المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ (آية 2) فقد قرأ «ابن كثير، وأبو - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ (آية 2) فقد قرأ «ابن كثير، وأبو

بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ (آية 2) فقد قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» بتخفيف الزاي المكسورة، وإسكان النون، على أنه مضارع «أنزل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به.

وقرأ «روح» : «تنزل» بتاء مثناة من فوق مفتوحة، ونون مفتوحة، وزاي مفتوحة مشدّدة، مضارع «تنزل» حذفت منه التاء، و «الملائكة» بالرّفع فاعل.

وقرأ الباقون موضع النحل «ينزّل» بتشديد الزاي المكسورة، وفتح النون، مضارع «نزّل» و «الملائكة» بالنصب مفعول به وسيأتي ال‌

‌تنبيه

على ذلك في سورة النحل حيث يقول ابن الجزري:

ينزل مع ما بعد مثل القدر عن

روح ..........

وقرأ باقي القراء العشرة غير من ذكر «ينزل» وبابه بفتح النون، وتشديد الزاي، على أنه مضارع «نزّل» المعدّى بالتضعيف.

وخرج بقيد المضارع، الماضي، نحو قوله تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً (سورة البقرة آية 22) وبالمضموم الأول، مفتوح الأول نحو قوله تعالى: وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ (سورة سبأ آية 2) وبغير همزة، ما إذا كان مهموزا، نحو قوله تعالى: وَمَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ (سورة الأنعام آية 93).

تنبيه:

قوله تعالى: وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (سورة الحجر آية 21) اتفق القراء العشرة على ضم النون الأولى، وفتح الثانية، وتشديد الزاي، ولم يجر فيه الخلاف الذي في نظائره، لأنه أريد به الإنزال المرّة بعد المرّة، ولأن القراءة سنة متبعة.

والنزول في الأصل: هو انحطاط من «علوّ» .

و «نزل» بتخفيف الزاي تتعدى بحرف الجرّ، يقال: «نزل عليهم، ونزل بهم، ونزل عن دابته، ونزل في مكان كذا.

ومصدر «نزل» مخفّف الزاي «نزولا» .

ص: 44

ومصدر «نزّل» مضعّف العين «التنزيل» .

ومصدر «أنزل» الرباعي «الإنزال» .

قال ابن الجزري:

ويعملون قل خطاب ظهرا

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظهرا» وهو «يعقوب» «يعملون» التي بعدها «قل» وهو قوله تعالى: وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ* قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ (سورة البقرة الآيتان 96 - 97) بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب.

وقرأ الباقون «يعملون» بياء الغيب، جريا على نسق ما قبله، من قوله تعالى: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ* وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (سورة البقرة الآيتان 95 - 96).

قال ابن الجزري:

..........

جبريل فتح الجيم دم وهي ورا

فافتح وزد همزا بكسر صحبه

كلّا وحذف الياء خلف شعبه

المعنى: اختلف القراء في لفظ «جبريل» حيثما وقع، وهو في قوله تعالى:

قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ (سورة البقرة آية 97) وقوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ (سورة البقرة آية 98). وقوله تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ (سورة التحريم آية 4).

فقرأ «ابن كثير» «جبريل» بفتح الجيم، وكسر الراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء.

وقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة بخلف عنه» «جبرئيل» بفتح الجيم، والراء، وهمزة مكسورة، وياء ساكنة مدّيّة.

والوجه الثاني لشعبة مثل وجهه الأول إلا أنه يحذف الياء.

وقرأ الباقون وهم: «نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وحفص، وأبو

ص: 45

جعفر، ويعقوب» «جبريل» بكسر الجيم والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء.

وجبريل اسم أعجميّ، وكلها لغات، غير أن من قرأه «جبريل» بكسر الجيم والراء، وحذف الهمزة، وإثبات الياء، على وزن «فعليل» فقد جاء على وزن أبنية العرب، فهو مثل «قنديل، ومنديل» .

ومن قرأه بغير ذلك فقد جاء على غير أبنية العرب، ليعلم أنه أعجمي خارج عن أبنية العرب، إلّا أن العرب نطقت به.

قال ابن الجزري:

ميكال عن حما وميكائيل لا

يا بعد همز زن بخلف ثق ألا

المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «حما» وهم: «حفص، وأبو عمرو، ويعقوب» «وميكال» من قوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ (سورة البقرة آية 98). قرءوه «وميكال» على وزن «مثقال» بحذف الهمزة من غير ياء بعدها، وهي لغة «الحجازيين» .

وقرأ المرموز له بالزاي من «زن» بخلف عنه، وبالثاء من «ثق» بالألف من «ألا» وهم:«قنبل بخلف عنه، وأبو جعفر، ونافع» قرءوا «ميكائل» بهمزة بعد الألف من غير ياء، وهي لغة لبعض العرب.

وقرأ الباقون «ميكائيل» بالهمزة، وإثبات ياء بعدها، وهو الوجه الثاني «لقنبل» وهي لغة أيضا.

وميكال: اسم أعجميّ، فمن قرأه «ميكال» على وزن «مفعال» فقد جاء على وزن أبنية العرب.

ومن قرأه بغير ذلك فليعلم أنه خارج عن أبنية العرب.

قال ابن الجزري:

ولكن الخفّ وبعد ارفعه مع

أوّلي الأنفال كم فتى رتع.

المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «فتى» والراء من «رتع»

ص: 46