المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقرأ الباقون «السّجن» بكسر السين، على أن المراد به المكان.   ‌ ‌تنبيه: اتفق - الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر - جـ ٢

[محمد سالم محيسن]

الفصل: وقرأ الباقون «السّجن» بكسر السين، على أن المراد به المكان.   ‌ ‌تنبيه: اتفق

وقرأ الباقون «السّجن» بكسر السين، على أن المراد به المكان.

‌تنبيه:

اتفق القراء العشرة على كسر السين من «السّجن» في غير الموضع الأول، وهو في قوله تعالى:

1 -

وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ (سورة يوسف آية 36).

2 -

يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ (سورة يوسف آية 39).

3 -

يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً (سورة يوسف آية 41).

4 -

فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ (سورة يوسف آية 42).

وذلك لأن المراد به «المحبس» وهو المكان الذي يسجن فيه، ولا يصح أن يراد به المصدر، بخلاف الموضع الأول فإن إرادة المصدر فيه ظاهرة، يضاف إلى ذلك ما هو أهم وهو: أن القراءة سنة متبعة ومبنية على التلقي والمشافهة.

قال ابن الجزري:

..........

.......... ودأبا حرّك علا

المعنى: اختلف القراء في «دأبا» من قوله تعالى: قالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً (سورة يوسف آية 47).

فقرأ المرموز له بالعين من «علا» وهو: «حفص» «دأبا» بفتح الهمزة.

وقرأ الباقون «دأبا» بإسكان الهمزة. والفتح، والإسكان لغتان في كل اسم ثلاثي كان ثانيه حرفا من حروف الحلق الستّة وهي: الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين،

والخاء. ومعنى «دأبا» : متوالية متتابعة.

قال ابن الجزري:

ويعصروا خاطب شفا .....

..........

المعنى: اختلف القراء في «يعصرون» من قوله تعالى: ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (سورة يوسف آية 49).

ص: 328

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «تعصرون» بتاء الخطاب، لمناسبة الخطاب الذي في قوله تعالى قبل: يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ (آية 48) وقرأ الباقون «يعصرون» بياء الغيبة، لمناسبة الغيبة التي في قوله تعالى في الآية نفسها: فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ.

قال ابن الجزري:

.......... حيث يشا

نون دنا ..........

المعنى: اختلف القراء في «حيث يشاء» من قوله تعالى: وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ (سورة يوسف آية 56).

فقرأ المرموز له بالدال من «دنا» وهو: «ابن كثير» «حيث نشاء» بالنون، على أنها نون العظمة لله تعالى، لمناسبة قوله تعالى قبل: وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وقوله تعالى بعد: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ فجرى الكلام كله على نسق واحد.

وقرأ الباقون «حيث يشاء» بالياء التحتيّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره:

«هو» يعود على نبيّ الله «يوسف» عليه السلام، فجرى الكلام على لفظ الغيبة، ودلّ على ذلك قوله تعالى: يَتَبَوَّأُ مِنْها.

قال ابن الجزري:

..........

........ وياء يرفع من يشا

ظلّ ...........

..........

المعنى: اختلف القراء في «نرفع، نشاء» من قوله تعالى: نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (سورة يوسف آية 76).

فقرأ المرموز له بالظاء من «ظلّ» وهو: «يعقوب» «يرفع، يشاء» بالياء

ص: 329

التحتية فيهما، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على الله تعالى المتقدم ذكره في قوله تعالى في الآية نفسها: ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ.

وقرأ الباقون «نرفع، نشاء» بنون العظمة فيهما، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» وهذه القراءة تناسب قوله تعالى قبل في الآية نفسها: كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ.

قال ابن الجزري:

........ وياء نكتل شفا

... ..........

المعنى: اختلف القراء في «نكتل» من قوله تعالى: فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ (سورة يوسف آية 63).

فقرأ مدلول «شفا» وهم: «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «يكتل» بالياء التحتية، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على أخيهم «بنيامين» المتقدم ذكره في قوله تعالى: فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا.

وقرأ الباقون «نكتل» بالنون، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» يعود على إخوة «يوسف» عليه السلام، المشار إليهم بقوله تعالى: فَأَرْسِلْ مَعَنا.

