الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «ولا تقتلوهم، حتى يقتلوكم، فإن قتلوكم» من قوله تعالى: وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ (سورة البقرة آية 191) بفتح تاء الفعل الأول، وياء الثاني، وإسكان القاف فيهما وضمّ التاء بعدها، وحذف الألف التي بعد القاف في الكلمات الثلاث، على أن الفعل مشتق من «القتل» .
وقرأ الباقون بإثبات الألف في الكلمات الثلاث، مع ضمّ تاء الفعل الأول، وياء الثاني، وفتح القاف فيهما مع كسر تاءيهما، وهو مشتق من «القتال» .
تنبيه:
حذفت الألف في الرسم من الأفعال الثلاثة إشارة إلى قراءة «حمزة» ومن معه، وهو حذف إشارة، وفي هذا يقول صاحب مورد الظمآن «الخرّاز»:
كذا وقاتلوهم في البقرة
…
وقبله ثلاثة مقتصره
قال ابن الجزري:
..........
…
... وفتح السلم حرم رشفا
عكس القتال في صفا الانفال صر
…
..........
المعنى: اختلف القراء في لفظ «السلم» وقد وقع في ثلاثة مواضع:
الأول: قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً (سورة البقرة آية 208).
والثاني: قوله تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها (سورة الأنفال آية 61).
والثالث: قوله تعالى: فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ (سورة محمد آية 35).
فقرأ موضع البقرة المرموز لهم ب «حرم» والراء من «رشفا» وهم: «نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، والكسائي» بفتح السين.
وقرأ الباقون بكسرها، وهما لغتان في مصدر «سلم» .
قال «ابن عباس» ت 68 هـ رضي الله عنهما: «ادخلوا في السلم» : يعني الإسلام» اهـ وقال «أبو عبيدة معمر بن المثنى» ت 35 هـ و «الأخفش الأوسط» ت 215 هـ: «السّلم» بالكسر: الإسلام، وبالفتح: الصلح، والمراد به الإسلام، لأن من دخل في الإسلام فقد دخل في الصلح، فالمعنى: ادخلوا في الصلح الذي هو الإسلام» اهـ.
وقرأ موضع سورة «محمد» صلى الله عليه وسلم المرموز له بالفاء من «في» ومدلول «صفا» وهم: «حمزة، وشعبة، وخلف العاشر» بكسر السين.
وقرأ الباقون بفتحها.
وقرأ موضع سورة الأنفال المرموز له بالصاد من «صر» وهو: «شعبة» بكسر السين.
وقرأ الباقون بفتحها.
قال ابن الجزري:
..........
…
وخفض رفع والملائكة ثر
المعنى: قرأ المرموز له بالثاء من «ثر» وهو «أبو جعفر» «والملائكة» من قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ (سورة البقرة آية 210) بخفض التاء، عطفا على «ظلل» .
وقرأ الباقون برفع التاء، عطفا على لفظ الجلالة «الله» .
قال ابن الجزري:
ليحكم اضمم وافتح الضمّ ثنا
…
كلّا ..........
المعنى: اختلف القراء في لفظ «ليحكم» حيثما وقع في القرآن الكريم وقد وقع في السور الآتية:
1 -
قوله تعالى: وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ (سورة البقرة آية 213).
2 -
قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (سورة آل عمران آية 23).
3 -
قوله تعالى: وَإِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (سورة النور آية 48).
4 -
قوله تعالى: إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ (سورة النور آية 51).
فقرأ «أبو جعفر» «ليحكم» في المواضع الأربعة بضم الياء، وفتح الكاف، على البناء للمفعول، حذف فاعله لإرادة عموم الحكم من كل حاكم.
وقرأ الباقون «ليحكم» في المواضع الأربعة أيضا بفتح الياء، وضمّ الكاف على البناء للفاعل، أي ليحكم النبيّ بالكتاب المنزّل عليه.
قال ابن الجزري:
..........
