المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تنبيه: كسفا» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌ ‌تنبيه: كسفا» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً

‌تنبيه:

كسفا» من قوله تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (سورة الطور آية 44) اتفق القراء العشرة على قراءته بإسكان السين، وذلك لوصفه بالمفرد المذكر في قوله تعالى:«ساقطا» قال ابن الجزري:

.......... وقل قال دنا

كم ..........

المعنى: اختلف القراء في «قل» من قوله تعالى: قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا (سورة الإسراء آية 93).

فقرأ المرموز له بالدال من «دنا» والكاف من «كم» وهما: «ابن كثير، وابن عامر» «قال» بفتح القاف، وألف بعدها، بصيغة الماضي، وذلك إخبار عما قاله نبينا «محمد» صلى الله عليه وسلم ردّا على ما طلبه الكفار.

وهذه القراءة موافقة لرسم مصحف أهل مكة، وأهل الشام «1» .

وقرأ الباقون «قل» بضم القاف، وحذف الألف، بصيغة الأمر، على أنه فعل أمر من الله تعالى إلى نبيه «محمد» صلى الله عليه وسلم لينزّه الله تعالى ردّا على ما طلبه الكفار المعاندون في قولهم:«وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا» الخ. وهذه القراءة موافقة في الرسم لبقية المصاحف.

قال ابن الجزري:

..........

... وعلمت ما بضمّ التّا رنا

المعنى: اختلف القراء في «علمت» من قوله تعالى: قالَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما أَنْزَلَ هؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بَصائِرَ (سورة الإسراء آية 102).

فقرأ المرموز له بالراء من «رنا» وهو: «الكسائي» «علمت» بضم التاء على أن الفعل مسند إلى ضمير المتكلم وهو نبيّ الله «موسى» عليه وعلى نبينا أفضل

(1) قال ابن عاشر: للشام قل سبحان قال قد رسم له وللمكي.

ص: 379

الصلاة وأتم التسليم، وقد أخبر عليه السلام بذلك عن نفسه، وأنه لا شك عنده في أن الذي أنزل الآيات هو الله رب السماوات والأرض ومن فيهنّ.

وقرأ الباقون «علمت» بفتح التاء، على أن فاعل «قال» نبي الله «موسى» عليه السلام، وفاعل «علمت» ضمير المخاطب وهو «فرعون» عليه لعنة الله، وذلك أن «فرعون» ومن سار في ركبه قد علموا صحة ما جاءهم به نبيّ الله «موسى» عليه السلام، ولكنهم جحدوا ذلك معاندة وتجبّرا، يدل على ذلك قول الله تعالى في سورة النمل: فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ وقوله تعالى: وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا (سورة النمل الآيتان 13 - 14)(والله أعلم) تمّت سورة الإسراء ولله الحمد والشكر وبهذا ينتهي الجزء الثاني من كتاب الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر والكشف عن علل القراءات وتوجيهها ويليه الجزء الثالث وأوله «سورة الكهف» .

ص: 380