المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» «وهو: «شعبة» «خفية» - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» «وهو: «شعبة» «خفية»

المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» «وهو: «شعبة» «خفية» معا:

من قوله تعالى:

1 -

قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (سورة الأنعام آية 63).

2 -

ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً (سورة الأعراف آية 55).

قرأ بكسر الخاء في الموضعين.

وقرأ الباقون بضم الخاء في الموضعين أيضا، وهما لغتان في مصدر «خفي» .

قيل معناه: تذلّلا واستكانة وخفية.

قال ابن الجزري:

.......... وأنجانا كفى

أنجيتنا الغير ..........

المعنى: قرأ المرموز لهم ب «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أنجانا» من قوله تعالى: لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (سورة الأنعام آية 63). قرءوا «أنجانا» بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا تاء، بلفظ الغيب، وذلك جريا على سياق ما قبله، وما بعده، لأن قبله قوله تعالى: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً والهاء للغائب، وبعده قوله تعالى: قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ (آية 64).

وقرأ الباقون «أنجيتنا» بياء تحتية ساكنة بعد الجيم، وبعدها تاء فوقية مفتوحة، على الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، حكاية لدعائهم.

‌تنبيه:

اتفق القراء العشرة على قراءة «أنجيتنا» من قوله تعالى: لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (سورة يونس آية 22) بياء تحتية ساكنة بعد

ص: 196

الجيم، وبعدها تاء فوقية مفتوحة على الخطاب، لأنه إخبار عن توجههم إلى الله تعالى بالدعاء، وذلك إنما يكون بالخطاب.

جاء في «تاج العروس» : «نجا من كذا ينجو، نجوا» ، بفتح النون، وسكون الجيم، و «نجاء» ممدود، و «نجاة» بالقصر: خلص منه «1» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... وينسي كيفا

ثقلا ..........

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كيّفا» وهو: «ابن عامر» «ينسينك» من قوله تعالى: وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (سورة الأنعام آية 68).

قرأ «ينسينّك» بفتح النون التي قبل السين، وتشديد السين، على أنه مضارع «نسّى» مضعّف الثلاثي.

وقرأ الباقون «ينسينّك» بإسكان النون، وتخفيف السين، مضارع «أنسى» الرباعي. والمفعول الثاني على القراءتين محذوف، والتقدير: ما أمرت به من ترك مجالسة الخائضين في آيات الله.

قال ابن الجزري:

وآزر ارفعوا ظلما ....

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظلما» وهو: «يعقوب» «ءازر» من قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ (سورة الأنعام آية 74) بضمّ الراء، على أنه منادى حذف منه حرف النداء.

(1) انظر: تاج العروس مادة «نجو» ج 10/ 356.

ص: 197

وقرأ الباقون «آزر» بفتح الراء، على أنه بدل من «أبيه» وهو مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.

قال ابن الجزري:

.......... وخف

نون تحاجّوني مدا من لي اختلف

المعنى: قرأ المرموز لهم ب «مدّا» والميم من «من» واللام من «لي» بخلف عنه، وهم:«نافع، وأبو جعفر، وابن ذكوان، وهشام» بخلف عنه «أتحجونّي» من قوله تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدانِ (سورة الأنعام آية 80). قرءوا «أتحاجّوني» بتخفيف النون، وذلك لأن أصل الفعل «أتحاجونني» بنونين: الأولى علامة رفع الفعل، والثانية نون الوقاية، وهي فاصلة بين الفعل والياء، فلما اجتمع مثلان حذفت النون الثانية التي هي للوقاية للتخفيف، ولا يحسن أن يكون المحذوف النون الأولى لأنها علامة الرفع في الفعل، وحذفها علامة النصب، أو الجزم.

قال ابن مالك في ألفيته:

واجعل لنحو يفعلان النونا

رفعا وتدعين وتسألونا

وحذفها للجزم والنصب سمه

كلم تكوني لترمي مظلمه

وبناء عليه لو قلنا بحذف النون الأولى التي هي علامة رفع الفعل لاشتبه الفعل المرفوع بالمنصوب، والمجزوم. يضاف إلى ذلك أن الثقل إنما حدث بوجود النون الثانية، فحذف ما حدث به الثقل أولى من غيره.