…
... يقول ارفع ألا ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «ألا» وهو: «نافع» يقول «من قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ (سورة البقرة آية 214) برفع اللام، على أنه فعل ماض بالنسبة إلى زمن الإخبار، أو حال باعتبار الحال الماضية التي كان عليها الرسول فلم تعمل فيه حتّى.
قال «ابن مالك» ت 672 هـ في ألفيته:
وتلو حتّى حالا أو مؤوّلا
…
به ارفعن ..........
وقال «ابن هشام» أبو عبد الله جمال الدين ت 761 هـ: «وأمّا رفع الفعل بعد حتّى فله ثلاثة شروط:
الأول: كونه مسبّبا عمّا قبلها، ولهذا امتنع الرفع في نحو «سرت حتى تطلع الشمس» لأن السير لا يكون سببا لطلوعها.
والثاني: أن يكون زمن الفعل الحال لا الاستقبال، على العكس من شرط النصب، إلا أن الحال تارة يكون تحقيقا، وتارة يكون تقديرا، فالأول:
كقولك: «سرت حتى أدخلها» برفع اللام، إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول، والثاني: كالمثال المذكور إذا كان السير والدخول قد مضيا، ولكنك أردت حكاية الحال، وعلى هذا جاء الرفع في قوله تعالى: وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ لأن الزلزال والقول قد مضيا.
والثالث: أن يكون ما قبلها تامّا، ولهذا امتنع الرفع في نحو:«كان سيري حتى أدخلها» إذا حملت «كان» على النقصان دون التمام» اهـ «1» .
وقرأ الباقون «يقول» بنصب اللام، والتقدير: إلى أن يقول الرسول، فهو غاية، والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم.
قال «ابن مالك» في ألفيته:
وبعد حتّى هكذا إضمار أن
…
حتم كجد حتّى تسرّ ذا حزن
وقال «ابن هشام» :
«فأمّا نصب الفعل بعد حتّى فشرطه كون الفعل مستقبلا بالنسبة إلى ما قبلها، سواء كان مستقبلا بالنسبة إلى زمن التكلم أو لا: فالأول: كقوله تعالى:
لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (سورة طه آية 91) فإن رجوع «موسى» عليه السلام مستقبل بالنسبة إلى الأمرين جميعا. والثاني: كقوله تعالى:
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ (سورة البقرة آية 214) لأن قول الرسول وإن كان ماضيا بالنسبة إلى زمن الإخبار، إلّا أنه مستقبل بالنسبة إلى زلزالهم.
ثم قال: «ولحتّى التي ينتصب بها الفعل معنيان: فتارة تكون بمعنى «كي» وذلك إذا كان ما قبلها علّة لما بعدها، نحو:«أسلم حتّى تدخل الجنة» .
وتارة تكون بمعنى «إلى» وذلك إذا كان ما بعدها غاية لما قبلها، كقوله
(1) انظر: شرح قطر الندى لابن هشام ص 68.
تعالى: لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى (سورة طه آية 91) ثم قال: والنصب في هذه المواضع وما أشبهها بأن مضمرة بعد حتّى حتما لا بحتّى نفسها، خلافا للكوفيين، لأنها قد عملت في الأسماء الجرّ كقوله تعالى: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (سورة القدر آية 5) فلو عملت في الأفعال النصب لزم أن يكون لنا عامل واحد يعمل تارة في الأسماء، وتارة في الأفعال، وهذا لا نظير له في العربية» اهـ. «1»
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... العفو حنا
المعنى: قرأ المرموز له بالحاء من «حنا» وهو «أبو عمرو» «العفو» من قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ (سورة البقرة آية 219) برفع الواو، على أن «ما» استفهاميّة، و «ذا» موصولة، فوقع جوابها مرفوعا، وهو خبر لمبتدا محذوف، أي الذي ينفقونه العفو.
وقرأ الباقون بنصب «الواو» على أنّ «ماذا» مفعول مقدّم، والتقدير: أيّ شيء ينفقونه، فوقع الجواب منصوبا بفعل مقدر، أي انفقوا العفو.
