الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «رحمة» المتقدمة في قوله تعالى:
وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ (آية 28)، ومعنى «عمّيت»: أخفيت، كما يقال:
عمّيت عليه الأمر حتى لا يبصره.
وقرأ الباقون «فعميت» بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هي» يعود على «رحمة» .
تنبيه:
«فعميت» من قوله تعالى: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ (سورة القصص آية 66) اتفق القراء العشرة على قراءته بفتح العين، وتخفيف الميم، على البناء للفاعل، لأنها في أمر الآخرة، ففرّق بينها وبين أمر الدنيا، فإن الشبهات تزول في الآخرة. والمعنى: ضلّت عنهم حججهم، وخفيت محجتهم.
قال ابن الجزري:
من كلّ فيهما علا ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «من كل زوجين» في سورة «هود» وسورة «المؤمنون» من قوله تعالى:
1 -
قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة هود آية 40).
2 -
فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة المؤمنون آية 27).
فقرأ المرموز له بالعين من «علا» وهو: «حفص» «كلّ» في الموضعين، بالتنوين، والتنوين عوض عن المضاف إليه، أي من كلّ ذكر، وأنثى، و «زوجين» مفعول «احمل» و «اسلك» . و «اثنين» نعت ل «زوجين» وفيه معنى التأكيد، كما قال الله تعالى: وَقالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ (سورة النحل آية 51).
المعنى: احمل في السفينة يا نوح زوجين اثنين من كل شيء، ثم حذف ما أضيف إليه «كلّ» فنوّن «كلّ» فأصبح «كلّ» .
وقرأ الباقون «كلّ» في الموضعين بترك التنوين، وذلك على إضافة «كلّ»
إلى «زوجين» والفاعل عدّي إلى «اثنين» وخفض «زوجين» لإضافة «كلّ» إليهما.
والتقدير: احمل يا نوح في السفينة اثنين من كلّ زوجين، أي من كل صنفين.
قال ابن الجزري:
.......... مجرى اضمما
…
صف كم سما ..........
المعنى: اختلف القراء في «مجرها» من قوله تعالى: وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها (سورة هود آية 41).
فقرأ المرموز له بالصاد من «صف» والكاف من كم ومدلول «سما» وهم:
«شعبة، وابن عامر، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» :
«مجرها» بضم الميم، على أنه مصدر «أجرى» الرباعي.
وقرأ الباقون «مجرها» بفتح الميم، مصدر «جرى» الثلاثي.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... ويا بنيّ افتح نما
وحيث جا حفص وفي لقمانا
…
الاخرى هدى علم وسكّن زانا
وأوّلا دن ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «يبنيّ» حيثما جاء في القرآن الكريم، وهو في المواضع الآتية:
1 -
قوله تعالى: يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا (سورة هود آية 42).
2 -
قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ (سورة يوسف آية 5).
3 -
قوله تعالى: يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ (سورة لقمان آية 13).
4 -
قوله تعالى: يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ (سورة لقمان آية 16).
5 -
قوله تعالى: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ (سورة لقمان آية 17).
6 -
قوله تعالى: قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (سورة الصافات آية 102).
فقرأ «حفص» في المواضع الستة «يبنيّ» بفتح الياء.
وقرأ «شعبة» بفتح الياء في موضع «هود» فقط، وبكسر الياء في المواضع الخمسة الباقية.
وقرأ «البزّي» بفتح الياء في الموضع الأخير من «لقمان» وبتسكين الياء في الموضع الأول من «لقمان» وبكسر الياء في المواضع الأربعة الباقية.
وقرأ «قنبل» بتسكين الياء في الموضع الأوّل، والأخير من «لقمان» وبكسر الياء في المواضع الأربعة الباقية.
وقرأ الباقون بكسر الياء في المواضع الستّة.
وجه من شدّد الياء، وكسرها، أن «بنيّ» فيه ثلاث ياءات:
الأولى: ياء التصغير.
والثانية: لام الفعل في «ابن» لأن أصله «بنو» على وزن «فعل» والتصغير يردّ الأشياء إلى أصولها.
