المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة يوسف عليه السلام - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌سورة يوسف عليه السلام

‌سورة يوسف عليه السلام

قال ابن الجزري:

يا أبت افتح حيث جا كم ثطعا

..........

المعنى: اختلف القراء في «يأبت» حيث جاء في القرآن الكريم نحو قوله تعالى:

1 -

إِذْ قالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً (سورة يوسف آية 4).

2 -

وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ (سورة يوسف آية 100).

3 -

إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ (سورة مريم آية 42).

4 -

يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ (سورة مريم آية 43).

5 -

يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ (سورة مريم آية 44).

6 -

يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ (سورة مريم آية 45).

7 -

قالَتْ إِحْداهُما يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ (سورة القصص آية 26).

8 -

قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ (سورة الصافات آية 102).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والثاء من «ثطعا» وهما: «ابن عامر، وأبو جعفر» «يأبت» في جميع المواضع بفتح التاء، وذلك على تقدير إثبات ياء الإضافة في النداء، وتلك لغة صحيحة جاء بها القرآن الكريم، قال تعالى:

قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ (سورة الزمر آية 53). فلما أثبت الياء في النداء أبدل الكسرة التي قبل الياء فتحة فانقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف لدلالة الفتحة عليها.

وقرأ الباقون «يأبت» حيثما وقعت بكسر التاء، وذلك لأن أصله «يا أبتي» ثم حذفت الياء لدلالة الكسرة عليها.

ص: 321

وقد وقف على «يأبت» بالهاء: «ابن كثير، وابن عامر، وأبو جعفر، ويعقوب» ووقف الباقون عليها بالتاء «1» .

قال ابن الجزري:

..........

آيات افرد دن ..........

المعنى: اختلف القراء في «ءايت» من قوله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ (سورة يوسف آية 7).

فقرأ المرموز له بالدال من «دن» وهو: «ابن كثير» «ءاية» بالإفراد، كأن الله سبحانه وتعالى جعل شأن «يوسف» عليه السلام آية على الجملة، وإن كان في التفصيل آيات، ونظير ذلك قوله تعالى: وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (سورة المؤمنون آية 50) فأفرد «آية» وإن كان شأنهما على التفصيل آيات.

وقرأ الباقون «ءايت» بالجمع، وذلك لاختلاف أحوال قصة «يوسف» عليه السلام، وانتقاله من حال إلى حال، ففي كل حال جرت عليه آية، فجمعت «آية» لذلك المعنى.

قال ابن الجزري:

..........

.......... غيابات معا

فاجمع مدا ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «غيبت» معا من قوله تعالى:

1 -

لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ (سورة يوسف آية 10).

2 -

فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ (سورة يوسف آية 15).

فقرأ مدلول «مدّا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» «غيبت» في الموضعين

(1) قال ابن الجزري: يا أبه دم كم ثوى

ص: 322

بالجمع، لأن كل ما غاب عن النظر من «الجبّ» غيابة. فالمعنى: ألقوا يوسف فيما غاب عن النظر من الجبّ، فجمع على ذلك.

وقرأ الباقون «غيبت» في الموضعين بالإفراد، لأن يوسف عليه السلام ألقي في غيابة واحدة، لأن الإنسان لا تحويه أمكنة متعددة، إنما يحويه مكان واحد، فأفرد لذلك.

قال ابن الجزري:

.......... يرتع ويلعب نون دا

حز كيف يرتع كسر جزم دم مدا

المعنى: اختلف القراء في «يرتع ويلعب» من قوله تعالى: أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ (سورة يوسف آية 12).

أمّا «يرتع» فالقراء فيها على خمس مراتب:

الأولى: لمدلول «مدا» وهما: «نافع، وأبو جعفر» «يرتع» بالياء من تحت، على إسناد الفعل إلى نبي الله «يوسف» عليه السلام، وكسر العين من غير ياء، على أن الفعل مجزوم بحذف حرف العلة، وهو مضارع «ارتعى يرتعي» على وزن «افتعل يفتعل» من الرباعي، بمعنى: المراعاة وهي: الحفظ للشيء.

الثانية: للمرموز له بالحاء من «حز» والكاف من «كيف» وهما: «أبو عمرو، وابن عامر» «نرتع» بالنون، وجزم العين، فالنون لمناسبة قوله تعالى قبل: أَرْسِلْهُ مَعَنا وهو

مضارع «رتع يرتع» الثلاثي صحيح الآخر، وقد جزم بالسكون، لوقوعه في جواب الطلب.

الثالثة: «للبزّي» أحد رواة «ابن كثير» المرموز له بالدال من «دا» «نرتع» بالنون، وكسر العين من غير ياء، وقد تقدم توجيه ذلك.

الرابعة: «لقنبل» الراوي الثاني عن «ابن كثير» «نرتع» بالنون، وكسر العين، وله في الياء الحذف والإثبات، وصلا ووقفا «1» .

(1) قال ابن الجزري: ويرتع يتّق يوسف زن خلفا

ص: 323

الخامسة: للباقين وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يرتع» بالياء التحتية مع سكون العين، وقد تقدم توجيه ذلك.

يقال: «رتع يرتع، رتعا، ورتوعا» ، والاسم «الرتعة». و «الرتع»: الأكل والشرب رغدا في «الريف» «1» .

أمّا «يلعب» فالقراء فيها على مرتبتين:

الأولى: للمرموز لهم بالدال من «دا» والحاء من «حز» والكاف من «كيف» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر» «نلعب» بالنون، مناسبة لقوله تعالى: أَرْسِلْهُ مَعَنا.

