعن قراءته على «عبد الله بن الحسين» من طريق «الجمّال» عن «الحلواني» وبه قرأ «الهذلي» أيضا من طريق «الحلواني» . وأطلق الوجهين عن «قالون» «ابن بليمة» صاحب «التلخيص» من الطريقين.
ونص على الخلاف صاحب التيسير، من طريق «أبي نشيط» .
وأطلق التخيير له في الشاطبية، وكذا جمهور العراقيين من الطريقين». «1»
قال ابن الجزري:
.......... واكسروا
…
قبل السكون بعد كسر حرّروا
وصلا وباقيهم بضم وشفا
…
مع ميم الهاء وأتبع ظرفا
المعنى: اختلف القراء العشرة في كسر ميم الجمع وضمها، وضم ما قبلها وكسره، إذا كان بعد ميم الجمع ساكن، وكان قبلها هاء، وقبل الهاء كسرة متصلة أو ياء ساكنة، وذلك نحو:
1 -
فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ (سورة النساء آية 77).
2 -
وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ (سورة البقرة آية 93).
3 -
وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (سورة البقرة آية 166).
4 -
كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ (سورة البقرة آية 167).
فقرأ «أبو عمرو» بكسر الهاء والميم وصلا.
فكسر الهاء لمجاورة الكسرة، أو الياء الساكنة، وكسر الميم على أصل التخلص من التقاء الساكنين.
وقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بضم الهاء والميم وصلا. فضمة الميم على الأصل، وضمة الهاء اتباع لها.
وقرأ «يعقوب» باتباع الميم الهاء على أصله، فضمها حيث ضم الهاء في نحو: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ.
وكسرها حيث كسر الهاء في نحو: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ.
وقرأ الباقون وهم «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر» بضم الميم وكسر الهاء.
(1) انظر النشر في القراءات العشر بتحقيق د/ محمد سالم محيسن ج 1 ص 372.
هذا حكم الوصل، أما حالة الوقف فكل القراء على إسكان الميم، وهم في الهاء على أصولهم:
«فحمزة» بضم الهاء من نحو: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ.
«ويعقوب» بضم الهاء من نحو: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ.
ومن نحو: كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ.
«ورويس» على أصله بالوجهين في نحو: يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (سورة النور آية 32). «1»
(والله أعلم) تمّت سورة الفاتحة ولله الحمد والشكر
(1) انظر النشر في القراءات العشر، بتحقيق د/ محمد سالم محيسن. ج 1/ 373.