وقرأ الباقون «أتحاجّوني» بتشديد النون، وذلك على إدغام نون الرفع في نون الوقاية للتخفيف. وعلى قراءة التشديد يجب مدّ الواو مدّا مشبعا قدره ستّ حركات للتشديد كي لا يجتمع ساكنان: الواو، وأوّل المشدّد، فصارت المدة تفصل بين الساكنين، كما تفصل الحركة بينهما.

وبذلك قرأ «هشام» في وجهه الثاني.

ص: 198

والمحاجّة: أن يطلب كل واحد أن يردّ الآخر عن حجته، ومحجّته.

و «الحجّة» بالضم: الدليل والبرهان.

وقال «الأزهري» ت 370 هـ-: الحجّة: الوجه الذي يكون به الظفر عند الخصومة» اهـ-.

وإنّما سمّيت حجّة لأنها تحجّ أي تقصد، لأن القصد لها وإليها، وجمع «الحجة» حجج، وحجاج «1» .

قال ابن الجزري:

ودرجات نوّنوا كفا معا

يعقوب معهم هنا

المعنى: قرأ المرموز لهم ب «كفا» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «درجت» معا من قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (سورة الأنعام آية 83). ومن قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (سورة يوسف آية 76). قرءوا «درجات» في السورتين بتنوين التاء، وذلك على أن الفعل مسلّط على «من» لأن المرفوع في الحقيقة هو صاحب الدرجات، لا «الدرجات» كقوله تعالى: وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ (سورة البقرة آية 253). وبناء عليه يكون «درجات» منصوب على الظرفية، و «من» مفعول «نرفع» والتقدير: نرفع من نشاء مراتب ومنازل.

وقرأ «يعقوب» بتنوين التاء في «درجات» موضع الأنعام فقط. وبعدم التنوين في موضع «يوسف» .

وقرأ الباقون «درجات» في الموضعين بغير تنوين، وذلك على أن الفعل مسلط على «درجات» فتكون مفعول «نرفع» و «درجات» مضاف، و «من» مضاف إليه، لأن

الدرجات إذا رفعت فصاحبها مرفوع إليها، كما في قوله تعالى:

(1) انظر: تاج العروس مادة «حجّ» ج 2/ 17.

ص: 199

رَفِيعُ الدَّرَجاتِ (سورة غافر آية 15) فأضاف الرفع إلى «درجات» فالقراءتان متقاربتان في المعنى، لأن من رفعت درجاته فقد رفع، ومن رفع فقد رفعت درجاته.

قال ابن الجزري:

..........

.......... واللّيسعا

شدّد وحرّك سكّنن معا شفا

..........

المعنى: قرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «واليسع» معا، من قوله تعالى:

1 -

وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً (سورة الأنعام آية 86).

2 -

وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ (سورة ص آية 48). قرءوا «واليسع» في السورتين بلام مشدّدة مفتوحة، وبعدها ياء ساكنة، وذلك على أن أصله «ليسع» على وزن «ضيغم» وهو اسم أعجميّ علم على نبيّ من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهو معرفة بدون اللام، فقدر تنكيره ثم دخلت عليه «ال» أي الألف واللام للتعريف، ثم أدغمت اللام في اللام للتماثل، وقيل: بتقدير تنكيره لأن الأعلام لا يصحّ دخول الألف واللام عليها، إذ لا يجتمع على الاسم تعريفان: العلمية، والألف واللام. وقيل: الألف واللام زائدتان وليستا للتعريف.

