الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن الجزري:
..........
…
.... أن خفّ نل حما زهر
خلف اتل لعنة لهم
…
... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالنون من «نل» و «حما» والزاي من «زهر» بخلف عنه، والألف من «اتل» وهم:«عاصم، وأبو عمرو، ويعقوب، ونافع، وقنبل» في أحد وجهيه «أن لعنة» من قوله تعالى: أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (سورة الأعراف آية 44). قرءوا «أن» بإسكان النون مخففة، ورفع «لعنة» على أنّ «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، و «لعنة» مبتدأ، و «الله» مضاف إليه، و «على الظالمين» متعلق بمحذوف خبر المبتدإ، والجملة من المبتدإ وخبره خبر «أن» المخففة.
وقرأ الباقون «أنّ» بتشديد النون، ونصب «لعنة» وهو الوجه الثاني ل «قنبل» .
ووجه هذه القراءة أنّ «لعنة» اسم «أنّ» المشددة، و «الله» مضاف إليه، و «على الظلمين» متعلق بمحذوف في محلّ رفع خبر «أنّ» المشددة.
مهمة:
إذا خففت «أنّ» مفتوحة الهمزة بقيت على ما كان لها من العمل وهو نصب اسمها، ورفع خبرها، كما قال «ابن مالك»:
وإن تخفّف أنّ فاسمها استكن
…
والخبر اجعل جملة من بعد أن
وقد اختلف النحاة في اسم «أن» المخففة: فذهب جمهور النحاة إلى أنّ اسمها يجب أن يكون محذوفا. وذهب بعضهم إلى أن اسمها يكون محذوفا بشرط أن يكون ضمير الشأن، وقد يبرز اسمها وهو ضمير الشأن، كقول الشاعر:
فلو أنك يوم الرخاء سألتني
…
طلاقك لم أبخل وأنت صديق
«1»
(1) أنك: بكسر كاف الخطاب، لأن المخاطبة أنثى بدليل ما بعده، والتاء في «سألتني» مكسورة أيضا.
ومحلّ الشاهد في هذا البيت قول الشاعر: «أنك» حيث خفف «أن» مفتوحة الهمزة، وبرز اسمها وهو «الكاف» وذلك قليل. واعلم أن الاسم إذا كان محذوفا- سواء كان ضمير شأن، أو غيره- فإن الخبر يجب أن يكون جملة.
أمّا إذا كان الاسم مذكورا كما في البيت المتقدم، فإنه لا يجب في الخبر أن يكون جملة، بل يكون جملة كما في البيت المتقدم، ويكون مفردا، وقد اجتمع- مع ذكر الاسم- الخبر المفرد، والجملة في قول «جنوب بنت عجلان» ترثي أخاها «عمرو بن عجلان»:
لقد علم الضيف والمرملون
…
إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا
بأنك ربيع وغيث مريع
…
وأنك هناك تكون الثمالا
حيث خفّفت «أن» وذكرت اسمها مرّتين: في الأولى مفردا وهو قولها:
«بأنّك ربيع» وفي الثانية جملة وهو قولها: «وأنّك هناك تكون الثمالا» .
قال ابن الجزري:
.......... يغشى معا
…
شدّد ظما صحبة ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظما» ومدلول «صحبة» وهم: «يعقوب، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يغشي» معا من قوله تعالى:
1 -
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً (سورة الأعراف آية 54).
2 -
يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (سورة الرعد آية 3).
قرءوا «يغشّي» في الموضعين بفتح الغين، وتشديد الشين، على أنه مضارع «غشى» مضعف العين.
وقرأ الباقون «يغشي» بإسكان الغين، وتخفيف الشين، مضارع «أغشى» المزيد بالهمزة. والغشاء: الغطاء، وزنا ومعنى. والغشاوة بالكسر الغطاء أيضا، وغشي الليل، من باب «تعب» وأغشى بالألف: أظلم.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... والشّمس ارفعا
كالنّحل مع عطف الثّلاث كم وثم
…
معه في الآخرين عد ..........
