المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فقرأ المرموز له بالألف من «اعلم» والكاف من «كم» وهما: - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: فقرأ المرموز له بالألف من «اعلم» والكاف من «كم» وهما:

فقرأ المرموز له بالألف من «اعلم» والكاف من «كم» وهما: «نافع، وابن عامر» «أسّس» في الموضعين، بضم الهمزة، وكسر السين، على البناء للمفعول، و «بنينه» بالرفع، نائب فاعل.

وقرأ الباقون «أسّس» في الموضعين بفتح الهمزة، والسين، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على «من» و «بنينه» بالنصب مفعول به.

‌تنبيه:

اتفق القراء العشرة على القراءة بالبناء للمفعول في قوله تعالى:

لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى (آية 108).

قال ابن الجزري:

..........

إلّا إلى أن ظفر ..........

المعنى: اختلف القراء في «إلّا أن» من قوله تعالى: لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (سورة التوبة آية 110).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظفر» وهو: «يعقوب» «إلى» بتخفيف اللام، على أنها حرف جرّ.

وقرأ الباقون «إلّا» بتشديد اللام، على أنها حرف استثناء، والمستثنى منه محذوف، أي: لا يزال بنيانهم ريبة في كل وقت من الأوقات إلّا وقت تقطيع قلوبهم بحيث لا يبقى لها قابلية الإدراك.

قال ابن الجزري:

..........

.......... تقطّعا

ضمّ اتل صف حبر روى ....

..........

المعنى: اختلف القراء في «تقطع» من قوله تعالى: إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (سورة التوبة آية 110).

فقرأ المرموز له بالألف من «اتل» والصاد من «صف» ومدلولا «حبر» ،

ص: 287

و «روى» وهم: «نافع، وشعبة، وابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، وخلف العاشر» «تقطع» بضم التاء، على البناء للمفعول، مضارع «قطّع» مضعّف العين، و «قلوبهم» نائب فاعل.

وقرأ الباقون «تقطع» بفتح التاء، على البناء للفاعل، مضارع تقطع، والأصل «تتقطع» فحذفت إحدى التاءين تخفيفا، و «قلوبهم» فاعل.

قال ابن الجزري:

.......... يزيغ عن

فوز ..........

المعنى: اختلف القراء في «يزيغ» من قوله تعالى: مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ (سورة التوبة آية 117).

فقرأ المرموز له بالعين من «عن» والفاء من «فوز» وهما: «حفص، وحمزة» «يزيغ» بالياء التحتية، على تذكير الفعل، واسم «كاد» ضمير الشأن، وجملة «يزيغ قلوب فريق منهم» خبر «كاد» وجاز تذكير الفعل لأن الفاعل وهو «قلوب» جمع تكسير.

وقرأ الباقون «تزيغ» بالتاء الفوقية على تأنيث الفعل، لأن الفاعل إذا كان جمع تكسير جاز في فعله التذكير والتأنيث، وعلى تأنيث الفعل جاء قوله تعالى:

قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا (سورة الحجرات آية 14). يقال: «زاغت الشمس تزيغ زيغا» : بمعنى مالت. ويقال: «زاغ يزوغ زوغا» لغة «1» .

قال ابن الجزري:

..........

.... يرون خاطبوا فيه ظعن

المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «فيه» والظاء من «ظعن» وهما: «حمزة، ويعقوب» «يرون» من قوله تعالى: أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ

(1) انظر: المصباح المنير ج 1/ 261.

ص: 288

مَرَّتَيْنِ (سورة التوبة آية 126) بتاء الخطاب، والمخاطب المؤمنون على جهة التعجب، والتنبيه لهم بما يعرض للمنافقين من الفتن، وهم لا يزدجرون بها عن نفاقهم. و «ترى» بصريّة، و «أنهم يفتنون» الخ سدّت مسدّ مفعولي «ترى» .

وقرأ الباقون «يرون» بياء الغيبة، جريا على نسق ما قبله من الإخبار عن المنافقين في قوله تعالى: وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ (آية 125)، وفي الكلام معنى التوبيخ لهم، والتقريع على تماديهم على نفاقهم مع ما يرون من الفتن، والمحن في أنفسهم فلا يتوبون من نفاقهم و «يرى» بصرية أيضا، و «أنهم يفتنون» الخ سدّت مسدّ مفعولي «يرى» .

(والله أعلم) تمّت سورة التوبة ولله الحمد والشكر

ص: 289