وقرأ الباقون «واليسع» بلام ساكنة خفيفة، وبعدها ياء مفتوحة، على أن أصله «يسع» على وزن «يضع» ثم دخلت عليه الألف واللام، كما دخلت على «يزيد» كما في قول «ابن ميّادة» وهو:«الرماح بن أبرد بن ثوبان» يمدح «الوليد ابن يزيد» :

رأيت الوليد بن اليزيد مباركا

شديدا بأعباء الخلافة كاهله

قال النحويون: دخول الألف واللام على «يزيد» يحتمل أمرين:

الأول: أن تكون للتعريف ويكون ذلك على تقدير أن الشاعر قبل أن

ص: 200

يدخل «أل» قدّر في «يزيد» التنكير فصار شائعا شيوع «رجل» ونحوه من النكرات.

والثاني: أن تكون «ال» زيدت فيه للضرورة «1» .

قال ابن الجزري:

..........

ويجعلوا يبدو ويخفوا دع حفا

المعنى: قرأ المرموز له بالدال من «دع» والحاء من «حفا» وهما: «ابن كثير، وأبو عمرو» «تجعلونه، تبدونها، وتخفون» من قوله تعالى: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً (سورة الأنعام آية 91).

قرآ الأفعال الثلاثة «يجعلونه، يبدونها، ويخفون» بياء الغيبة، وذلك لمناسبة الغيبة في قوله تعالى في صدر الآية: وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ الخ.

وقرأ الباقون الأفعال الثلاثة بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، أو ردّا على المخاطبة التي قبل في قوله تعالى: قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى الخ أي قل لهم ذلك.

قال ابن الجزري:

ينذر صف ..........

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» «ولتنذر» من قوله تعالى: وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها (سورة الأنعام آية 92).

قرأ «ولينذر» بياء الغيبة، على أن الفعل مسند إلى ضمير «الكتاب» والمراد

(1) انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص 53 فما بعدها.

ص: 201

به «القرآن الكريم» كما قال تعالى في سورة الأنبياء (آية 45): قُلْ إِنَّما أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ.

وقرأ الباقون «ولتنذر» بتاء الخطاب، والمخاطب نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم فهو فاعل الإنذار، كما قال تعالى في سورة النازعات (آية 45): إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها. والإنذار: إخبار فيه تخويف، قال تعالى: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (سورة الليل آية 14).

قال ابن الجزري:

.......... بينكم ارفع في كلا

حقّ صفا ..........

المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» والكاف من «كلا» ومدلول «حقّ» ومدلول «صفا» وهم: «حمزة، وابن عامر، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وشعبة، وخلف العاشر» «بينكم» من قوله تعالى: وَما نَرى مَعَكُمْ شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ (سورة الأنعام آية 94). قرءوا «بينكم» برفع النون، على أنّ «بين» اسم غير ظرف معناه «الوصل» فأسند الفعل إليه، والمعنى: لقد تقطّع وصلكم، وإذا تقطع وصلهم افترقوا، وهو المعنى المراد من الآية.

وإنما استعملت «بين» بمعنى «الوصل» لأنها تستعمل كثيرا مع السببين المتلابسين بمعنى «الوصل» تقول: بيني وبينه رحم وصداقة، أي بيني وبينه صلة، فلما استعملت بمعنى الوصل جاز استعمالها في الآية كذلك.

ويجوز أن تكون «بين» ظرف، وجاز إسناد الفعل إليه، لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها، فأسند الفعل إليه مجازا، كما أضيف إليه في قوله تعالى: شَهادَةُ بَيْنِكُمْ (سورة المائدة آية 106).

وقرأ الباقون «بينكم» بنصب النون، على أنها ظرف ل «تقطع» والفاعل ضمير والمراد به «الوصل» لتقدّم ما يدلّ عليه وهو لفظ «شركاء» والتقدير: لقد تقطع وصلكم بينكم، ودلّ على حذف «الوصل» قوله تعالى: وَما نَرى مَعَكُمْ

ص: 202

شُفَعاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ فدلّ هذا على التقاطع، والتهاجر بينهم وبين شركائهم إذ تبرءوا بهم، ولم يكونوا معهم، وتقاطعهم لهم هو ترك وصلهم لهم، فحسن إضمار «الوصل» بعد «تقطع» لدلالة الكلام عليه.

جاء في «المفردات» : «بين» موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما «1» .

قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً (سورة الكهف آية 32). و «بين» يستعمل تارة اسما، وتارة ظرفا: فمن قرأ «بينكم» برفع النون جعله اسما، ومن قرأ «بينكم» بنصب النون جعله ظرفا غير متمكن، فمن الظرف قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (سورة الحجرات آية 1). ولا يستعمل «بين» إلّا فيما كان له مسافة نحو: «بين البلدين» أو له عدد ما: اثنان فصاعدا، نحو:«بين الرجلين وبين القوم» . ولا يضاف «بين» إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلّا إذا كرر، نحو قوله تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً (سورة طه آية 58) و «بين» يزاد فيه «ما» أو الألف، فيجعل بمنزلة «حين» نحو:«بينما زيد يفعل كذا» «وبينا يفعل كذا» اهـ- «2» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... وجاعل اقرأ جعلا

والليل نصب الكوف ..........

..........

المعنى: قرأ الكوفيون وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «وجعل الليل» من قوله تعالى: فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً (سورة الأنعام آية 96). قرءوا «وجعل» بفتح العين، واللام، من غير ألف بينهما، على أنه فعل ماض، وقرءوا «الليل» بالنصب، على أنه مفعول به ل «جعل» وهذه القراءة مناسبة لقوله تعالى بعد: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ (آية 97).

وقرأ الباقون «وجاعل» بالألف بعد الجيم، وكسر العين، ورفع اللام،

(1) الخلالة بكسر الخاء: الفرجة بين الشيئين، قال تعالى: وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ (التوبة آية 47).

(2)

انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «بين» ص 67، 68.

ص: 203

و «الليل» بالخفض، على أنّ «جاعل» اسم فاعل أضيف إلى مفعوله، وهذه القراءة مناسبة لقوله تعالى قبل: فالِقُ الْإِصْباحِ.

قال ابن الجزري:

.......... قاف مستقر

فاكسر شذا حبر ..........

المعنى: قرأ المرموز له بالشين من «شذا» ومدلول «حبر» وهم: «روح، وابن كثير، وأبو عمرو» «فمستقر» من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ (سورة الأنعام آية 98). قرءوا «فمستقرّ» بكسر القاف، على أنه اسم فاعل مبتدأ، والخبر محذوف، والتقدير: فمنكم مستقرّ في الرحم، أي قد صار إليها واستقرّ فيها، ومنكم من هو مستودع في صلب أبيه.

وقرأ الباقون «فمستقرّ» بفتح القاف، على أنه اسم مكان مبتدأ، والخبر محذوف أيضا، والتقدير: فمنكم من هو قارّ في الأرحام، ومنكم من هو مستودع في صلب أبيه.

وجاء في «تاج العروس» : قال «علي بن جعفر» المعروف بابن القطّاع ت 515 هـ-: «قرّ في المكان» «يقرّ» بكسر القاف، وفتحها، أي من باب «ضرب، وعلم» اه- «1» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... وفي ضمّي ثمر

شفا كيس ..........

..........

المعنى: قرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ثمره» في ثلاثة مواضع وهي:

1 -

قوله تعالى: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (سورة الأنعام آية 99).

2 -

قوله تعالى: كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ (سورة الأنعام آية 141).

(1) انظر: تاج العروس مادة «قرر» ج 3/ 487.

ص: 204

3 -

قوله تعالى: لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ (سورة يس آية 35). قرءوا «ثمره» في المواضع الثلاثة بضم الثاء، والميم، على أنه جمع «ثمرة» مثل:

«خشبة وخشب» أو على أنه جمع «ثمار» مثل: «حمار وحمر» . و «ثمار» جمع «ثمرة» وحينئذ يكون جمع الجمع.

وقرأ الباقون «ثمره» في المواضع الثلاثة أيضا بفتح الثاء، والميم، على أنه جمع «ثمرة» مثل:«بقرة وبقر» وحينئذ يكون اسم جنس جمعيّ.

واسم الجنس الجمعي: هو ما يدلّ على أكثر من اثنين، ويفرق بينه وبين مفرده بالتاء، نحو:«شجرة وشجر» وبقرة وبقر، وكلمة وكلم.

