المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة الإسراء قال ابن الجزري: يتّخذوا حلا .......... … .......... المعنى: اختلف القراء - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌ ‌سورة الإسراء قال ابن الجزري: يتّخذوا حلا .......... … .......... المعنى: اختلف القراء

‌سورة الإسراء

قال ابن الجزري:

يتّخذوا حلا ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «تتخذوا» من قوله تعالى: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (سورة الإسراء آية 2).

فقرأ المرموز له بالحاء من «حلا» وهو: «أبو عمرو» «ألّا يتخذوا» بياء الغيب، وذلك حملا على لفظ الغيبة المتقدم ذكرها في قوله تعالى أوّل الآية:

وَآتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ و «أن» مصدريّة» مجرورة بحرف جرّ محذوف، و «لا» نافية، أي لئلا يتخذوا وكيلا من دوني.

وقرأ الباقون «ألّا تتخذوا» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، و «أن» مفسّرة بمعنى «أي» و «لا» ناهية، والمعنى: وقلنا لهم لا تتخذوا وكيلا من دوني.

قال ابن الجزري:

.......... يسوء فاضمما

همزا وأشبع عن سما النّون رمى

المعنى: اختلف القراء في «ليسوءوا» من قوله تعالى: فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ (سورة الأسراء آية 7).

فقرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «سما» وهم: «حفص، ونافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب» «ليسوءوا» بالياء التحتية، وضم الهمزة، وبعدها واو ساكنة، والفعل مسند إلى واو الجماعة، وهي عائدة على «عبادا» في قوله تعالى: بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (آية 5)

ص: 365

وقد جرى الكلام على نسق واحد وهو الغيبة، والجمع، لأن قبله: فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ (آية 5) - وبعده وَلِيَدْخُلُوا، وَلِيُتَبِّرُوا (آية 7).

وقرأ المرموز له بالراء من «رمى» وهو: «الكسائي» «لنسوء» بنون العظمة، وفتح الهمزة من غير مدّ بعدها، على أنه فعل مضارع مسند إلى ضمير المعظم نفسه تقديره «نحن» وذلك على الإخبار من الله تعالى عن نفسه، لمناسبة قوله تعالى قبل: فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ (آية 5). وقوله: ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ (آية 6) ليكون آخر الكلام محمولا على أوله، وحينئذ يكون الكلام على نسق واحد.

وقرأ الباقون وهم: «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، وخلف العاشر» «ليسوء» بالياء التحتية وفتح الهمزة، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الوعد» والمراد به «الموعود» وهو العذاب الذي أعده الله لهم، وحينئذ يكون الإسناد مجازيّا. أو يكون الفاعل ضميرا يعود على الله تعالى المتقدم ذكره، وحينئذ يكون في الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة.

قال ابن الجزري:

ونخرج اليا ثوى وفتح ضم

وضمّ راء ظنّ فتحها ثكم

المعنى: اختلف القراء في «ونخرج» من قوله تعالى: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (سورة الإسراء آية 13).

فقرأ «أبو جعفر» «ويخرج» بياء تحتية مضمومة، وراء مفتوحة، على أنه مضارع «أخرج» الرباعي، مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «طائره» المتقدم ذكره في قوله تعالى: وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ و «كتابا» حال.

وقرأ «يعقوب» «ويخرج» بالياء التحتية المفتوحة، وراء مضمومة، على أنه

ص: 366

مضارع «خرج» الثلاثي، مبني للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «طائره» أيضا، و «كتابا» حال.

وقرأ الباقون «ونخرج» بنون العظمة المضمومة، وراء مكسورة، على أنه مضارع «أخرج» الرباعي، مبني للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» لأن قبله وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلًا وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ و «كتابا» مفعول به.

قال ابن الجزري:

يلقا اضمم اشددكم ثنا

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «يلقاه» من قوله تعالى: وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً (سورة الإسراء آية 13).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والثاء من «ثنا» وهما: «ابن عامر، وأبو جعفر» «يلقّاه» بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف، على أنه مضارع «لقّى» مضعف العين، مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الإنسان» المتقدم ذكره في قوله تعالى: وَكُلَّ إِنسانٍ وهو المفعول الأول، والهاء التي في «يلقه» مفعوله الثاني، وهي عائدة على «كتبا» و «منشورا» صفة إلى «كتبا» .