والثالثة: ياء الإضافة التي يجب كسر ما قبلها، فأدغمت ياء التصغير في الثانية التي هي لام الفعل، وكسرت لأجل ياء الإضافة، ثم حذفت ياء الإضافة لاجتماع ثلاث ياءات، وبقيت الكسرة تدلّ عليها، كما تقول:«يا غلام، ويا صاحب» فتحذف الياء، وتبقى الكسرة لتدلّ عليها.
ووجه من فتح الياء مشددة أنه لما أتى بالكلمة على أصلها بثلاث ياءات، استثقل اجتماع الياءات، والكسرات، فأبدلت الكسرة التي قبل ياء الإضافة فتحة، فانقلبت ياء الإضافة ألفا ثم حذفت. قال «المازني» ت 347 هـ-:
وضع الألف مكان الياء في النداء مطّرد، وعلى هذا قرأ «ابن عامر»
«يأبت» بفتح التاء أراد: يأبتي، ثم قلب، وحذف الألف لدلالة الفتحة عليها» اهـ- «1» .
ووجه من سكن الياء، أنه حذف ياء الإضافة، على أصل حذفها في النداء، ثم استثقل ياء مشدّدة مكسورة فحذف لام الفعل فبقيت ياء التصغير ساكنة.
قال ابن الجزري:
.......... عمل كعلما
…
غير انصب الرفع ظهير رسما
المعنى: اختلف القراء في «عمل غير» من قوله تعالى: إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ (سورة هود آية 46).
فقرأ المرموز له بالظاء من «ظهير» والراء من «رسما» وهما: «يعقوب، والكسائي» «عمل غير» بكسر الميم، وفتح اللام، على أنه فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ابن نوح» و «غير» بالنصب مفعولا به ل «عمل» أو صفة لمصدر محذوف. والتقدير: يا نوح إنه ليس من أهلك لأنه عمل عملا غير صالح، وجملة، «عمل غير صلح» في محل رفع خبر «إنّ» .
وقرأ الباقون «عمل غير» بفتح الميم، ورفع اللام منونة، خبر «إنّ» و «غير» بالرفع صفة، على معنى: إنه ذو عمل غير صالح، أو جعل ذاته ذات العمل مبالغة في الذمّ، على حدّ قولهم:«رجل شرّ» .
قال ابن الجزري:
تسألن فتح النّون دم لي الخلف
…
واشدد كما حرم وعمّ الكهف
المعنى: اختلف القراء في «فلا تسألن» من قوله تعالى: فَلا تَسْئَلْنِ ما
(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 1/ 530.
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ (سورة هود آية 46) و «فلا تسألني» من قوله تعالى: فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً (سورة الكهف آية 70).
«فلا تسألن» «بهود» ، القراء على سبع مراتب:
الأولى: لقالون، والأصبهاني، وابن ذكوان «فلا تسألنّ» بكسر النون المشدّدة، وحذف الياء في الحالين، وفتح اللام.
الثانية: للأزرق، وأبي جعفر «فلا تسألنّ» بكسر النون المشددة، وإثبات الياء وصلا لا وقفا مع فتح اللام.
الثالثة: لابن كثير «فلا تسألنّ» بفتح النون المشددة، وحذف الياء في الحالين، مع فتح اللام.
الرابعة: لأبي عمرو «فلا تسألن» بكسر النون المخففة، وإثبات الياء وصلا لا وقفا، مع إسكان اللام.
الخامسة: ليعقوب «فلا تسألني» ، فلا تسألنّ بفتح اللام، وتشديد النون مع فتحها، وكسرها.
السابعة: للباقين «فلا تسألن» بكسر النون المخففة، وحذف الياء في الحالين، مع إسكان اللام.
وجه من قرأ بتشديد النون، وفتحها، وفتح اللام، أنّ النون هي نون التوكيد الثقيلة التي تدخل فعل الأمر للتأكيد، وو فتحت اللام التي قبلها لئلا يلتقي ساكنان، ولأن الفعل المسند إلى الواحد مبني على الفتح دائما مع النون الثقيلة والخفيفة، وعدّي الفعل إلى مفعول واحد وهو «ما» .