تنبيه: سيأتي خلاف القراء في قوله تعالى: وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ وقوله:

وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ في سورة «الكهف» إن شاء الله تعالى.

و «الثمر» : اسم لكل ما يتطعّم من أعمال الشجر، والواحد «ثمرة» والجمع «ثمار، وثمرات» قال تعالى: وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ (سورة البقرة آية 22).

قال ابن الجزري:

.......... وخرّقوا اشدد

مدّا ..........

المعنى: قرأ مدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» «وخرقوا» من قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ (سورة الأنعام آية 100). قرآ «وخرّقوا» بتشديد الراء، وذلك للتكثير، لأن المشركين ادعوا الملائكة بنات الله، واليهود ادعت «عزيرا» ابن الله، والنصارى ادعت «المسيح» ابن الله، وهذا كله كذب وافتراء، فكثّر ذلك من كفرهم، فلعلّ تشديد «وخرّقوا» لمطابقة المعنى، تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا.

وقرأ الباقون «وخرقوا» بتخفيف الراء، على الأصل، ولأن الفعل يدلّ على القليل والكثير.

ص: 205

قال «ابن الأعرابي محمد بن زياد» ت 231 هـ-: لا جمع للخرق، اهـ-.

وقال «محمد بن الحسن بن دريد» ت 321 هـ-: جمع «الخرق» «أخراق» «كسرب، وأسراب» اهـ-.

وقال «الصاحب بن عبّاد» ت 385 هـ-: جمع «خرق» «خراق» «كغراب» اهـ-.

وقال غيرهم: جمع «الخرق» «خروق» «1» .

قال ابن الجزري:

..........

.......... ودارست لحبر فامدد

وحرّك اسكن كم ظبّى

... ..........

المعنى: قرأ المرموز لهما ب «حبر» وهما: «ابن كثير، وأبو عمرو» «درست» من قوله تعالى: وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ (سورة الأنعام آية 105).

قرأ «دارست» بألف بعد الدال، وسكون السين، وفتح التاء، على وزن «قابلت» على أن «المفاعلة» من الجانبين، أي وليقولوا: دارست أهل الكتب السابقة كاليهود، والنصارى، ودارسوك، من «المدارسة» أي ذاكرتهم، وذاكروك، ودلّ على هذا المعنى قولهم في سورة «الفرقان»: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ (سورة الفرقان آية 4).

وقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والظاء من «ظبى» وهما: «ابن عامر، ويعقوب» «درست» بحذف الألف التي بعد الدال، وفتح السين، وسكون التاء، على وزن «فعلت» بفتح الفاء والعين واللام، وسكون التاء، وذلك على إسناد الفعل إلى الآيات، فأخبر الله عن الكفار أنهم يقولون: هذه الآيات التي جئتنا

(1) انظر: تاج العروس مادة «خرق» ج 6/ 328.

ص: 206

بها يا «محمد» قد قدمت، وبليت، ومضت عليها دهور، وكانت من أساطير الأوّلين فجئتنا بها، ودلّ على هذا المعنى قوله تعالى في سورة «الفرقان» (آية 5):

وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.

وقرأ الباقون «درست» بغير ألف، وإسكان السين، وفتح التاء، على وزن «فعلت» بفتح الفاء والعين، وسكون اللام، وذلك على إسناد الفعل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فالتاء للخطاب، والمعنى: أن الله سبحانه وتعالى أخبر عن الكفار أنهم قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام: هذه الآيات التي جئتنا بها كانت نتيجة أنك درست، وحفظت كتب الأمم السابقة، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى في سورة النحل (آية 24): وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.

جاء في «تاج العروس» : «درس الشيء» بضم الهمزة، «يدرس» «دروسا» بضم الدال:«عفا» و «درسته الريح درسا» : محته.

وقال «ابن جنّي» ت 395 هـ-: «درس الكتاب، يدرسه، درسا» : ذلّله بكثرة القراءة حتى خفّ حفظه عليه «كأدرسه» اهـ-. «1» .