والعفو: هو ما فضل عن حاجة الإنسان، وحاجة من يعولهم.
واعلم أن «ذا» تستعمل موصولة وتكون مثل «ما» في أنها تستعمل بلفظ واحد: للمذكر، والمؤنث، مفردا كان، أو مثنى، أو مجموعا، وشرط استعمالها موصولة أمران:
الأول: أن تكون مسبوقة ب «ما» أو «من» الاستفهاميتين، نحو:«من ذا جاءك، أو ماذا فعلت» .
والثاني: إذا لم تلغ في الكلام، بمعنى: إذا لم تجعل «ما» مع «ذا» أو «من» مع «ذا» كلمة واحدة للاستفهام. وإلى ذلك أشار ابن مالك في ألفيته بقوله:
(1) انظر: شرح قطر الندى ص 67 - 68.
ومثل ماذا بعد ما استفهام
…
أو من إذا لم تلغ في الكلام
قال ابن الجزري:
إثم كبير ثلّث البا في رفا
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» والراء من «رفا» وهما: «حمزة، والكسائي» «كبير» من قوله تعالى: قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ (سورة البقرة آية 219) بالثاء المثلثة، والكثرة باعتبار الآثمين من الشاربين والمقامرين.
وقرأ الباقون «كبير» بالباء الموحّدة، أي إثم عظيم، لأنه يقال لعظائم الفواحش كبائر.
قال ابن الجزري:
..........
…
يطهرن يطّهّرن في رخا صفا
المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «في» والراء من «رخا» ومدلول «صفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وشعبة، وخلف العاشر» «يطهرن» من قوله تعالى:
فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ (سورة البقرة آية 222) بفتح الطاء، والهاء، مع التشديد فيهما، على أنه مضارع «تطهّر» أي اغتسل، والأصل «يتطهرن» فأدغمت التاء في الطاء، لوجود التجانس بينهما، لأنهما يخرجان من مخرج واحد وهو: طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا.
وقرأ الباقون «يطهرن» بسكون الطاء، وضمّ الهاء مخففة، على أنه مضارع «طهر» يقال: طهرت المرأة: إذا شفيت من الحيض، واغتسلت.
المعنى: نهى الله تعالى الأزواج عن مباشرة زوجاتهم بالجماع أثناء الحيض، لما فيه من الضرر الشديد والأذى، ويكون ذلك سببا في كثير من الأمراض التي أثبتها الطبّ الحديث، كما بيّن سبحانه وتعالى أنه ينبغي على الزوج أن لا يجامع امرأته إلّا بعد انقطاع دم الحيض تماما واغتسالها، وهذا ما يستفاد من قوله
تعالى: فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ (سورة البقرة آية 222) أي إذا اغتسلن بالماء بعد انقطاع الدم فأتوهنّ من حيث أمركم الله تعالى، أي من «القبل» فقط. جاء في «المحكم»:«طهرت» بتثليث الهاء: انقطع دمها، ورأت الطهر، واغتسلت من الحيض وغيره» اهـ.
وقال «الزبيدي» : «الطهر» بضم الطاء: نقيض النجاسة كالطهارة بالفتح، والطهر أيضا: نقيض الحيض، والمرأة طاهرة من الحيض، وطاهرة من النجاسة» اهـ- «1» .
قال ابن الجزري:
ضمّ يخافا فز ثوى ..........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالفاء من «فز» ومدلول «ثوى» وهم: «حمزة، وأبو جعفر، ويعقوب» «يخافا» من قوله تعالى: وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ (سورة البقرة آية 229) بضمّ الياء على البناء للمفعول، فحذف الفاعل وناب عنه ضمير الزوجين، و «ألّا يقيما حدود الله» بدل اشتمال من ضمير الزوجين، والتقدير: إلّا أن يخافا عدم إقامتهما حدود الله.
وقرأ الباقون «يخافا» بفتح الياء، على البناء للفاعل، وإسناد الفعل إلى ضمير الزوجين المفهوم من السياق، و «ألّا يقيما حدود الله» مفعول به.
