الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (سورة الشعراء آية 34) فأجابوه بما هو أبلغ من قوله رعاية لمراده، بخلاف الذي في «الأعراف» فإن ذلك جواب لقولهم فتناسب اللفظان.
وأمّا الذي في «يونس» فهو أيضا جواب من فرعون لهم حيث قالوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (آية 76).
مهمة:
اختلفت المصاحف في رسم كلمة بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ في الأعراف (آية 112) وفي سورة يونس (آية 79) فرسم في بعضها بألف بعد السين، وفي البعض الآخر بألف بعد الحاء، وذلك تمشيا مع القراءتين «1» .
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وخفّفا
تلقف كلّا عد ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في كلمة «تلقف» حيثما وقعت في القرآن الكريم وهي في ثلاثة مواضع:
1 -
قوله تعالى: فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (سورة الأعراف آية 117).
2 -
قوله تعالى: وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا (سورة طه آية 69).
3 -
قوله تعالى: فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (سورة الشعراء آية 45).
فقرأ المرموز له بالعين من «عد» وهو: «حفص» المواضع الثلاثة «تلقف» بسكون اللام، وتخفيف القاف، على أنه مضارع «لقف» «يلقف» نحو:«علم يعلم» يقال: لقفت الشيء أخذته بسرعة.
وقرأ «البزّي» بخلف عنه «تلقّف» بتشديد التاء حالة وصل «تلقف» بما
(1) قال ابن عاشر:
بكل ساحر معا هل بالألف
…
وهل يلي الحا أو قبيلها اختلف
قبلها، وبفتح اللام، وتشديد القاف مطلقا. وعند الابتداء ب «تلقّف» يخفف التاء، ويفتح اللام، ويشد القاف، على أنه مضارع «تلقّف» مضعف العين.
قال ابن الجزري:
في الوصل تاتيمّموا اشدد تلقف، إلى قوله: وفي الكل اختلف عنه.
وقرأ الباقون «تلقّف بفتح اللام، وتشديد القاف، مضارع «تلقّف» «يتلقّف» وهو الوجه الثاني «للبزّي» .
قال ابن الجزري:
.......... سنقتل اضمما
…
واشدده واكسر ضمّه كنز حما
ويقتلون عكسه انقل ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «سنقتل» من قوله تعالى: قالَ سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ (سورة الأعراف آية 127) و «يقتلون» من قوله تعالى: يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ (سورة الأعراف آية 141).
فقرأ مدلول «كنز» ، و «حما» وهم:«ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو، ويعقوب» «سنقتّل» بضم النون، وفتح القاف، وكسر التاء مشدّدة، على أنه مضارع «قتّل» مضعف العين، الدالّ على التكثير مرّة بعد أخرى.
وقرأ «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «سنقتل» بفتح النون، وإسكان القاف، وضم التاء مخففة، مضارع «قتل يقتل» نحو:«نصر ينصر» وذلك على أصل الفعل الدالّ على مجرّد القتل.
وقرأ المرموز له بالألف من «انقل» وهو: «نافع» «يقتلون» بفتح الياء، وسكون القاف، وضم التاء، مضارع «قتل يقتل» على الأصل.
وقرأ الباقون «يقتّلون» بضم الياء، وفتح القاف، وكسر التاء مشدّدة مضارع «قتّل» مضعف العين.
قال ابن الجزري:
.......... يعرشوا
…
معا بضمّ الكسر صاف كمشوا
المعنى: اختلف القراء في «يعرشون» هنا، وفي سورة النحل، من قوله تعالى:
1 -
وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ (سورة الأعراف آية 137).
2 -
وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (سورة النحل آية 68).
فقرأ المرموز له بالصاد من «صاف» والكاف من «كمشوا» وهما: «شعبة، وابن عامر» «يعرشون» في الموضعين بكسر الراء، من «عرش يعرش» نحو:
«ضرب يضرب» .