قال ابن الجزري:

.......... والحضرمي

عدوا عدوّا كعلوّا فاعلم

المعنى: قرأ «يعقوب الحضرمي» «عدوا» من قوله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ (سورة الأنعام آية 108).

قرأ «عدوّا» بضم العين، والدال، وتشديد الواو مثل «علوّا» وأصلها «عدوو» على وزن «فعول» فأدغمت الواو المدّية في الواو التي هي لام الكلمة.

وقرأ الباقون «عدوا» بفتح العين، وإسكان الدال، وتخفيف الواو، على وزن «فعل» .

(1) انظر: تاج العروس مادة «درس» ج 4/ 149.

ص: 207

والقراءتان لغتان في المصدر بمعنى واحد وهو: الاعتداء بغير علم.

قال «الراغب الأصفهاني» : «العدو» : التجاوز، ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب فيقال له: العداوة، والمعاداة، وتارة بالمشي فيقال له: العدو، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العدوان، والعدو، قال تعالى:

فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ اهـ- «1» .

وقال «الزبيدي» : «عدا عليه، عدوا» بفتح العين، وسكون الدال، و «عدوّا» بضم العين، والدال، و «عداء» بفتح العين، والدال «كسحاب» و «عدوانا» بضم العين، وكسرها مع إسكان الدال: ظلمه ظلما جاوز فيه القدر اهـ- «2» .

قال ابن الجزري:

وإنّها افتح عن رضى عمّ صدا

خلف ..........

المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «رضى» ومدلول «عمّ» والصاد من «صدا» بخلف عنه، وهم:«حفص، وحمزة، والكسائي، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر، وشعبة بخلف عنه» «أنها» من قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة الأنعام آية 109). قرءوا «أنّها» بفتح الهمزة.

قال «مكي بن أبي طالب» ت 437 هـ-: وحجّة من فتح الهمزة أنه جعل «أنّ» بمنزلة «لعلّ» لغة فيها على قول «الخليل بن أحمد» ت 170 هـ- حكي عن العرب: «ائت السوق أنك تشتري لنا شيئا» أي لعلك. ويجوز أن يعمل فيها «يشعركم» فيفتح على المفعول به، لأن معنى «شعرت به»:«دريت» فهو في اليقين كعلمت، وتكون «لا» في قوله تعالى: لا يُؤْمِنُونَ زائدة، والتقدير:

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «عدا» ص 326.

(2)

انظر: تاج العروس مادة «عدو» ج 10/ 235.

ص: 208

وما يدريكم أيها المؤمنون أن الآية إذا جاءتهم يؤمنون، أي أنهم لا يؤمنون إذا جاءتهم الآية التي اقترحوا بها. وهذا المعنى إنما يصحّ على قراءة من قرأ «يؤمنون» بياء الغيبة، ويكون «يشعركم» خطابا للمؤمنين، والضمير في «يؤمنون» للكفار في القراءة بالياء.

ومن قرأ «تؤمنون» بالتاء فالخطاب في «يشعركم» للكفار، ويقوّي هذا المعنى قوله تعالى بعد: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ (آية 111).

و «ما» في قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ للاستفهام، وفي «يشعركم» ضمير «ما» والمعنى: وأيّ شيء يدريكم أيها المؤمنون إيمانهم إذا جاءتهم الآية، أي: لا يؤمنون إذا جاءتهم الآية. ولا يحسن أن تكون «ما» نافية، لأنه يصير التقدير:

وليس يدريكم الله أنهم لا يؤمنون، وهذا مناقض، لأنه تعالى قد أدرانا أنهم لا يؤمنون بقوله تعالى بعد: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ إلى قوله: يَجْهَلُونَ اهـ- «1» .

وقرأ الباقون «إنها» بكسر الهمزة، وهو الوجه الثاني «لشعبة» وذلك على الاستئناف، إخبارا عنهم بعدم الإيمان، لأنه طبع على قلوبهم.

قال ابن الجزري:

..........

.... وتؤمنون خاطب في كدا

المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» والكاف من «كدا» وهما: «حمزة، وابن عامر» «لا يؤمنون» من قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة الأنعام آية 109).