وكذلك العلة لمن قرأ بتشديد النون، وكسرها مع فتح اللازم، غير أنّه عدّى الفعل إلى مفعولين هما:«الياء» و «ما» فحذفت «الياء» لدلالة الكسرة عليها.
وكان أصله ثلاث نونات:
نون التوكيد المشدّدة بنونين، ونون الوقاية، ثم حذفت نون الوقاية لاجتماع الأمثال تخفيفا.
ووجه من سكّن اللام، وخفّف النون، أنّ الفعل لم تدخله نون التوكيد، ووصل الفعل بضمير المتكلم، وهو المفعول الأول، و «ما» المفعول الثاني، واللام للنهي، وحذفت «الياء» لدلالة الكسرة عليها، والفعل على هذه القراءة معرب، وجزم للنهي.
ووجه حذف الياء أنها لغة «هذيل» .
ووجه إثباتها أنه لغة «الحجازيين» .
وأمّا «فلا تسألني» في الكهف فالقراء فيها على مرتبتين:
الأولى: لنافع، وابن عامر، وأبي جعفر «فلا تسألنّي» بفتح اللام، وتشديد النون، على أن الفعل مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، وكسرت نون التوكيد، لمجانسة الياء، وحذفت نون الوقاية لاجتماع الأمثال.
الثانية: للباقين «فلا تسألني» بإسكان اللام، وتخفيف النون، على أن الفعل مجزوم بلا الناهية، وعلامة جزمه السكون، والنون للوقاية، والياء مفعول.
واتفق القراء العشرة على إثبات الياء بعد النون في الحالين، إلّا «ابن ذكوان» فله الإثبات، والحذف في الوصل والوقف «1» .
قال «ابن الجزري» ت 833 هـ-: والحذف، والإثبات كلاهما صحيح عن «ابن ذكوان» نصّا وأداء، ووجه الحذف حمل الرسم على الزيادة تجاوزا في حرف المدّ، كما قرئ «وثمودا» بغير تنوين، ووقف عليه بغير ألف، وكذلك
(1) قال ابن الجزري:
وثبت تسألن في الكهف وخلف الحذف مت.
«السبيلا» ، و «الظنونا» وغيرها مما كتب رسما وقرئ بحذفه، وليس ذلك معدودا من مخالفة الرسم» اهـ- «1» .
وأقول قرأت على شيخي «لابن ذكوان» بالحذف، والإثبات في «فلا تسألني» في الوصل، والوقف.
قال ابن الجزري:
يومئذ مع سال فافتح إذ رفا
…
ثق نمل كوف مدن ..........
المعنى: اختلف القراء في «يومئذ» في ثلاثة مواضع وهي:
1 -
قوله تعالى: وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (سورة هود آية 66).
2 -
قوله تعالى: وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (سورة النمل آية 89).
3 -
قوله تعالى: يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (سورة المعارج آية 11).
فقرأ المرموز له بالألف من «إذ» والراء من «رفا» والثاء من «ثق» وهم:
«نافع، والكسائي، وأبو جعفر» «يومئذ» في المواضع الثلاثة بفتح الميم، على أنها حركة بناء، لإضافتها إلى غير متمكن وهو «إذ» وعومل اللفظ، ولم يعامل تقدير الانفصال.
وقرأ الكوفيون غير «الكسائي» وهم: «عاصم، وحمزة، وخلف العاشر» «يومئذ» الذي في سورة «النمل» بفتح الميم، والذي في سورتي:«هود، والمعارج» بكسر الميم، إجراء لليوم مجرى سائر الأسماء المعربة.
فأعرب وإن أضيف إلى «إذ» لجواز انفصاله عنها، والبناء إنما يلزم إذا لزمت العلة.
(1) انظر: النشر في القراءات العشر بتحقيقنا ج 3/ 166.
وقرأ الباقون «يومئذ» في المواضع الثلاثة بكسر الميم.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... نوّن كفا
فزع ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «فزع» من قوله تعالى: وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (سورة النمل آية 89).