المعنى: اختلف القراء في وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ هنا في سورة الأعراف (آية 54)، وفي سورة النحل (آية 12).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» برفع الأسماء الأربعة في السورتين، على أن «والشمس» مبتدأ، «والقمر والنجوم» معطوفان عليه، و «مسخرات» خبر المبتدإ.
وقرأ المرموز له بالعين من «عد» وهو: «حفص» بنصب الاسمين الأولين:
«والشمس والقمر» ورفع الاسمين الأخيرين: «والنجوم مسخرات» في سورة «النحل» فقط: فنصب الاسمين على أنهما معطوفان على «الليل» لأنه في محلّ نصب مفعول له «سخر» ورفع «والنجوم» على الابتداء، و «مسخرات» خبر.
أما في سورة الأعراف فقرأ «حفص» بنصب الأسماء الأربعة، على أنّ «والشمس والقمر والنجوم» معطوفة على «السموات» الواقعة مفعولا إلى «خلق» و «مسخرات» حال من هذه المفاعيل منصوبة بالكسرة.
وقرأ الباقون بنصب الأسماء الأربعة في السورتين.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... نشرا لضم
فافتح شفا كلّا وساكنا سما
…
ضمّ وبا نل ..........
المعنى: اختلف القراء في «بشرا» حيثما وقع في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:
1 -
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (سورة الأعراف آية 57).
2 -
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (سورة الفرقان آية 48).
3 -
وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ (سورة النمل آية 63).
فقرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «نشرا» في جميع المواضع بالنون المفتوحة، وإسكان الشين، على أنه مصدر «نشرا» أعمل فيه معنى ما قبله، وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي نشر الرياح نشرا، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال من «الرياح» .
وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي يرسل الرياح محيية للأرض، كما تقول:
«أتانا ركضا» أي «راكضا» . ويجوز أن يكون المصدر يراد به المفعول، كقولهم:
«هذا درهم ضرب الأمير» أي مضروبه، وكقوله تعالى: هذا خَلْقُ اللَّهِ (سورة لقمان آية 11) أي مخلوقه، وحينئذ يكون المعنى: وهو الذي يرسل الرياح منشرة.
وقرأ المرموز لهم ب «سما» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «نشرا» بضم النون، والشين، على أنه جمع «نشور» بمعنى «ناشر» و «ناشر» معناه: محيي، مثل «طهور» بمعنى «طاهر» فالله تعالى جعل الرياح ناشرة للأرض، أي محيية لها، إذ تأتي بالمطر الذي يكون النبات به.
ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «نشور» بمعنى «منشور» مثل: «ركوب» بمعنى «مركوب» ، و «حلوب» بمعنى «محلوب» . ويجوز أن يكون «نشرا» جمع «ناشر» مثل «شهد» جمع «شاهد» وذلك لأن الريح ناشرة للأرض، أي محيية لها بما تسوق من المطر.
وقرأ المرموز له بالنون من «نل» وهو: «عاصم» «بشرا» بالباء الموحدة من أسفل المضمومة، وإسكان الشين، جمع «بشير» إذ الرياح تبشر بالمطر، كما قال تعالى: وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ (سورة الروم آية 46).
وقرأ «ابن عامر» «نشرا» بضم النون، وإسكان الشين، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «نافع» ومن معه، إلا أن إسكان الشين للتخفيف، والضمّ هو الأصل.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... نكدا فافتح ثما
المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثما» وهو: «أبو جعفر» «نكدا» من قوله تعالى: وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً (سورة الأعراف آية 58) بفتح الكاف، على أنه مصدر بمعنى: ذا نكدا.
وقرأ الباقون «نكدا» بكسر الكاف، على الحال. يقال:«نكد عيشه» «كفرح» : اشتدّ، وعسر. والنكد: كل شيء خرج إلى طلبه بتعسّر.
