المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المعنى: اختلف القراء في «يكن» الموضع الثاني، والثالث، من قوله - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: المعنى: اختلف القراء في «يكن» الموضع الثاني، والثالث، من قوله

المعنى: اختلف القراء في «يكن» الموضع الثاني، والثالث، من قوله تعالى:

1 -

وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا (سورة الأنفال آية 65).

2 -

فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (سورة الأنفال آية 66).

أمّا الموضع الثاني فقد قرأ مدلولا «حما، وكفى» وهم: «أبو عمرو، ويعقوب، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يكن» بالياء على تذكير الفعل، وذلك للفصل بين «يكن» و «مائة» لأنها اسمها. وأيضا فإنّ «مائة» وإن كان لفظها مؤنثا إلا أن معناها مذكر، لأن المراد:«العدد» .

وقرأ الباقون «تكن» بالتاء، على تأنيث الفعل، لتأنيث لفظ «مائة» .

وأمّا الموضع الثالث فقد قرأ مدلول «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يكن» بالياء على تذكير الفعل.

وقرأ الباقون «تكن» بتاء التأنيث، وتقدم توجيه ذلك.

‌تنبيه:

«يكن» من قوله تعالى إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ (آية 65) وقوله تعالى: وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ (آية 66) اتفق القراء على قراءتهما بتذكير الفعل، لأن اسم «يكن» الأولى «عشرون» واسم الثانية «ألف» وهما مذكران.

قال ابن الجزري:

ضعفا فحرّك لا تنوّن مدّ ثب

والضّمّ فافتح نل فتى والروم صب

عن خلف فوز ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «ضعفا» من قوله تعالى: الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً (سورة الأنفال آية 66) و «ضعف» من قوله تعالى:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً (سورة الروم آية 54).

ص: 270

أمّا في الأنفال، فقد قرأ المرموز له بالنون من «نل» ومدلول «فتى» وهم:

«عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «ضعفا» بفتح الضاد.

وقرأ المرموز له بالثاء من «ثب» وهو «أبو جعفر» «ضعفاء» بضم الضاد.

وفتح العين، والفاء، وبعدها ألف، وبعد الألف همزة مفتوحة بلا تنوين، جمع «ضعيف» مثل:«ظرفاء وظريف» وحينئذ يصبح المدّ عنده متصلا فيمد حسب مذهبه.

وقرأ الباقون «ضعفا» بضم الضاد. والضعف بفتح الضاد لغة «تميم» وبضمها لغة «قريش» والضعف: خلاف القوّة، والصحة.

وأمّا في الروم فقد قرأ المرموز له بالصاد من «صب» والعين من «عن» بخلف عنه، والفاء من «فوز» وهم:«شعبة، وحمزة، وحفص» بخلف عنه بفتح الضاد في المواضع الثلاثة.

وقرأ الباقون بضم الضاد، وهو الوجه الثاني «لحفص» .

قال ابن الجزري:

.......... أن يكون أنّثا

ثبت حما ..........

المعنى: اختلف القراء في «أن يكون» من قوله تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (سورة الأنفال آية 67).

فقرأ المرموز له بالثاء من «ثبت» ومدلول «حما» وهم: «أبو جعفر، وأبو عمرو، ويعقوب» «أن تكون» بتاء التأنيث، لتأنيث لفظ «أسرى» بألف التأنيث المقصورة.

وقرأ الباقون «أن يكون» بياء التذكير، حملا على تذكير معنى «أسرى» لأن المراد:«الرجال» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... أسرى أسارى ثلثا

من الأسارى حز ثنا ....

..........

ص: 271

المعنى: اختلف القراء في «أسرى» من قوله تعالى: ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ (سورة الأنفال آية 67) و «الأسرى» من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى (سورة الأنفال آية 70).

أمّا «أسرى» فقرأ المرموز له بالثاء من «ثلثا» وهو: «أبو جعفر» «أسارى» بضم الهمزة، وفتح السين، وألف بعدها، على وزن «سكارى» .

وقرأ الباقون «أسرى» بفتح الهمزة، وسكون السين، على وزن «سكرى» . و «أسارى، وأسرى» جمع «أسير» .

وأمّا «الأسرى» فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» والثاء من «ثنا» وهما: «أبو عمرو، وأبو جعفر» «الأسارى» بضم الهمزة، وفتح السين، وألف بعدها، على وزن «سكارى» .

وقرأ الباقون «الأسرى» بفتح الهمزة، وسكون السين، على وزن «سكرى» .

قال ابن الجزري:

.......... ولاية

فاكسر فشا الكهف فتى رواية

المعنى: اختلف القراء في «وليتهم» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا (سورة الأنفال آية 72) و «الولية» من قوله تعالى: هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ (سورة الكهف آية 44).

أمّا في الأنفال فقرأ المرموز له بالفاء من «فشا» وهو: «حمزة» «وليتهم» بكسر الواو.

وقرأ الباقون بفتح الواو، وهما لغتان في مصدر «ولّيت الأمر إليه ولاية» ومعناها: النصرة، والعرب تقول:«نحن لكم على بني فلان ولاية» أي أنصار.

ص: 272

وأمّا في «الكهف» فقرأ مدلول «فتى» والمرموز له بالراء من «رواية» وهم:

«حمزة، وخلف العاشر، والكسائي» «الولاية» بكسر الواو.

وقرأ الباقون بفتحها.

(والله أعلم) تمّت سورة الأنفال ولله الحمد والشكر

ص: 273