فقرأ مدلول «كفا» وهم: «عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فزع» بالتنوين، على إعمال المصدر وهو «فزع» في الظرف وهو «يوم» .
وقرأ الباقون «فزع» بعدم التنوين، على إضافة «فزع» إلى «يوم» لكون الفزع وقع في اليوم، فالمصدر وهو «فزع» أضيف إلى المفعول وهو الظرف.
قال ابن الجزري:
.... واعكسوا ثمود هاهنا
…
والعنكبا الفرقان عج ظبى فنا
والنّجم نل في ظنّه اكسر نوّن
…
رد لثمود ..........
المعنى: اختلف القراء في تنوين، وعدم تنوين «ثمودا» «لثمود» أمّا «ثمود» ففي أربعة مواضع وهي:
1 -
قوله تعالى: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ (سورة هود آية 68).
2 -
قوله تعالى: وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ (سورة الفرقان آية 38).
3 -
قوله تعالى: وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ (سورة العنكبوت آية 38).
4 -
قوله تعالى: وَثَمُودَ فَما أَبْقى (سورة النجم آية 51).
وأمّا «لثمود» ففي قوله تعالى: أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (سورة هود آية 68).
أمّا «ثمودا» فالقراء على ثلاث مراتب:
الأولى: «لحفص، وحمزة، ويعقوب» «ثمودا» في السور الأربع بغير تنوين، على أنه ممنوع من الصرف للعلميّة والتأنيث، على إرادة القبيلة، ويقفون على الدال بالسكون وبلا ألف.
الثانية: «لشعبة» «ثمودا» في سورة «النجم» فقط بدون تنوين، ويقف بالسكون، وسبق توجيه ذلك. ويقرأ في السور الثلاث الباقية «ثمودا» مصروفا، على إرادة الحيّ، ويقف على «ثمودا» بالألف.
الثالثة: للباقين «ثمودا» بالتنوين مصروفا، في السور الأربع، وسبق توجيه ذلك.
وأمّا «لثمود» فقد قرأ المرموز له بالراء من «رد» وهو: «الكسائي» «ألا بعدا لثمود» بكسر الدال مع التنوين مصروفا.
وقرأ الباقون «لثمود» بفتح الدال من غير تنوين ممنوعا من الصرف.
قال ابن الجزري:
..........
…
........ قال سلم سكّن
واكسره واقصر مع ذرو في ربا
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «قال سلم» من قوله تعالى:
1 -
قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (سورة هود آية 69).
2 -
قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (سورة الذاريات آية 25).
فقرأ المرموز له بالفاء من «في» والراء من «ربا» وهما: «حمزة، والكسائي» «سلم» في الموضعين بكسر السين، وسكون اللام من غير ألف.
وقرأ الباقون في الموضعين «سلم» بفتح السين، واللام، وإثبات ألف بعد اللام.
وهما لغتان بمعنى «التحيّة» وهي ردّ السلام عليهم إذ سلموا عليه. ويجوز أن يكون «سلام» بمعنى «المسالمة» التي هي خلاف الحرب، و «سلام» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير:«سلام عليكم» ويكون «سلم» بمعنى الصلح، وهو خبر لمبتدإ محذوف، أي:«أمرى سلم» بمعنى: لست مريدا غير السلامة والصلح.
قال ابن الجزري:
..........
…
يعقوب نصب الرّفع عن فوز كبا
المعنى: اختلف القراء في «يعقوب» من قوله تعالى: فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (سورة هود آية 71).
فقرأ المرموز له بالعين من «عن» والفاء من «فوز» والكاف من «كبا» وهم: «حفص، وحمزة، وابن عامر» و «يعقوب» بالنصب على أنه مفعول لفعل محذوف دلّ عليه الكلام، والتقدير: وهبنا لها «يعقوب» من وراء «إسحاق» .
وقرأ الباقون «يعقوب» بالرفع، على أنه مبتدأ مؤخر، خبره الظرف الذي قبله وهو:«ومن وراء إسحاق» .