وقرأ الباقون «يلقه» بفتح الياء، وتخفيف القاف، وسكون اللام، على أنه مضارع «لقي» الثلاثي، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على صاحب الكتاب وهو الإنسان المتقدم ذكره، والضمير في «يلقه» مفعول به، وهو عائد على «كتبا» و «منشورا» صفة إلى «كتبا» .

قال ابن الجزري:

.......... مدّ أمر

ظهر ..........

ص: 367

المعنى: اختلف القراء في «أمرنا» من قوله تعالى: وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها (سورة الإسراء آية 16).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظهر» وهو: «يعقوب» «ءامرنا» بمد الهمزة بمعنى: «أكثرنا» .

والمعنى: أكثرنا مترفيها ففسقوا فيها بارتكاب المعاصي، ومخالفة أمر الله تعالى.

وقرأ الباقون «أمرنا» بقصر الهمزة، من الأمر ضدّ النهي. والمعنى: أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها بعدم امتثال الأمر.

قال ابن الجزري:

..........

.......... ويبلّغان مدّ وكسر

شفا ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «يبلغنّ» من قوله تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما (سورة الإسراء آية 23).

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يبلغانّ» بإثبات ألف بعد الغين مع المدّ، وكسر النون مشددة، على أن الفعل مسند إلى ألف الاثنين وهي الفاعل، وكسرت نون التوكيد بعدها تشبيها لها بنون الرفع بعد حذف النون للجازم، و «أحدهما» بدل من ألف المثنى بدل بعض من كل، و «كلاهما» معطوف عليه.

وقرأ الباقون «يبلغنّ» بحذف الألف، وفتح النون مشددة، على أنه فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، و «أحدهما» فاعل، و «كلاهما» معطوف عليه.

قال ابن الجزري:

وحيث أفّ نوّن عن مدا

وفتح فائه دنا ظلّ كذا

ص: 368

المعنى: اختلف القراء في «أفّ» من قوله تعالى: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما (سورة الإسراء آية 23). ومن قوله تعالى: أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (سورة الأنبياء آية 67). ومن قوله تعالى: وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما (سورة الأحقاف آية 17).

فقرأ المرموز له بالعين من «عن» ومدلول «مدا» وهم: «حفص، ونافع، وأبو جعفر» «أفّ» في السور الثلاث بكسر الفاء منونة، والكسر لغة «أهل الحجاز، واليمن» والتنوين للتنكير.

وقرأ المرموز له بالدال من «دنا» والظاء من «ظلّ» والكاف من «كدا» وهم:

«ابن كثير، ويعقوب، وابن عامر» «أفّ» في السور الثلاث بفتح الفاء بلا تنوين.

والفتح لغة «قيس» وترك التنوين لقصد عدم التنكير.

وقرأ الباقون «أفّ» بكسر الفاء بلا تنوين، وقد سبق توجيه ذلك.

قال ابن الجزري:

وفتح خطئا من له الخلف ثرا

حرّك لهم والمكّ والمدّ درى

المعنى: اختلف القراء في «خطئا» من قوله تعالى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً (سورة الإسراء آية 31).

فقرأ المرموز له بالميم من «من» واللام من «له» والثاء من «ثرا» وهم:

«ابن ذكوان، وأبو جعفر، وهشام» بخلف عنه «خطأ» بفتح الخاء والطاء، من غير ألف، على أنه مصدر «خطئ، خطأ، فهو خاطئ» : إذا تعمّد، مثل:

«تعب يتعب تعبا» والمشهور في مصدر «خطئ» «خطأ» كما قال ابن مالك:

وفعل اللازم بابه فعل

كفرح وكجوى وكشلل

وقرأ «ابن كثير» «خطاء» بكسر الخاء، وفتح الطاء، وألف ممدودة بعدها،

ص: 369

على أنه مصدر «خاطأ يخاطئ خطاء» مثل: «قاتل يقاتل قتالا» . قال ابن مالك:

لفاعل الفعال والمفاعلة.

