المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والرابع عشر: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ (سورة ص آية - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: والرابع عشر: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ (سورة ص آية

والرابع عشر: فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ (سورة ص آية 36).

والخامس عشر: إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ (سورة الشورى آية 33).

والسادس عشر: وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (سورة الجاثية آية 5).

فقرأ «أبو جعفر» «الرياح» بالجمع قولا واحدا في خمسة عشر موضعا، واختلف عنه في الموضع السادس عشر وهو الوارد في سورة «الحج» فقرأه بالجمع، والإفراد.

وقرأ «نافع» بالإفراد في خمسة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

الإسراء، والأنبياء، والحج، وسبأ، وص، وقرأ الباقي بالجمع.

وقرأ «ابن كثير» بالجمع في أربعة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

البقرة، والحجر، والكهف، والجاثية، وقرأ الباقي بالإفراد.

وقرأ «أبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، ويعقوب» بالجمع في تسعة مواضع، وهي الواردة في السور الآتية: البقرة، والأعراف، والحجر، والكهف، والفرقان، والنمل، وثاني الروم، وفاطر، والجاثية، وقرءوا الباقي بالإفراد.

وقرأ «حمزة، وخلف العاشر» بالإفراد في موضعين وهما الواردان في «الحج» والفرقان» وقرآ الباقي بالجمع.

وقرأ «الكسائي» بالإفراد في ثلاثة مواضع وهي الواردة في السور الآتية:

الحجر، والحج، والفرقان، وقرأ الباقي بالجمع.

وجه القراءة بالجمع نظرا لاختلاف أنواع الرياح في هبوبها: جنوبا، وشمالا، وصبا، ودبورا، وفي أوصافها: حارّة، وباردة.

ووجه القراءة بالإفراد أن «الريح» اسم جنس يصدق على القليل والكثير.

‌تنبيه:

اتفق القراء على القراءة بالجمع في أول «الروم» وهو قوله تعالى:

وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ (سورة الروم آية 46) وذلك من أجل الجمع في «مبشرات» .

ص: 62

كما اتفقوا على القراءة بالإفراد في موضع الذاريات وهو قوله تعالى: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (سورة الذاريات آية 41) وذلك من أجل الإفراد في «العقيم» .

قال ابن الجزري:

.......... ترى الخطاب ظل

إذ كم خلا خلف ..........

المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظل» والألف من «إذ» والكاف من «كم» والخاء من «خلا» بخلف عنه وهم: «يعقوب، ونافع، وابن عامر، وابن وردان بخلف عنه» «يرى» من قوله تعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا (سورة البقرة آية 165) بتاء الخطاب، والمخاطب السامع، والنبي صلى الله عليه وسلم والَّذِينَ ظَلَمُوا مفعول به وصلته.

وقرأ الباقون «يرى» بياء الغيبة، وهو الوجه الثاني «لابن وردان» والَّذِينَ ظَلَمُوا فاعل وصلته.

والمعنى: ولو يرى الذين يتخذون شركاء مع الله تعالى العذاب الذي أعدّه الله لهم في الدار الآخرة، لأيقنوا أن القوّة لله وحده، وأنه شديد العذاب، وأن الأنداد والشركاء لا حول لهم ولا قوّة، ولم يغنوا عنهم من عذاب الله شيئا.

و «الرؤية» بالعين تتعدى إلى مفعول واحد، تقول:«رأيت الشجرة» أي أبصرتها.

وبمعنى العلم تتعدّى إلى مفعولين، تقول:«رأيت زيدا عالما» أي علمته عالما.

وقال «الراغب الأصفهاني» ت 502 هـ: «رأى إذا عدّي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم، وإذا عدّي بإلى اقتضى معنى النظر المؤدّي إلى الاعتبار» اهـ «1» .

(1) انظر: المفردات في غريب القرآن. ص 208.

ص: 63

قال ابن الجزري:

..........

.......... يرون الضمّ كل

المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كل» وهو «ابن عامر» «يرون» من قوله تعالى: إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ (سورة البقرة آية 165) بضم الياء، على البناء للمفعول، وواو الجماعة نائب فاعل.

وقرأ الباقون «يرون» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وواو الجماعة فاعل.

قال ابن الجزري:

أنّ وأنّ اكسر ثوى ..........

..........

المعنى: قرأ المرموز لهما ب «ثوى» وهما: «أبو جعفر، ويعقوب» «أنّ القوة، وأنّ الله» من قوله تعالى: أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ (سورة البقرة آية 165) بكسر الهمزة فيهما، على تقدير أنّ «إنّ وما بعدها» جواب «لو» أي لقلت: إن القوة لله جميعا الخ على قراءة الخطاب في «ولو ترى» .

أو لقالوا: إن القوة لله جميعا الخ على قراءة الغيب في «ولو يرى» ، ويحتمل أن يكون على الاستئناف، على أنّ جواب «لو» محذوف» والتقدير»:

لرأيت، أو لرأوا أمرا عظيما.

وقرأ الباقون بفتح الهمزة فيهما، وتقدير الجواب:«لعلمت أنّ القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب» على قراءة الخطاب، أو لعلموا أنّ القوة لله جميعا الخ على قراءة الغيب.

قال ابن الجزري:

.......... وميّته

والميتة اشدد ثب والارض الميتة

مدا وميتا ثق والانعام ثوى

إذ حجرات غث مدا وثب أوى

صحب بميت بلد والميت هم

والحضرمي ..........

ص: 64

المعنى: اختلف القراء في «ميتة» في الأحوال الآتية:

1 -

«الميتة» المعرفة سواء كان غير صفة نحو قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ (سورة البقرة آية 173) أو كانت صفة للأرض، نحو قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها (سورة يس آية 33).

2 -

«ميتة» المنكرة نحو قوله تعالى: وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ (سورة الأنعام آية 139) أو كانت صفة نحو قوله تعالى: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً (سورة الفرقان آية 49).

3 -

«ميت» المنكر الواقع صفة إلى «بلد» نحو قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ (سورة الأعراف آية 57).

4 -

«الميت» المعرف مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (سورة آل عمران آية 27) أو كان مجرورا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (سورة آل عمران آية 27).

اختلف القراء العشرة في تشديد هذه الألفاظ، وتخفيفها على النحو الآتي:

فقرأ «أبو جعفر» بالتشديد في جميع الألفاظ المتقدمة حيثما وقعت في القرآن الكريم.

وقرأ «نافع» بالتشديد في «الميتة» الواقعة صفة للأرض وذلك في قوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها (سورة يس آية 33) وكذا «ميتا» المنون المنصوب في سورتي: الأنعام (آية 122) - والحجرات وهو قوله تعالى: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً (سورة الحجرات آية 12).

وقرأ «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بالتشديد في «ميت» الواقع صفة إلى «بلد» نحو قوله تعالى: فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ (سورة فاطر آية 9) وفي «الميت» مطلقا سواء كان منصوبا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ (سورة آل عمران آية 27) أو مجرورا نحو قوله تعالى: وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ (سورة آل عمران آية 27).

ص: 65