قال ابن الجزري:
ورا إله غيره اخفض حيث جا
…
رفعا ثنا رد ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثنا» والراء من «رد» وهما: «أبو جعفر، والكسائي» «من إله غيره» حيثما وقع في القرآن الكريم بخفض الراء، وكسر الهاء، نحو قوله تعالى:
1 -
فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة الأعراف آية 59).
2 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة الأعراف آية 65).
3 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة الأعراف آية 73).
4 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة الأعراف آية 85).
5 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة هود آية 50).
6 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة هود آية 61).
7 -
قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة هود آية 84).
8 -
فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة المؤمنون آية 23).
9 -
أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (سورة المؤمنون آية 32).
وجه قراءة «أبي جعفر، والكسائي» أنها على النعت، أو البدل من «إله» لفظا.
وقرأ الباقون «غيره» برفع الهاء، وضم الهاء، على النعت، أو البدل من «إله» محلّا، لأن «من» زائدة، و «إله» مبتدأ.
قال «ابن هشام» ت 761 هـ-: «غير» اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظا إن فهم المعنى، وتقدمت عليها كلمة «ليس» وقولهم:
«لا غير» لحن، ويقال:«قبضت عشرة ليس غيرها» برفع «غير» على حذف الخبر، أي «مقبوضا» وبنصبها على إضمار «الاسم» أي ليس المقبوض غيرها. ثم قال: ولا تتصرف «غير» بالإضافة لشدة إبهامها. وتستعمل «غير» المضافة لفظا على وجهين:
أحدهما: وهو الأصل: أن تكون صفة للنكرة نحو قوله تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ (سورة فاطر آية 37) أو صفة لمعرفة قريبة من النكرة، نحو قوله تعالى: صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ (سورة الفاتحة آية 7).
والثاني: أن تكون استثناء فتعرب بإعراب الاسم التالي «إلّا» في ذلك الكلام فتقول: «جاء القوم غير زيد» بالنصب، و «ما جاء زيد غير زيد» بالنصب والرفع.
قال «ابن مالك» :
واستثن مجرورا بغير معربا
…
بما لمستثنى بإلّا نسبا
«1» قال ابن الجزري:
..........
…
.......... أبلغ الخفّ حجا
كلّا ..........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حجا» وهو: «أبو عمرو» «أبلغكم» حيثما
(1) انظر: المغني لابن هشام ص 210.
وقع في القرآن الكريم بسكون الباء، وتخفيف اللام، مضارع «أبلغ» ، نحو قوله تعالى:
1 -
أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ (سورة الأعراف آية 62).
2 -
أُبَلِّغُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ (سورة الأعراف آية 68).
3 -
قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ (سورة الأحقاف آية 23).
وقرأ الباقون «أبلّغكم» حيثما وقع أيضا بفتح الباء، وتشديد اللام، على أنه مضارع «بلّغ» مضعف العين، ومنه قوله تعالى: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (سورة المائدة آية 67). و «البلوغ، والبلاغ» : الانتهاء إلى أقصى المقصد، والمنتهى، مكانا كان، أو زمانا، أو امرا من الأمور المقدّرة «1» .
قال ابن الجزري:
.... وبعد مفسدين الواو كم
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» . «قال الملأ» الواقع بعد «مفسدين» وهو في قصة نبي الله «صالح» عليه السلام، من قوله تعالى: وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ
مُفْسِدِينَ* قالَ الْمَلَأُ
(سورة الأعراف الآيتان 74 - 75).
قرأ «وقال الملأ» بزيادة واو، قبل «قال» وذلك للعطف على ما قبله، وهذه القراءة موافقة لرسم المصحف الشامي «2» .
وقرأ الباقون «قال الملأ» بغير واو قبل «قال» اكتفاء بالربط المعنوي. وهذه القراءة موافقة لرسم بقيّة المصاحف. «الملأ» : جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواء، ومنظرا، والنفوس بهاء وجلالا «3» .
(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 60.
(2)
قال ابن عاشر:
من سورة الأعراف حتى مريم
…
تذكرون الشام ياء قدما
واو وما كنا له أبينا
…
بعكس قال بعد مفسدينا
(3)
انظر المفردات في غريب القرآن ص 473.
