الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ (سورة آل عمران آية 79) بضم تاء «تعلّمون» وفتح العين، وكسر اللام مشدّدة، على أنه مضارع «علم» مضعف العين، فينصب مفعولين:
أولهما محذوف تقديره: «الناس» والثاني «الكتاب» .
وقرأ الباقون «تعلمون» بفتح التاء، وإسكان العين، وفتح اللام مخفّفة، على أنه مضارع «علم» نحو:«فهم» مخفّف العين، وهو ينصب واحدا وهو:
«الكتاب» .
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وارفعوا لا يأمرا
حرم حلا رحبا .........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «حرم» والمرموز له بالحاء من «حلا» والراء من «رحبا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وأبو عمرو، والكسائي» «ولا يأمركم» من قوله تعالى: وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً (سورة آل عمران آية 80). قرءوا «ولا يأمركم» برفع الراء، وذلك على الاستئناف، والفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم.
وقرأ الباقون «ولا يأمركم» بنصب الراء، وذلك على أنه معطوف على قوله تعالى قبل: ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ والتقدير: ليس للنبيّ أن يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله، ولا أن يأمركم أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ.
تنبيه:
مما هو معروف أن «السوسي» يقرأ بإسكان الراء، وباختلاس ضمتها، وأن «الدوري عن أبي عمرو» يقرأ بإسكان الراء، وباختلاس ضمتها، وبالضمة الخالصة.
قال ابن الجزري:
.......... لما فاكسر فدا
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «فدا» وهو «حمزة» «لما» من قوله تعالى:
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ (سورة آل عمران آية 81) قرأ «لما» بكسر اللام، على أنها لام الجر متعلقة ب «أخذ» و «ما» مصدريّة، والتقدير: اذكر يا «محمد» وقت أن أخذ الله الميثاق على الأنبياء السابقين لإيتائه إياهم الكتاب والحكمة إلخ.
وقرأ الباقون «لما» بفتح اللام، على أنها لام الابتداء، و «ما» موصولة، والعائد محذوف، والتقدير: اذكر يا «محمد» وقت أخذ الله الميثاق على الأنبياء السابقين للذي آتاهم من كتاب وحكمة إلخ.
قال ابن الجزري:
..........
…
آتيتكم يقرا آتينا مدا
المعنى: قرأ المرموز لهما ب «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» «ءاتيتكم» من قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ (سورة آل عمران آية 81) قرآ «آتيناكم» بنون العظمة، وألف بعدها.
وقرأ الباقون «آتيتكم» بتاء مضمومة مكان النون من غير ألف وهي تاء المتكلم، وذلك لمناسبة صدر الآية وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ.
قال ابن الجزري:
ويرجعون عن ظبى .......
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» والظاء من «ظبّى» وهما:
«حفص، ويعقوب» «يرجعون» من قوله تعالى: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (سورة آل عمران آية 83) قرآ «يرجعون» بياء الغيبة، جريا على السياق.
ومما هو معروف أن «حفصا» يقرأ «يرجعون» بضم الياء، وفتح الجيم،
على البناء للمفعول، وأن «يعقوب» يقرأ «يرجعون» بفتح الياء، وكسر الجيم، على البناء للفاعل.
وقرأ الباقون «ترجعون» بتاء الخطاب المضمومة، وفتح الجيم، على البناء للمفعول.
قال ابن الجزري:
.......... يبغون عن
…
حما ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «حما» وهم: «حفص، وأبو عمرو، ويعقوب» «يبغون» من قوله تعالى: أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ (سورة آل عمران آية 83). قرءوا «يبغون» بياء الغيبة، لمناسبة قوله تعالى قبل: فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (آية 82).
وقرأ الباقون «تبغون» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب. أمر الله تعالى نبيه «محمدا» صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم:«أفغير دين الله تبغون أيها الكافرون» فخوطبوا بذلك على لسان النبيّ عليه الصلاة والسلام.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وكسر حجّ عن شفا ثمن
المعنى: قرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «شفا» والمرموز له بالثاء من «ثمن» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو جعفر» «حجّ» من قوله
تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (سورة آل عمران آية 97) قرءوا «حجّ» بكسر الحاء، وهو لغة «نجد» .
وقرأ الباقون «حجّ» بفتح الحاء، لغة «أهل العالية، والحجاز، وأسد» .
وهما مصدران ل «حج يحج» والفتح هو المصدر القياسي.
قال ابن مالك في ألفيته:
فعل قياس مصدر المعدّى
…
من ذي ثلاثة كردّ ردّا
والسكر حكاه «سيبويه» نحو: «ذكر ذكرا» .
قال ابن الجزري:
ما يفعلوا لن يكفروا صحب طلا
…
خلفا ..........