وقرأ الباقون «يعرشون» في الموضعين بضم الراء، من «عرش يعرش» نحو:«نصر ينصر» . والكسر والضم لغتان بمعنى: «بنى» . و «العرش» في الأصل: شيء مسقّف، وجمعه «عروش» قال تعالى: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها (سورة الكهف آية 42).
قال ابن الجزري:
ويعكفوا اكسر ضمّه شفا وعن
…
إدريس خلفه ..........
المعنى: اختلف القراء في «يعكفون» من قوله تعالى: فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ (سورة الأعراف آية 138).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بخلف عن «إدريس» «يعكفون» بكسر الكاف، لغة «أسد» ونحن إذا ما علمنا أن هؤلاء القراء يمثلون قراءة «الكوفة» أدركنا السرّ في قراءتهم، حيث جاءت متمشية مع لهجة «أسد» إذ نزح بعض قبيلة «أسد» إلى «الكوفة» .
وقرأ الباقون «يعكفون» بضم الكاف، وهو الوجه الثاني ل «إدريس» وهذه القراءة لغة بقيّة العرب، وهي من «عكف يعكف» نحو:«نصر ينصر» .
يقال: عكف على الشيء، بمعنى أقام عليه. ويقال: عكفت على الشيء «أعكفه» و «أعكفه» ، بكسر الكاف، وضمها بمعنى: حبسته، ومنه «الاعتكاف» وهو «افتعال» لأنه حبس للنفس عن التصرفات العاديّة. والاعتكاف: الإقبال على الشيء، وملازمته على سبيل التعظيم له، وفي «الشرع»: هو الاحتباس في المسجد على سبيل القربة إلى الله تعالى.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وأنجانا احذفن
ياء ونوناكم ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «أنجينكم» من قوله تعالى: وَإِذْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ (سورة الأعراف آية 141).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» «أنجاكم» بألف بعد الجيم من غير ياء، ولا نون، بلفظ الواحد، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره في قوله تعالى قبل: قالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهاً (آية 140).
وقرأ الباقون «أنجينكم» بياء، ونون، وألف بعدها على لفظ الجماعة، وهو إخبار عن الله تعالى على طريق التعظيم، والإكبار له.
وقراءة «ابن عامر موافقة لرسم المصحف الشامي. وقراءة الباقين موافقة لرسم بقيّة المصاحف «1» .
(1) قال «ابن عاشر» : بالألف الشام إذ أنجاكم.
قال ابن الجزري:
.......... ودكّاء شفا
…
في دكّا المدّ وفي الكهف كفى
المعنى: اختلف القراء في «دكا» هنا من قوله تعالى: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (سورة الأعراف آية 143). و «دكّاء» في الكهف من قوله تعالى:
فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (سورة الكهف آية 98).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «دكّاء» في الموضعين بالهمزة المفتوحة بعد الألف، وحذف التنوين ممنوعا من الصرف، وحينئذ يكون المدّ متصلا فكلّ يمدّ حسب مذهبه.
ووجه هذه القراءة أنها أخذت من قول العرب: «هذه ناقة دكاء» للتي لا سنام لها، فهي مستوية الظهر، وحينئذ يكون المعنى: جعل الله تعالى الجبل مثل «الناقة الدكاء» أي جعله حين التجلّي مستويا لا ارتفاع فيه، تعظيما لله تعالى، وخضوعا له.
وقرأ حفص موضع «الأعراف» دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، على أنه مصدر «دككت الأرض دكّا» أي: جعلتها مستوية لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض، ويشهد لهذه القراءة قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (سورة الفجر آية 21).
قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت 210 هـ: «جعله دكّا، أي مندكّا» اهـ.
وقرأ «حفص» موضع «الكهف» «دكاء» مثل قراءة «حمزة» ومن معه.