وقرأ الباقون «خطأ» بكسر الخاء، وسكون الطاء، وهو الوجه الثاني ل «هشام» على أنه مصدر «خطئ خطأ» بمعنى: مجانبة الصواب، مثل:«أثم إثما» .

قال ابن مالك:

وما أتى مخالفا لما مضى

فبابه النقل كسخط ورضى

قال ابن الجزري:

يسرف شفا خاطب

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «يسرف» من قوله تعالى: فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (سورة الإسراء آية 33).

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تسرف» بتاء الخطاب، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى الخطاب، والمخاطب هو «الوليّ» على معنى: لا تقتل أيها الوليّ غير قاتل وليّك.

وقيل المعنى: لا تقتل أيها الوليّ أحدا بعد أخذك الدية من القاتل.

وقرأ الباقون «يسرف» بياء الغيبة، جريا على الأسلوب السابق في قوله تعالى: فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً وضمير الغائب عائد على «الولي» والإسراف المنهي عنه هو التعدّي في القصاص، كأن يقتل غير القاتل، أو يقتل بالواحد جماعة.

قال ابن الجزري:

.......... وقسطاس اكسر

ضمّا معا صحب ..........

المعنى: اختلف القراء في «بالقسطاس» من قوله تعالى: وَزِنُوا

ص: 370

بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (سورة الإسراء آية 35). وقوله تعالى: وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (سورة الشعراء آية 182).

فقرأ مدلول «صحب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» في الموضعين بكسر القاف.

وقرأ الباقون بضم القاف، وهما لغتان: فالضم لغة أهل الحجاز، والكسر لغة غيرهم.

والقسطاس: الميزان، ويعبر به عن العدالة، كما يعبر عنها بالميزان.

قال ابن الجزري:

..........

.......... وضمّ ذكّر

سيّئة ولا تنوّن كم كفى

..........

المعنى: اختلف القراء في «سيئة» من قوله تعالى: كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً (سورة الإسراء آية 38).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» ومدلول «كفى» وهم: «ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «سيئه» بضم الهمزة، وبعدها هاء مضمومة موصولة، على أنها اسم «كان» و «مكروها» خبرها.

والمعنى: كل ما ذكر مما أمرتم به، ونهيتم عنه من قوله تعالى: وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ إلى هنا كان سيئه وهو ما نهيتم عنه خاصة مكروها، وذكّر «مكروها» على لفظ «كل» .

وقرأ الباقون «سيئة» بفتح الهمزة، وبعدها تاء تأنيث منصوبة منونة، على التوحيد، خبر «كان» وأنّث حملا على معنى «كل» واسمها ضمير يعود على «كل» واسم الإشارة:«ذلك» عائد على ما ذكر من النواهي السابقة، و «عند ربك» متعلق ب «مكروها» و «مكروها» خبر بعد خبر، وقال تعالى «مكروها» ولم يقل

ص: 371

«مكروهة» لأنه عائد على لفظ «كل» . والمعنى: كل ما سبق من النواهي المتقدمة كان سيئه مكروها عند ربك.

قال ابن الجزري:

..........

ليذكروا اضمم خفّفن معا شفا

المعنى: اختلف القراء في «ليذكروا» من قوله تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (سورة الإسراء آية 41). ومن قوله تعالى: وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا (سورة الفرقان آية 50).

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ليذكروا» في الموضعين بسكون الذال، وضم الكاف مخففة، على أنه مضارع «ذكر يذكر» الثلاثي من «الذّكر» ضدّ النسيان.

وقرأ الباقون «ليذّكّروا» بتشديد الذّال، والكاف حالة كونهما مفتوحتين، على أنه مضارع «تذكّر يتذكّر» مضعف العين، وأصله «يتذكر» فأبدلت التاء «ذالا» وأدغمت في «الذال» وذلك لوجود التقارب بينهما في المخرج: إذ التاء تخرج من طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا، و «الذال» تخرج من طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا.

كما أنهما مشتركان في الصفات الآتية: «الاستفال، والانفتاح، والإصمات» والتذكّر معناه: التيقظ، والمبالغة في الانتباه من الغفلة، ومنه قوله تعالى: وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (سورة القصص آية 51).