قال ابن الجزري:

.......... فتيان في

فتية حفظا حفظا صحب ......

المعنى: اختلف القراء في «لفتينه» من قوله تعالى: وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ (سورة يوسف آية 62) كما اختلفوا في «حفظا» من قوله تعالى: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (سورة يوسف آية 64).

فقرأ مدلول «صحب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «لفتينه» بألف بعد الياء، ونون مكسورة بعد الألف، على وزن

ص: 330

«فعلان» جمع «فتى» مثل «جار وجيران، وتاج وتيجان» .

و «الفتيان» للكثير من العدد، ويقوي ذلك قوله تعالى بعد: اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ (سورة يوسف آية 62) فكما أن «الرحال» للعدد الكثير، فكذلك «الفتيان» القائمون على شئون ذلك.

وقرأ الباقون «لفتيته» بحذف الألف، وتاء مكسورة بعد الياء، على وزن «فعلة» جمع «فتى» للقليل من العدد، مثل «أخ وإخوة، وقاع وقيعة» وذلك لأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم قلّة.

وقرأ مدلول «صحب» «حفظا» بفتح الحاء، وألف بعدها، وكسر الفاء، على وزن «فاعل» . وذلك للمبالغة، على تقدير: فالله خير الحافظين، فاكتفى بالواحد عن الجمع، ونصبه على: التمييز، أو الحال.

وقرأ الباقون «حفظا» بكسر الحاء وبدون ألف بعدها، وإسكان الفاء، على وزن «فعل» على أنه تمييز، وذلك أن إخوة «يوسف» عليه السلام لما نسبوا الحفظ إلى أنفسهم في قوله تعالى: وَنَحْفَظُ أَخانا (سورة يوسف آية 65) قال لهم أبوهم: «فالله خير حفظا» أي خير من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم.

قال ابن الجزري:

..........

.......... وفي

يوحى إليه النّون والحاء اكسرا

صحب ومع إليهم الكلّ عرا

المعنى: اختلف القراء في «نوحي إليه» من قوله تعالى: وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (سورة الأنبياء آية 25) و «نوحي إليهم» حيثما وقع في القرآن الكريم، نحو قوله تعالى:

1 -

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى (سورة يوسف آية 109).

2 -

وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (سورة النحل آية 43).

ص: 331

3 -

وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (سورة الأنبياء آية 7).

فقرأ مدلول «صحب» وهم: «حفص، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «نوحي إليه» بنون العظمة، وكسر الحاء، مبنيا للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» لمناسبة السياق في قوله تعالى قبل في الآية نفسها وَما أَرْسَلْنا و «إليه» متعلق ب «نوحي» والمصدر المنسبك من «أنه لا إله إلا أنا فاعبدون» في محلّ نصب مفعول، أي: إلا نوحي إليه كونه لا إله إلا أنا.

وقرأ الباقون «يوحى إليه» بالياء التحتية، وفتح الحاء، مبنيا للمفعول، و «إليه» متعلق ب «يوحى» والمصدر المنسبك من «أنّ» واسمها وخبرها نائب فاعل، أي: إلا يوحى إليه كونه لا إليه إلا أنا.

وقرأ المرموز له بالعين من «عرا» وهو: «حفص» «نوحي إليهم» حيثما وقع في القرآن الكريم بنون العظمة، وكسر الحاء، على البناء للفاعل، والفاعل ضمير مستتر تقديره «نحن» لمناسبة السياق في قوله تعالى قبل في الآية نفسها:

وَما أَرْسَلْنا.

وقرأ الباقون «يوحى إليهم» بالياء التحتية، وفتح الحاء، على البناء للمفعول، و «إليهم» نائب فاعل، والضمير في «إليهم» عائد على «رجالا» .

قال ابن الجزري:

وكذّبوا الخفّ ثنا شفا نوى

..........

المعنى: اختلف القراء في «قد كذبوا» من قوله تعالى: حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا (سورة يوسف آية 110).

فقرأ المرموز له بالثاء من «ثنا» ومدلول «شفا» والمرموز له بالنون من «نوى» وهم: «أبو جعفر، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر، وعاصم» «قد كذبوا» بتخفيف الذال، وقد وجهت هذه القراءة بعدّة وجوه منها وهو المشهور:

ص: 332