وقرأ الباقون الموضعين «دكّا» بحذف الهمزة، والمدّ، مع التنوين، وسبق توجيه هذه القراءة:
قال ابن الجزري:
رسالتي اجمع غيث كنز حجفا
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «رسالاتي» من قوله تعالى: قالَ يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي (سورة الأعراف آية 144).
فقرأ المرموز له بالغين من «غيث» و «كنز» والحاء من «حجفا» وهم:
«رويس، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو» «برسلتي» بإثبات الألف التي بعد اللام، على الجمع. والمراد: أسفار التوراة.
وقرأ الباقون وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وروح» «برسلتي» بحذف الألف التي بعد اللام، على التوحيد، والمراد بها المصدر، أي بإرسالي إياك.
قال ابن الجزري:
..........
…
والرّشد حرّك وافتح الضّمّ شفا
وآخر الكهف حما ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «الرشد» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا (سورة الأعراف آية 146). و «رشدا» من قوله تعالى:
قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (سورة الكهف آية 66).
أمّا موضع الأعراف فقرأه مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «الرّشد» بفتح الراء، والشين.
وقرأه الباقون «الرّشد» بضم الراء، وسكون الشين. وهما لغتان في المصدر، نحو:«البخل، والبخل» . والرشد: خلاف «الغيّ» ويستعمل استعمال الهداية. يقال: «رشد يرشد» نحو «نصر ينصر» ، «ورشد يرشد» نحو:«علم يعلم» . وقيل: «الرّشد بفتح الراء والشين، أخص من الرّشد» بضم الراء، وسكون الشين:
فالرّشد بضم الراء يقال في الأمور الدنيوية، والأخروية. وبفتح الراء يقال في الأمور الأخروية فقط «1» .
وأما موضع الكهف فقرأه مدلول «حما» وهما: «أبو عمرو، ويعقوب» «رشدا» بفتح الراء، والشين.
وقرأه الباقون «رشدا» بضم الراء، وإسكان الشين.
تنبيه: «رشدا» من قوله تعالى: فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً الموضع الأول في الكهف (آية 10). ومن قوله تعالى:
وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً الموضع الثاني في الكهف (آية 24). اتفق القراء العشرة على قراءة هذين الموضعين «رشدا» بفتح الراء، والشين.
و «رشدا» من قوله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً (سورة النساء آية 6) اتفق القراء العشرة على قراءته بضم الراء، وإسكان الشين.
قال «ابن الجزري» ت 833 هـ-:
سئل «الإمام أبو عمرو بن العلاء» ت 154 هـ- عن ذلك- أي عن هذا الخلاف- فقال: «الرّشد» بالضم هو الصلاح، وبالفتح هو «العلم» وموسى عليه السلام إنما طلب من «الخضر» عليه السلام «العلم» وهذا في غاية الحسن، ألا ترى إلى قوله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً كيف أجمع على ضمه، وقوله: وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً ولِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً كيف أجمع على فتحه؟
ولكن جمهور أهل اللغة على أن الفتح، والضم في «الرشد» لغتان «كالبخل والبخل، والسّقم والسّقم، والحزن والحزن» فيحتمل عندي أن يكون الاتفاق على فتح الحرفين الأولين، لمناسبة رءوس الآي، وموازنتها لما قبل، ولما
(1) انظر: المفردات في غريب القرآن ص 196.
بعد، نحو:«عجبا، وعددا، وأحدا» بخلاف الثالث فإنه وقع قبله «علما» وبعده «صبرا» فمن سكن فللمناسبة أيضا، ومن فتح فإلحاقا بالنظير، والله تعالى أعلم» اهـ- «1» .
قال ابن الجزري:
.......... وخاطبوا
…
يرحم ويغفر ربّنا الرّفع انصبوا
شفا ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «يرحمنا ربنا ويغفر لنا» من قوله تعالى: قالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (سورة الأعراف آية 149).
فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ترحمنا ربّنا وتغفر لنا» بالتاء في الفعلين، على الخطاب لله عز وجل، وفيه معنى الاستغاثة، والتضرع، والابتهال في الدعاء. وبنصب باء «ربّنا» على النداء، وهو أبلغ في الدعاء، والخضوع.
وقرأ الباقون «يرحمنا ربّنا ويغفر لنا» بالباء في الفعلين، على الخبر عن غائب، وفيه معنى الإفراد بالعبودية. وبرفع باء «ربّنا» على أنه فاعل.
قال ابن الجزري:
…
وحليهم مع الفتح ظهر
…
واكسر رضى ..........
المعنى: اختلف القراء في «حليهم» من قوله تعالى: وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَداً لَهُ خُوارٌ (سورة الأعراف آية 148).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظهر» وهو: «يعقوب» «حليهم» بفتح الحاء، وإسكان اللام، وكسر الياء مخففة، وهو إمّا مفرد أريد به الجمع، وإمّا اسم جمع مفرده «حلية» مثل:«قمح وقمحة» .
(1) انظر: النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج 2/ 164 - 165.
وقرأ مدلول «رضى» وهما: «حمزة، والكسائي» «حليّهم» بكسر الحاء، وتشديد الياء مكسورة، على أنه جمع «حليا» على «حلوى» على وزن «فعول، مثل: كعب وكعوب» ولما أرادوا إدغام الواو في الياء للتخفيف أبدلوا من ضمة اللام كسرة ليصح انقلاب الواو إلى الياء، وليصحّ الإدغام، ثم كسرت الحاء اتباعا لكسرة اللام، وليعمل اللسان عملا واحدا في الكسرتين، فأصبح الجمع «حليّ» ثم أضيف إلى الضمير فأصبح «حليّهم» .
وقرأ الباقون «حليّهم» بضم الحاء، وكسر اللام، وكسر الياء مشددة، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «حمزة، والكسائي» إلّا أن ضمة الحاء بقيت على أصلها. يقال: «حليت حليا» بسكون اللام: لبست الحلي، وجمعه «حليّ» بضم الحاء، والأصل «حلوى» على وزن «فعول» مثل: فلس، وفلوس».
والحلية: بكسر الحاء: الصفة، والجمع «حلى» مقصور، بضم الحاء وكسرها.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وأمّ ميمه كسر
كم صحبة معا ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «أمّ» من قوله تعالى: قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي (سورة الأعراف آية 150). و «يبنؤم» من قوله تعالى: قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي (سورة طه آية 94).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «صحبة» وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أمّ» في الموضعين بكسر الميم.
والأصل «أمّي» ثم حذفت الياء تخفيفا لدلالة الكسرة عليها.
وقرأ الباقون «أمّ» في الموضعين بفتح الميم، ووجه ذلك أن الاسمين:
«ابن، أمّ» جعلا اسما واحدا للتخفيف، بمنزلة «خمسة عشر» وحينئذ يكون مبنيا على فتح الجزءين مثل بناء «خمسة عشر» .
وفي «أمّ» أربع لغات: «أمّ» بضم الهمزة، وكسرها، و «أمّة» بضم الهمزة، و «أمّهة» بضم الهمزة. وحينئذ يكون «الامّهات» و «الأمّات» لغتين ليست إحداهما أصلا للأخرى.
قال ابن الجزري:
.......... وآصار اجمع
…
واعكس خطيئات كما الكسر ارفع
عمّ ظبى وقل خطايا حصره
…
مع نوح ..........
المعنى: اختلف القراء في «إصرهم» من قوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ (سورة الأعراف آية 157).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كما» وهو: «ابن عامر» «ءاصارهم» بفتح الهمزة، ومدّها، وفتح الصاد، وإثبات ألف بعدها، بالجمع، على وزن «أعمالهم». و «الأصر» بفتح الهمزة: عقد الشيء، وحبسه لقهره. يقال:«أصرته فهو مأصور» .