قال ابن الجزري:
..........
…
أو أمن الإسكان كم حرم وسم
المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» و «حرم» وهم: «ابن عامر، ونافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «أو أمن» من قوله تعالى: أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (سورة الأعراف آية 98). قرءوا بسكون الواو من «أو» غير أن ورشا من الطريقين ينقل حركة الهمزة من «أمن» إلى الواو من «أو» على أصله. ووجه هذه القراءة أن «أو» على معنى الإباحة، مثل قوله تعالى: وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً (سورة الإنسان آية 24) أي لا تطع هذا الجنس. ويجوز أن تكون «أو» لأحد الشيئين، كقولك:«أكرمت زيدا أو عمرا» أي: أكرمت أحدهما، ولم ترد أن تبين المكرم منهما، وأنت عالم به من هو منهما.
وليست هي «أو» التي للشك في هذا، إنما هي «أو» التي لأحد الشيئين وحينئذ يكون معنى الآية: أفأمنوا إحدى هذه العقوبات.
وقرأ الباقون «أو أمن» بفتح واو «أو» على أن «واو» العطف دخلت عليها همزة الاستفهام، كما تدخل على «ثمّ» في نحو قوله تعالى: أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ (سورة يونس آية 51). ومثله قوله تعالى: أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ (سورة البقرة آية 100). ويقوّي ذلك أن الحرف الذي قبله، والذي بعده وهو «الفاء» دخلت عليه همزة الاستفهام: فما قبله قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (سورة الأعراف آية 97). وما بعده قوله تعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ (سورة الأعراف آية 99) فحمل وسط الكلام على ما قبله، وما بعده، للمشاكلة، والمطابقة، في اتفاق اللفظ في دخول همزة الاستفهام.
قال ابن الجزري:
على عليّ اتل ..........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «اتل» وهو: «نافع» «على أن لا أقول» من قوله تعالى: حَقِيقٌ عَلى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ (سورة الأعراف آية 105).
قرأ «عليّ» بالياء المشددة المفتوحة بعد اللام، وذلك لأن حرف الجرّ وهو «على» دخل على ياء المتكلم، ثم قلبت الألف ياء، وأدغمت في ياء المتكلم، وفتح، لأن ياء المتكلم أصلها السكون، وفتحت تخفيفا.
و «حقيق» ، و «حق» سواء بمعنى واجب، وأصله أن يتعدّى ب «على» قال تعالى: فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ (سورة الصافات آية 31).
وقرأ الباقون «على» بألف بعد اللام، وذلك أنه عدى «حقيق» ب «على» إلى «أن» .
ويجوز أن تكون «على» في هذا بمعنى الباء، كما جاز وقوع «الباء» في موضع «على» في قوله تعالى: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ (سورة الأعراف آية 86) أي على كل طريق.
قال ابن الجزري:
.......... وسحّار شفا
…
مع يونس في ساحر ..........
المعنى: قرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ساحر» هنا وفي سورة «يونس» من قوله تعالى:
1 -
يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (سورة الأعراف آية 112).
2 -
وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ (سورة يونس آية 79). قرءوا في الموضعين «سحّار» بفتح الحاء وتشديدها، وألف بعدها، على وزن «فعّال» للمبالغة، ويقوّي ذلك أنه قد وصف ب «عليم» فدلّ على التناهي في علم السحر.
وقرأ الباقون في الموضعين «ساحر» بألف بعد السين، وكسر الحاء مخففة، على وزن «فاعل». و «ساحر» تجمع على «سحرة» قال تعالى: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (سورة طه آية 70).
تنبيه: «سحّار» من قوله تعالى: يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (سورة الشعراء آية 37) اتفق القراء العشرة على قراءته «سحّار» على وزن «فعّال» للمبالغة. لأنه جواب لقول «فرعون» في ما استشارهم فيه من أمر «موسى» عليه السلام بعد