قال ابن الجزري:
وامرأتك حبر ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «إلا امرأتك» من قوله تعالى: وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ (سورة هود آية 81).
فقرأ مدلول «حبر» وهما: «ابن كثير، وأبو عمرو» «إلا امرأتك» برفع التاء، على أنها بدل من «أحد» واستشكل ذلك بأنه يلزم منه أنهم نهوا عن الالتفات إلا «المرأة» فإنها لم تنه عنه، وهذا لا يجوز، ولذا قيل:«امرأتك» مرفوعة بالابتداء، والجملة بعدها وهي قوله تعالى: إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ خبر. وقيل: النهي بمعنى النفي لأنه بمعنى: ولا يلتفت
منكم أحد إلا امرأتك
فإنها ستلتفت، فقوله:«امرأتك» بدل من قوله: «أحد» كقولك: «ما قام أحد إلا زيد، وما رأيت أحدا إلا أخاك» .
وقرأ الباقون «إلا امرأتك» بنصب التاء، على أنه مستثنى من «أهلك» في قوله تعالى قبل فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ فهو استثناء من الإيجاب واجب النصب، وحجتهم ما روي عن «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه أنه قال:«فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك» . والمعنى على هذه القراءة: أنه لم يخرج بامرأته مع أهله، وفي القراءة الأولى- التي برفع التاء- أنه خرج بها فالتفتت فأصابتها الحجارة اهـ-.
قال ابن الجزري:
.......... أن اسر فاسر صل
…
حرم ..........
المعنى: اختلف القراء في «أن أسر» ، «فأسر» حيثما وقعا في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:
1 -
وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي (سورة طه آية 77).
2 -
وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (سورة الشعراء آية 52).
3 -
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ (سورة هود آية 81).
4 -
فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ (سورة الحجر آية 65).
5 -
فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (سورة الدخان آية 22).
فقرأ مدلول «حرم» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر» «أن اسر، فاسر» حيثما وقعا في القرآن بهمزة وصل تسقط في الدرج، وحينئذ يصير النطق بسين ساكنة، وهو فعل أمر من «سرى» الثلاثي.
وقرأ الباقون «أن أسر، فأسر» بهمزة قطع مفتوحة تثبت في الحالين أي الوصل، والبدء، وهو فعل أمر من «أسرى» الثلاثي المزيد بهمزة.
وهما لغتان فصيحتان نزل بهما القرآن الكريم، قال تعالى: سُبْحانَ
الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (سورة الإسراء آية 1). وقال تعالى:
وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (سورة الفجر آية 4). يقال: «سريت، وأسريت» : إذا سرت ليلا. وقيل: «سرى» لأول الليل، و «أسرى» لآخره، أمّا «سار» فمختص بالنهار.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وضمّ سعدوا شفا عدل
المعنى: اختلف القراء في «سعدوا» من قوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ (سورة هود آية 108).
فقرأ مدلول «شفا» والمرموز له بالعين من «عدل» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وحفص» «سعدوا» بضم السين، على البناء للمفعول، والواو نائب فاعل. و «سعد» فعل لازم فلا يتعدى، تقول:«سعد زيد» وإذا لم يتعدّ إلى مفعول لم يردّ إلى ما لم يسمّ فاعله إذ لا مفعول في الكلام يقوم مقام الفاعل.
ولذلك قيل: إنه حمل على لغة حكيت عن العرب خارجة عن القياس، فقد حكي:«سعده الله» بمعنى: «سعده الله» وذلك قليل، وقولهم «مسعود» يدلّ على «سعده الله» .
وقال «علي بن حمزة الكسائي» ت 180 هـ-: «سعد، وأسعد» لغتان بمعنى» اهـ-.
وقرأ الباقون «سعدوا» بفتح السين، على البناء للفاعل، والواو فاعل، وذلك لإجماع القراء على فتح الشين في قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ (آية 106)، وحينئذ يتحد «سعدوا، شقوا» في البناء للفاعل.
قال ابن الجزري:
إنّ كلّا الخفّ دنا اتل صن ........