وقرأ الباقون «إصرهم» بكسر الهمزة من غير مدّ، وإسكان الصاد، وحذف الألف التي بعدها، على الإفراد، مثل:«إثمهم» . والإصر: مصدر يدلّ على القليل والكثير من جنسه. والإصر بكسر الهمزة: العهد المؤكد الذي يثبط ناقضه عن الثواب، والخيرات. قال تعالى: وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي (سورة آل عمران آية 81). وحينئذ يكون المعنى على هذه القراءة: «ويضع عنهم إصرهم» أي الأمور التي تثبطهم، وتقيدهم عن فعل الخيرات، وعن الوصول إلى الثواب.
واختلف القراء في «خطيئتكم» من قوله تعالى: وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئاتِكُمْ (سورة الأعراف آية 161) و «خطيئتهم» من قوله تعالى: مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً (سورة نوح آية 25).
فقرأ المرموز له بالكاف من «كما» وهو: «ابن عامر» «خطيئتكم» بالإفراد، ورفع التاء، نائب فاعل ل «تغفر» .
وقرأ «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «خطيئتكم» بالجمع ورفع التاء، نائب فاعل ل «تغفر» .
وقرأ المرموز له بالحاء من «حصره» وهو: «أبو عمرو» «خطيكم» جمع تكسير، على أنها مفعول به ل «نغفر» .
وقرأ الباقون «خطيئتكم» جمع سلامة، ونصب التاء بالكسرة، على أنها مفعول به ل «نغفر» .
أما موضع سورة نوح عليه السلام فقد قرأه المرموز له بالحاء من «حصره» وهو «أبو عمرو» «خطيهم» بفتح الخاء، والطاء، وألف بعدها، وبعد الألف ياء بعدها ألف مع ضم الهاء، جمع تكسير ل «خطيئة» .
وقرأ الباقون «خطيئتهم» بكسر الطاء، وبعدها ياء ساكنة مدّيّة، وبعدها همزة مفتوحة ممدودة، وبعدها تاء مكسورة، مع كسر الهاء، جمع بالألف والتاء ل «خطيئة» أيضا.
قال ابن الجزري:
..........
…
...... وارفع نصب حفص معذرة
المعنى: اختلف القراء في «معذرة» من قوله تعالى: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (سورة الأعراف آية 164).
فقرأ «حفص» «معذرة» بنصب التاء، على المصدر.
وقرأ الباقون «معذرة» برفع التاء، على أنه خبر لمبتدإ محذوف دلّ عليه الكلام. والتقدير: موعظتنا معذرة. واعلم أنه يجوز حذف كلّ من المبتدإ والخبر إذا دلّ عليه دليل.
قال ابن مالك:
وحذف ما يعلم جائز كما
…
تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد قل دنف
…
فزيد استغني عنه إذ عرف
قال ابن الجزري:
بيس بياء لاح بالخلف مدا
…
والهمز كم وبيئس خلف صدا
بئيس الغير ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «بئيس» من قوله تعالى: وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (سورة الأعراف آية 165).
فقرأ «نافع، وأبو جعفر، وهشام بخلف عنه» «بيس» بكسر الباء الموحدة، وبعدها ياء ساكنة من غير «همزة» وأصلها «بئس» على وزن «حذر» نقلت كسرة الهمزة إلى الباء، ثم أبدلت الهمزة ياء.
وقرأ «ابن ذكوان، وهشام في وجهه الثاني» «بئس» بكسر الباء الموحدة، وبعدها همزة ساكنة من غير ياء، وأصلها «بئس» على وزن «حذر» نقلت كسرة الهمزة إلى الباء فسكنت الهمزة.
وقرأ المرموز له بالصاد من «صدا» وهو: «شعبة» في أحد وجهيه «بيئس» بباء مفتوحة، ثم ياء ساكنة، ثم همزة مفتوحة من غير ياء، على وزن «ضيغم» .