قال ابن الجزري:
.......... تضار حق
…
رفع وسكّن خفّف الخلف ثدق
مع لا يضار ..........
…
..........
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «حق» وهم: «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب» «لا تضارّ» من قوله تعالى: لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها (سورة البقرة آية 233) برفع
(1) انظر: تاج العروس مادة «طهر» ج 3/ 362.
الراء مشدّدة، على أنه فعل مضارع من «ضارّ» مشدد الراء مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، ولا نافية ومعناها النهي للمشاكلة.
ثم أمر للمرموز له بالثاء من «ثدق» وهو أبو جعفر بالقراءة بسكون الراء مخففة بخلف عنه، على أنه مضارع من «ضار يضير» و «لا» ناهية والفعل مجزوم بها.
فتعين للباقين من القراء العشرة القراءة ب «لا تضارّ» بفتح الراء مشددة، وهو الوجه الثاني «لأبي جعفر» ، على أنه فعل مضارع من «ضارّ» مشدد الراء، ولا ناهية، والفعل مجزوم بها، ثم تحركت الراء الأخيرة بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين على غير قياس، لأن الأصل في التخلص من الساكنين أن يكون للحرف الأول، وكانت فتحة لخفتها.
ثم عطف الناظم على ترجمة «أبي جعفر» فقال مع لا يضار، أي أنّ المرموز له بالثاء من «ثدق» وهو «أبو جعفر» بخلف عنه قرأ «ولا يضارّ» من قوله تعالى: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ (سورة البقرة آية 282) بسكون الراء مخففة، على أنه مضارع من «ضار يضير» و «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها.
وقرأ الباقون من القراء بعد «أبي جعفر» «ولا يضارّ» بفتح الراء مشددة، على أن «لا» ناهية، والفعل مجزوم بها، والأصل «ولا يضارر» «براءين» فأدغمت الراء الأولى في الثانية، ثم تحركت الراء الثانية بالفتح تخلصا من التقاء الساكنين على غير قياس، لأن الأصل في التخلص من التقاء الساكنين أن يكون بالكسر، وكانت فتحة لخفتها، وهي القراءة الثانية «لأبي جعفر» .
قال ابن الجزري:
.......... وآتيتم قصره
…
كأوّل الروم دنا ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالدال من «دنا» وهو: «ابن كثير» «ءاتيتم» من قوله تعالى:
1 -
فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ (سورة البقرة آية 233).
2 -
وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ (الموضع الأول من الروم آية 39).
قرأ «ابن كثير» «أتيتم» في الموضعين المذكورين بقصر الهمزة، على معنى:
جئتم، وفعلتم.
وقرأ الباقون «آتيتم» بالمدّ، على معنى: أعطيتم.
تنبيه: «ءاتيتم» الموضع الثاني في الروم (آية 39) وهو قوله تعالى: وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ اتفق القراء العشرة على قراءته بالمد، لأن المراد به: أعطيتم.
قال ابن الجزري:
..........
…
.......... وقدره
حرّك معا من صحب ثابت
…
... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالميم من «من» ومدلول «صحب» والثاء من «ثابت» وهم: «ابن ذكوان، وحفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وأبو جعفر» «قدره» معا، من قوله تعالى: وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (سورة البقرة آية 236) بفتح الدال.
وقرأ الباقون بإسكان الدال، والفتح والإسكان لغتان بمعنى واحد، وهو الطاقة والقدرة.
قال «الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة» ت 215 هـ-: «القدر» بفتح الدال، وسكونها:«الطاقة، ومبلغ الشيء» . «1»
قال ابن الجزري:
.......... وفا
…
كلّ تمسوهنّ ضمّ امدد شفا
(1) انظر: تاج العروس مادة «قدر» . ج 3/ 481.
المعنى: قرأ المرموز لهم ب «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تمسوهن» في جميع القرآن، وقد جاء في ثلاثة مواضع:
الأول: قوله تعالى: لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً (سورة البقرة آية 236).
الثاني: قوله تعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (سورة البقرة آية 237).