قرآ «لا تؤمنون» بتاء الخطاب، لمناسبة الخطاب في قوله تعالى: وَما يُشْعِرُكُمْ وهو للكفار، وحينئذ يكون المعنى: وما يدريكم أيها الكفار المقترحون

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1/ 444 - 445.

ص: 209

مجيء الآية الدالّة على نبوّة نبيّ الله «محمد» صلى الله عليه وسلم أنها إذا جاءتكم تؤمنون، فالله سبحانه وتعالى طبع على قلوبكم، وبناء عليه تكون «لا» زائدة.

وقرأ الباقون «لا يؤمنون» بياء الغيبة، وذلك على أن الخطاب في «يشعركم» للمؤمنين، والواو في «يؤمنون» للكفار لمناسبة الغيبة في قوله تعالى قبل: وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها وبناء عليه يكون المعنى: وما يدريكم أيها المؤمنون أن لو أنزل الله الآية التي طلبها الكفار أنهم يؤمنون، إذا فعدم إيمانهم مقطوع به لأن الله ختم على قلوبهم.

قال ابن الجزري:

وقبلا كسرا وفتحا ضمّ حق

كفى وفي الكهف كفى ذكرا خفق

المعنى: اختلف القراء في «قبلا» هنا، وفي سورة الكهف، من قوله تعالى:

1 -

وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا (سورة الأنعام آية 111).

2 -

أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا (سورة الكهف آية 55).

فقرأ المرموز لهم ب «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «قبلا» في الموضعين بضم القاف، والباء، على أنه جمع «قبيل» مثل «رغيف» ، و «رغف» ونصبه على الحال، والمعنى: وحشرنا عليهم كل شيء فوجا فوجا، ونوعا نوعا، من سائر المخلوقات.

وقرأ المرموز لهم ب «حق» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» موضع «الأنعام» بضم القاف، والباء، وموضع «الكهف» بكسر القاف، وفتح الباء، بمعنى مقابلة، أي معاينة، ونصبه على الحال، وقيل: بمعنى ناحية، وجهة، ونصبه حينئذ على الظرفية.

وقرأ المرموز له بالذال من «ذكرا» والخاء من «خفق» وهو: «أبو جعفر» موضع «الأنعام» بكسر القاف، وفتح الباء، وموضع «الكهف» بضمّ القاف، والباء.

ص: 210

وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن عامر» «قبلا» في السورتين بكسر القاف، وفتح الباء.

قال ابن الجزري:

وكلمات اقصر كفى ظلّا وفي

يونس والطّول شفا حقّا نفي

المعنى: اختلف القراء في «كلمت» في أربعة مواضع، وهي:

1 -

قوله تعالى: وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلًا (سورة الأنعام آية 115).

2 -

قوله تعالى: كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس آية 33).

3 -

قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (سورة يونس آية 96).

4 -

قوله تعالى: وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ (سورة غافر آية 6).

فقرأ «عاصم، وحمزة، والكسائي، ويعقوب، وخلف العاشر» «كلمت» في المواضع الأربعة بحذف الألف التي بعد الميم، على التوحيد، والمراد بها الجنس فيشمل القليل، والكثير.

وقرأ «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «كلمت» في المواضع الأربعة بإثبات الألف التي بعد الميم، على الجمع، لأن كلمات الله تعالى متنوعة: أمرا، ونهيا، وغير ذلك.

وهي مرسومة بالتاء المفتوحة في جميع المصاحف، فمن قرأها بالجمع وقف بالتاء. ومن قرأها بالإفراد فمنهم من وقف بالتاء وهم:«عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» . ومنهم من وقف بالهاء وهما: «الكسائي، ويعقوب» .

وقرأ «ابن كثير، وأبو عمرو» بالجمع في موضع «الأنعام» وبالإفراد في موضعي: «يونس» وموضع «غافر» . وعلى قراءة الجمع يقفان بالتاء، وعلى قراءة الإفراد يقفان بالهاء.

ص: 211