المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الرعد قال ابن الجزري: زرع وبعده الثّلاث الخفض عن … حقّ - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌ ‌سورة الرعد قال ابن الجزري: زرع وبعده الثّلاث الخفض عن … حقّ

‌سورة الرعد

قال ابن الجزري:

زرع وبعده الثّلاث الخفض عن

حقّ ارفعوا ..........

المعنى: اختلف القراء في «وزرع ونخيل صنوان وغير» من قوله تعالى:

وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ (سورة الرعد آية 4).

فقرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «حقّ» وهم: «حفص، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» برفع «وزرع، ونخيل، صنوان، غير» .

فرفع «وزرع ونخيل» للعطف على «قطع» ورفع «صنوان» لكونه نعتا ل «نخيل» ورفع «غير» لعطفه على «صنوان» .

وقرأ الباقون بخفض الأربعة: «وزرع ونخيل صنوان وغير» عطفا على «من أعناب» .

قال ابن الجزري:

..........

.... يسقى كما نصر ظعن

المعنى: اختلف القراء في «يسقى» من قوله تعالى: يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ (سورة الرعد آية 4).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كما» والنون من «نصر» والظاء من «ظعن» وهم: «ابن عامر، وعاصم، ويعقوب» «يسقى» بالياء التحتية على التذكير، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على ما ذكر من قبل في الآية.

ص: 335

وقرأ الباقون «تسقى» بالتاء على التأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على الأشياء التي سبق ذكرها في الآية.

قال ابن الجزري:

يفضّل الياء شفا ......

..........

المعنى: اختلف القراء في «ونفضل» من قوله تعالى: يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ (سورة الرعد آية 4).

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ويفضل» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله تعالى» المتقدم ذكره في قوله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها (آية 2).

وقرأ الباقون «ونفضل» بنون العظمة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، وبناء عليه يكون الفاعل ضميرا مستترا تقديره «نحن» .

قال ابن الجزري:

.......... ويوقدوا

صحب ..........

المعنى: اختلف القراء في «يوقدون» من قوله تعالى: وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ (سورة الرعد آية 17).

فقرأ مدلول «صحب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يوقدون» بياء الغيبة، مناسبة لقوله تعالى قبل: أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ (سورة الرعد آية 16) فجرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة.

وقرأ الباقون «توقدون» بتاء الخطاب، حملا على الخطاب الذي قبله في قوله تعالى: قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا (سورة الرعد آية 16).

ص: 336

قال ابن الجزري:

..........

.... وأم هل يستوي شفا صدوا

المعنى: اختلف القراء في «تستوي» من قوله تعالى: أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ (سورة الرعد آية 16).

فقرأ مدلول «شفا» ، والمرموز له بالصاد من «صدوا» وهم:«حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وشعبة» «أم هل يستوي» بالياء التحتية على التذكير، لأن تأنيث الفاعل وهو:«الظلمت» غير حقيقي، فجاز تذكير الفعل، مثل قوله تعالى: فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ (سورة البقرة آية 275).

وقرأ الباقون «أم هل تستوي» بالتاء الفوقية على التأنيث، لأن الفاعل وهو:«الظلمات» مؤنث لفظا، فأنث الفعل تبعا لتأنيث فاعله.

تنبيه: قيد الناظم الخلاف في «يستوي» بالمسبوق بقوله تعالى: أَمْ هَلْ ليخرج نحو قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (سورة الرعد آية 16) فقد اتفق القراء العشرة على قراءته بالتذكير، إذ لا وجه لتأنيث الفعل.

قال ابن الجزري:

يثبت خفّف نصّ حقّ

..........

المعنى: اختلف القراء في «ويثبت» من قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ (سورة الرعد آية 39).

فقرأ المرموز له بالنون من «نصّ» ومدلول «حقّ» وهم: «عاصم، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «ويثبت» بإسكان الثاء، وتخفيف الباء الموحدة، على أنه مضارع «أثبت» المزيد بهمزة.

وقرأ الباقون «ويثبّت» بفتح الثاء، وتشديد الباء، على أنه مضارع «ثبّت» مضعف العين.

ص: 337

قال ابن الجزري:

.......... واضمم

صدّوا وصدّ الطّول كوف الحضرمي

المعنى: اختلف القراء في «وصدّوا» ، «وصدّ» من قوله تعالى:

1 -

بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ (سورة الرعد آية 33).

2 -

وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ (سورة غافر آية 37).

فقرأ الكوفيون، والحضرمي، وهم:«عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب الحضرمي» «وصدّوا، وصدّ» بضم الصاد، على البناء للمفعول، ونائب الفاعل في موضع «الرعد» واو الجماعة، العائدة على «الذين كفروا» . ونائب الفاعل في موضع «غافر» ضمير مستتر تقديره «هو» عائد على «فرعون» عليه لعنة الله.

وقرأ الباقون الفعلين: «وصدّوا، وصدّ» بفتح الصاد، على البناء للفاعل، والفاعل في موضع «الرعد» واو الجماعة، وفي موضع «غافر» ضمير مستتر عائد على «فرعون» .

قال ابن الجزري:

والكافر الكفار شد كنز غذي

..........

المعنى: اختلف القراء في «الكفّر» من قوله تعالى: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (سورة الرعد آية 42).

فقرأ المرموز له بالشين من «شد» ومدلول «كنز» والغين من «غذي» وهم:

«يعقوب، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «الكفّر» بضم الكاف، وفتح الفاء المشدّدة، وألف بعدها، جمع تكسير.

ووجه ذلك أن الكلام جاء عقب قوله تعالى قبل: وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ

ص: 338

قَبْلِهِمْ ثم قال تعالى: وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ بلفظ ما تقدمه ليأتلف الكلام على نسق واحد.

وقرأ الباقون «الكفر» بفتح الكاف، وألف بعدها، وكسر الفاء، على الإفراد، والمراد الجنس، والمعنى: سيعلم كل من كفر من الناس.

(والله أعلم) تمّت سورة الرعد ولله الحمد والشكر

ص: 339