المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة يونس عليه السلام - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: ‌سورة يونس عليه السلام

‌سورة يونس عليه السلام

قال ابن الجزري:

وإنّه افتح ثق ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في «إنّه» من قوله تعالى: إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (سورة يونس آية 4).

فقرأ المرموز له بالثاء من «ثق» وهو: «أبو جعفر» «أنّه» بفتح الهمزة، على تقدير حذف لام الجرّ، أي: لأنه يبدأ الخلق.

قال «أبو جعفر النحاس» ت 338 هـ-:

«أنّ» في موضع نصب، أي وعدكم أنّه يبدأ الخلق» اهـ- «1» .

وقرأ الباقون «إنّه» بكسر الهمزة، على الاستئناف.

قال ابن الجزري:

.......... ويا يفصّل

حقّ علا ..........

المعنى: اختلف القراء في «يفصل» من قوله تعالى: يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (سورة يونس آية 5).

فقرأ مدلول «حقّ» والمرموز له بالعين من «علا» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب، وحفص» «يفصّل» بالياء التحتية على الغيب، وذلك جريا على السياق لمناسبة قوله تعالى قبل: ما خَلَقَ اللَّهُ ذلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ (آية 5).

وقرأ الباقون «نفصّل» بنون العظمة، على الالتفات من الغيبة إلى

(1) انظر: اعراب القرآن للنحاس ج 2/ 49.

ص: 291

التكلم، وليتناسب مع قوله تعالى أول السورة: أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ (آية 2).

قال ابن الجزري:

..........

.......... قضي سمّى أجل

في رفعه انصب كم ظبى

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «لقضي إليهم أجلهم» من قوله تعالى: وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ (سورة يونس آية 11).

فقرأ المرموز له بالكاف من «كم» والظاء من «ظبى» وهما: «ابن عامر، ويعقوب» «لقضى» بفتح القاف، والضاد، وقلب الياء ألفا، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر يعود على «الله تعالى» . وقرآ «أجلهم» بالنصب مفعولا به.

وقرأ الباقون «لقضي» بضم القاف، وكسر الضاد، وفتح الياء، على البناء للمفعول. وقرءوا «أجلهم» بالرفع، نائب فاعل.

قال ابن الجزري:

.......... واقصر ولا

أدرى ولا أقسم الاولى زن هلا

خلف ..........

..........

المعنى: اختلف القراء في حذف وإثبات الألف التي بعد اللام من قوله تعالى:

1 -

قُلْ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْراكُمْ بِهِ (سورة يونس آية 16).

2 -

لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ (سورة القيامة آية 1).

فقرأ المرموز له بالزاي من «زن» والهاء من «هلا» بخلف عنه، وهو «ابن كثير» بخلف عن «البزّي» «ولأدركم» بحذف الألف التي بعد اللام، على أن

ص: 292

اللام لام الابتداء قصد بها التوكيد، أي لو شاء الله ما تلوت القرآن عليكم، ولو شاء لأعلمكم بالقرآن على لسان غيري.

وقرأ الباقون «ولا أدراكم» بإثبات ألف بعد اللام، وهو الوجه الثاني «للبزّي» على أنها «لا» النافية مؤكّدة، أي لو شاء الله ما قرأت القرآن عليكم، ولا أعلمكم به الله تعالى على لسان غيري.

وقرأ «ابن كثير» بخلف عن «البزّي» «لأقسم» بهمزة بعد اللام من غير ألف، على أن «اللام» لام قسم، دخلت على «أقسم» وجعل «أقسم» حالا أي حاضرا، وإذا كان الفعل حالا لم تلزمه النون، لأن النون المشددة- أي نون التوكيد الثقيلة- إنما تدخل لتأكيد القسم، ولتؤذن بالاستقبال، فإذا لم يكن الفعل للاستقبال وجب ترك دخول النون فيه.

وقيل: إنّ «اللام» لام الابتداء للتأكيد.

وقرأ الباقون «لا أقسم» بألف بعد اللام، وبهمزة قبل القاف، وهو الوجه الثاني «للبزّي» .

قال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت 210 هـ-:

«إنّ «لا» زائدة، والتقدير: أقسم، وزيادتها جارية في كلام العرب، كما في قوله تعالى: ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ (سورة الأعراف آية 12) يعني:

«أن تسجد» فالمعنى: أقسم بيوم القيامة» اهـ- «1» .

وقال «أبو زكريا الفراء» ت 207 هـ-:

«هي ردّ لكلامهم حيث أنكروا البعث، كأنه قال: ليس الأمر كما ذكرتم أقسم بيوم القيامة، وذلك كقول القائل: «لا والله» ، ف «لا» ردّ لكلام قد تقدّمها» اهـ- «2» .

(1) انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2/ 349.

(2)

انظر: الكشف عن وجوه القراءات ج 2/ 349.

وتفسير الشوكاني ج 5/ 335.

ص: 293

قال ابن الجزري:

.......... وعمّا يشركوا كالنّحل مع

روم سما نل كم ..........

المعنى: اختلف القراء في «يشركون» في أربعة مواضع وهي:

1 -

قوله تعالى: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة يونس آية 18).

2 -

قوله تعالى: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة النحل آية 1).

3 -

قوله تعالى: خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (سورة النحل آية 3).

4 -

قوله تعالى: سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ* ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (سورة الروم الآيتان 40 - 41).

فقرأ مدلول «سما» والمرموز له بالنون من «نل» والكاف من «كم» وهم:

«نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم، وأبو جعفر، ويعقوب» «يشركون» في المواضع الأربعة بياء الغيبة، وذلك على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.

وقرأ الباقون وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تشركون» في المواضع الأربعة بتاء الخطاب، وذلك جريا على نسق ما قبله:

أمّا في «يونس» فلمناسبة الخطاب في قوله تعالى في الآية نفسها: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ (سورة يونس آية 18).

وأمّا في «النحل» فلمناسبة الخطاب قبل في الآية نفسها وهو قوله تعالى:

أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (آية 1).

وأمّا في «الروم» فلمناسبة الخطاب قبل في الآية نفسها وهو قوله تعالى:

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ الخ. (آية 40) قال ابن الجزري:

..........

.......... ويمكروا شفع

ص: 294