المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

المعنى: اختلف القراء في «عليّ» من قوله تعالى: قالَ هذا - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: المعنى: اختلف القراء في «عليّ» من قوله تعالى: قالَ هذا

المعنى: اختلف القراء في «عليّ» من قوله تعالى: قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (سورة الحجر آية 41).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظاما» وهو: «يعقوب» «عليّ» بكسر اللام، وضمّ الياء منوّنة، من «علوّ الشرف» وهو نعت ل «صرط» مثل قولك:«هذا صراط مرتفع مستقيم» . والمراد بالصراط: «الدّين» .

وقرأ الباقون «عليّ» بفتح اللام، وفتح الياء المشدّدة من غير تنوين، قيل:

«عليّ» بمعنى «إليّ» فيتعلق ب «مستقيم» ويجوز أن يكون «عليّ» خبرا لمبتدإ محذوف، والتقدير: استقامته عليّ.

قال ابن الجزري:

همز ادخلوا انقل اكسر الضّمّ اختلف

غيث ..........

المعنى: اختلف القراء في «وعيون ادخلوها» من قوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* ادْخُلُوها (سورة الحجر الآيتان 45 - 46).

فقرأ المرموز له بالغين من «غيث» وهو: «رويس» بخلف عنه بضم تنوين «عيون» حالة وصله بما بعده، وكسر خاء «ادخلوها» على ما لم يسمّ فاعله، والهمزة على هذه القراءة همزة قطع نقلت حركتها إلى التنوين قبلها، ثم حذفت الهمزة، فالفعل حينئذ من «أدخل» الثلاثي المزيد بالهمزة.

وقرأ الباقون بضم خاء «ادخلوها» على أنه فعل أمر من «دخل» الثلاثي، والهمزة على هذه القراءة همزة وصل، وهو الوجه الثاني «لرويس» .

واعلم أن جميع القراء العشرة حالة البدء ب «ادخلوها» يبدءون بهمزة مضمومة.

‌تنبيه:

اعلم أن القراء العشرة في ضمّ، وكسر عين «وعيون» وكذا ضمّ وكسر التنوين وصلا حسب قواعدهم.

ص: 349

قال ابن الجزري:

..........

.......... تبشّرون ثقل النّون دف

وكسرها اعلم دم

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «تبشرون» من قوله تعالى: قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (سورة الحجر آية 54).

فقرأ المرموز له بالدال من «دف» وهو: «ابن كثير» «تبشّرون» بكسر النون المشددة مع المد المشبع، والأصل:«تبشرونني» فأدغمت نون الرفع في نون الوقاية، ثم حذفت ياء الإضافة لدلالة الكسرة عليها.

وقرأ المرموز له بالألف من «اعلم» وهو: «نافع» «تبشرون» بكسر النون مخففة، والأصل «تبشرونني» ثم حذفت نون الوقاية بعد نقل كسرتها إلى نون الرفع، ثم حذفت ياء الإضافة حملا على نظائرها في رءوس الآي، ولدلالة الكسرة التي قبلها عليها.

وقرأ الباقون «تبشرون» بنون مفتوحة مخففة، على أن أصل الفعل «تبشرون» والنون هي نون الرفع.

قال ابن الجزري:

.......... كيقنط اجمعا

روى حما ..........

المعنى: اختلف القراء في «يقنط، يقنطون، تقنطوا» في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:

1 -

قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (سورة الحجر آية 56).

2 -

وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (سورة الروم آية 36).

3 -

لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً (سورة الزمر آية 53).

فقرأ مدلولا «روى حما» وهم: «الكسائي، وخلف العاشر، وأبو عمرو،

ص: 350

ويعقوب» «يقنط، يقنطون، لا تقنطوا» بكسر النون، وهي لغة «أهل الحجاز، وأسد» .

وقرأ الباقون هذه الألفاظ بفتح النون، وهو لغة بقيّة العرب. والقراءتان ترجعان إلى أصل الاشتقاق: فقراءة كسر النون مضارع «قنط يقنط» بفتح العين في الماضي، وكسرها في المضارع، مثل:«ضرب يضرب» . وقراءة فتح النون مضارع «قنط يقنط» بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع، مثل:«تعب يتعب» . ومعنى «لا تقنطوا» لا تيأسوا.

قال ابن الجزري:

..........

.......... خفّ قدرنا صف معا

المعنى: اختلف القراء في «قدرنا، قدرناها» من قوله تعالى:

1 -

إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (سورة الحجر آية 60).

2 -

إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (سورة النمل آية 57).

فقرأ المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» «قدرنا، قدرنها» بتخفيف الدال فيهما.

وقرأ الباقون بتشديد الدال فيهما. والتخفيف، والتشديد لغتان بمعنى:

قال «الزجاج إبراهيم بن السّري» ت 311 هـ-: علمنا أنها من الغابرين.

وقيل: دبّرنا إنها لمن الباقين في العذاب «1» .

(والله أعلم) تمّت سورة الحجر ولله الحمد والشكر

(1) انظر: لسان العرب مادة «قدر» ج 5/ 75.

ص: 351