الثالث: قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ (سورة الأحزاب آية 49) قرءوا كل ذلك «تماسّوهنّ» بضم التاء، وإثبات ألف بعد الميم مع المدّ المشبع، من المفاعلة التي تكون بين اثنين، لأن كل واحد من الزوجين يمسّ الآخر أثناء الجماع.
وقرأ الباقون الألفاظ الثلاثة «تمسّوهنّ» بفتح التاء من غير ألف ولا مدّ، على أنّ «المسّ» من الرجال، ومعناه:«الجماع» على القراءتين.
قال ابن الجزري:
وصيّة حرم صفا ظلّا رفه
…
...
المعنى: قرأ مدلول «حرم» ، ومدلول «صفا» والظاء من «ظلّا» والراء من «رفه» وهم:«نافع، وابن كثير، وأبو جعفر، وشعبة، وخلف العاشر، ويعقوب، والكسائي» «وصيّة» من قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ (سورة البقرة آية 240) برفع التاء، على أنها خبر لمبتدإ محذوف، والتقدير:«أمرهم وصية» أو مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: تلزمهم وصية.
وقرأ الباقون «وصيّة» بالنصب، على أنها مفعول مطلق، أي يوصون وصيّة.
قال ابن الجزري:
..........
…
وارفع شفا حرم حلا يضاعفه
معا وثقله وبابه ثوى
…
كس دن
المعنى: قرأ «نافع، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «فيضاعفه» معا وهما في قوله تعالى:
1 -
فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً (سورة البقرة آية 245).
2 -
فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (سورة الحديد آية 11) بتخفيف العين، وألف قبلها مع رفع الفاء، على الاستئناف، أي فهو يضاعفه.
وقرأ «ابن كثير، وأبو جعفر» «فيضعّفه» بتشديد العين، وحذف الألف مع رفع الفاء، على الاستئناف أيضا.
وقرأ «ابن عامر، ويعقوب» «فيضعّفه» بتشديد العين، وحذف الألف مع نصب الفاء، على أن الفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، لوقوعها بعد الاستفهام.
وقرأ «عاصم» «فيضاعفه» بتخفيف العين، وألف قبلها مع نصب الفاء بأن مضمرة.
وجه التشديد في العين أنه مضارع «ضعّف» مضعف العين، ووجه التخفيف أنه مضارع «ضاعف» .
ثم أمر الناظم رحمه الله تعالى بتثقيل العين، وحذف الألف التي بعد الضاد في الأفعال المشتقة من «المضاعفة» حيثما وقعت في القرآن لكل من:«ابن كثير، وابن عامر، وأبي جعفر، ويعقوب» على أنه مشتق من «ضعّف» مشدّد العين، للدلالة على التكثير. وبتخفيف العين، وإثبات الألف بعد الضاد لباقي القراء، على أنه مشتقّ من «ضاعف» .
وقد وقعت الأفعال المشتقة من المضاعفة فيما يأتي:
1 -
فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً (سورة البقرة آية 245).
2 -
وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ (سورة البقرة آية 261).
3 -
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً (سورة آل عمران آية 130).
4 -
وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها (سورة النساء آية 40).
5 -
فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (سورة الحديد آية 11).
6 -
إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ (سورة التغابن آية 17).
7 -
يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ (سورة هود آية 20).
قال ابن الجزري:
..........
…
..... ويبصط سينه فتى حوى
لي غث وخلف عن قوى زن من يصر
…
كبسطة الخلق وخلف العلم زر
المعنى: قرأ «دوري أبي عمرو، وهشام، وخلف عن حمزة، ورويس، وخلف العاشر» «يبسط، الخلق بسطة» بالسين قولا واحدا، وذلك على الأصل، وهما في قوله تعالى:
1 -
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (سورة البقرة آية 245).
2 -
وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً (سورة الأعراف آية 69).