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «صحب» والمرموز له بالطاء من «طلا» بخلف عنه، وهم:«حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، والدوري عن أبي عمرو بخلف عنه» «يفعلوا، يكفرون» من قوله تعالى: وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ (سورة آل عمران آية 115). قرءوا «يفعلوا» يكفروا «بياء الغيب فيهما، وذلك لمناسبة قوله تعالى: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (سورة آل عمران الآيتان 113 - 114) إلخ فذلك كله لفظ غيبة متصل بعضه ببعض.
وقرأ الباقون «تفعلوا، تكفروه» بتاء الخطاب فيهما، وهو الوجه الثاني «لدوري أبي عمرو» وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، أو لمناسبة الخطاب المتقدم في قوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ (آية 110).
قال ابن الجزري:
..........
…
.. يضركم اكسر اجزم أوصلا
حقّا وضمّ اشدد لباق ......
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «أوصلا» ومدلول «حقّا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لا يضركم» من قوله تعالى: وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً (سورة آل عمران آية 120). قرءوا «لا يضركم» بكسر الضاد، وجزم الراء، على أنه جواب الشرط.
وقرأ الباقون «لا تضرّكم» بضم الضاد، ورفع الراء مشددة، على أن
الفعل مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، والجملة في محلّ جزم جواب الشرط.
قال ابن الجزري:
.......... واشددوا
…
منزلين منزلون كبّدوا
ومنزل عن كم ..........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كبّدوا» وهو «ابن عامر» .
1 -
«منزلين» من قوله تعالى: إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (سورة آل عمران آية 124).
2 -
و «منزلون» من قوله تعالى: إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ (سورة العنكبوت آية 34). قرأهما «منزلين، منزّلون» بفتح النون، وتشديد الزاي فيهما، على أن «منزّلين» اسم مفعول من «نزّل» الثلاثي، مضعّف العين، و «منزّلون» اسم فاعل من «نزّل» الثلاثي مضعّف العين أيضا.
وقرأ الباقون «منزلين» ، منزلون» بسكون النون، وتخفيف الزاي، على أن «منزلين» اسم مفعول من «أنزل» الثلاثي المزيد بالهمزة، و «منزلون» اسم فاعل من «أنزل» ثلاثي مزيد بالهمزة أيضا.
ثم أمر الناظم رحمه الله تعالى بالقراءة للمرموز له بالعين من «عن» وبالكاف من «كم» وهما: «حفص، وابن عامر» «منزّل» من قوله تعالى:
يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ (سورة الأنعام آية 114) بفتح النون، وتشديد الزاي، على أنه اسم مفعول من «نزّل» الثلاثي مضعف العين.
فتعين للباقين القراءة «منزل» بسكون النون، وتخفيف الزاي، على أنه اسم مفعول من «أنزل» المزيد بالهمزة.
قال ابن الجزري:
.......... مسوّمين نم
…
حقّ اكسر الواو ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالنون من «نم» ومدلول «حقّ» وهم: «عاصم، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «مسوّمين» من قوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (سورة آل عمران آية 125). قرءوا «مسوّمين» بكسر الواو، اسم فاعل من «سوّم» مضعف العين.
وقرأ الباقون «مسوّمين» بفتح الواو، اسم مفعول من «سوّم» مضعّف العين أيضا. والسمة العلامة، فعن «عليّ بن أبي طالب» رضي الله عنه قال:
«كان سيما الملائكة يوم «بدر» الصوف الأبيض، وكان سيماهم أيضا في نواصي خيولهم» اهـ-.
وعن «ابن عباس» رضي الله عنهما قال: «كان سيما الملائكة يوم «بدر» عمائم بيض قد أرسلوها في ظهورهم، ويوم «حنين» عمائم حمر» اهـ- «1» ومن ينعم النظر في هاتين القراءتين يجد مردّ الخلاف يرجع إلى الصيغ، إذ القراءة الأولى اسم فاعل، والثانية اسم مفعول.
قال ابن الجزري:
..........
…
..... وحذف الواو عم
من قبل سارعوا ....
…
..........
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «عم» وهم: «نافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «وسارعوا» من قوله تعالى: وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ (سورة آل عمران آية 133) قرءوا «سارعوا» بحذف الواو، وذلك على الاستئناف. وهي مرسومة بحذف الواو في مصاحف «أهل المدينة والشام» .
وقرأ الباقون «وسارعوا» بإثبات الواو، وذلك عطفا على قوله تعالى قبل:
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (آية 132). وهذه القراءة موافقة لرسم بقية المصاحف «2» .
(1) انظر: مختصر تفسير ابن كثير ج 1/ 316.
(2)
قال «ابن عاشر» : والمكّ والعراق واوا سارعوا.