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «وإنّ كلّا» من قوله تعالى: وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ (سورة هود آية 111).
فقرأ المرموز له بالدال من «دنا» والألف من «اتل» والصاد من «صن» وهم: «ابن كثير، ونافع، وشعبة» «وإن» بتخفيف النون، على أنها مخففة من الثقيلة، واسمها «كلّا» واللام هي المزحلقة، وجملة «لما ليوفينهم ربك أعمالهم» خبر «إن» المخففة.
وقرأ الباقون «وإنّ» بتشديد النون، و «كلّا» اسمها، واللام هي المزحلقة، وجملة «لما ليوفينهم ربك أعمالهم» خبر.
قال ابن مالك:
وخفّفت إنّ فقل العمل
…
وتلزم اللام إذا ما تهمل
وربما استغني عنها إن بدا
…
ما ناطق أراده معتمدا
قال ابن الجزري:
.......... وشد
…
لمّا كطارق نهى كن في ثمد
يس في ذا كم نوى .......
…
..........
المعنى: اختلف القراء في «لمّا» في سورة هود، والطارق، ويس من قوله تعالى:
1 -
وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ (سورة هود آية 111).
2 -
وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ (سورة يس آية 32).
3 -
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ (سورة الطارق آية 4).
فقرأ المرموز له بالنون من «نهى» والكاف من «كن» والفاء من «في» والثاء من «ثمد» وهم: «عاصم، وابن عامر، وحمزة، وأبو جعفر» «لمّا» في سورتي:
«هود، والطارق» ، بتشديد الميم، وهي بمعنى «إلّا» .
وقرأ الباقون في الموضعين «لما» بتخفيف الميم.
أمّا موضع «يس» فقد قرأ المرموز له بالفاء من «في» والذال من «ذا» والكاف من «كم» والنون من «نوى» وهم: «حمزة، وابن جمّاز، وابن عامر، وعاصم» «لمّا» بتشديد الميم، على أنها بمعنى «إلّا» و «إن» نافية، و «كلّ» مبتدأ، وخبره ما بعده.
وقرأ الباقون «لما» بتخفيف الميم، على أنّ «إن» مخففة من الثقيلة، و «ما» مزيدة للتأكيد، واللام هي الفارقة.
قال ابن الجزري:
........ لام زلف
…
ضمّ ثنا ..........
المعنى: اختلف القراء في «وزلفا» من قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ (سورة هود آية 114).
فقرأ المرموز له بالثاء من «ثنا» وهو: «أبو جعفر» «زلفا» بضم اللام، جمع «زلفة» بضم اللام، مثل:«بسر، وبسرة» .
وقرأ الباقون «زلفا» بفتح اللام جمع «زلفة» بسكون اللام، والزلفة:
الطائفة من أوّل الليل.
قال ابن الجزري:
..........
…
........ بقية ذق كسر وخف
المعنى: اختلف القراء في «بقيّة» من قوله تعالى: فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ (سورة هود آية 116).
فقرأ المرموز له بالذال من «ذق» وهو: «ابن جمّاز» «بقية» بكسر الباء، وإسكان القاف، وتخفيف الياء.
قال «العكبري» : ت 616 هـ-:
«وقرئ» بقية بتخفيفها، وهو مصدر، «بقي، يبقى، بقية» «كلقيته لقية» فيجوز أن يكون على بابه، ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى «فعيل» وهو بمعنى «فاعل» اهـ- «1» .
وقرأ الباقون «بقيّة» بفتح الباء، وكسر القاف، وتشديد الياء، وهو مصدر «بقي» .
قال «أبو منصور الأزهري» ت 370 هـ-:
«البقيّة» : اسم من «الإبقاء» كأنه أراد والله أعلم: فلولا كان من القرون قوم أولوا إبقاء على أنفسهم لتمسكهم بالدين المرضي» اهـ- «2» (والله أعلم) تمّت سورة هود عليه السلام ولله الحمد والشكر
(1) انظر: التبيان في اعراب القرآن للعكبري ج 2/ 718.
(2)
انظر: لسان العرب مادة «بقي» ج 14/ 81.