والدليل على أن السين هي الأصل أنه لو كانت الصاد هي الأصل ما جاز أن تردّ إلى السين، لأن الصاد أقوى من السين، لأن الصاد مستعلية، ومطبقة، والسين مستفلة، ومنفتحة، ولا يصحّ أن ينقل الحرف القويّ إلى حرف أضعف منه، فإذا لم يجز أن تردّ الصاد إلى السين، وجاز أن تردّ السين إلى الصاد، علم أن السين هي الأصل.
وقرأ «نافع، والبزّي، وشعبة، والكسائي، وأبو جعفر، وروح» «ويبصط، الخلق بصطة» بالصاد قولا واحدا. وذلك لمجانسة الصاد للطاء التي بعدها، وذلك باشتراكهما في صفات:«الاستعلاء، والإطباق، والإصمات» .
وقرأ الباقون وهم: «قنبل، والسوسي، وابن ذكوان، وحفص، وخلّاد» بالصاد، والسين فيهما، وذلك جمعا بين اللغتين.
ثم أخبر الناظم رحمه الله تعالى أن المرموز له بالزاي من «زر» وهو:
«قنبل» قرأ «بسطة» من قوله تعالى: قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ (سورة البقرة آية 247) بالسين، وبالصاد، وهما لغتان.
وقرأ الباقون بالسين قولا واحدا، موافقة لرسم المصحف.
قال ابن الجزري:
عسيتم اكسر سينه معا ألا
…
..........
المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «ألا» وهو: «نافع» «عسيتم» معا وهما في قوله تعالى:
1 -
قالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا (سورة البقرة آية 246).
2 -
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ (سورة محمد آية 22) قرأهما في الموضعين «عسيتم» بكسر السين.
وقرأ الباقون بفتح السين. والفتح، والكسر لغتان في «عسى» إذا اتصل بضمير، والفتح هو الأصل للإجماع عليه في «عسى» إذا لم يتصل بالضمير. «1»
قال ابن الجزري:
…
... غرفة اضمم ظلّ كنز .....
المعنى: قرأ المرموز له بالظاء من «ظلّ» ومدلول «كنز» وهم: «يعقوب، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «غرفة» من قوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ
غُرْفَةً بِيَدِهِ
(سورة البقرة آية 249) بضم الغين، على أنه اسم للماء المغترف. والمعنى: إلا من اغترف ماء على قدر ملء اليد.
وقرأ الباقون «غرفة» بفتح الغين، على أنها اسم للمرّة.
(1) انظر: تاج العروس ج 5/ 105.
جاء في «تاج العروس» : غرف الماء بيده «يغرفه» بكسر الراء، «يغرفه» بضم الراء «غرفا»: أخذه بيده، كاغترفه، واغترف منه. «والغرفة» بفتح الغين:
للمرة الواحدة منه. «والغرفة» بكسر الغين: هيئة الغرف اهـ- «1» .
قال ابن الجزري:
..........
…
... وكلا
دفع دفاع واكسر إذ ثوى
…
... ..........
المعنى: قرأ المرموز له بالألف من «إذ» ومدلول «ثوى» وهم: «نافع، وأبو جعفر، ويعقوب» «دفع» معا من قوله تعالى:
1 -
وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ (سورة البقرة آية 251).
2 -
وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ (سورة الحج آية 40). «دفاع» بكسر الدال، وفتح الفاء، وألف بعدها، على أنها مصدر «دافع» نحو:«قاتل قتالا» .
وقرأ الباقون «دفع» بفتح الدال، وإسكان الفاء من غير ألف، على أنها مصدر «دفع يدفع» نحو:«فتح يفتح» .
قال ابن الجزري:
.......... امددا
…
أنا بضمّ الهمز أو فتح مدا
والكسر بن خلفا ..........
…
..........
المعنى: اختلف القراء العشرة في حذف وإثبات ألف «أنا» التي بعدها همزة قطع حالة الوصل، أي وصل «أنا» بما بعدها، و «أنا» إمّا أن تقع قبل همزة قطع مضمومة نحو قوله تعالى: قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ (سورة البقرة آية 258) أو
(1) انظر: تاج العروس مادة «غرف» ج 6/ 209.