قال ابن الجزري:

وبعد أن فتى ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «أن يذكر» من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (سورة الفرقان آية 62).

ص: 372

فقرأ مدلول «فتى» وهما: «حمزة، وخلف العاشر» «يذكر» بتخفيف «الذال» مسكنة، وتخفيف الكاف مضمومة، على معنى الذكر لله تعالى، وهو مضارع «ذكر يذكر» الثلاثي.

وقرأ الباقون «يذّكّر» بتشديد الذال والكاف حالة كونهما مفتوحتين، على معنى:«التذكّر، والتدبّر، والاعتبار مرّة بعد مرّة» وهو مضارع «تذكّر» مضعف العين، والأصل «يتذكر» فأدغمت التاء في الذال، لتقاربهما في المخرج، إذ التاء تخرج من طرف اللسان، وأصول الثنايا العليا، و «الذال» تخرج من طرف اللسان، وأطراف الثنايا العليا كما أنهما متفقان في الصفات الآتية: الاستفال، والانفتاح، والإصمات.

قال ابن الجزري:

.......... ومريم نما

إذ كم ..........

المعنى: اختلف القراء في «يذكر» من قوله تعالى: أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً (سورة مريم آية 67).

فقرأ المرموز له بالألف من «إذ» والكاف من «كم» والنون من «نما» وهم:

«نافع، وابن عامر، وعاصم» «يذكر» بإسكان الذال، وضم الكاف على أنه مضارع «ذكر» من الذكر الذي يكون عقيب النسيان والغفلة.

وقرأ الباقون «يذّكّر» بتشديد «الذال، والكاف» على أنه مضارع «تذكّر» مضعف العين، وأصله «يتذكر» فابدلت التاء ذالا، وأدغمت في «الذال» .

قال ابن الجزري:

..........

... يقول عن دعا ..........

المعنى: اختلف القراء في «يقولون» من قوله تعالى: قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ (سورة الإسراء آية 42).

ص: 373

فقرأ المرموز له بالعين من «عن» والدال من «دعا» وهما: «حفص، وابن كثير «يقولون» بياء الغيب، مناسبة للفظ الغيب المتقدم في قوله تعالى: وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (آية 41).

وقرأ الباقون «تقولون» بتاء الخطاب، حملا على الخطاب الذي سيقوله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، على معنى: قل لهم يا محمد: لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا* سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (الآيتان 42 - 43)، فجرى الكلام في الخطاب لهم على نسق واحد.

قال ابن الجزري:

..........

.......... الثّاني سما

نل كم ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «يقولون» من قوله تعالى: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً (سورة الإسراء آية 43).

فقرأ مدلول «سما» والمرموز له بالنون من «نل» والكاف من «كم» وهم:

«نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وأبو جعفر، ويعقوب، وعاصم، وابن عامر» «يقولون» بياء الغيب، ومعهم «رويس» بخلف عنه، عملا بقول «ابن الجزري»:«وفيهما خلف رويس وقعا» . مناسبة للفظ الغيب المتقدم في قوله تعالى: وَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُوراً (آية 41) فحمل آخر الكلام على أوله، فجرى على نسق واحد وهو الغيبة.

وقرأ الباقون وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» ورويس، في وجهه الثاني «تقولون» بتاء الخطاب، مراعاة لحكاية ما يقوله لهم الرسول صلى الله عليه وسلم، على معنى: قل لهم يا محمد: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً.

قال ابن الجزري:

يسبّح صدا عمّ دعا

وفيهما خلف رويس وقعا

ص: 374

المعنى: اختلف القراء في «تسبح» من قوله تعالى: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ (سورة الإسراء آية 44).

فقرأ المرموز له بالصاد من «صدا» ومدلول «عمّ» والمرموز له بالدال من «دعا» وهم: «شعبة، ونافع، وابن عامر، وأبو جعفر، ورويس» بخلف عنه «يسبح» بياء التذكير، وذلك للفصل بين الفعل والفاعل وهو «السماوات» بالجار والمجرور، ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقي.