وقرأ الباقون «بئيس» بفتح الباء، وكسر الهمزة، وياء ساكنة مدّيّة، على وزن «رئيس» وهو الوجه الثاني ل «شعبة» .
قال ابن الجزري:
........ وصف يمسك خف
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «يمسكون» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ (سورة الأعراف آية 170).
فقرأ المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» «يمسكون» بسكون الميم، وتخفيف السين، مضارع «أمسك» المزيد بالهمزة، ومنه قوله تعالى:
أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ (سورة الأحزاب آية 37). وقوله تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً (سورة البقرة آية 231).
وقرأ الباقون «يمسّكون» بفتح الميم، وتشديد السين، مضارع «مسّك» مضعف العين، بمعنى:«تمسّك» ، فالتشديد فيه معنى التأكيد، والتكثير للتمسك بكتاب الله تعالى. يقال:«مسكت بالشيء مسكا» من باب «ضرب يضرب ضربا» . و «تمسّكت» و «امتسكت» و «استمسكت» بمعنى: أخذت به، وتعلقت، واعتصمت. ويقال:«أمسكته» بيدي «إمساكا» : قبضته باليد «1» .
قال ابن الجزري:
..........
…
ذريّة اقصر وافتح التاء دنف
كفى كثان الطّور ياسين لهم
…
وابن العلا ..........
المعنى: اختلف القراء في «ذريتهم» في ثلاثة مواضع:
الأول: قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (سورة الأعراف آية 172).
والثاني: قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (سورة يس آية 41).
والثالث: قوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ (سورة الطور آية 21).
فقرأ المرموز له بالتاء من «دنف» ومدلول «كفى» وهم: «ابن كثير، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ذرّيتهم» في المواضع الثلاثة بالإفراد. وحجّة ذلك أن
«الذريّة» تدلّ على الواحد، والجمع. وقد أجمع القراء
(1) انظر: المصباح المنير ج 2/ 573.
على القراءة بالإفراد في قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ (سورة مريم آية 58) فلما صحّ وقوع لفظ «ذرّية» على أبناء آدم عليه السلام، استغني بذلك عن الجمع.
وقرأ «أبو عمرو بن العلاء» بالإفراد في موضع «يس» وبالجمع هنا، وفي سورة الطور.
وقرأ الباقون بالجمع في السور الثلاث. و «الذرّيّة» على وزن «فعليّة» بضم الفاء، وسكون العين، وكسر اللام مخففة، وتشديد الياء، من «الذرّ» وهو:
الصغار. وفيها ثلاث لغات: أفصحها ضم الذال، والثانية كسرها، والثالثة فتح الذال مع تخفيف الراء على وزن «كريمة» . وتجمع «ذريّة» على «ذرّيات» وقد تجمع على «ذراري» . وبعضهم يجعل «الذرّية» من «ذرأ» الله الخلق، وترك همزها للتخفيف، فوزنها «فعّيلة» .
قال ابن الجزري:
..........
…
....... كلا يقول الغيب حم
المعنى: اختلف القراء في «تقولوا» في موضعين وهما في قوله تعالى:
1 -
أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (سورة الأعراف آية 172).
2 -
أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ (سورة الأعراف آية 173).
فقرأ المرموز له بالحاء من «حم» وهو: «أبو عمرو» «أن يقولوا، أو يقولوا» بياء الغيب فيهما، جريا على نسق ما قبله وهو قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ وبعده أيضا لفظ غيبة في قوله تعالى: وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ فحمل على ما قبله، وما بعده من لفظ الغيبة.
وقرأ الباقون «أن تقولوا، أو تقولوا» بتاء الخطاب فيهما، جريا على لفظ الخطاب المتقدم في قوله تعالى: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ويجوز أن يكون على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
قال ابن الجزري:
وضمّ يلحدون والكسر انفتح
…
كفصّلت فشا وفي النّحل رجح
فتى ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «يلحدون» في ثلاثة مواضع: قوله تعالى:
1 -
وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ (سورة الأعراف آية 180).
