المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

والعامل في الحال «الاستقرار، والثبات» الذي قام «للذين ءامنوا» مقامه. فالظروف، - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: والعامل في الحال «الاستقرار، والثبات» الذي قام «للذين ءامنوا» مقامه. فالظروف،

والعامل في الحال «الاستقرار، والثبات» الذي قام «للذين ءامنوا» مقامه.

فالظروف، وحروف الجرّ والمجرور، تعمل في «الحال» إذا كانت اخبارا عن المبتدإ، لأنّ فيها ضميرا يعود على المبتدإ، ولأنها قامت مقام محذوف جار على الفعل، هو العامل في الحقيقة، وهو الذي فيه الضمير على الحقيقة.

قال «ابن مالك» :

وأخبروا بظرف أو بحرف جرّ

ناوين معنى كائن أو استقرّ

والمعنى: قل هي أي الزينة مشتركة بين المؤمنين وغيرهم في الحياة الدنيا، حالة كونها خالصة لهم يوم القيامة.

قال ابن الجزري:

.... يعلموا الرابع صف

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالصاد من «صف» وهو: «شعبة» «لا تعلمون» الموضع الرابع في هذه السورة، وهو في قوله تعالى: قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف آية 38).

قرأ «لا يعلمون» بياء الغيبة، لمناسبة لفظ «كلّ» فلفظه لفظ غائب.

وقرأ الباقون «لا تعلمون» بتاء الخطاب، حملا على معنى ما قبله من الخطاب، لأن قبله:«قال لكل ضعف» أي لكلكم ضعف، فحمل «لا تعلمون» على معنى «كل» في الخطاب.

المعنى: هذا إخبار من الله تعالى عن محاورة الملل الكافرة في النار يوم القيامة المشار إليها بقوله تعالى قبل: كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيها جَمِيعاً قالَتْ أُخْراهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ (سورة الأعراف، آية 38) فيجيبهم الله تعالى بقوله: لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ.

‌تنبيه:

قوله تعالى: أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف

ص: 232

آية 28). وقوله تعالى: كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (سورة الأعراف آية 32). وقوله تعالى: وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (سورة الأعراف آية 33). اتفق القراء العشرة على قراءة الموضع الأول، والثالث بتاء الخطاب، والموضع الثاني بياء الغيبة، وحينئذ يكون لا خلاف في هذه المواضع الثلاثة.

قال ابن الجزري:

..........

يفتح في روى وحز شفا يخف

المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» ومدلول «روى» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «لا تفتح» من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ (سورة الأعراف آية 40). قرءوا «لا يفتح» بياء التذكير، وسكون الفاء، وفتح التاء مخففة، على أنه مضارع «فتح» الثلاثي مبنيا للمجهول، و «أبواب» نائب فاعل، وذكّر الفعل لأن تأنيث «أبواب» غير حقيقي، وللفصل بين الفعل ونائب الفاعل بالجارّ والمجرور.

وقرأ المرموز له بالحاء «من «حز» وهو: «أبو عمرو» «لا تفتح» بتاء التأنيث، وسكون الفاء، وفتح التاء مخففة، على أنه مضارع «فتح» الثلاثي مبنيا للمجهول، و «أبواب» نائب فاعل، وأنّث الفعل لتأنيث «أبواب» .

وقرأ الباقون «لا تفتّح» بتاء التأنيث، وفتح الفاء، وتشديد التاء، على أنه مضارع «فتّح» مضعّف عين الكلمة، على معنى التكرير، والتكثير مرّة بعد أخرى.

قال ابن الجزري:

واو وما احذف كم ..........

..........

المعنى: قرأ المرموز له بالكاف من «كم» وهو: «ابن عامر» «وما كنّا» من قوله تعالى: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ (سورة الأعراف آية 43). «ما كنّا» بحذف الواو، على أن قوله تعالى: ما كُنَّا

ص: 233

لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ موضح ومبين لقوله تعالى قبل: وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا. وقراءة «ابن عامر» موافقة لرسم مصحف أهل الشام «1» .

وقرأ باقي القراء «وما كنا» بإثبات الواو، على الاستئناف، أو الحال، والمعنى: قال المؤمنون حين أدخلهم الله الجنة، ورأوا الذي ابتلي به أهل النار بسبب كفرهم بربهم، وتكذيبهم رسله:«الحمد لله الذي هدنا لهذا» والحال أننا كنا لن نهتدي لولا هداية الله لنا. وهذه القراءة موافقة لرسم بقيّة المصاحف العثمانية.

قال ابن الجزري:

.......... نعم كلّا كسر

عينا رجا ..........

المعنى: قرأ المرموز له بالراء من «رجا» وهو: «الكسائي» «نعم» حيثما وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

1 -

فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ (سورة الأعراف آية 44).

2 -

قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (سورة الأعراف آية 114).

3 -

قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (سورة الشعراء آية 42).

4 -

قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ (سورة الصافات آية 18).

قرأ الكسائي «نعم» حيثما وقع في القرآن الكريم بكسر العين، وهو لغة «كنانة، وهذيل» .

وقرأ الباقون «نعم» بفتح النون على الأصل، وهو لغة معظم العرب.

و «نعم» حرف تصديق، ووعد، وإعلام.

(1) قال ابن عاشر:

واو وما كنّا له أبينا

بعكس قال بعد مفسدينا

ص: 234