الثانية: للباقين «يلعب» بالياء التحتية، على إسناد الفعل إلى نبيّ الله «يوسف» عليه السلام.

قال ابن الجزري:

بشراي حذف اليا كفى ....

..........

المعنى: اختلف القراء في «يبشرى» من قوله تعالى: قالَ يا بُشْرى هذا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً (سورة يوسف آية 19).

فقرأ مدلول «كفى» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يبشرى» بغير ياء إضافة بعد الألف الأخيرة، وذلك على وجهين:

أحدهما: أن يكون «بشرى» اسم إنسان فدعاه المستقي باسمه، كما تقول: يا محمد.

والثاني: أن يكون أضاف «البشرى» إلى نفسه، ثم حذف الياء وهو يريدها، كما تنادي على غلامك فتقول:«يا غلام لا تفعل كذا» .

(1) انظر: لسان العرب مادة «رتع» ج 8/ 112.

ص: 324

وقرأ الباقون «يبشري» بياء بعد الألف، مفتوحة وصلا، وساكنة وقفا، وذلك على إضافة «البشرى» إلى نفسه.

قال ابن الجزري:

.......... هيت اكسرا

عمّ وضمّ التّا لدى الخلف درى

والهمز لنا ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «هيت» من قوله تعالى: وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ (سورة يوسف آية 23).

والقراء فيها على خمس مراتب:

الأولى: لمدلول «عمّ» عدا «هشام» ، وهم:«نافع، وابن ذكوان، وأبو جعفر» «هيت» بكسر الهاء، وياء ساكنة، وتاء مفتوحة. ففتح الهاء، وكسرها لغتان، والفتح في التاء، على الخطاب من «امرأة العزيز» «ليوسف» عليه السلام، على معنى الدعاء له، والاستجلاب له إلى نفسها، والمعنى:«هلمّ» أي تعال يا يوسف إليّ، و «هيت» على هذه القراءة مبنية على الفتح مثل:«كيف، أين» .

الثانية، والثالثة:«لهشام» «هئت، هئت» بكسر الهاء، وهمزة ساكنة، وفتح التاء، وضمها. بمعنى: تهيّأ لي امرك، وتهيأت لك.

الرابعة: للمرموز له بالدال من «درى» وهو: «ابن كثير» «هيت» بفتح الهاء، وياء ساكنة، وضم التاء. وذلك على الإخبار عن نفسها بالإتيان إلى «يوسف» عليه السلام. و «هيت» على هذه القراءة مبنية على لضم.

الخامسة: للباقين «هيت» بفتح الهاء، وسكون الياء، وفتح التاء، وتوجيه هذه القراءة كتوجيه قراءة «نافع» ومن معه. و «هيت» اسم فعل أمر بمعنى:

«هلمّ» .

ص: 325

قال ابن الجزري:

.... والمخلصين الكسر كم

حقّ ..........

المعنى: اختلف القراء في «المخلصين» من قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (سورة يوسف آية 24).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «حقّ» وهم: «ابن عامر، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «المخلصين» بكسر اللام، على أنه اسم فاعل من «أخلص» الثلاثي المزيد بالهمزة، لأنهم أخلصوا أنفسهم لعبادة الله تعالى.

وقرأ الباقون «المخلصين» بفتح اللام، اسم مفعول، من «أخلص» ، لأن الله تعالى اخلصهم، أي اختارهم لعبادته.

قال ابن الجزري:

...

ومخلصا بكاف حقّ عم

المعنى: اختلف القراء في «مخلصا» من قوله تعالى: إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولًا نَبِيًّا (سورة مريم آية 51).

فقرأ مدلولا «حقّ، عم» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر» «مخلصا» بكسر اللام، اسم فاعل من «أخلص» .

وقرأ الباقون «مخلصا» بفتح اللام، على أنه اسم مفعول من «أخلص» .

قال ابن الجزري:

حاشا معا صل حز .........

.........

المعنى: اختلف القراء في «حش» معا، من قوله تعالى:

1 -

وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً (سورة يوسف آية 31).

ص: 326

2 -

قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ (سورة يوسف آية 51).

فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» وهو: «أبو عمرو» «حش» في الموضعين بألف بعد الشين وصلا، على أصل الكلمة، وحذفها وقفا اتباعا للرسم العثماني.

وقرأ الباقون «حش» بحذف الألف التي بعد الشين، وصلا ووقفا، وذلك اتباعا للرسم.

و «حش» من معانيها: «التنزيه» وهذا هو المراد هنا. والصحيح أنها اسم مرادف للبراءة من كذا، بدليل قراءة «أبي السمّال العدوي البصري» «حاشا لله» بالتنوين، وهي قراءة شاذة «1» وهي عند «المبرّد، وابن جنّي، والكوفيين» فعل، قالوا: لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف. وقد ردّ «ابن هشام» ت 761 هـ- هذا القول بقوله: وهذان الدليلان ينافيان الحرفية، ولا يثبتان الفعلية اهـ- «2» .

قال ابن الجزري:

.......... وسجن أوّلا

افتح ظبى ..........

المعنى: اختلف القراء في «السجن» الموضع الأول، من قوله تعالى: قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (سورة يوسف آية 33).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظبى» وهو: «يعقوب» «السّجن» الموضع الأوّل خاصة بفتح السين، على أنه مصدر، أريد به «الحبس» .

و «إليّ» متعلق ب «أحبّ» وليس «أحبّ» هنا على بابه، لأن نبيّ الله «يوسف» عليه السلام لم يحبّ ما يدعونه إليه قط.

(1) انظر: مختصر شواذ القرآن لابن خالويه ص 63.

(2)

انظر: مغني اللبيب لابن هشام ص 164.

ص: 327