2 -
لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ (سورة النحل آية 103).
3 -
إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آياتِنا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنا (سورة فصلت آية 40).
فقرأ «حمزة» «يلحدون» في السور الثلاث بفتح الياء، والحاء، مضارع «لحد» الثلاثي.
وقرأ «الكسائي، وخلف العاشر» موضعي: «الأعراف وفصلت» «يلحدون» بضم الياء، وكسر الحاء، مضارع «ألحد» الرباعي. أمّا موضع «النحل» فقد قرءاه «يلحدون» بفتح الياء، والحاء، مضارع «لحد» الثلاثي.
وقرأ الباقون في السور الثلاث «يلحدون» بضم الياء، وكسر الحاء، مضارع «ألحد» الرباعي. و «لحد، وألحد» لغتان بمعنى واحد وهو: العدول عن الاستقامة، ومنه قيل:«اللحد» لأنه إذا حفر يمال به إلى جانب القبر. و «لحد» يجمع على «لحود» مثل: «فلس، وفلوس» .
قال ابن الجزري:
.......... يذرهم اجزموا شفا ويا
…
كفى حما ..........
المعنى: اختلف القراء في «ويذرهم» من قوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (سورة الأعراف آية 186).
فقرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ويذرهم» بالياء على الغيب، وجزم الراء. وجه الغيبة جريا على لفظ الغيبة قبله في قوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ
اللَّهُ ووجه الجزم، عطفا على محلّ قوله تعالى: فَلا هادِيَ لَهُ لأنه في محلّ جزم جواب الشرط.
يقال: فلان يذر الشيء: أي يقذفه لقلة اعتقاده به.
ويقال: «وذرته، أذره، وذرا» : تركته.
قالوا: وأماتت العرب ماضيه، ومصدره، فإذا أريد الماضي قيل:«ترك» وربما استعمل الماضي على قلّة، ولا يستعمل منه اسم فاعل «1» .
وقرأ «أبو عمرو، وعاصم، ويعقوب» «ويذرهم» بالياء على الغيب، ورفع الراء: وجه الغيبة جريا على نسق ما قبله، ووجه الرفع على الاستئناف.
وقرأ «نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر» «ونذرهم» بنون العظمة، ورفع الراء: وجه قراءة النون، عدول عن الغيبة إلى الإخبار، ووجه الرفع، على الاستئناف.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... شركا مداه صليا
في شركاء ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «شركاء» من قوله تعالى: فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما (سورة الأعراف آية 190).
فقرأ مدلول «مدا» والمرموز له بالصاد من «صليا» وهم: «نافع، وأبو جعفر، وشعبة» «شركا» بكسر الشين، وإسكان الراء، وتنوين الكاف، على وزن «فعلا» . و «شركا» مصدر «شركته في الأمر أشركه» من باب «تعب يتعب» ثم خفّف المصدر بكسر الأوّل، وسكون الثاني.
قال «أبو منصور الأزهري محمد بن أحمد بن الأزهر» ت 370 هـ-:
(1) انظر: المصباح المنير ج 2/ 654.
«الشرك» يكون بمعنى «الشريك» وبمعنى «النصيب» ، وجمعه «أشراك» مثل:«شبر وأشبار» اهـ- «1» .
وقرأ الباقون «شركاء» بضم الشين، وفتح الراء، وبالمد والهمز، من غير تنوين، جمع «شريك» .
قال ابن الجزري:
.......... يتبعوا كالظّلّة
…
بالخفّ والفتح اتل ..........
المعنى: اختلف القراء في «لا يتبعوكم» من قوله تعالى: وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ (سورة الأعراف آية 193) و «يتّبعهم» من قوله تعالى:
وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (سورة الشعراء آية 224).
فقرأ المرموز له بالألف من «اتل» وهو: «نافع» «لا يتبعوكم» ، و «يتبعهم» بإسكان التاء، وفتح الباء، على أنه مضارع «تبع» الثلاثي.