وقرأ الباقون «تسبح» بتاء التأنيث، وهو الوجه الثاني ل «رويس» وذلك حملا على تأنيث لفظ الفاعل وهو «السماوات» .

قال ابن الجزري:

ورجلك اكسر ساكنا عد

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «ورجلك» من قوله تعالى: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ (سورة الإسراء آية 64).

فقرأ المرموز له بالعين من «عد» وهو: «حفص» ورجلك» بكسر الجيم، على أنه صفة مشبهة بمعنى «راجل» ضدّ الراكب، مثل:«ندس، وحذر» .

وقرأ الباقون «ورجلك» بإسكان الجيم، على أنه جمع «راجل» نحو:

«صاحب، وصحب، وراكب، وركب» .

قال ابن الجزري:

.......... نخسفا

وبعده الأربع نون حز دفا

يغرقكم منها فأنّث ثق غنا

..........

المعنى: اختلف القراء في «أن يخسف، أو يرسل، أن يعيدكم، فيرسل، فيغرقكم» من قوله تعالى: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا* أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تارَةً أُخْرى فَيُرْسِلَ

ص: 375

عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً (سورة الإسراء الآيتان 68 - 69).

فقرأ المرموز له بالحاء من «حز» والدال من «دفا» وهما: «أبو عمرو، وابن كثير» بنون العظمة في الأفعال الخمسة، وذلك على الالتفات من الغيبة إلى التكلم، لأن سياق الآيات على الغيبة إذ قبلها قوله تعالى: وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ (آية 67).

وقرأ المرموز له بالثاء من «ثق» والغين من «غنا» وهما: «أبو جعفر، ورويس» «فتغرقكم» بتاء التأنيث، وبقية الأفعال بياء الغيبة.

وجه التأنيث في «فتغرقكم» أن الفعل مسند إلى ضمير «الريح» وهي مؤنثة.

ووجه الغيبة في بقية الأفعال، أنها مسندة إلى ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربكم» المتقدم ذكره في قوله تعالى: رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ (آية 66).

وقرأ الباقون بياء الغيبة في الأفعال الخمسة، على أن الفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «ربكم» .

قال ابن الجزري:

..........

خلفك في خلافك اتل صف ثنا

حبر ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «خلفك» من قوله تعالى: وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا (سورة الإسراء آية 76).

فقرأ المرموز له بالألف من «اتل» والصاد من «صف» والثاء من «ثنا» ومدلول «حبر» وهم: «نافع، وشعبة، وأبو جعفر، وابن كثير، وأبو عمرو» «خلفك» بفتح الخاء، وإسكان اللام من غير ألف.

ص: 376

وقرأ الباقون «خلفك» بكسر الخاء، وفتح اللام، وألف بعدهما و «خلفك، خلفك» لغتان بمعنى: بعد خروجك.

قال ابن الجزري:

.... نأى ناء معا منه ثبا

..........

المعنى: اختلف القراء في «ونئا» من قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ (سورة الإسراء آية 83). ومن قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ (سورة فصلت آية 51).

فقرأ المرموز له بالميم من «منه» والثاء من «ثبا» وهما: «ابن ذكوان، وأبو جعفر» «وناء» بألف ممدودة بعد النون، وبعدها همزة مفتوحة مثل:«شاء» وذلك على قلب الألف المنقلبة عن «ياء» - وهي لام الفعل- في موضع الهمزة- وهي عين الفعل- وقد كان وزن الفعل قبل القلب «فعل» فصار وزنه بعد القلب «فلع» بتقديم لام الكلمة على عينها.

وقرأ الباقون «نئا» بهمزة مفتوحة ممدودة بعد النون مثل: «رأى» وذلك على أصل الفعل، وهو من «النأي» وهو: البعد.

قال ابن الجزري:

..........

تفجر في الأولى كتقتل ظبا

كفى ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «تفجر» الأولى من قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً (سورة الإسراء آية 90).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظبا» ومدلول «كفى» وهم: يعقوب، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تفجر» بفتح التاء، وسكون الفاء، وضم الجيم مخففة، على أنه مضارع «فجر» الثلاثي.

ص: 377