وقرأ الباقون بفتح التاء المشددة، وكسر الباء في الموضعين، مضارع «اتّبع». قال بعض أهل اللغة:«تبعه» مخففا: إذا مضى خلفه ولم يدركه، و «اتّبعه» مشددا: إذا مضى خلفه فأدركه» «2» .
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... يبطش كلّه
بضمّ كسر ثق ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «يبطش» حيثما وقع في القرآن الكريم وهو في ثلاثة مواضع:
1 -
قوله تعالى: أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها (سورة الأعراف آية 195).
(1) انظر: تاج العروس ج 7/ 148.
(2)
انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1/ 486.
2 -
قوله تعالى: فَلَمَّا أَنْ أَرادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما (سورة القصص آية 19).
3 -
قوله تعالى: يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى (سورة الدخان آية 16).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثق» وهو: «أبو جعفر» «يبطشون، يبطش نبطش» بضم الطاء في الألفاظ الثلاثة، مضارع «بطش يبطش» نحو:«خرج يخرج» .
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة بكسر الطاء، مضارع «بطش يبطش» نحو:
«ضرب يضرب» . والبطش: الأخذ بعنف.
قال ابن الجزري:
.......... وليّي احذف
…
بالخلف وافتحه أو اكسره يفي
المعنى: اختلف القراء في «وليّي» من قوله تعالى: إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ (سورة الأعراف آية 197).
فقرأ المرموز له بالياء من «يفي» وهو «السوسي» في أحد وجهيه «وليّ» بياء واحدة مشددة، وحذف الياء الأخرى، ثم له بعد ذلك فتح الياء المشددة، وكسرها، وعلى الفتح يفخّم «الله» وعلى الكسر يرقّق.
وقرأ الباقون «وليّي» بياءين: الأولى مشدّدة مكسورة والثانية مخففة مفتوحة، وهو الوجه الثاني «للسوسي» .
قال ابن الجزري:
وطائف طيف رعى حقّا .....
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «طئف» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (سورة الأعراف آية 201).
فقرأ المرموز له بالراء من «رعى» و «حقّا» وهم: «الكسائي، وابن كثير،
وأبو عمرو، ويعقوب» «طيف» بحذف الألف، وإثبات ياء ساكنة مكان الهمزة، على وزن «ضيف» مصدر «طاف يطيف طيفا» مثل:«كال يكيل كيلا» .
وقرأ الباقون «طائف» بألف بعد الطاء، وهمزة مكسورة من غير ياء، اسم فاعل من «طاف يطوف فهو طائف» نحو:«قال يقول فهو قائل» .
جاء في المصباح المنير: «طاف بالشيء يطوف طوفا وطوافا» : استدار به، و «طاف يطيف» من باب «باع يبيع» و «أطافه» بالألف و «استطاف به» كذلك و «أطاف بالشيء: أحاط به» اهـ- «1» .
وقيل: الطائف: ما طاف به وسوسة الشيطان، والطيف: من اللمم والمسّ الجنون. «2» .
قال ابن الجزري:
.......... وضم
…
واكسر يمدّون لضمّ ثدي أم
المعنى: اختلف القراء في «يمدونهم» من قوله تعالى: وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (سورة الأعراف آية 202).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثدي» والألف من «أم» وهما: «أبو جعفر، ونافع» «يمدّونهم» بضم الياء، وكسر الميم، مضارع «أمدّ يمدّ» المزيد بالهمزة.
وقرأ الباقون «يمدّونهم» بفتح الياء، وضم الميم، مضارع «مدّ يمدّ» مضعف الثلاثي، و «مدّ، وأمدّ» لغتان، ويستعملان لازمين ومتعدّيين.
(والله أعلم) تمّت سورة الأعراف ولله الحمد والشكر
(1) انظر: المصباح المنير ج 2/ 380.
(2)
انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1/ 487.